امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
النظم علامة عدم التضاد وإزلة الاضطراب والارتباك

   النظم علامة عدم التضاد

وإزلة الاضطراب والارتباك

إنّ جميع الشواهد العمليّة تدل على أنّ الإنسان الذي يجعل حياته تسير وفق ضابطة من النظم والتخطيط الصحيح، ويمتلك إرادة قوية سوف يتخلّص من حالات كثيرة من الاضطرابات والصراعات الداخلية والأفكار الخاوية المريضة.

إنّ حالة النظم والبرمجة هي الدليل الناصع والساطع لعدم وجود التضاد والإختلاف في الرؤى والأفكار للأشخاص‏ والوئام مع الذات، وبالطبع فإنّ التقاطع والإختلاف الحاصل والذي نراه في مشاريع الحكومات والدوائر والمؤسسات‏ ناتج عن تاثيرات في سوء التنظم والتخطيط الحكومي والإداري وكذلك فإنّ التخبط والتأزم في التجمعات الكبيرة والصغيرة مصدره العامل نفسه، ودليل على أنّه ليس لقياديه القدرة على القيام بعملية التخطيط والبرمجة المنظمة والدقيقة.

وعلى أيّ حال فأينما وجد التنظيم وجدت معه القدرة والقوة ودرجة عالية من التخطيط ومستوى رفيع من الحكمة والمسؤولية، ولا شكّ فإنّ الحركة والنظام الذي يسير عليه عالم الكون فإنّه دليل على وجود مدبر حكيم يديره بكل دقّة، فعند النظر والتمعن نرى أنّ النظام الدقيق والمنظم في حركة الذرات الصغيرة هو نفسه سارٍ على حركة الكواكب‏ والمجرات  العظيمة في الفضاء.

فعلى سبيل المثال فإنّ الإلكترون في النواة يدور في أطراف تلك النواة بمعدل

3000/000/000/000/000 تريليون‏ دورة في الثانية الواحدة ولايمكن لأي حركة أو قوة من إيقافه.

ويدور في ذرة الحديد مثلاً وفي الأطراف المركزية له الكترون، وتكون مقدار حركته في كلّ ثانية ثلاث تريونات‏ دورة، وإذا تمّت إذابته فإنّه يدور أيضاً في الحديد المذاب بنفس تلك الدورة في كلّ ثانية وحينما يبدّل الحديد ونتيجة تسليط الحرارة الكبيرة عليه إلى غاز فإنّ تلك الحالة لاتتغيّر ويبقى الإلكترون يدور في أطراف النواة على تلك الشاكله.

ويمكن في حالة واحدة أن تختزل تلك الحركة الدائمية والعجيبة وهي تفتيت النواة، وحينها يبتعد الالكترون عن ‏النواة، ولكن لايعني أنّه يفقد الحركة تماماً وإنّما لايتحرّك في أطرافها.

ولعلّ نفس النظم والقانون الحاكم الذي يجعل من الإلكترون يتحرّك بتلك السرعة في أطراف النواة فإنّه يسيطر حركة الأرض حول الشمس وإذ تدور الشمس حول مجموعة من الكواكب التي تعرف باسم «الجاثي على ركبتيه أو الهركول» وإنّ هذه المجموعة تدور في أطراف المجرّاة وتدور المجراة في أطراف شي‏ء آخر لانعلمه ولكن لانشك بأنّها تتجه ‏صوبه.(64)

إنّ النظام الدقيق السائد والعجيب للكون وحركته وفق نظام متناسق، هو دليل على عدم وجود أيّ اضطراب وخلل في‏ أمر الخلق والتكوين؛ لأنّه إذا كان هناك تضاد واضطراب فإنّه يؤدّي بطبيعة الحال إلى حصول الاختلال في المنظومة العامة لهذا الكون ممّا يسبّب في دماره.

نقل عن الإمام الصادق عليه السلام قوله للمفضل:

وَالتَّضادُّ لايَأْتي بِالنِّظامِ.(65)

وكما أنّ النظم في عالم الخلق دليل على عدم وجود الاختلاف في التدبير، كذلك في النظم الحاصل في التجمعات‏ الكبيرة والصغيرة دليل على عدم الاختلاف فيها، إذن النظم ليس ضرورياً في مسألة الخلق والكون فحسب وإنّما يجب‏ حصوله في كلّ مورد يحتاج إليه إلى إدارة شخص مدبر، وإنّ التضاد والإختلاف دليل على أنّ الإدارة في ذلك الموارد تجري وفق سياقات خارجة عن اطار النظم والتدبير.

وعلى هذا الأساس يجب قلع جذور الإختلاف في جميع المجالات والأصعدة سواء الصعيد السياسي أو الاجتماعي‏ والثقافي والديني وحتى الفردي، وإعطاء صبغة من النظم والبرمجة والتخطيط الممنهج على أساس صحيح للمشاريع ‏والبرامج العملية، وذلك لأجل إزالة حالة التضاد والاختلافات.

من المؤكّد فإنّ حالة التخطيط والبرمجة والنظم والترتيب في المشاريع الإجتماعية والاُسرية، لن تدل على عدم وجود التضاد والتضارب في الأفكار والرؤى والعقائد، وإنّما هي دليل على وجود حاكمية النظم في البرامج الشخصية المهيمنة على حياته، وأنّ ذلك الإنسان بعيد كلّ البعد عن حالات التضاد والاضطراب ويتبع برنامج منظم؛ وعدم طغيان حالة النفس ‏الإنسانية والتي كما نعلم هي مجمع للأضداد.

وبالطبع فإنّ الرؤى والأفكار المتعددة والمختلفة والأهواء النفسيّة لاتتلاءم مع الأوامر العقلية وتصطدم معها، وبذلك ‏توجد حالات التضاد في داخله.

لاشك فإنّ التشوش الحاصل في الرؤى والأفكار في الكثير من الموارد تحصل نتيجة التضاد والتقاطع، وتوجب أحياناً أن يترك الإنسان العمل ويضع مستقبله بيد الأحداث والأقدار، ومن الطبيعي فقد يساهم التنظم والتخطيط في رفع مثل هذا التضاد والإضطرابات، وبالتالي تسويقها بالاتجاه المناسب وتنظيمها بمرور الزمن عبر البرنامج الصحيح.


65) بحار الأنوار: 63/3.

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2695
    بازديد امروز : 113236
    بازديد ديروز : 166776
    بازديد کل : 140505871
    بازديد کل : 97056052