(145)
دعائه أرواحنا فداه في التوقيع
إلى عليّ بن محمّد السمري رضوان اللَّه عليه
... لمّا حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا ، وقرب أجله قيل له : إلى من توصي ؟ فأخرج إليهم توقيعاً نسخته :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُري ، أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوانَكَ فيكَ ، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيام . فاجمع أمرك ، ولاتوص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلّا بعد إذن اللَّه تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً .
وسيأتي إلى شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .
فنسخوا هذا التوقيع وخرجوا ، فلمّا كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه . فقال له بعض الناس : من وصيّك من بعدك ؟
فقال : للَّه أمر هو بالغه وقضى ، فهذا آخر كلام سمع منه رحمه الله . (26)
أقول : انّ ال في المشاهدة في قوله صلوات اللَّه عليه من يدّعى المشاهدة : للعهد الذهني ، ولايصح أن تكون للجنس أو غيره ، فمعناه : من يدّعى المشاهدة بعنوان النيابة فهو كذّاب مفتر ، لأنّه مضافاً إلى كذبه في ادّعائه المشاهدة مفترىٌ على الإمام عليه السلام في أنّه عيّنه للنيابة الخاصّة ، ومن ادّعى كذباً المشاهدة فقط ولا غير فهو كاذب وليس بمفتر .
26) الإحتجاج : 297/2 .
بازديد امروز : 25201
بازديد ديروز : 239476
بازديد کل : 122454164
|