(40)
دعاء العلويّ المصريّ
للإمام المهديّ أرواحنا فداه يقرء في الشدائد
رَبِّ مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ ، وَمَنْ ذَا الَّذي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ ، وَمَنْ ذَا الَّذي ناجاكَ فَخَيَّبْتَهُ ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَبْعَدْتَهُ.
وَرَبِّ هذا فِرْعَوْنُ ذُوا الْأَوْتادِ ، مَعَ عِنادِهِ وَكُفْرِهِ وَعُتُوِّهِ وَإِذْعانِهِ الرُّبُوبِيَّةَ لِنَفْسِهِ ، وَعِلْمِكَ بِأَنَّهُ لايَتُوبُ ، وَلايَرْجِعُ وَلايَئُوبُ ، وَلايُؤْمِنُ وَلايَخْشَعُ ، اِسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَأَعْطَيْتَهُ سُؤْلَهُ ، كَرَماً مِنْكَ وَجُوداً ، وَقِلَّةَ مِقْدارٍ لِما سَئَلَكَ عِنْدَكَ ، مَعَ عِظَمِهِ عِنْدَهُ ، أَخْذاً بِحُجَّتِكَ عَلَيْهِ ، وَتَأْكيداً لَها حينَ فَجَرَ وَكَفَرَ ، وَاسْتَطالَ عَلى قَوْمِهِ وَتَجَبَّرَ، وَبِكُفْرِهِ عَلَيْهِمُ افْتَخَرَ ، وَبِظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ تَكَبَّرَ ، وَبِحِلْمِكَ عَنْهُ اسْتَكْبَرَ ، فَكَتَبَ وَحَكَمَ عَلى نَفْسِهِ جُرْأَةً مِنْهُ ، أَنَّ جَزاءَ مِثْلِهِ أَنْ يُغْرَقَ فِي الْبَحْرِ ، فَجَزَيْتَهُ بِما حَكَمَ بِهِ عَلى نَفْسِهِ.
إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ ، اِبْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ ، مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ خالِقي ، لا إِلهَ لي غَيْرُكَ ، وَلا رَبَّ لي سِواكَ ، مُوقِنٌ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبّي ، وَإِلَيْكَ مَرَدّي وَإِيابي ، عالِمٌ بِأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ ، لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ ، وَلا رادَّ لِقَضاءِكَ ، وَأَنَّكَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ، لَمْ تَكُنْ مِنْ شَيْءٍ ، وَلَمْ تَبِنْ عَنْ شَيْءٍ ، كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَأَنْتَ الكائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِتَقْديرٍ ، وَأَنْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَذلِكَ كُنْتَ وَتَكُونُ ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، وَلا تُوصَفُ بِالْأَوْهامِ ، وَلا تُدْرَكُ بِالْحَواسِّ ، وَلا تُقاسُ بِالْمِقْياسِ ، وَلا تُشَبَّهُ بِالنَّاسِ ، وَأَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبيدُكَ وَإِماؤُكَ ، أَنْتَ الرَّبُّ وَنَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ ، وَأَنْتَ الْخالِقُ وَنَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ ، وَأَنْتَ الرَّازِقُ وَنَحْنُ الْمَرْزُوقُونَ.
فَلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهي ، إِذْ خَلَقْتَني بَشَراً سَوِيّاً ، وَجَعَلْتَني غَنِيّاً مَكْفِيّاً ، بَعْدَ ما كُنْتُ طِفْلاً صَبِيّاً ، تَقُوتُني مِنَ الثَّدْيِ لَبَناً مَريئاً ، وَغَذَّيْتَني غَذاءً طَيِّباً هَنيئاً ، وَجَعَلْتَني ذَكَراً مِثالاً سَوِيّاً.
فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً إِنْ عُدَّ لَمْ يُحْصَ ، وَ إِنْ وُضِعَ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ شَيْءٌ ، حَمْداً يَفُوقُ عَلى جَميعِ حَمْدِ الْحامِدينَ ، وَيَعْلُو عَلى حَمْدِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَفْخُمُ وَيَعْظُمُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَكُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَيْءٌ.
وَالْحَمْدُ للَّهِِ كَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَ زِنَةَ ما خَلَقَ ، وَ زِنَةَ أَجَلِّ ما خَلَقَ ، وَبِوَزْنِ أَخَفِّ ما خَلَقَ ، وَبِعَدَدِ أَصْغَرِ ما خَلَقَ.
وَالْحَمْدُ للَّهِِ حَتَّى يَرْضى رَبُّنا وَبَعْدَ الرِّضا ، وَأَسْئَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ يَغْفِرَ لي ذَنْبي ، وَأَنْ يَحْمَدَ لي أَمْري ، وَيَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.
