امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
1 - وقوع الفرج له صلوات اللَّه عليه وللداعي

1 - وقوع الفرج له صلوات اللَّه عليه وللداعي :

    قال في المكيال : قوله عليه الصلاة والسلام في التوقيع المرويّ في كمال الدين وكتاب الإحتجاج على أهل اللّجاج :

 وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم .

    أقول : لاريب بملاحظة ما ذكر قبل هذا الكلام ، في أنّ المراد بالفرج ظهوره عليه السلام ، لا دعاء الناس بتعجيل فرج نفوسهم فانظر في كلامه قبل ذلك ، لشرح صدرك وإصلاح حالك ، حيث قال عليه السلام :

 وأمّا علّة ما وقع من الغيبة ، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول : « يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لاتَسْأَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَلَكُمْ تَسُؤْكُمْ »(154) ، إنّه لم يكن لأحد من آبائي إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ، ولابيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، وأمّا وجه الإنتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لايعنيكم ، ولاتتكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتّبع الهدى إنتهى كلامه صلوات اللَّه وسلامه عليه .

    وأمّا إسحاق بن يعقوب المخاطب بهذا التوقيع الشريف ، فلم يتعرّض له الأصحاب بشي‏ء ، إلّا أنّ اعتماد الكليني وسائر المشائخ على روايته ، يدلّ على حسن حاله وجلالته ، وسلام مولانا عليه في التوقيع حسبه في الدلالة على الشأن الرفيع والمقام المنيع .

    وأمّا المشار إليه بقوله عليه السلام : فإنّ ذلك فرجكم ، فأحد اُمور :

    أحدها : أن يكون المراد بذلك فرجه صلوات اللَّه عليه ، ويكون الكلام تعليلاً للأمر بدعاء الفرج ، يعني أنّ فرجكم يترتّب على ظهوري وفرج أمري ، ويقرّب هذا الإحتمال قرب إسم الإشارة منه .

    ويؤيّده أيضاً جميع ما ورد في الروايات ، من أنّ بفرجه فرج أولياء اللَّه .

    الثاني : أن يكون المراد بذلك فرجه أيضاً ، ويكون الكلام تعليلاً للأمر بالإكثار من الدعاء .

    الثالث : أن يكون المراد بذلك نفس هذا الدعاء ، يعني أن يحصل الفرج لكم بالدعاء لتعجيل فرجي وظهوري.

    الرابع : أن يكون المراد بذلك الإكثار ، يعني أنّه يحصل الفرج في أمركم بإكثاركم من الدعاء بتعجيل فرجي.

    هذا ما اختلج بالبال من وجوه الإحتمال في هذا المقال ، واللَّه تعالى هو العالم بخفيّات الاُمور وحقايق الأحوال ، ويقرّب الإحتمالين الأخيرين أنّ ذلك تستعمل في الإشارة إلى البعيد غالباً ، كما تبيّن في علم النحو، فتدبّر .

    ويؤيّدهما أيضاً ما في بعض الروايات : أنّ الملائكة يدعون للداعي لأخيه المؤمن في غيبته بما يدعو به لأخيه أضعافاً مضاعفة ، وبعض آخر فيه أيضاً دلالة على المقصود ، ونيل الفرج بالدعاء لفرجه المسعود .

    فإن قلت : فما معنى حصول الفرج للداعي بهذا الدعاء ؟

    قلت : حصول الفرج بسبب هذا الدعاء يقع للداعي بأحد أنحاء :

    منها : أن يبلغ بمأموله وما يهتمّ بحصوله من الاُمور الدنيويّة أو غيرها ببركة دعائه لمولاه ، فإنّه الوسيلة لكلّ خير وصلاح ، والداعي لمن يدعو له بالفرج والفلاح .

    ومنها : أن يعطيه اللَّه بدل ما يرجوه عند ما يسأله ويدعوه ، بحيث يدفع عنه الحاجة والهموم ، ويكشف عنه الشدّة والغموم ، ببركة دعائه لفرج مولاه المظلوم ، فإنّ إعانة المظلوم يصير سبباً لإعانة اللَّه تعالى ، كما يأتي تفصيله إن شاء اللَّه تعالى .

    ومنها : أن يمنحه اللَّه تعالى الصبر على النوائب والسرور في كلّ ما يصيبه من الشدائد والمصائب ، ويلين له الصبر في البعد على المقصود ، كما ألان الحديد لداود عليه السلام .

    هذا كلّه إذا لم تقتض الحكمة الإلهية وقوع الفرج بالكلّية بظهور صاحب الدعوة النبويّة ، والصولة الحيدريّة ، والشجاعة الحسينيّة ، وأمّا إن وقع الفرج المأمول فهو نهاية المسؤول .(155)


154) المائدة : 101 .

155) مكيال المكارم : 307/1 .

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 6011
    بازديد امروز : 34146
    بازديد ديروز : 164708
    بازديد کل : 139354764
    بازديد کل : 95901825