امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
41) تشرّف الصالح الصفيّ الحاج عليّ البغدادي

(41)

تشرّف الصالح الصفيّ

الحاج عليّ البغدادي

نذكر هنا قضيّة الصالح الصفيّ التقيّ الحاج عليّ البغدادي ، لإشتماله على بعض المطالب المفيدة :

نقل الحاج المذكور أيّده اللَّه : اجتمع في ذمّتي ثمانون توماناً من مال الإمام عليه السلام فذهبت إلى النجف الأشرف فأعطيت عشرين توماناً منه لجناب علم الهدى والتقى الشيخ مرتضى أعلى اللَّه مقامه ، وعشرين توماناً إلى جناب الشيخ محمّد حسين المجتهد الكاظميني ، وعشرين توماناً لجناب الشيخ محمّد حسن الشروقي ، وبقي في ذمّتي عشرون توماناً ، كان في قصدي أن أعطيها إلى جناب الشيخ محمّد حسن الكاظميني آل ياسيني أيّده اللَّه عند رجوعي .

    فعند ما رجعت إلى بغداد كنت راغباً في التعجيل بأداء ما بقي في ذمّتي ، فتشرّفت في يوم الخميس بزيارة الإمامين الهمامين الكاظمين عليهما السلام ، وبعد ذلك ذهبت إلى خدمة جناب الشيخ سلّمه اللَّه ، وأعطيته مقداراً من العشرين توماناً وواعدته بأنّي سوف أعطي الباقي بعد ما أبيع بعض الأشياء تدريجياً ، وأن يجيزني أن أوصله إلى أهله ، وعزمت على الرجوع إلى بغداد في عصر ذلك اليوم ، وطلب جناب الشيخ منّي أن أتأخّر فاعتذرت بأنّ عليّ أن أوفي عمّال النسيج اُجورهم ، فإنّه كان من المرسوم أن أسلّم أجرة الاُسبوع عصر الخميس .

    فرجعت وبعد أن قطعت ثلث الطريق تقريباً رأيت سيّداً جليلاً قادماً من بغداد من أمامي ، فعند ما قرب منّي سلّم عليّ ، وأخذ بيدي مصافحاً ومعانقاً وقال : أهلاً وسهلاً وضمّني إلى صدره وعانقني وقبّلني وقبّلته ، وكانت على رأسه عمامة خضراء مضيئة مزهرة ، وفي خدّه المبارك خال أسود كبير ، فوقف وقال : حاج على على خير ، على خير ، أين تذهب ؟

    قلت : زرت الكاظمين عليهما السلام ، وأرجع إلى بغداد .

    قال : هذه الليلة ليلة الجمعة فارجع . قلت : يا سيّدي لا أتمكّن .

    فقال : في وسعك ذلك ، فارجع حتّى أشهد لك بأنّك من موالي جدّي أميرالمؤمنين عليه السلام ومن موالينا ، ويشهد لك الشيخ كذلك ، فقد قال تعالى : « وَاسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْنِ »(66) .

    وكان ذلك منه إشارة إلى مطلب كان في ذهني أن ألتمس من جناب الشيخ أن يكتب لي شهادة بأنّي من موالي أهل البيت : لأضعها في كفني .

    فقلت : أيّ شي‏ء تعرفه ، وكيفه تشهد لي ؟ قال : من يوصل حقّه إليه ، كيف لايعرف من أوصله ؟ قلت : أيّ حقّ ؟

    قال : ذلك الّذي أوصلته إلى وكيلي . قلت : من هو وكيلك . قال : الشيخ محمّد حسن . قلت : وكيلك ؟ قال : وكيلي .

    وكان قد قال لجناب الآقا السيّد محمّد ، وكان قد خطر في ذهني أنّ هذا السيّد الجليل يدعوني باسمي مع أنّي لا أعرفه ، فقلت في نفسي : لعلّه يعرفني وأنا نسيته .

    ثمّ قلت في نفسي أيضاً : إنّ هذا السيّد يريد منّى شيئاً من حقّ السّادة ، وأحببت أن اُوصل إليه شيئاً من مال الإمام عليه السلام الّذي عندي .

    فقلت : يا سيّد ، بقي عندي شي‏ء من حقّكم فرجعت في أمره إلى جناب الشيخ محمّد حسن لاُؤدّي حقّكم - يعني السادات - بإذنه .

