(219)
دعاء يقرء للإستيذان قبل الورود في حرم الأئمّة عليهم السلام
والسرداب المقدّس (71)
قال العلّامة المجلسي رحمه الله : وجدت في نسخة قديمة من مؤلّفات أصحابنا ما هذا لفظه:
استيذان على السرداب المقدّس والأئمّة عليهم السلام:
أَللَّهُمَّ إِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها ، وَعُقْوَةٌ شَرَّفْتَها ، وَمَعالِمُ زَكَّيْتَها ، حَيْثُ أَظْهَرْتَ فيها أَدِلَّةَ التَّوْحيدِ ، وَأَشْباحَ الْعَرْشِ الْمَجيدِ ، اَلَّذينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ ، وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَساءَ لِجَميعِ الْأَنامِ ، وَبَعَثْتَهُمْ لِقِيامِ الْقِسْطِ فِي ابْتِداءِ الْوُجُودِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ أَنْبِيائِكَ لِحِفْظِ شَرايِعِكَ وَأَحْكامِكَ ، فَأَكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرينَ ، كَما أَوْجَبْتَ رِياسَتَهُمْ في فِطَرِ الْمُكَلَّفينَ.
فَسُبْحانَكَ مِنْ إِلهٍ ما أَرْأَفَكَ ، وَلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ مِنْ مَلِكٍ ما أَعْدَلَكَ ، حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ الْعُقُولَ ، وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى تَقْديرِكَ الْحَسَنِ الْجَميلِ ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى قَضائِكَ الْمُعَلَّلِ بِأَكْمَلِ التَّعْليلِ ، فَسُبْحانَ مَنْ لايُسْئَلُ عَنْ فِعْلِهِ ، وَلا يُنازَعُ في أَمْرِهِ ، وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ .
وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَيْنا بِحُكَّامٍ يَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ كانَ حاضِراً فِي الْمَكانِ، وَلا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الَّذي شَرَّفَنا بِأَوْصِياءَ يَحْفَظُونَ الشَّرايِعَ في كُلِّ الْأَزْمانِ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ الَّذي أَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزاتٍ يَعْجُزُ عَنْهَا الثَّقَلانِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ، اَلَّذي أَجْرَأَنا عَلى عَوائِدِهِ الْجَميلَةِ فِي الْاُمَمِ السَّالِفينَ.
أَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ الْعَلِيُّ كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ الْبَقاءُ السَّرْمَدِيُّ ، وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيّينَ ، وَمُلُوكَنا أَفْضَلَ الْمَخْلُوقينَ ، وَاخْتَرْتَهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمينَ ، وَفِّقْنا لِلسَّعْيِ إِلى أَبْوابِهِمُ الْعامِرَةِ إِلى يَوْمِ الدّينِ ، وَاجْعَلْ أَرْواحَنا تَحِنُّ إِلى مَوْطِىِ أَقْدامِهِمْ ، وَنُفُوسَنا تَهْوِي النَّظَرَ إِلى مَجالِسِهِمْ وَعَرَصاتِهِمْ ، حَتَّى كَأَنَّنا نُخاطِبُهُمْ في حُضُورِ أَشْخاصِهِمْ ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سادَةٍ غائِبينَ ، وَمِنْ سُلالَةٍ طاهِرينَ ، وَمِنْ أَئِمَّةٍ مَعْصُومينَ.
أَللَّهُمَّ فَأْذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ الَّتِي اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها أَهْلَ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ ، وَأَرْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَفَرْضِ الطَّاعَةِ ، حَتَّى نُقِرَّ بِما يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الْأَوْصافِ ، وَنَعْتَرِفَ بِأَنَّهُمْ شُفَعاءُ الْخَلايِقِ إِذا نُصِبَتِ الْمَوازينُ في يَوْمِ الْأَعْرافِ ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.
ثمّ قبّل العتبة ، وادخل خاشعاً باكياً ، فإنّه الإذن منهم صلوات اللَّه عليهم أجمعين.(72)
71) لمّا كان هذا الدعاء يقرء قبل الورود في السرداب المقدّس وحرم الأئمّة عليهم السلام للزيارة ، ذكرناه في باب الزيارات .
72) البحار : 115/102 .
بازديد امروز : 110843
بازديد ديروز : 232107
بازديد کل : 124086852
|