(230)
زيارة سادسة يُزار بها مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه
إذا زرت العسكريّين صلوات اللَّه عليهما فأت إلى السرداب ، و قِف ماسكاً جانب الباب كالمستأذن ، وسم وأنزل وعليك السكينة والوقار ، وصلّ ركعتين في عرصة السرداب وقل:
اَللَّهُ أَكْبَرُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِِ الْحَمْدُ . اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي هَدانا لِهذا ، وَعَرَّفَنا أَوْلِياءَهُ وَأَعْداءَهُ ، وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ أَئِمَّتِنا وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدينَ النَّاصِبينَ ، وَلا مِنَ الْغُلاةِ الْمُفَوِّضينَ ، وَلا مِنَ الْمُرْتابينَ الْمُقَصِّرينَ.
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللَّهِ وَابْنِ أَوْلِيائِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُدَّخَرِ لِكَرامَةِ اللَّهِ وَبَوارِ أَعْدائِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّورِ الَّذي أَرادَ أَهْلُ الْكُفْرِ إِطْفاءَهُ فَأَبَى اللَّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ ، وَأَمَدَّهُ بِالْحَياةِ حَتَّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الْحَقَّ بِرَغْمِهِمْ ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اصْطَفاكَ صَغيراً ، وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبيراً ، وَأَنَّكَ حَيٌّ لاتَمُوتُ حَتَّى تُبْطِلَ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى خُدَّامِهِ وَأَعْوانِهِ عَلى غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ ، وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزيزاً ، وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقَلاً حَريزاً ، وَاشْدُدِ اللَّهُمَّ وَطَأْتَكَ عَلى مُعانِديهِ ، وَاحْرُسْ مَوالِيَهُ وَزائِريهِ.
أَللَّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً ، فَاجْعَلْ سِلاحي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً ، وَإِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَ لِقائِهِ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكِ حَتْماً ، وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَليقَتِكَ رَغْماً ، فَابْعَثْني عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتي ، مُؤْتَزِراً كَفَني ، حَتَّى اُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّفِ الَّذي أَثْنَيْتَ عَلى أَهْلِهِ في كِتابِكَ فَقُلْتَ « كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»(107).
أَللَّهُمَّ طالَ الْإِنْتِظارُ ، وَشَمِتَ بِنَا الْفُجَّارُ ، وَصَعُبَ عَلَيْنَا الْإِنْتِظارُ . أَللَّهُمَّ أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ الْمَيْمُونَ في حَياتِنا وَبَعْدَ الْمَنُونِ . أَللَّهُمَّ إِنّي أَدينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ الْبُقْعَةِ ، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ، قَطَعْتُ في وَصْلَتِكَ الخُلّانَ ، وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الْأَوْطانَ ، وَأَخْفَيْتُ أَمْري عَنْ أَهْلِ الْبُلْدانِ ، لِتَكُونَ شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّي ، وَإِلى آبائِكَ مَوالِيَّ فى حُسْنِ التَّوْفيقِ ، وَإِسْباغِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ ، وَسَوْقِ الْإِحْسانِ إِلَيَّ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، أَصْحابِ الْحَقِّ ، وَقادَةِ الْخَلْقِ ، وَاسْتَجِبْ مِنّي ما دَعَوْتُكَ ، وَأَعْطِني ما لَمْ أَنْطِقْ بِهِ في دُعائي ، مِنْ صَلاحِ ديني وَدُنْياىَ ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
ثمّ ادخل الصفة فصلّ ركعتين وقل :
أَللَّهُمَّ عَبْدُكَ الزَّائِرُ في فِناءِ وَلِيِّكَ الْمَزُورِ ، اَلَّذي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَى الْعَبيدِ وَالْأَحْرارِ ، وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ . أَللَّهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ ، مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ .
أَللَّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ ، وَلاتَقْطَعْ أَثَري مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ أَبيهِ وَجَدِّهِ . أَللَّهُمَّ اخْلُفْ عَلَيَّ نَفَقَتي ، وَانْفَعْني بِما رَزَقْتَني في دُنْيايَ وَآخِرَتي ، لي وَلِإِخْواني وَأَبَوَيَّ وَجَميعِ عِتْرَتي .
أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ أَيُّهَا الْإِمامُ الَّذي يَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ ، وَيَهْلِكُ عَلى يَدَيْهِ الْكافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ ، يا مَوْلايَ يَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، جِئْتُكَ زائِراً لَكَ وَلِأَبيكَ وَجَدِّكَ ، مُتَيَقِّناً الْفَوْزَ بِكُمْ ، مُعْتَقِداً إِمامَتَكُمْ.
أَللَّهُمَّ اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لي عِنْدَكَ في عِلِّيّينَ، وَبَلِّغْني بَلاغَ الصَّالِحينَ، وَانْفَعْني بِحُبِّهِمْ يا رَبَّ الْعالَمينَ.(108)
قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس رحمه الله : فإذا أردت الإنصراف من حرمه الشريف ، فعد إلى السرداب المنيف وصلّ فيه ما شئت ، ثمّ قم مستقبل القبلة وقل : أَللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ إلى آخر .(109)
107) الصفّ : 4 .
108) مصباح الزائر : 444 ، المزار الكبير : 657 ، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط) : 306 .
109) نقلناه في الباب الخامس من هذا الكتاب .
بازديد امروز : 89447
بازديد ديروز : 237545
بازديد کل : 125265835
|