    فتبسّم في وجهي وقال : نعم قد أوصلت بعضاً من حقّنا إلى وكلائنا في النجف الأشرف .

    فقلت : هل قبل ذلك الّذي أدّيته ؟

    فقال : نعم .

    خطر في ذهني أنّ هذا السيّد يقول بالنسبة إلى العلماء الأعلام وكلائنا فاستعظمت ذلك ، فقلت : العلماء وكلاء في قبض حقوق السادات وغفلت .

    ثمّ قال : ارجع زُر جدّي ، فرجعت وكانت يده اليمنى بيدي اليسرى فعندما سرنا رأيت في جانبنا الأيمن نهراً ماؤه أبيض صاف جار ، وأشجار الليمون والنارنج والرمان والعنب وغيرها كلّها مثمرة في وقت واحد مع أنّه لم يكن موسمها ، وقد تدلت فوق رؤوسنا .

    قلت : ما هذا النهر وما هذه الأشجار ؟

    قال : إنّها تكون مع كلّ من يزورنا ويزور جدّنا من موالينا .

    فقلت : اُريد أن أسئلك ؟

    قال : إسأل .

    قلت : كان الشيخ المرحوم عبدالرزّاق رجلاً مدرّساً ، فذهبت عنده يوماً فسمعته يقول : لو أنّ أحداً كان عمره كلّه صائماً نهاره قائماً ليله وحجّ أربعين حجّة وأربعين عمرة ومات بين الصفا والمروة ولم يكن من موالي أميرالمؤمنين عليه السلام ، فليس له شي‏ء . قال : نعم ، واللَّه ليس له شي‏ء .

    فسألته عن بعض أقربائي هل هو من موالي أميرالمؤمنين عليه السلام ؟

    قال : نعم ، هو وكلّ من يرتبط بك .

    فقلت : سيّدنا ؛ لي مسألة .

    قال : إسأل .

قلت : يقرأ قرّاء تعزية الحسين عليه السلام أنّ سليمان الأعمش جاء عند شخص وسأله عن زيارة سيّدالشهداء عليه السلام فقال : بدعة ، فرأى في المنام هودجاً بين الأرض والسماء فسأل مَن في الهودج ؟ فقيل له : فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى عليهما السلام ، فقال : إلى أين تذهبان ؟ فقيل : إلى زيارة الحسين عليه السلام في هذه الليلة فهي ليلة الجمعة ، ورأى رقاعاً تتساقط من الهودج مكتوب فيها : أمان من النار لزوّار الحسين عليه السلام في ليلة الجمعة ، أمان من النار يوم القيامة ، فهل هذا الحديث صحيح ؟ قال : نعم ، صحيح وتامّ .

    قلت : سيّدنا يقولون : من زار الحسين عليه السلام ليلة الجمعة فهي له أمان .

    قال : نعم واللَّه . ( وجرت الدموع من عينيه المباركتين وبكى ) .

    قلت : سيّدنا مسألة . قال : إسئل .

    قلت : زرنا الإمام الرضا عليه السلام سنة تسع وستّين ومائتين وألف ، والتقينا بأحد الأعراب الشروقيّين من سكّان البادية في الجهة الشرقيّة من النجف الأشرف في درود ، واستضفناه وسألناه كيف هي ولاية الرضا عليه السلام ؟

    قال : الجنّة ، ولي خمسة عشر يوماً آكل من مال مولاي الإمام الرضا عليه السلام فكيف يجرؤ منكر ونكير أن يدنيا منّي في قبري وقد نبت لحمي ودمي من طعامه عليه السلام في مضيفه ؟!

    فهل هذا صحيح أنّ عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام يأتي ويخلّصه من منكر ونكير ؟

    فقال : نعم واللَّه ، إنّ جدّي هو الضامن .

    قلت : سيّدنا أريد أن أسألك مسألة صغيرة ؟

    قال : إسأل .

    قلت : وهل زيارتي للإمام الرضا عليه السلام مقبولة ؟

    قال : مقبولة إن شاء اللَّه ، إلى أن قال : فما خطونا إلّا عدّة خطوات فوجدنا أنفسنا في الصحن المقدّس عند موضع خلع الأحذية (كفشدارى) من دون أن نمر بزقاق ولا سوق .

