نتيجة البحث

إنّ الصفة والخصلة التي تميز بها كبار مراجعنا وعظماء شخصياتنا الشيعية هي أن منهجيتهم في الحياة والطريق‏ الذي اتبعوه تتسم بنوع من الانضباط والنظم والبرمجة والتخطيط الدقيق، فما لبث ان تحول هذا الموضوع إلى عامل ‏خلق منهم رجالاً يتسلقون قمة التكامل ومواهب سمت بهم إلى أفق السماء.

ولابدّ لكلّ من يوالي ويحب أهل البيت‏ عليهم السلام أن يكون له برنامج حياتي ممنهج واتباع خارطة طريق صحيحة، وان ‏يكون النظم هو الأساس المقوم لجميع أعمالهم وحركاتهم، وذلك من أجل الوصول إلى التطور المعنوي والتعرف على‏ الحقائق الكونية.

ولهذا السبب نرى أنّ مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام يوصي وهو على فراش الموت جميع من تصل إليه وصيته بالتقوى‏ ونظم الاُمور، وعليه فإننا مطالبون لاتباع تلك الوصية والعمل بها حتى نتخلص من الضياع والتضاد والضبابية والتشويش والقلق والاضطراب الداخلي وبالتالي الوصول إلى مستقبل زاهر وواعد.

إذن لابدّ للإنسان منذ هذه اللحظة التفكير بمستقبله، ولأجل ذلك يجب أن يكون لدية برنامج متكامل والسير عليه ‏مهما كانت النتائج والعواقب.

إنّ الوظيفة تحتم على الإنسان السعي كي يجعل التبليغ ونشر معالم آل الله ‏عليهم السلام من أولويّات عمله، وفي هذه الصورة تكون حياته في قمة الصفاء المعنوي والنتيجة الوصول إلى النجاح في طريق التكامل الروحي والمعنوي.

ألا انهض وسر في سبيل الحياة

فمن نام لن تنتظره الحياة

خُلقت طليقاً كطيف النسيم

و حراً كنور الضحى في سماه

تغرد كالطير أين اندفعت

و تشدو بما شاء وحي الإله

فمالك ترضى بذل القيود

و تحني لمن كبلوك الجباه

وتُسكت في‏النفس صوت الحياة

القوي إذا ما تغنى صداه

ألا انهض وسرّ في سبيل الحياة

فمن نام لم تنتظره الحياة