امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الرّواية الاُخرى حول شهادة الإمام الرّضا عليه السلام

  الرّواية الاُخرى حول شهادة الإمام الرّضا عليه السلام

  حدّثني هرثمة بن أعين قال : كنت ليلة بين يدي المأمون حتّى مضى من اللّيل أربع ساعات ، ثمّ أذن لي في الإنصراف ، فانصرفت ، فلمّا مضى من اللّيل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني فقال له : قل لهرثمة : أجب سيّدك .

  قال : فقمت مسرعاً وأخذت على أثوابي وأسرعت إلى سيّدي الرّضا عليه السلام ، فدخل الغلام بين يدي ودخلت وراءه ، فإذا أنا بسيّدي عليه السلام في صحن داره جالس فقال لي:

يا هرثمة .

 فقلت : لبّيك يا مولاي .

 فقال لي : إجلس .

 فجلست فقال لي : إسمع وعه يا هرثمة ؛ هذا أوان رحيلي إلى اللَّه تعالى ولوقي بجدي وآبائي عليهم السلام ، وقد بلغ الكتاب أجله ، وقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمّان مفروك ، فأمّا العنب ؛ فإنّه يغمس السلك في السمّ ، ويجذبه بالخيط بالعنب ، وأمّا الرمّان ؛ فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه ، ويفرّك الرّمّان بيده ، ليتلطخ حبّه في ذلك السمّ ، وإنّه سيدعوني في اليوم المقبل ، ويقرّب إلى الرمّان والعنب ، ويسألني أكلهما ، فآكلهما ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء ، فإذا أنامت فسيقول : أنا اُغسّله بيدي ، فإذا قال ذلك ، فقل له عنّي : بينك وبينه إنّه قال لي : لاتتعرّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني ؛ فإنّك إن فعلت ذلك ، عاجلك من العذاب ما أخّر عنك ، وحلّ بك أليم ما تحذر ؛ فإنّه سينتهي .

  قال : فقلت : نعم يا سيّدي .

قال عليه السلام :

فإذا خلى بينك وبين غسلي حتّى ترى فسيجلس في علوّ من أنيته مشرفاً على موضع غسلي لينظر ، فلاتتعرّض - يا هرثمة - لشي‏ء من غسلي حتّى ترى فسطاطاً أبيض قد ضرب في جانب الدّار ، فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي الّتي أنا فيها ، فضعني من وراء الفسطاط ، و قف من ورائه ، ويكون من معك دونك ولاتكشف عنّي الفسطاط حتّى تراني فتهلك ، فإنّه سيشرف عليك ويقول لك : يا هرثمه ؛ أليس زعمتم أنّ الإمام لايغسله إلاّ إمام مثله ؟ فمن يغسل أبا الحسن عليّ بن موسى وإبنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟

 فإذا قال ذلك فأجبه وقل له : أنا نقول : إنّ الإمام لايجب أن يغسّله إلاّ إمام مثله ؛ فإن تعدّى متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّى غاسله ، ولابطلت إمامة الإمام الّذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبوالحسن عليّ بن موسى الرضا بالمدينة لغسله إبنه محمّد ظاهراً مكشوفاً ، ولايغسله الآن أيضاً إلاّ هو من حيث يخفى.

 فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجاً في أكفاني ، فضعني على نعشي ، واحملني فإذا أراد أن يحفر قبري فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري ، ولايكون ذلك أبداً ، فإذا ضربت المعاول ينب عن الأرض ولم يحفر لهم منها شي‏ء ولا مثل قلامة ظهر، فإذا اجتهدوا في ذلك ، وصعب عليهم ، فقل له عنّي : أبي أمرتك أن تضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أبيه هارون الرّشيد ، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلى قبر محفور وضريح قائم ، فإذا انفرج القبر فلاتنزلني إليه حتّى يفور من ضريحه الماء الأبيض ، فيمتلي منه ذلك القبر حتّى يصير الماء مساوياً مع وجه الأرض ، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله فإذا اضطرب فلاتنزلني إلى القبر إلاّ إذا غاب الحوت وغار الماء ، فأنزلني في ذلك القبر ، وألحدني في ذلك الضّريح ، ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ ، فإنّ القبر ينطبق منن نفسه ويمتلي.