    فدخلنا الأيوان من جهة باب المراد الّتي هي الجهة الشرقية ممّا يلي الرجل ، ولم يمكث عليه السلام في الرواق المطهّر، ولم يقرأ اذن الدخول، ودخل ووقف على باب الحرم، فقال : زُر ، قلت: إنّي لا أعرف القراءة . قال : أقرأ لك ؟ قلت : نعم .

    فقال : ءَأَدْخُلُ يا اَللَّهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَميرَالْمُؤْمِنينَ ، وهكذا سلّم على كلّ إمام من الأئمّة عليهم السلام حتّى بلغ في السلام إلى الإمام العسكري عليه السلام وقال : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَريّ ، ثمّ قال : تعرف إمام زمانك ؟

    قلت : وكيف لا أعرفه ؟ قال : سلّم على إمام زمانك .

    فقلت : اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ ، يا صاحِبَ الزَّمانِ يَابْنَ الْحَسَنِ . فتبسّم وقال: عَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

    فدخلنا في الحرم المطهّر ، وأنكببنا على الضريح المقدّس ، وقبّلناه ، فقال لى : زُر .

    قلت : لا أعرف القراءة .

    قال : أقرأ لك الزيارة ؟

    قلت : نعم .

    قال : أيّ زيارة تريد؟

    قلت : زورني بأفضل الزيارات .

    قال : زيارة أمين اللَّه هي الأفضل ، ثمّ أخذ بالقراءة وقال : اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَمينَيِ اللَّهِ في أَرْضِهِ وَحُجَّتَيْهِ عَلى عِبادِهِ ... الخ .

    وأضيئت في هذه الأثناء مصابيح الحرم ، فرأيت الشموع مضاءة ولكن الحرم مضاء ومنوّر بنور آخر مثل نور الشمس ، والشموع تضي‏ء مثل المصباح في النهار في الشمس ، وكنت قد أخذتني الغفلة بحيث لم أنتبه إلى هذه الآيات ، فعند ما انتهى من الزيارة جاء إلى الجهة الّتي تلي الرجل ، فوقف في الجانب الشرقي خلف الرأس، وقال : هل تزور جدّي الحسين‏عليه السلام ؟

    قلت : نعم أزوره فهذه ليلة الجمعة .

    فقرأ زيارة وارث ، وقد فرغ المؤذّنون من أذان المغرب ، فقال لي : صلّ ، والتحق بالجماعة ، فجاء إلى المسجد الّذي يقع خلف الحرم المطهّر وكانت الجماعة قد انعقدت هناك ، ووقف هو منفرداً في الجانب الأيمن لإمام الجماعة محاذياً له ، ودخلت أنا في الصفّ الأوّل حيث وجدت مكاناً لي هناك ، فعندما إنتهيت لم أجده ، فخرجت من المسجد وفتّشت في الحرم فلم أره ، وكان قصدي أن ألاقيه وأعطيه عدّة قرانات واستضيفه في تلك اللّيلة .

    ثمّ جاء بذهني : من يكون هذا السيّد ؟ وانتبهت للآيات والمعجزات المتقدّمة ومن انقيادي لأمره في الرجوع مع ما كان لي من الشغل المهمّ في بغداد ، وتسميته لي باسمي ، مع أنّي لم أكن قد رأيته من قبل ، وقوله موالينا وإنّي أشهد ، ورؤية النهر الجاري والأشجار المثمرة في غير الموسم ، وغير ذلك ممّا تقدّم ممّا كان سبباً ليقيني بأنّه الإمام المهديّ صلوات اللَّه عليه ، وبالخصوص في فقرة إذن الدخول وسؤاله لي بعد السلام على الإمام العسكريّ عليه السلام ، هل تعرف إمام زمانك ؟ فعندما قلت أعرفه ، قال : سلّم ، فعندما سلّمت، تبسّم وردّ السّلام . فجئت عند حافظ الأحذية ، وسألت عنه ، فقال : خرج وسألني : هل كان هذا السيّد رفيقك ؟ قلت : نعم .(67)


66) البقرة : 282 .

67) النجم الثاقب : 150/2 ، جنّة المأوى : 314 .

 

 

 

    بازدید : 5952
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 145391
    بازديد کل : 138919623
    بازديد کل : 95463500