امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
ترك الإستشارة وعواقبه الوخيمة

ترك الإستشارة وعواقبه الوخيمة

إنّ ترك الاستشارة في الأعمال نابع من عدم المعرفة والجهل وسريان الروح الاستبدادية والإصرار على الأنانية.

ومن المؤكد فإنّ الشخص الذي يرى سلوكه ورأيه هو الصائب والصحيح ولا إشكال فيه ولا غبار عليه ويمتنع من‏استشارة الغير، فإنّه يتمتّع بحالة من الاستبداد في الرأي والموقف، وبالطبع فإنّ مثل هؤلاء الأشخاص ينزلقون في مطبات ‏خطيرة وينجرون إلى وادي سحيق بسبب هذه الصفة المذمومة.

يقول الإمام أمير المؤمنين ‏عليه السلام في نهج البلاغة:

وَالْاِسْتِشارَةُ عَيْنُ الْهِدايَةِ وَقَدْ خاطَرَ مَنِ اسْتَغْنى بِرَأْيِهِ.(30)

إنّ حالة الغرور الشخصي تصيب نوعاً ما العديد من القادة والحكام المستكبرين في العالم فيظهر ذلك السلوك ويتجلى‏ على شكل استبداد في الرأي والحكم فيؤدي به وببلده ومواطنيه إلى كوارث وويلات وتخريب البلاد والعباد، ومن هذا المنطلق فقد حذر الإمام أمير المؤمنين علي‏ عليه السلام من مغبة ذلك حيث مرّ بنا قبل قليل حديثه الشريف.

وتأسّياً على ذلك نقول: إنّ الشخص الذي تأخذه عظمة الجنون ولايطلق العنان لنفسه لتذعن للاستشارة وطلب النصح من‏الغير ويحكم دوماً عقيدته ويراها هي الأسلم ويحملها على الآخرين، فإنّه يعاني من حالة الاستبداد والتي تكون عاقبتها ونهايتها هي الهلاك والفناء؛ باعتبار أنّ الإنسان المستبد لايختار في مقام القيام بالأعمال ولايطيع فيها سوى إرادته وعقائده‏ الشخصية حتى وإن كانت تنطوي على الأخطاء وبذلك لايحصد إلاّ الهلاك.

عن أميرالمؤمنين‏ عليه السلام أنّه قال:

مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ وَمَنْ شاوَرَ الرِّجالَ شارَكَها في عُقُولِها.(31)

ولا شكّ فإنّنا نستفيد من هذا الحديث الشريف أنّ اُولئك الذين لايستشيرون في أعمالهم ومايريدون الإقدام عليه ‏ولديهم نوع من الاستبداد في الرأي، ستواجههم عقبة فقدان القدرة على ضبط الاُمور وسريانها بالإتّجاه الصحيح، فيتحملون نتيجة ذلك أضراراً جسيمة ونتائج وخيمة، وأمّا اُولئك الذين يعملون على استشارة الآخرين فإنّهم لاينجون ‏من التهلكة وحدها، وإنّما يكونون شركاء في عقول وآراء وعقائد أصحاب ذوي العقول المتنورة والراجحة.

شاور سواك إذا نابتك نائبة

يوماً وإن كنت من أهل المشوراتِ

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى

ولا ترى نفسها إلاّ بمرآةِ

ومن الواضح فإنّ عملية ترك الاستشارة في المسائل والقضايا المادية عادة ما تستوجب الندامة والأضرار الفادحة التي‏ لايمكن جبرانها بسهولة، ونذكر هنا نموذجاً على ذلك:

... في الوقت الذي كان الجميع يفكر في كيفية الحصول على الذهب فقد أصيب أحد عمومة «داربي» بهذا المرض وأراد الحصول عليه بأيّ طريقة كانت فذهب إلى بلاد الغرب حتى يتمكن ومن خلال حفر الأرض الوصول إلى الثروة والمال، ولم يسمع يوماً من أحد أنّ عقل الإنسان هو الذهب بعينه وأفضل بدرجات ومراتب مما هو موجود ومخبّأ تحت الأرض‏ وبدأ بعمله بعد أن حصل على الإذن والرخصة من الجهات المعنية في ذلك، فحمل وسائل الحفر وذهب..

وبعد أسبابيع من العمل الشاق والمضني وصل إلى الذهب، ولكنه بحاجة إلى وسيلة لاستخراج قطعات الذهب وتلك‏ السبائك من تحت الأرض من دون أن يثير حفيظة الآخرين وعلمهم، فغطى ذلك الذهب وذهب راجعاً إلى أهله وجيرانه‏ ليقول لهم ذلك فاجتمع الجميع واتفقوا على جمع مال لشراء المعدات اللازمة والمتطوّرة لحفر الأرض، وبعد مدة استطاعوا شرائها ونقلها إلى المكان الذي يوجد فيه معدن الذهب، وبدأ «داربي» وعمه العمل بنشاط وحيوية وإرسال أوّل ‏شاحنة من سبائك الذهب إلى الكورة لصهرها وقد اتضح أنّهما تمكّنا من العثور على أغلى معادن الذهب وأكثرها كميّة!

وقد كان حمل عدد من الشحنات من تلك السبائك يكفي لتسديد قروضهما، ومن ثمّ الوصول إلى قمة المجد والشهرة، وأخذت الحافرات والآلات تشق الأرض بقوّة، وحينما يرون ذلك المنظر تزداد آمالهما وتنتعش، وفجاة حدث ‏شي‏ء لم يكن في الحسبان، فقد اختفى الذهب وانتهى وأصبح معدن الذهب أثراً من بعد عين، ولكنهما لم يصبهما اليأس‏ والقنوط فأخذا بالعمل من جديد للحصول على الذهب ومهما بذلوا من جهود لم يعثرا على شي‏ء، فاتّخذا قراراً بالعدول‏ عن البحث وإنهاء العمل. بعد ذلك باعا وسائل الحفر بمئات من الدولارات ورجعا إلى ديارهما.

وبعد فترة طلب الرجل الذي اشترى تلك الوسائل من أحد مهندسي المعادن استطلاع مكان المعدن الذي كانا يعمل فيه «داربي» وعمّه والقيام بعمليّة رياضية بسيطة وبعد مشاهدة المكان واجراء العمليّات الدقيقة توصل المهندس إلى نتيجة وهي أنّ الأشخاص الذين كانوا يعملون في هذا المعدن سابقاً ليس لديهم الخبرة والاختصاص اللازم في هذا الموضوع.

فابدى نظره وقال إنّ الذهب موجود على مسافة 90 سنتمتر من المكان الذي توقف فيه الحفر، وبالفعل فقد أصاب قلب ‏الحقيقة وقد وصل الشخص الذي اشترى تلك الوسائل إلى حقيقة مهمة مفادها هي ضرورة استشارة من لهم الاختصاص‏ والخبرة قبل ترك العمل.(32)


30) نهج البلاغة، قصار الحكم: 202.  

31) نهج البلاغة، قصار الحكم: 152.

32) كتاب فكر ثصل إلى الثروة: 19.

 

 

 

 

 

    بازدید : 2676
    بازديد امروز : 13825
    بازديد ديروز : 153472
    بازديد کل : 139976251
    بازديد کل : 96523680