  قال : قلت : نعم يا سيّدي .

  ثمّ قال لي :

إحفظ ما عهدت إليك ، واعمل به ولاتخالف .

  قلت : أعوذ باللَّه أن أخالف لك أمراً يا سيّدي .

  قال هرثمة : ثمّ خرجت باكياً حزيناً فلم أزل كالحبّة على المقلات لايعلم ما في نفسي إلاّ اللَّه تعالى ، ثمّ دعاني المأمون ، فدخلت إليه فلم أزل قائماً إلى ضحى النهار ثمّ قال المأمون: إمض يا هرثمة ؛ إلى أبي الحسن عليه السلام ، فاقرأه منّي السّلام وقل له : تصير إلينا أو نصير إليك ؟ فإن قال لك : بل نصير إليه ، فاسأله عنّى أن يقدّم ذلك .

  قال : فجئته فلمّا إطّلعت عليه قال لي :

يا هرثمة ؛ أليس قد حفظت ما أوصيتك به؟

 قلت : بلى .

 قال عليه السلام : قدّموا إليّ نعلى ، فقد علمت ما أرسلك به .

  قال : فقدّمت نعليه ومشى إليه ، فلمّا دخل المجلس قام إليه المأمون قائماً ، فعانقه وقبّل مابين عينيه ، وأجلسه إلى جانبه على سريره ، واقبل عليه يحادثه ساعة من النّهار طويلة ، ثمّ قال لبعض غلمانه : يؤتى بعنب ورمّان .

  قال هرثمة : فلمّا سمعت ذلك لم أستطع الصبر ، ورأيت النفضة قد عرضت في بدني ، فكرهت أن يتبيّن ذلك في ، فتراجعت القهقرى حتّى خرجت ، فرميت نفسي في موضع من الدار .

  فلمّا قرب زوال الشمس أحسست بسيّدي قد خرج من عنده ورجع إلى داره ، ثمّ رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطبّاء والمترفقين ، فقلت ما هذا ؟

  فقيل لي : علّة عرضت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام وكان الناس في شكّ وكنت على يقين لما أعرف منه .

  قال : فلمّا كان الثّلث الثّاني من الليل ، علا الصياح وسمعت الصيحة من الدّار ، فأسرعت فيمن أسرع ، فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرّأس ، محلّل الأزرار ، قائماً على قدميه ينتحب ويبكى !

  قال : فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفّس الصعداء ، ثمّ أصبحنا فجلس المأمون للتّعزية ثمّ قام فمشى إلى الموضع الّذي فيه سيّدنا عليه السلام فقال : أصلحوا لنا موضعاً ، فإنّي اُريد أن أغسّله .

  فدنوت منه ، فقلت له : ما قاله سيّدي بسبب الغسل والتّكفين والدّفن .

  فقال لي : لست أعرض لذلك ، ثمّ قال : شأنك يا هرثمة .

  قال : فلم أزل قائماً حتّى رأيت الفسطاط قد ضرب فوقفت من ظاهره وكلّ من في الدار دوني وأنا أسمع التّكبير والتّهليل والتّسبيح وتردّد الأواني وصبّ الماء وتضوع الطيب الّذي لم أشمّ أطيب منه .

  قال : فإذا أنا بالمأمون قد أشرف على بعض أعالى داره ، فصاح : يا هرثمة ؛ أليس زعمتم أنّ الإمام لايغسّله إلاّ إمام مثله ؟ فأين محمّد بن عليّ إبنه عنه وهو بمدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وهذا بطوس خراسان !

  قال : فقلت له : يا أميرالمؤمنين ؛ إنّا نقول : إنّ الإمام لايجب أن يغسّله إلاّ إمام مثله ، فإن تعدى متعدّ ، فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله ، ولاتبطل إمامة الإمام الّذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبو الحسن الرضا عليه السلام بالمدينة ، لغسله إبنه محمّد ظاهراً ولايغسله الآن أيضاً إلاّ هو من حيث يخفى .

