طلب الاستمداد من عالم الغيب

يتحتم أحياناً وفي بعض الاُمور أن تسدّ جميع الطرق أمام الإنسان، فلن‏ يبقى في رفع المسائل العويصة والإضطرارية سوى الاستمداد من عالم الغيب‏ وطلب العون من خالق الكون.

وممّا لا شكّ فيه أنّ جميع الإمكانيات المادية تثبت عجزها عندما تصل ‏الاُمور إلى نهايتها، إذن كيف يمكن لها، وهي قد أعلنت استسلامها ورفعت‏ الراية البيضاء أمام تلك الحالات من أجل إيجاد الحلّ المناسب لها؟

ومن الطبيعي بمكان أنّ في تلك الموارد يجب الإستعانة بكلّ تأكيد بالعالم ‏الغيبي وطلب المساعدة من القدرات اللامتناهية والأزلية والعظيمة للغيب‏ الإلهي، وذلك من أجل رفع تلك الشدائد وقضاء الحوائج التي تكون خارجة عن الإرادة الإنسانيّة.

ولعلّ أبرز وسيلة للإستمداد من عالم الغيب وأفضلها وأكملها هي التوسّل‏ بأهل البيت‏ عليهم السلام الذين هم حجج اللَّه تعالى على البرية.

إنّنا نرى أنّ هناك أفراداً ونتيجة لاضطراهم وحالة الإنقطاع التي هم عليها ينادون ومن أعماق وجودهم «يا علي» أو «يا حسين» أو «يا صاحب الزمان»، فهم عن هذا الطريق يرتبطون مباشرة باللَّه عزّ وجلّ فتقضى حوائجهم ببركة تلك ‏الوجودات والذوات المقدسة.

آل النبيّ ذريعتي

وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أعطى غداً

بيدي اليمين صحيفي

وعلى ضوء ما قلناه، فإنّ التوسّل هذا هو بمعنى البحث عن وسيلة قادرة على‏ إيجاد الارتباط مع البارئ سبحانه وتعالى والخلاص من المشاكل والعثور على حلّ ‏المصائب والمحن الماديّة والمعنويّة التي يعاني منها الفرد عبر طريق أهل‏ الوحي والرسالة والذين من بيدهم زمام القدرات الإلهية العظيمة.

وهذه الحقيقة يجب الاعتراف بها، فقد عمل الأنبياء والمرسلين والأوصياء بالتوسل بأهل البيت‏ عليهم السلام، وذلك حينما تعرضوا إلى أنواع المحن والشدائد وقد أنجاهم اللَّه تبارك وتعالى منها، وكذلك الحال لمحبيهم ومواليهم فهم لم يستثنوا من هذه القاعدة فتوجهوا إليهم في كلّ صغيرة وكبيرة طوال الأزمنة السابقة، وسيبقون وتبقى الإنسانية تطلبهم طلب الهيم العطاشى ومحتاجة لفيوضاتهم‏ وعطاياهم وبركاتهم وكراماتهم ما دامت الدنيا قائمة، وهذا هو الذي لا مناص‏ من التسليم له.