إِلهي وَ إِنّي أَ نَا أَدْعُوكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ صَفْوَتُكَ أَبُونا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ مُسيءٌ ظالِمٌ حينَ أَصابَ الْخَطيئَةَ ، فَغَفَرْتَ لَهُ خَطيئَتَهُ ، وَتُبْتَ عَلَيْهِ ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي خَطيئَتي وَتَرْضى عَنّي ، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنّي فَاعْفُ عَنّي ، فَإِنّي مُسيءٌ ظالِمٌ خاطِئٌ عاصٍ ، وَقَدْ يَعْفُو السَّيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ ، وَلَيْسَ بِراضٍ عَنْهُ ، وَأَنْ تُرْضِيَ عَنّي خَلْقَكَ ، وَتُميطَ عَنّي حَقَّكَ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِدْريسُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَجَعَلْتَهُ صِدّيقاً نَبِيّاً ، وَرَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِيّاً ، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ مَآبي إِلى جَنَّتِكَ ، وَمَحَلّي في رَحْمَتِكَ ، وَتُسْكِنَني فيها بِعَفْوِكَ ، وَتُزَوِّجَني مِنْ حُورِها ، بِقُدْرَتِكَ يا قَديرُ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ نُوحٌ ، إِذْ نادى رَبَّهُ « أَنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ × فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ × وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ »(10) ، وَنَجَّيْتَهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ ظُلْمِ مَنْ يُريدُ ظُلْمي ، وَتَكُفَّ عَنّي بَأْسَ مَنْ يُريدُ هَضْمي ، وَتَكْفِيَني شَرَّ كُلِّ سُلْطانٍ جائِرٍ ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ ، وَمُستَخِفٍّ قادِرٍ ، وَجَبَّارٍ عَنيدٍ ، وَكُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ ، وَ إِنْسِيٍّ شَديدٍ ، وَكَيْدِ كُلِّ مَكيدٍ ، يا حَليمُ يا وَدُودُ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ صالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْخَسْفِ ، وَأَعْلَيْتَهُ عَلى عَدُوِّهِ ، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُخَلِّصَني مِنْ شَرِّ ما يُريدُني أَعْدائي بِهِ ، وَسَعى بي حُسَّادي ، وَتَكْفِيَنيهِمْ بِكِفايَتِكَ ، وَتَتَوَلّاني بِوِلايَتِكَ ، وَتَهْدِيَ قَلْبي بِهُداكَ ، وَتُؤَيِّدَني بِتَقْواكَ ، وَتُبَصِّرَني(11) بِما فيهِ رِضاكَ ، وَتُغْنِيَني بِغِناكَ يا حَليمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَخَليلُكَ إِبْراهيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، حينَ أَرادَ نُمْرُودُ إِلْقائَهُ فِي النَّارِ ، فَجَعَلْتَ لَهُ النَّارَ بَرْداً وَسَلاماً ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُبَرِّدَ عَنّي حَرَّ نارِكَ ، وَتُطْفِئَ عَنّي لَهيبَها ، وَتَكْفِيَني حَرَّها ، وَتَجْعَلَ نائِرَةَ أَعْدائي في شِعارِهِمْ وَدِثارِهِمْ ، وَتَرُدَّ كَيْدَهُمْ في نُحوُرِهِمْ ، وَتُبارِكَ لي فيما أَعْطَيْتَنيهِ ، كَما بارَكْتَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ الْحَميدُ الْمَجيدُ.
إِلهي وَأَسئَلُكَ بِالْاِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَجَعَلْتَهُ نَبِيّاً وَرَسُولاً ، وَجَعَلْتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنْسَكاً وَمَسْكَناً وَمَأْوىً ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ(12) ، وَقَرَّبْتَهُ رَحْمَةً مِنْكَ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْسَحَ لي في قَبْري ، وَتَحُطَّ عَنّي وِزْري ، وَتَشُدَّ لي أَزْري ، وَتَغْفِرَ لي ذَنْبي ، وَتَرْزُقَنِي التَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئاتِ ، وَتَضاعُفِ الْحَسَناتِ ، وَكَشْفِ الْبَلِيَّاتِ ، وَرِبْحِ التِّجاراتِ ، وَدَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعاياتِ ، إِنَّكَ مُجيبُ الدَّعَواتِ ، وَمُنْزِلُ الْبَرَكاتِ ، وَقاضِى الْحاجاتِ ، وَمُعْطِى الْخَيْراتِ ، وَجَبَّارُ السَّماواتِ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ ابْنُ خَليلِكَ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، اَلَّذي نَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ ، وَفَدَيْتَهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ ، وَقَلَّبْتَ لَهُ الْمِشْقَصَ حينَ(13) ناجاكَ مُوقِناً بِذَبْحِهِ ، راضِياً بِأَمْرِ والِدِهِ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَلِيَّةٍ ، وَتَصْرِفَ عَنّي كُلَّ ظُلْمَةٍ وَخيمَةٍ ، وَتَكْفِيَني ما أَهَمَّني مِنْ اُمُورِ دُنْيايَ وَآخِرَتي ، وَما اُحاذِرُهُ وَأَخْشاهُ ، وَمِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعينَ ، بِحَقِّ آلِ يس.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَنَجَّيْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَالْهَدْمِ وَالْمَثُلاتِ وَالشِّدَّةِ وَالْجُهْدِ ، وَأَخْرَجْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما شُتِّتَ مِنْ شَمْلي ، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي ، وَتُصْلِحَ لي اُمُوري ، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي ، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي ، وَأَنْ تُجيرَني مِنَ النَّارِ ، وَتَكْفِيَني شَرَّ الْأَشْرارِ بِالْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ ، اَلْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ ، وَنُورِ الْأَنْوارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ ، اَلْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ ، وَالصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ ، وَتَرْزُقَني مُجالَسَتَهُمْ ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِمُرافَقَتِهِمْ ، وَتُوَفِّقَ لي صُحْبَتَهُمْ ، مَعَ أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ ، وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ ، وَأَهْلِ طاعَتِكَ أَجْمَعينَ ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ وَالْكَرُّوبيّينَ.