  قال : فسكت عنّي ، ثمّ ارتفع الفسطاط فإذا بسيّدي ‏عليه السلام مدرج في أكفانه ، فوضعته على نعشه ، ثمّ حملناه فصلّى عليه المأمون وجميع من حضر ، ثمّ جئنا إلى موضع القبر فوجدتهم يضربون المعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره ، والمعاول تنبو عنه حتّى ما يحفر ذرّة من تراب الأرض .

  فقال لي : ويحك يا هرثمة ؛ أما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له ؟

  فقلت له : يا أميرالمؤمنين ! إنّه قد أمرني أن أضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أميرالمؤمنين! أبيك الرّشيد ، ولا أضرب غيره .

  قال : فإذا ضربت يا هرثمة ؛ يكون ماذا؟

  قلت : إنّه أخبر أنّه لايجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره ، فإذا أنا ضربت هذا المعول الواحد ، نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره وبان ضريح في وسطه .

  قال المأمون : سبحان اللَّه ؛ ما أعجب هذا الكلام ؟ ولا أعجب من أمر أبي الحسن عليه السلام ، فاضرب يا هرثمة ؛ حتّى نرى .

  قال هرثمة : فأخذت المعول بيدي ، فضربت به في قبلة قبر هارون الرشيد .

  قال : فنفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره ، وبان ضريح في وسطه والنّاس ينظرون إليه .

  فقال : أنزله إليه يا هرثمة .

  فقلت : يا أميرالمؤمنين ! إنّ سيّدي أمرني أن لا أنزل إليه حتّى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض ، فيمتلى‏ء منه القبر حتّى يكون الماء مع وجه الأرض ، ثمّ يضطرب فيه حوت بطول القبر ، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته على جانب القبر ، وخلّيت بينه وبين ملحده .

  فقال : فافعل يا هرثمة ؛ ما أمرت به .

  قال هرثمة : فانتظرت ظهور الماء والحوت ، فظهر ثمّ غاب وغار الماء والنّاس ينظرون ، ثمّ جعلت النعش إلى جانب قبره ، فغطي قبره بثوب أبيض لم أبسطه ، ثمّ أنزل به إلى قبره بغير يدي ولا يد أحد ممّن حضر .

  فأشار المأمون إلى النّاس أن هيلوا التّراب بأيديكم واطرحوه فيه .

  فقلت : لاتفعل ؛ يا أميرالمؤمنين!

  قال : فقال : ويحك ؛ فمن يملؤه ؟

  فقلت : قد أمرني أن لايطرح عليه التّراب ، وأخبرني أنّ القبر يمتلئ من ذات نفسه ، ثمّ ينطبق ويتربّع على وجه الأرض ، فأشار المأمون إلى النّاس : أن كفّوا .

  قال : فرموا ما في أيديهم من التراب ، ثمّ امتلأ القبر ، وانطبق وتربّع على وجه الأرض ، فانصرف المأمون وانصرفت ، فدعاني المأمون وخلاني ثمّ قال لي : أسألك باللَّه يا هرثمة ؛ لما صدّقتني عن أبي الحسن (قدّس اللَّه روحه) بما سمعته منه .

  قال : فقلت : قد أخبرت يا أميرالمؤمنين! بما قال لي .

  فقال : باللَّه ؛ إلاّ ما صدّقتني عمّا أخبرك به غير هذا الّذي قلت لي .

  قال : فقلت يا أميرالمؤمنين ! فعمّا تسألني ؟

  فقال لي : يا هرثمة ؛ هل أسر إليك شيئاً غير هذا ؟

  قلت : نعم .

  قال : ما هو ؟

  قلت : خبر العنب والرمّان .

