امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
5 - دعاء الندبة

    5) دعاء الندبة

    قال العلّامة المجلسي رحمه الله في كتابه «زاد المعاد» : بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام :

يستحبّ أن يقرء دعاء الندبة في الأعياد الأربعة ، يوم الجمعة ، يوم عيد الفطر ، يوم عيد الأضحى ويوم عيد الغدير .(28)

    رواه العلّامة المجلسي في «مزار البحار» نقلاً عن السيّد بن طاووس رحمه الله ، عن بعض أصحابنا قال : قال محمّد بن عليّ بن أبي قرّة : نقلت من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفريّ رضى الله عنه دعاء الندبة ، وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات اللَّه عليه ويستحبّ أن يدعى به في الأعياد الأربعة .

    وروى هذا الدعاء العالم الأجلّ المحدّث النوريّ رحمه الله في «تحيّة الزائر» عن «مصباح الزائر» للسيّد بن طاووس ، و«مزار» محمّد بن المشهديّ ، بالسند المذكور ، ونقل أيضاً عن «المزار القديم» ، وزاد استحبابه في ليلة الجمعة ، كاستحبابه في الأعياد الأربعة .(29) والدعاء :

    اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْليماً .

    أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أَوْلِيائِكَ ، اَلَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ ، مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ ، اَلَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلالَ ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ ، وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها ، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ .

    فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ ، وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ ، وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ إِلَيْكَ ، وَالْوَسيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ .

    فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ ، إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْها ، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ ، وَبَعْضُ‏نِ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً ، وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ ، وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْليماً ، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً ، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ ، وَأَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ .

    وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً ، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً ، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ ، مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ ، إِقامَةً لِدينِكَ ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ ، وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى أَهْلِهِ ، وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً ، وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً ، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى .

    إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ إِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ ، وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ ، وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ ، قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ ، وَبَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ ، وَأَوْطَأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ ، وَعَرَجْتَ بِهِ(30) إِلى سَمائِكَ ، وَأَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ ، إِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .

    وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ «أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدًى لِلْعالَمينَ × فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» (31) ، وَقُلْتَ «إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (32) .

    ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»(33)، وَقُلْتَ «ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»(34) ، وَقُلْتَ «ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً»(35) ، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ إِلَيْكَ ، وَالْمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ .

    فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً ، إِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ، فَقالَ وَالْمَلَأُ أَمامَهُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، أَللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ ، وَعادِ مَنْ عاداهُ ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ .

    وَقالَ مَنْ كُنْتُ أَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَميرُهُ . وَقالَ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى ، وَأَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى ، فَقالَ لَهُ أَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي ، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ ، وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ ، وَسَدَّ الْأَبْوابَ إِلّا بابَهُ .

    ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ أَنَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها ، فَمَنْ أَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها ، ثُمَّ قالَ أَنْتَ أَخي وَوَصِيّي وَوارِثي ، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي ، وَدَمُكَ مِنْ دَمي ، وَسِلْمُكَ سِلْمي ، وَحَرْبُكَ حَرْبي ، وَالْإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي ، وَأَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي ، وَأَنْتَ تَقْضي دَيْني ، وَتُنْجِزُ عِداتي ، وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني .

    وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي ، وَكانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلالِ ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى ، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتينَ ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ ، لايُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ، وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما .

    وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأْويلِ ، وَلا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ ، وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ ، وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ ، فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ ، فَأَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ ، وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ .

    وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرينَ ، يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلينَ ، لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ ، وَالْاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ ، وَ إِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلَّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ .

    فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ ، وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ ، إِذْ كانَتِ الْأَرْضُ للَّهِِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ ، وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً ، وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ، وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ .

    فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ ، وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتُذْرَفِ الدُّمُوعُ ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ ، وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ ، وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ .

    أَيْنَ الْحَسَنُ أَيْنَ الْحُسَيْنُ ، أَيْنَ أَبْناءُ الْحُسَيْنِ ، صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ ، أَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ ، أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ ، أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ ، أَيْنَ الْأَقْمارُ الْمُنيرَةُ ، أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ ، أَيْنَ أَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ .

    أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتي لاتَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيَةِ ، أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ، أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقامَةِ الْأَمْتِ وَالْعِوَجِ ، أَيْنَ الْمُرْتَجى لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ ، أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ ، أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ ، أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ ، أَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَأَهْلِهِ .

    أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ ، أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ ، أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ ، أَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ ، أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ . أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْإِفْتِراءِ ، أَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ ، أَيْنَ مُسْتَأْصِلُ أَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالْإِلْحادِ ، أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الْأَعْداءِ ، أَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى .

    أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى ، أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذي إِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الْأَوْلِياءُ ، أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ ، أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى ، أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا .

    أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ ، أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى ، أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ إِذا دَعا ، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُو الْبِرِّ وَالتَّقْوى ، أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرَّاءِ وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى .

    بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى ، يَابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبينَ ، يَابْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمين ، يَابْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ ، يَابْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ ، يَابْنَ الْغَطارِفَةِ الْأَنْجَبينَ ، يَابْنَ الْأَطائِبِ الْمُطَهَّرينَ ، يَابْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ ، يَابْنَ الْقَماقِمَةِ الْأَكْرَمينَ .

    يَابْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ ، يَابْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ ، يَابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ ، يَابْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ، يَابْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَابْنَ الْأَعْلامِ اللّائِحَةِ ، يَابْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ ، يَابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ ، يَابْنَ الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ ، يَابْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ ، يَابْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَابْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ ، يَابْنَ النَّبَإِ الْعَظيمِ ، يَابْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ .

    يَابْنَ الْآياتِ وَالْبَيِّناتِ ، يَابْنَ الدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ ، يَابْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ ، يَابْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ ، يَابْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ ، يَابْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ ، يَابْنَ يس وَالذَّارِياتِ ، يَابْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ ، يَابْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى .

    لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى ، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى ، أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذي طُوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلاتُرى ، وَلا أَسْمَعَ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلايَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى .

    بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنَّا ، بِنَفْسي أَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى ، مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنَّا ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ أَثيلِ مَجْدٍ لايُجارى ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لاتُضاهى ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لايُساوى .

    إِلى مَتى أَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ ، وَ إِلى مَتى وَأَيَّ خِطابٍ أَصِفُ فيكَ وَأَيَّ نَجْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى .

    هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا ، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى ، هَلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى ، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِغَدِهِ‏بِعِدَةٍ فَنَحْظى .

    مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى ، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى ، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً ، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى .

    أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ الْمَلَأَ وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلاً ، وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً ، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظَّالِمينَ ،  وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ .

    أَللَّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى ، وَ إِلَيْكَ أَسْتَعْدي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى ، وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيا ، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى ، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى ، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى ، وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَمَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى .

    أَللَّهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكُ التَّائِقُونَ إِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً ، وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً ، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنَّا إِماماً ، فَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً ، وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً ، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً ، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ إِيَّاهُ أَمامَنا ، حَتَّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ .

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّ أَمْرِكَ ، وَصَلِّ عَلى جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ ، وَصَلِّ عَلى أَبيهِ السَّيِّدِ الْقَسْوَرِ ، وَحامِلِ اللِّواءِ فِي الْمَحْشَرِ ، وَساقي أَوْلِيائِهِ مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ ، وَالْأَميرِ عَلى سائِرِ الْبَشَرِ ، اَلَّذي مَنْ آمَنَ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ وَشَكَرَ ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَقَدْ خَطَرَ وَكَفَرَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى أَخيهِ وَعَلى نَجْلِهِمَا الْمَيامينِ الْغُرَرِ ، ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما أَضاءَ قَمَرٌ.(36)

    وَعَلى جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى ، فاطِمَةَ الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ ، وَعَليْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْثَرَ وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها ، وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها ، وَلا نَفادَ لِأَمَدِها .

    أَللَّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الْحَقَّ ، وَأَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ ، وأَدِلْ بِهِ أَوْلِيائَكَ ، وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّي إِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ ، وَأَعِنَّا عَلى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ ، وَالْإِجْتِهادِ في طاعَتِهِ ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ.

    وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ ، وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ ، ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَفَوْزاً عِنْدَكَ ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً ، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً ، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً ، وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً ، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً ، وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً ، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ .

    وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ ، وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ ، ثُمَّ لاتَصْرِفْها عَنَّا بِجُودِكَ ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، بِكَأْسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً ، هَنيئاً سائِغاً ، لا ظَمَأَ بَعْدَهُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(37)

----------------------------------------------------------

28) زاد المعاد : 491 .  

29) مكيال المكارم : 93/2 .

30) قال في «مكيال المكارم» : أنّ قوله «وعرجت به» : موافق للنسخة الّتي نقلها العالم الربّاني الحاج ميرزا حسين النوريّ رحمه الله في كتاب «تحيّة الزائر» عن كتاب المزار القديم ، ومزار الشيخ محمّد بن المشهديّ رحمه الله ، و«مصباح الزائر» للسيّد بن طاووس رحمه الله ، ومأخذ الكلّ كتاب محمّد بن عليّ بن أبي قرّة ، لكن قد وقعت في «زاد المعاد» : «وعرجت بروحه» .

    والظاهر أنّه تصحيف وقع في المصباح الّذي نقل منه المجلسيّ رحمه الله ، ثمّ اشتهر وصار سبباً لشبهة بعض القاصرين والمعاندين ، مع أنّ المعراج الجسماني من ضروريّات المذهب بل الدين ، وتواترت به الروايات الطاهرين عليهم السلام ونطق به القرآن المبين . 

    تنبيه نبيه : قد اُلهمت عند تأمّلي في تلك العبارة أنّ هذا الدعاء بنفسه يشهد ويدلّ على أنّ الأصل الصحيح هو ما نقلناه وذكرناه ، وأنّ في عبارة «زاد المعاد» تصحيفاً لعلّه وقع من بعض أهل العناد ، وجه الدلالة والإستشهاد :

    أنّ اقتران كلمة «وسخّرت له البراق» بقوله : «وعرجت به» يظهر منه بالتأمّل التامّ لاُولي الأفهام صحّة ما قلنا ، لأنّ عروج الروح لا حاجة به إلى البراق ، ولايخفى ذلك على من سلم قلبه من الشرك والنفاق .

    وإن قيل : إنّ المقام مقام تعداد فضائل سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ، والعطف بالواو لايقتضي كون العروج إلى السماء بتوسّط البراق .

    قلنا : فالعبارة على فرض كونها »بروحه« لاتدلّ على نفي المعراج الجسماني ، لأنّه فضيلة لاينافي ثبوتها ثبوت فضيلة اُخرى‏لسيّد الورى . (مكيال المكارم : 100/2) .   

31) آل عمران : 97 و 96 .

32) الأحزاب : 33 .

33) الشورى : 23 .

34) السبأ : 47 .

35) الفرقان : 57 .

36) الفقرة الأخيرة من الدعاء موجودة في كثير من الكتب ، كإقبال الأعمال للسيّد الأجلّ عليّ بن طاووس ص 608 ، تحفة الزائر (طبع الحجري غير مرقّم) وزاد المعاد كلاهما للعلّامة المجلسي ص 502 ، الصحيفة الهادية للعالم الجليل الشيخ إبراهيم بن المحسن الكاشاني ص 87 ، مفتاح الجنّات للعالم الجليل السيّد محسن الأمين 255/3 ، تكاليف الأنام لصدر الإسلام الهمداني ص 195 ، عمدة الزائر لآية اللَّه السيّد حيدر الكاظمي ص 358 ، فوز أكبر للعلّامة الميرزا محمّد باقر الفقيه الإيماني ص 124 ، مكيال المكارم للعلّامة السيّد محمّد تقي الموسوي الإصفهاني 99/2 ، منهاج العارفين للعلّامة السمناني ص 159 ، ضياء الصالحين ص 542 ، الصحيفة الصادقيّة ص 728 ، هديّة الزائرين للمحدّث القمى ص 648 وفي ملحقات «جمال الاُسبوع» نشر دار الذخائر .

37) تحفة الزائر: طبع الحجري غير مرقّم ، زاد المعاد : 491 ، وفي مصباح الزائر : 446 بتفاوت يسير .   

 

 

 

 

    بازدید : 7119
    بازديد امروز : 11892
    بازديد ديروز : 85752
    بازديد کل : 133038926
    بازديد کل : 92127640