إِلهي وَأَسْاَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي سَأَلَكَ بِهِ يَعْقُوبُ ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ ، وَشُتِّتَ شَمْلُهُ ( جَمْعُهُ) ، وَفُقِدَ قُرَّةُ عَيْنِهِ ابْنُهُ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ ، وَأَقْرَرْتَ عَيْنَهُ ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما تَبَدَّدَ مِنْ أَمْري ، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي ، وَتُصْلِحَ شَأْني كُلَّهُ ، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي ، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي ، وَتُصْلِحَ لي أَفْعالي ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ يا كَريمُ ، يا ذَا الْمَعالي بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ باِسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ ، وَنَجَّيْتَهُ مِنْ غَيابَتِ الْجُبِّ ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ ، وَكَفَيْتَهُ كَيْدَ إِخْوَتِهِ ، وَجَعَلْتَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً ، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنّي كَيْدَ كُلِّ كائِدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ حاسِدٍ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ « وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً »(14) ، وَضَرَبْتَ لَهُ طَريقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ، وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَني إِسْرائيلَ ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَسْئَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ ، وَتُقَرِّبَني مِنْ عَفْوِكَ ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنيني بِهِ عَنْ جَميعِ خَلْقِكَ ، وَيَكُونُ لي بَلاغاً أَنالُ بِهِ مَغْفِرَتَكَ وَرِضْوانَكَ ، يا وَلِيّي وَوَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ داوُودُ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبالَ ، يُسَبِّحْنَ مَعَهُ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةٌ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ، وَشَدَدْتَ مُلْكَهُ ، وَآتَيْتَهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ، وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَديدَ ، وَعَلَّمْتَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَهُمْ ، وَغَفَرْتَ ذَنْبَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَسْاَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لي جَميعَ اُمُوري ، وَتُسَهِّلَ لي تَقْديري ، وَتَرْزُقَني مَغْفِرَتَكَ وَعِبادَتَكَ ، وَتَدْفَعَ عَنّي ظُلْمَ الظَّالِمينَ ، وَكَيْدَ الْكائِدينَ ، وَمَكْرَ الْماكِرينَ ، وَسَطَواتِ الْفَراعِنَةِ الْجَبَّارينَ ، وَحَسَدَ الْحاسِدينَ ، يا أَمانَ الْخائِفينَ ، وَجارَ الْمُسْتَجيرينَ ، وَثِقَةَ الْواثِقينَ ، وَذَريعَةَ الْمُؤْمِنينَ ، وَرَجاءَ الْمُتَوَكِّلينَ ، وَمُعْتَمَدَ الصَّالِحينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
إِلهي وَأَسْاَلُكَ اللَّهُمَّ بِالْإِسْمِ الَّذي سَئَلَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُودَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، إِذْ قالَ « رَبِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلْكاً لايَنْبَغي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »(15) ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَأَطَعْتَ لَهُ الْخَلْقَ ، وَحَمَلْتَهُ عَلَى الرّيحِ ، وَعَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الشَّياطينَ مِنْ كُلِّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ، وآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الْأَصْفادِ ، هذا عَطاؤُكَ لا عَطاءُ غَيْرِكَ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَهْدِيَ لي قَلْبي ، وَتَجْمَعَ لي لُبّي ، وَتَكْفِيَني هَمّي ، وَتُؤْمِنَ خَوْفي ، وَتَفُكَّ أَسْري ، وَتَشُدَّ أَزْري ، وَتُمْهِلَني وَتُنَفِّسَني ، وَتَسْتَجيبَ دُعائي ، وَتَسْمَعَ نِدائي ، وَلاتَجْعَلَ فِي النَّارِ مَأْوايَ ، وَلَا الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمّي ، وَأَنْ تُوَسِّعَ عَلَىَّ رِزْقي ، وَتُحَسِّنَ خُلْقي ، وَتُعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، فَإِنَّكَ سَيِّدي وَمَوْلايَ وَمُؤَمَّلي.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ ، لَمَّا حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ بَعْدَ الصِّحَّةِ ، وَنَزَلَ السَّقَمُ مِنْهُ مَنْزِلَ الْعافِيَةِ ، وَالضّيقُ بَعْدَ السَّعَةِ وَالْقُدْرَةِ ، فَكَشَفْتَ ضُرَّهُ ، وَرَدَدْتَ عَلَيْهِ أَهْلَهُ ، وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ، حينَ ناداكَ ، داعِياً لَكَ ، راغِباً إِلَيْكَ ، راجِياً لِفَضْلِكَ ، شاكِياً إِلَيْكَ رَبِّ « إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ »(16) فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَكْشِفَ ضُرّي ، وَتُعافِيَني في نَفْسي وَأَهْلي وَمالي وَوَلَدي وَإِخْواني فيكَ ، عافِيَةً باقِيَةً شافِيَةً كافِيَةً ، وافِرَةً هادِيَةً نامِيَةً ، مُسْتَغْنِيَةً عَنِ الْأَطِبَّاءِ وَالْأَدْوِيَةِ ، وَتَجْعَلَها شِعاري وَدِثاري ، وَتُمَتِّعَني بِسَمْعي وَبَصَري ، وَتَجْعَلَهُمَا الْوارِثَيْنِ مِنّي ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ يُونُسُ بْنُ مَتَّى في بَطْنِ الْحُوتِ حينَ ناداكَ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ « أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ »(17) وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَأَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطينٍ ، وَأَرْسَلْتَهُ إِلى مِأَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزيدُونَ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَسْتَجيبَ دُعائي ، وَتُدارِكَني بِعَفْوِكَ ، فَقَدْ غَرِقْتُ في بَحْرِ الظُّلْمِ لِنَفْسي ، وَرَكِبَتْني مَظالِمُ كَثيرَةٌ لِخَلْقِكَ عَلَيَّ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسْتُرْني مِنْهُمْ ، وَأَعْتِقْني مِنَ النَّارِ ، وَاجْعَلْني مِنْ عُتَقاءِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ ، في مَقامي هذا ، بِمَنِّكَ يا مَنَّانُ.
إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ عيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ إِذْ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، وَأَنْطَقْتَهُ فِي الْمَهْدِ ، فَأَحْيى بِهِ الْمَوْتى ، وَأَبْرَأَ بِهِ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ ، وَخَلَقَ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَصارَ طائِراً بِإِذْنِكَ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُفَرِّغَني لِما خُلِقْتُ لَهُ ، وَلاتَشْغَلَني بِما قَدْ تَكَلَّفْتَهُ لي ، وَتَجْعَلَني مِنْ عُبَّادِكَ وَزُهَّادِكَ فِي الدُّنْيا ، وَمِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِلْعافِيَةِ ، وَهَنَّأْتَهُ بِها مَعَ كَرامَتِكَ يا كَريمُ يا عَلِيُّ يا عَظيمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيا عَلى عَرْشِ مَلِكَةِ سَبا ، فَكانَ أَقَلَّ مِنْ لَحْظَةِ الطَّرْفِ ، حَتَّى كانَ مُصَوَّراً بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ « قيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ »(18) فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتُكَفِّرَ عَنّي سَيِّئاتي ، وَتَقْبَلَ مِنّي حَسَناتي ، وَتَقْبَلَ تَوْبَتي ، وَتَتُوبَ عَلَيَّ ، وَتُغْنِيَ فَقْري ، وَتَجْبُرَ كَسْري ، وَتُحْيِيَ فُؤادي بِذِكْرِكَ ، وَتُحْيِيَني في عافِيَةٍ ، وَتُميتَني في عافِيَةٍ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ حينَ سَئَلَكَ ، داعِياً لَكَ ، راغِباً إِلَيْكَ ، راجِياً لِفَضْلِكَ ، فَقامَ فِي الْمِحْرابِ يُنادي نِدآءً خَفِيّاً ، فَقالَ رَبِّ « هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً × يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً »(19) فَوَهَبْتَ لَهُ يَحْيى ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُبْقِيَ لي أَوْلادي ، وَأَنْ تُمَتِّعَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَني وَإِيَّاهُمْ مُؤْمِنينَ لَكَ ، راغِبينَ في ثَوابِكَ ، خائِفينَ مِنْ عِقابِكَ ، راجينَ لِما عِنْدَكَ ، آيِسينَ مِمَّا عِنْدَ غَيْرِكَ حَتَّى تُحْيِيَنا حَيوةً طَيِّبَةً ، وَتُميتَنا ميتَةً طَيِّبَةً ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُريدُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ باِلْإِسْمِ الَّذي سَئَلَتْكَ بِهِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، « إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّني مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ »(20) ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها ، وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُقِرَّ عَيْني بِالنَّظَرِ إِلى جَنَّتِكَ ، وَوَجْهِكَ الْكَريمِ وَأَوْلِيائِكَ ، وَتُفَرِّجَني بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَتُؤْنِسَني بِهِ وَبِآلِهِ ، وَبِمُصاحَبَتِهِمْ وَمُرافَقَتِهِمْ ، وَتُمَكِّنَ لي فيها ، وَتُنْجِيَني مِنَ النَّارِ ، وَما اُعِدَّ لِأَهْلِها مِنَ السَّلاسِلِ وَالْأَغلالِ ، وَالشَّدائِدِ وَالْأَنْكالِ ، وَأَنْواعِ الْعَذابِ ، بِعَفْوِكَ يا كَريمُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعَتْكَ بِهِ عَبْدَتُكَ وَصِدّيقَتُكَ مَرْيَمُ الْبَتُولُ وَاُمُّ الْمَسيحِ الرَّسُولِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، إِذْ قُلْتَ « وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتينَ »(21) فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها ، وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُحْصِنَني بِحِصْنِكَ الْحَصينِ ، وَتَحْجُبَني بِحِجابِكَ الْمَنيعِ ، وَتُحْرِزَني بِحِرْزِكَ الْوَثيقِ ، وَتَكْفِيَني بِكِفايَتِكَ الْكافِيَةِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ طاغٍ ، وَظُلْمِ كُلِّ باغٍ ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ ، وَجَوْرِ كُلِّ سُلْطانٍ جائِرٍ ، بِمَنْعِكَ يا مَنيعُ.
إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَصَفِيُّكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَمينُكَ عَلى وَحْيِكَ ، وَبَعيثُكَ إِلى بَرِيَّتِكَ ، وَرَسُولُكَ إِلى خَلْقِكَ مُحَمَّدٌ خاصَّتُكَ وَخالِصَتُكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ ، وَأَيَّدْتَهُ بِجُنُودٍ لَمْ يَرَوْها ، وَجَعَلْتَ كَلِمَتَكَ الْعُلْيا ، وَكَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفْلى ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلوةً زاكِيَةً طَيِّبَةً ، نامِيَةً باقِيَةً مُبارَكَةً ، كَما صَلَّيْتَ عَلى أَبيهِمْ إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ كَما بارَكْتَ عَلَيْهِمْ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ كَما سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ ، وَزِدْهُمْ فَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ زِيادَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَاخْلُطْني بِهِمْ ، وَاجْعَلْني مِنْهُمْ ، وَاحْشُرْني مَعَهُمْ ، وَفي زُمْرَتِهِمْ حَتَّى تَسْقِيَني مِنْ حَوْضِهِمْ ، وَتُدْخِلَني في جُمْلَتِهِمْ ، وَتَجْمَعَني وَإِيَّاهُمْ ، وَتُقِرَّ عَيْني بِهِمْ ، وَتُعْطِيَني سُؤْلي ، وَتُبَلِّغَني آمالي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي ، وَمَحْيايَ وَمَماتي ، وَتُبَلِّغَهُمْ سَلامي ، وَتَرُدَّ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
إِلهي وَأَنْتَ الَّذي تُنادي في أَنْصافِ كُلِّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سائِلٍ فَاُعْطِيَهُ ، أَمْ هَلْ مِنْ داعٍ فَاُجيبَهُ ، أَمْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، أَمْ هَلْ مِنْ راجٍ فَاُبَلِّغَهُ رَجاهُ ، أَمْ هَلْ مِنْ مُؤَمِّلٍ فَاُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ ، ها أَنَا سائِلُكَ بِفِنائِكَ ، وَمِسْكينُكَ بِبابِكَ ، وَضَعيفُكَ بِبابِكَ ، وَفَقيرُكَ بِبابِكَ ، وَمُؤَمِّلُكَ بِفِنائِكَ ، أَسْأَلُكَ نائِلَكَ ، وَأَرْجُو رَحْمَتَكَ ، وَاُؤَمِّلُ عَفْوَكَ ، وَأَلْتَمِسُ غُفْرانَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
وَأَعْطِني سُؤْلي ، وَبَلِّغْني أَمَلي ، وَاجْبُرْ فَقْري ، وَارْحَمْ عِصْياني ، وَاعْفُ عَنْ ذُنُوبي ، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ الْمَظالِمِ لِعِبادِكَ رَكِبَتْني ، وَقَوِّ ضَعْفي ، وَأَعِزَّ مَسْكَنَتي ، وَثَبِّتْ وَطْأَتي ، وَاغْفِرْ جُرْمي ، وَأَنْعِمْ بالي ، وَأَكْثِرْ مِنَ الْحَلالِ مالي ، وَخِرْ لي في جَميعِ اُمُوري وَأَفْعالي ، وَرَضِّني بِها ، وَارْحَمْني وَوالِدَيَّ وَما وَلَدا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ ، اَلْأَحْيآءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، إِنَّكَ سَميعُ الدَّعَواتِ ، وَأَلْهِمْني مِنْ بِرِّهِما ما أَسْتَحِقُّ بِهِ ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ ، وَتَقَبَّلْ حَسَناتِهِما ، وَاغْفِرْ سَيِّئاتِهِما ، وَاجْزِهِما بِأَحْسَنِ ما فَعَلا بي ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ.
إِلهي وَقَدْ عَلِمْتُ يَقيناً أَنَّكَ لاتَأْمُرُ بِالظُّلْمِ وَلاتَرْضاهُ ، وَلاتَميلُ إِلَيْهِ وَلاتَهْواهُ وَلاتُحِبُّهُ وَلاتَغْشاهُ ، وَتَعْلَمُ ما فيهِ هؤُلآءِ الْقَوْمُ مِنْ ظُلْمِ عِبادِكَ وَبَغْيِهِمْ عَلَيْنا ، وَتَعَدّيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلا مَعْرُوفٍ ، بَلْ ظُلْماً وَعُدْواناً وَزُوراً وَبُهْتاناً ، فَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَ لَهُمْ مُدَّةً لابُدَّ مِنْ بُلُوغِها ، أَوْ كَتَبْتَ لَهُمْ آجالاً يَنالُونَها ، فَقَدْ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الصِّدْقُ « يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ»(22).
فَأَنَا أَسأَلُكَ بِكُلِّ ما سَئَلَكَ بِهِ أَنْبِياءُكَ الْمُرْسَلوُنَ وَرُسُلُكَ ، وَأَسْئَلُكَ بِما سَئَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ ، وَمَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ ، أَنْ تَمْحُوَ مِنْ اُمِّ الْكِتابِ ذلِكَ ، وَتَكْتُبَ لَهُمُ الْاِضْمِحْلالَ وَالْمَحْقَ ، حَتَّى تُقَرِّبَ آجالَهُمْ ، وَتَقْضِيَ مُدَّتَهُمْ ، وَتُذْهِبَ أَيَّامَهُمْ ، وَتُبَتِّرَ أَعْمارَهُمْ ، وَتُهْلِكَ فُجَّارَهُمْ ، وَتُسَلِّطَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، حَتَّى لاتُبْقِيَ مِنْهُمْ أَحَداً ، وَلاتُنَجِّيَ مِنْهُمْ أَحَداً ، وَتُفَرِّقَ جُمُوعَهُمْ ، وَتَكِلَّ سِلاحَهُمْ ، وَتُبَدِّدَ شَمْلَهُمْ ، وَتُقَطِّعَ آجالَهُمْ ، وَتُقَصِّرَ أَعْمارَهُمْ ، وَتُزَلْزِلَ أَقْدامَهُمْ ، وَتُطَهِّرَ بِلادَكَ مِنْهُمْ ، وَتُظْهِرَ عِبادَكَ عَلَيْهِمْ ، فَقَدْ غَيَّروُا سُنَّتَكَ ، وَنَقَضُوا عَهْدَكَ ، وَهَتَكُوا حَريمَكَ ، وَأَتَوْا عَلى ما نَهَيْتَهُمْ عَنْهُ ، وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبيراً كَبيراً ، وَضَلُّوا ضَلالاً بَعيداً.