  قال : فأقبل المأمون يتلوّن ألواناً يصفر مرّة ، ويحمر اُخرى ، ويسوّد اُخرى ، ثمّ تمدّد مغشياً عليه ، فسمعته في غشيته وهو يجهر ويقول :(260) ويل للمأمون من اللَّه ؛ ويل له من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وويل له من عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ؛ ويل للمأمون من فاطمة الزّهراء عليها السلام ؛ ويل للمأمون من الحسن والحسين ؛ ويل للمأمون من عليّ بن الحسين ؛ ويل للمأمون من محمّد بن عليّ ؛ ويل للمأمون من جعفر بن محمّد ؛ ويل له من موسى بن جعفر ؛ ويل للمأمون من عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ؛ هذا واللَّه هو الخسران المبين .

  يقول هذا القول ويكرّره ، فلمّا رأيته قد أطال ذلك ولّيت عنه ، وجلست في بعض نواحي الدّار .

  قال : فجلس ودعاني ، فدخلت عليه وهو جالس كالسكران ، فقال : واللَّه ؛ ما أنت عليّ أعزّ منه ، ولا جميع من في الأرض والسماء ، واللَّه ؛ لئن بلغني إنّك أعدت ممّا رأيت وسمعت شيئاً ، ليكوننّ هلاكك فيه .

  قال : فقلت يا أميرالمؤمنين! إن ظهرت على شي‏ء من ذلك منّي ، فأنت في حلّ من دمي .

  قال : لا واللَّه ؛ وتعطيني عهداً وميثاقاً على كتمان هذا وترك أعادته .

  فأخذ عليّ العهد والميثاق ، وأكده عليّ .

  قال: فلمّا ولّيت عنه ، صفق بيديه وقال : «يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلايَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لايَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُون مُحيطاً»(262). (261)

* * *

  يكتب المرحوم المحدّث القمي : فكان آخر ما تكلّم به عليه السلام : «قُلْ لَوْ كُنْتُمْ في بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذينَ كَتَبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْل إِلى مَضاجِعِهِمْ...» .(263)

  وذكر الشيخ المفيد رحمه الله أنّه لمّا توفّي الرّضا عليه السلام ، كتم المأمون موته يوماً وليلة ، ثمّ أنفذ إلى محمّد بن جعفر وجماعة آل أبي طالب الّذين كانوا عنده ، فلمّا حضروه نعاه إليهم وبكى ، وأظهر حزناً شديداً وتوجّع ، وأراهم إيّاه صحيح الجسد ، وقال : يعزّ عليّ يا أخي ؛ أن أراك في هذه الحال ، وقد كنت أؤمّل أن أقدّم قبلك ، فأبى اللَّه إلاّ ما أراد !

  ثمّ أمر بغسله وتكفينه وتحنيطه ، وخرج مع جنازته ، فحملها حتّى أتى الى الموضع الّذي هو مدفون فيه الآن ، فدفنه وفي قبلة هارون الرشيد ، وقد حضر عند غسله وتكفينه والصّلاة والدّفن عليه إبنه الإمام الجواد عليه السلام ، وقام بتلك الأمور كلّها والنّاس لاتعلم.

  وجاء في بعض الرّوايات أنّ المأمون قام بدفن الإمام عليه السلام ليلاً ؛ مخافة أن تقع الفتنة ، صلوات اللَّه عليه.

 من سرّه أن يرى قبراً برؤيته                 يفرّج اللَّه عمّن زاره كربه

 فليأت ذا القبر إنّ اللَّه أسكنه                سلالة من رسول اللَّه منتجبه (264)


260) يتلاعب أحياناً الساسة وحكّام الجور والظلم بعقول الاُمّة ، فتراهم بأساليب وخدع . منها ما قام به المأمون في هذه الحادثة التاريخيّة فهو يفتعل حالة الذهاب عن الوعي نتيجة الغمّ والحزن الذي أصابه ولكنّه بعد لحظات تراه يتراقص طرباً من شدّة الفرح والسرور لما حدث في الواقع .

261) سورة النّساء ، الآية 108 .

262) عيون أخبار الرضا عليه السلام : 248/2 .  

263) سورة آل عمران ، الآية 154 .

264) وقايع الأيّام : 98 . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 7017
    بازديد امروز : 43720
    بازديد ديروز : 132510
    بازديد کل : 138443143
    بازديد کل : 95078550