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأْذَنْ لِجَمْعِهِمْ بِالشَّتاتِ ، وَلِحَيِّهِمْ بِالْمَماتِ ، وَلِأَزْواجِهِمْ بِالنَّهَباتِ ، وَخَلِّصْ عِبادَكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ ، وَاقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنْ هَضْمِهِمْ ، وَطَهِّرْ أَرْضَكَ مِنْهُمْ ، وَأْذَنْ بِحَصَدِ نَباتِهِمْ ، وَاسْتيصالِ شافَتِهِمْ ، وَشَتاتِ شَمْلِهِمْ ، وَهَدْمِ بُنْيانِهِمْ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
وَأَسأَلُكَ يا إِلهي وَ إِلهَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَرَبّي وَرَبَّ كُلِّ شيْءٍ ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عَبْداكَ وَرَسُولاكَ ، وَنَبِيَّاكَ وَصَفِيَّاكَ مُوسى وَهارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، حينَ قالا ، داعِيَيْنِ لَكَ ، راجِيَيْنِ لِفَضْلِكَ ، « رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَيوةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلايُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَليمَ »(23) ، فَمَنَنْتَ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِما بِالْإِجابَةِ لَهُما إِلى أَنْ قَرَعْتَ سَمْعَهُما بَأَمْرِكَ ، فَقُلْتَ اللَّهُمَّ رَبِّ « قَدْ اُجيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقيما وَلاتَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لايَعْلَمُونَ»(24).
أَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَطْمِسَ عَلى أَمْوالِ هؤُلآءِ الظَّلَمَةِ ، وَأَنْ تَشْدُدَ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وَأَنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بَرَّكَ ، وَأَنْ تُغْرِقَهُمْ في بَحْرِكَ ، فَإِنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما فيهِما لَكَ ، وَأَرِ الْخَلْقَ قُدْرَتَكَ فيهِمْ ، وَبَطْشَتَكَ عَلَيْهِمْ ، فَافْعَلْ ذلِكَ بِهِمْ ، وَعَجِّلْ لَهُمْ ذلِكَ ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَخَيْرَ مَنْ دُعِيَ ، وَخَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ الْوُجُوهُ ، وَرُفِعَتْ إِلَيْهِ الْأَيْدي ، وَدُعِيَ بِالْأَلْسُنِ ، وَشَخَصَتْ إِلَيْهِ الْأَبْصارُ ، وَأَمَّتْ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ ، وَنُقِلَتْ إِلَيْهِ الْأَقْدامُ ، وَتُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي الْأَعْمالِ.
إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَبْهاها ، وَكُلُّ أَسْمائِكَ بَهِيٌّ ، بَلْ أَسأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُرْكِسَهُمْ عَلى اُمِّ رُؤُسِهِمْ في زُبْيَتِهِمْ ، وَتُرْدِيَهُمْ في مَهْوى حُفْرَتِهِمْ ، وَارْمِهِمْ بِحَجَرِهِمْ ، وَذَكِّهِمْ بِمَشاقِصِهِمْ ، وَاكْبُبْهُمْ عَلى مَناخِرِهِمْ ، وَاخْنُقْهُمْ بِوَتَرِهِمْ ، وَارْدُدْ كَيْدَهُمْ في نُحُورِهِمْ ، وَأَوْبِقْهُمْ بِنَدامَتِهِمْ ، حَتَّى يَسْتَخْذِلُوا وَيَتَضآءَلُوا بَعْدَ نِخْوَتِهِمْ ، وَيَنْقَمِعُوا بَعْدَ اسْتِطالَتِهِمْ ، أَذِلّاءَ مَأْسُورينَ في رِبَقِ حَبآئِلِهِمْ ، اَلَّتي كانُوا يُؤَمِّلُونَ أَنْ يَرَوْنا فيها ، وَتُرِيَنا قُدْرَتَكَ فيهِمْ ، وَسُلْطانَكَ عَلَيْهِمْ ، وَتَأْخُذَهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ ، إِنَّ أَخْذَكَ الْأَليمُ الشَّديدُ ، وَتَأْخُذَهُمْ يا رَبِّ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ ، فَإِنَّكَ عَزيزٌ مُقْتَدِرٌ ، شَديدُ الْعِقابِ ، شَديدُ المِحالِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَجِّلْ ايرادَهُمْ عَذابَكَ الَّذي أَعْدَدْتَهُ لِلظَّالِمينَ مِنْ أَمْثالِهِمْ ، وَالطَّاغينَ مِنْ نُظَرائِهِمْ ، وَارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ ، وَاحْلُلْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ الَّذي لايَقُومُ لَهُ شَيْءٌ ، وَأْمُرْ في تَعْجيلِ ذلِكَ عَلَيْهِمْ بِأَمْرِكَ الَّذي لايُرَدُّ وَلايُؤَخَّرُ ، فَإِنَّكَ شاهِدُ كُلِّ نَجْوى ، وَعالِمُ كُلِّ فَحْوى ، وَلاتَخْفى عَلَيْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خافِيَةٌ ، وَلاتَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خائِنَةٌ ، وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ ، عالِمٌ بِما فِي الضَّمائِرِ وَالْقُلُوبِ.
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ وَاُناديكَ بِما ناداكَ بِهِ سَيِّدي ، وَسَئَلَكَ بِهِ نُوحٌ ، إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ « وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجيبُونَ »(25) ، أَجَلِ اللَّهُمَّ يا رَبِّ أَنْتَ نِعْمَ الْمُجيبُ ، وَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ ، وَنِعْمَ الْمَسْئُولُ ، وَنِعْمَ الْمُعْطي ، أَنْتَ الَّذي لاتُخَيِّبُ سائِلَكَ ، وَلاتَرُدُّ راجِيَكَ ، وَلاتَطْرُدُ الْمُلِحَّ عَنْ بابِكَ ، وَلاتَرُدُّ دُعاءَ سائِلِكَ ، وَلاتَمُلُّ دُعاءَ مَنْ أَمَّلَكَ ، وَلاتَتَبَرَّمُ بِكَثْرَةِ حَوائِجِهِمْ إِلَيْكَ ، وَلا بِقَضائِها لَهُمْ ، فَإِنَّ قَضاءَ حَوائِجِ جَميعِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ في أَسْرَعِ لَحْظٍ مِنْ لَمْحِ الطَّرْفِ ، وَأَخَفُّ عَلَيْكَ ، وَأَهوَنُ عِنْدَكَ مِنْ جَناحِ بَعُوضَةٍ.
وَحاجَتي يا سَيِّدي وَمَوْلايَ ، وَمُعْتَمَدي وَرَجائي ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي ، فَقَدْ جِئْتُكَ ثَقيلَ الظَّهْرِ بِعَظيمِ ما بارَزْتُكَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتي ، وَرَكِبَني مِنْ مَظالِمِ عِبادِكَ ما لايَكْفيني ، وَلايُخَلِّصُني مِنْها غَيْرُكَ ، وَلايَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلايَمْلِكُهُ سِواكَ ، فَامْحُ يا سَيِّدي كَثْرَةَ سَيِّئاتي بِيَسيرِ عَبَراتي ، بَلْ بِقَساوَةِ قَلْبي ، وَجُمُودِ عَيْني ، لا بَلْ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَأَنَا شَيْءٌ ، فَلْتَسَعْني رَحْمَتُكَ ، يا رَحْمانُ يا رَحيمُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
لاتَمْتَحِنّي في هذِهِ الدُّنْيا بِشَيْءٍ مِنَ الْمِحَنِ ، وَلاتُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لايَرْحَمُني ، وَلاتُهْلِكْني بِذُنُوبي ، وَعَجِّلْ خَلاصي مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَادْفَعْ عَنّي كُلَّ ظُلْمٍ ، وَلاتَهْتِكْ سَتْري ، وَلاتَفْضَحْني يَوْمَ جَمْعِكَ الْخَلائِقَ لِلْحِسابِ ، يا جَزيلَ الْعَطاءِ وَالثَّوابِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُحْيِيَني حَيوةَ السُّعَداءِ ، وَتُميتَني ميتَةَ الشُّهَداءِ ، وَتَقْبَلَني قَبُولَ الْأَوِدَّاءِ ، وَتَحْفَظَني في هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ ، مِنْ شَرِّ سَلاطينِها وَفُجَّارِها ، وَشِرارِها وَمُحِبّيها ، وَالْعامِلينَ لَها وَما فيها ، وَقِني شَرَّ طُغاتِها وَحُسَّادِها ، وَباغِى الشِّرْكِ فيها .
حَتَّى تَكْفِيَني مَكْرَ الْمَكَرَةِ ، وَتَفْقَأَ عَنّي أَعْيُنَ الْكَفَرَةِ ، وَتُفْحِمَ عَنّي أَلْسُنَ الْفَجَرَةِ ، وَتَقْبِضَ لي عَلى أَيْدِي الظَّلَمَةِ ، وَتُوهِنَ عَنّي كَيْدَهُمْ ، وَتُميتَهُمْ بِغَيْظِهِمْ ، وَتَشْغَلَهُمْ بِأَسْماعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأَفْئِدَتِهِمْ ، وَتَجْعَلَني مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ في أَمْنِكَ وَأَمانِكَ ، وَحِرْزِكَ وَسُلْطانِكَ ، وَحِجابِكَ وَكَنَفِكَ ، وَعِياذِكَ وَجارِكَ ، وَمِنْ جارِ السُّوءِ وَجَليسِ السُّوءِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيْءٍ قَديرٌ ، « إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ»(26).
أَللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ ، وَبِكَ أَلُوذُ ، وَلَكَ أَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو ، وَبِكَ أَسْتَعينُ ، وَبِكَ أَسْتَكْفي ، وَبِكَ أَسْتَغيثُ ، وَبِكَ أَسْتَنْقِذُ ، وَمِنْكَ أَسْئَلُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاتَرُدَّني إِلّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ ، وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ ، وَتِجارَةٍ لَنْ تَبُورَ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلاتَفْعَلَ بي ما أَنَا أَهْلُهُ ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، وَأَهْلُ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ.
إِلهي وَقَدْ أَطَلْتُ دُعائي ، وَأَكْثَرْتُ خِطابي ، وَضيقُ صَدْري حَداني عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَحَمَلَني عَلَيْهِ ، عِلْماً مِنّي بِأَنَّهُ يُجْزيكَ مِنْهُ قَدْرُ الْمِلْحِ فِي الْعَجينِ ، بَلْ يَكْفيكَ عَزْمُ إِرادَةٍ وَأَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وَلِسانٍ صادِقٍ يا رَبِّ ، فَتَكُونَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِكَ بِكَ ، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبي ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُقْرِنَ دُعائي بِالْإِجابَةِ مِنْكَ ، وَتُبَلِّغَني ما أَمَّلْتُهُ فيكَ ، مِنَّةً مِنْكَ وَطَوْلاً ، وَقُوَّةً وَحَوْلاً ، لاتُقيمُني مِنْ مَقامي هذا إِلّا بِقَضاءِ جَميعِ ما سَأَلْتُكَ ، فَإِنَّهُ عَلَيْكَ يَسيرٌ ، وَخَطَرَهُ عِنْدي جَليلٌ كَثيرٌ ، وَأَنْتَ عَلَيْهِ قَديرٌ ، يا سَميعُ يا بَصيرُ.
إِلهي وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، وَالْهارِبِ مِنْكَ إِلَيْكَ ، مِنْ ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتْهُ ، وَعُيُوبٍ فَضَحَتْهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحيمَةً أَفُوزُ بِها إِلى جَنَّتِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ عَطْفَةً أَنْجُو بِها مِنْ عِقابِكَ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَكَ وَبِيَدِكَ ، وَمَفاتيحَهُما وَمَغاليقَهُما إِلَيْكَ ، وَأَنْتَ عَلى ذلِكَ قادِرٌ ، وَهُوَ عَلَيْكَ هَيِّنٌ يَسيرٌ ، فَافْعَلْ بي ما سَأَلْتُكَ يا قَديرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيم ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ .
قال عليّ بن حماد : أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن عليّ العلويّ العريضي واشترط عليَّ أن لا أبذله لمخالف ، ولا اُعطيه إلّا لمن أعلم مذهبه ، وإنّه من أولياء آل محمّد عليهم السلام ، وكان عندي أدعو به وإخوتي ، ثمّ قدم علي إلى البصرة بعض قضاة الأهواز ، وكان مخالفاً ، وله علي أياد ، وكنت أحتاج إليه في بلده وأنزل عليه ، فقبض عليه السلطان فصادره وأخذ خطّه بعشرين ألف درهم ، فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا الدعاء ، فدعا به ، فما استتم اسبوعاً حتّى أطلقه السلطان ابتداء ولم يلزمه شيئاً ممّا أخذ خطّه ، وردّه إلى بلده مكرماً ، وشيّعته إلى الأبله ، وعدت إلى البصرة .
فلمّا كان بعد أيّام طلبت الدعاء فلم أجده ، وفتشت كتبي كلّها ، فلم أر له أثراً ، فطلبته من أبي المختار الحسيني ، وكانت عنده نسخة بها ، فلم نجده في كتبه ، فلم نزل نطلبه في كتبنا فلانجده عشرين سنة ، فعلمت أنّ ذلك عقوبة من اللَّه عزّ وجلّ لما بذلته لمخالف ، فلمّا كان بعد العشرين سنة ، وجدناه في كتبنا وقد فتشناها مراراً لاتحصي ، فآليت على نفسي ألّا اُعطيه إلّا لمن أثق بدينه ممّن يعتقد ولاية آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن آخذ عليه العهد ألّا يبذله إلّا لمن يستحقّه ، وباللَّه نستعين وعليه نتوكّل.(27)
وفي كتاب جواهر المنثورة للسيّد عبدالحسيب العلوي جملات زيادة على ما في مهج الدعوات وهذه هي:
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلى سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ ، وَخَيْرِ الْأَوْلِياءِ ، وَأَفْضَلِ الْأَصْفِياءِ ، وَأَعْلَى الْأَزْكِياءِ ، وَأَكْمَلِ الْأَتْقِياءِ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشيراً وَنَذيراً ، وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ، وَسِراجاً مُنيراً ، مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى وَآلِهِ مَفاتيحِ أَسْرارِ الْعُلى ، وَمَصابيحِ أَنْوارِ التُّقى.
وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ، وَصَلِّ عَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ طاعَتِكَ أَجْمَعينَ ، مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً بِأَفْضَلِ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ . أَللَّهُمَّ ارْحَمْنا فيهِمْ ، وَاغْفِرْ لَنا مَعَهُمْ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
قال مؤلّف كتاب جواهر المنثورة : وجدت دعاء الّذي يذكر بعد هذا بخطّ جدّي محقّق الداماد قدّس اللَّه تعالى روحه القدّوسيّ في آخر دعاء العلويّ المصريّ والدعاء هذا :
أَللَّهُمَّ بِكَ يَصُولُ الصَّائِلُ ، وَبِقُدْرَتِكَ يَطُولُ الطَّائِلُ ، وَلا حَوْلَ لِكُلِّ ذي حَوْلٍ إِلّا بِكَ ، وَلا قُوَّةَ يَمْتازُها ذُوالْقُوَّةِ إِلّا مِنْكَ ، بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ وَسُلالَتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ ، صَلِّ عَلَيْهِمْ وَاكْفِني شَرَّ هذَا الْيَوْمِ وَضُرَّهُ ، وَارْزُقْني خَيْرَهُ وَيُمْنَهُ.
وَاقْضِ لي في مُتَصَرَّفاتي بِحُسْنِ الْعافِيَةِ ، وَبُلُوغِ الْمَحَبَّةِ ، وَالظَّفَرِ بِالْاُمْنِيَّةِ ، وَكِفايَةِ الطَّاغِيَةِ الْمُغْوِيَةِ ، وَكُلِّ ذي قُدْرَةٍ لي عَلى أَذِيَّةٍ ، حَتَّى أَكُونَ في جُنَّةٍ وَعِصْمَةٍ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَنِقْمَةٍ ، وَأَبْدِلْني فيهِ مِنَ الْمَخاوِفِ أَمْناً ، وَمِنَ الْعَوائِقِ فيهِ يُسْراً ، حَتَّى لايَصُدَّني صادٌّ عَنِ الْمُرادِ ، وَلايَحِلَّ بي طارِقٌ مِنْ أَذَى الْبِلادِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، وَالْاُمُورُ إِلَيْكَ تَصيرُ ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ.(28)
10) القمر : 12 - 10 .
11) وَتَنْصُرَني ، خ .
12) الذَّبح - بالفتح - : مصدر ذبحت الشاة ، والذِّبح - بالكسر - : ما يذبح .
13) حَتَّى ، خ .
14) مريم : 52 .
15) ص : 35 .
16) الأنبياء : 83 .
17) الأنبياء : 87 .
18) النمل : 42 .
19) مريم : 5 و 6 .
20) التحريم : 11 .
21) التحريم : 12 .
22) الرعد : 39 .
23) يونس : 88 .
24) يونس : 89 .
25) الصافّات : 75 .
26) الأعراف : 196 .
27) مهج الدعوات : 337 .
28) أبواب الجنّات : 142 .
بازديد امروز : 100981
بازديد ديروز : 202063
بازديد کل : 122732000
|