امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
267) دعاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام في القنوت برواية مولانا حسين بن روح قدس سره

(267)

دعاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام

في القنوت برواية مولانا حسين بن روح قدس سره

 دعا عليه السلام في قنوته وأمر أهل قم بذلك ، لما شكوا من موسى بن بغي(219) :

اَلحَمْدُ للَّهِِ شُكْراً لِنَعْمائِهِ ، وَاسْتِدْعاءً لِمَزيدِهِ ، وَاسْتِخْلاصاً لَهُ وَبِهِ دُونَ غَيْرِهِ ، وَعِياذاً بِهِ مِنْ كُفْرانِهِ وَالْإِلْحادِ في عَظَمَتِهِ وَكِبْريائِهِ ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ ما بِهِ مِنْ نَعْمائِهِ فَمِنْ عِنْدِ رَبِّهِ ، وَما مَسَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ فَبِسُوءِ جِنايَةِ يَدِهِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ ، وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَذَريعَةِ الْمُؤْمِنينَ إِلى رَحْمَتِهِ ، وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وُلاةِ أَمْرِهِ .

أَللَّهُمَّ إِنَّكَ نَدَبْتَ إِلى فَضْلِكَ ، وَأَمَرْتَ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ الْإِجابَةَ لِعِبادِكَ ، وَلَمْ تُخَيِّبْ مَنْ فَزَعَ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ ، وَقَصَدَ إِلَيْكَ بِحاجَتِهِ ، وَلَمْ تَرْجِعْ يَدٌ طالِبَةٌ صِفْراً مِنْ عَطائِكَ ، وَلا خائِبَةً مِنْ نَحْلِ هِباتِكَ ، وَأَيُّ راحِلٍ رَحَلَ إِلَيْكَ فَلَمْ يَجِدْكَ قَريباً ، أَوْ وافِدٍ وَفَدَ عَلَيْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوائِقُ الرَّدِّ دُونَكَ ، بَلْ أَيُّ مُحْتَفِرٍ مِنْ فَضْلِكَ لَمْ يُمْهِهِ فَيْضُ جُودِكَ ، وَأَيُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزيدِكَ أَكْدى دُونَ اسْتِماحَةِ سِجالِ(220) عَطِيَّتِكَ .

أَللَّهُمَّ وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِرَغْبَتي ، وَقَرَعَتْ بابَ فَضْلِكَ يَدُ مَسْأَلَتي ، وَناجاكَ بِخُشُوعِ الْإِسْتِكانَةِ قَلْبي ، وَوَجَدْتُكَ خَيْرَ شَفيعٍ لي إِلَيْكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ ما يَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتي قَبْلَ أَنْ يَخْطُرَ بِفِكْري ، أَوْ يَقَعَ في خَلَدي ، فَصِلِ اللَّهُمَّ دُعائي إِيَّاكَ بِإِجابَتي ، وَاشْفَعْ مَسْأَلَتي بِنُجْحِ طَلِبَتي .

أَللَّهُمَّ وَقَد شَمَلَنا زَيْغُ الْفِتَنِ ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْنا غَشْوَةُ الْحَيْرَةِ ، وَقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصِّغارُ ، وَحَكَمَ عَلَيْنا غَيْرُ الْمَأْمُونينَ في دينِكَ ، وَابْتَزَّ اُمُورَنا مَعادِنُ الْاُبَنِ مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ ، وَسَعى في إِتْلافِ عِبادِكَ وَ إِفْسادِ بِلادِكَ .

أَللَّهُمَّ وَقَدْ عادَ فَيْئُنا دَوْلَةً بَعْدَ الْقِسْمَةِ ، وَ إِمارَتُنا غَلَبَةً بَعْدَ الْمَشْوَرَةِ ، وَعُدْنا ميراثاً بَعْدَ الْإِخْتِيارِ لِلْاُمَّةِ ، فَاشْتُرِيَتِ الْمَلاهي وَالْمَعازِفُ(221)بِسَهْمِ الْيَتيمِ وَالْأَرْمَلَةِ ، وَحَكَمَ في أَبْشارِ الْمُؤْمِنينَ أَهْلُ الذِّمَّةِ ، وَوَلِيَ الْقِيامَ بِاُمُورِهِمْ فاسِقُ كُلِّ قَبيلَةٍ ، فَلا ذائِدَ يَذُودُهُمْ عَنْ هَلَكَةٍ ، وَلا راعٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ ، وَلا ذُو شَفَقَةٍ يُشْبِعُ الْكَبِدَ الْحرَّى مِنْ مَسْغَبَةٍ ، فَهُمْ اُولُوا ضَرْعٍ بِدارٍ مَضيعَةٍ ، وَاُسَراءُ مَسْكَنَةٍ ، وَخُلَفاءُ كَآبَةٍ وَذِلَّةٍ .

أَللَّهُمَّ وَقَدِ اسْتَحْصَدَ زَرْعُ الْباطِلِ ، وَبَلَغَ نِهايَتَهُ ، وَاسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ ، وَاسْتَجْمَعَ طَريدُهُ ، وَخَذْرَفَ وَليدُهُ ، وَبَسَقَ فَرْعُهُ ، وَضُرِبَ بِجِرانِهِ .

أَللَّهُمَّ فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ يَداً حاصِدَةً تَصْدَعُ قائِمَهُ ، وَتَهْشُمُ سُوقَهُ ، وَتَجُبُّ سَنامَهُ ، وَتَجْدَعُ مَراغِمَهُ ، لِيَسْتَخْفِيَ الْباطِلُ بِقُبْحِ صُورَتِهِ ، وَيَظْهَرَ الْحَقُّ بِحُسْنِ حُلْيَتِهِ .

أَللَّهُمَّ وَلاتَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها ، وَلا جُنَّةً إِلّا هَتَكْتَها ، وَلا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها ، وَلا سَرِيَّةَ ثِقْلٍ إِلّا خَفَّفْتَها ، وَلا قائِمَةَ عُلُوٍّ إِلّا حَطَطْتَها ، وَلا رافِعَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكَّسْتَها ، وَلا خَضْراءَ إِلّا أَبَرْتَها .

أَللَّهُمَّ فَكَوِّرْ شَمْسَهُ ، وَحُطَّ نُورَهُ ، وَاطْمِسْ ذِكْرَهُ ، وَارْمِ بِالْحَقِّ رَأْسَهُ ، وَفُضَّ جُيُوشَهُ ، وَارْعُبْ قُلُوبَ أَهْلِهِ .

أَللَّهُمَّ وَلاتَدَعْ مِنْهُ بَقِيَّةً إِلّا أَفْنَيْتَ ، وَلا بُنْيَةً إِلّا سَوَّيْتَ ، وَلا حَلَقَةً إِلّا قَصَمْتَ ، وَلا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَ ، وَلا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَ ، وَلا كُراعاً إِلّاَ اجْتَحْتَ ، وَلا حامِلَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكَسْتَ .

أَللَّهُمَّ وَأَرِنا أَنْصارَهُ عَباديدَ بَعْدَ الْاُلْفَةِ ، وَشَتَّى بَعْدَ اجْتِماعِ الْكَلِمَةِ ، وَمُقْنِعِي الرُّؤُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْاُمَّةِ ، وَأَسْفِرْ لَنا عَنْ نَهارِ الْعَدْلِ ، وَأَرِناهُ سَرْمَداً لا ظُلْمَةَ فيهِ ، وَنُوراً لا شَوْبَ مَعَهُ ، وَاهْطِلْ عَلَيْنا ناشِئَتَهُ ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنا بَرَكَتَهُ ، وَأَدِلْ لَهُ مِمَّنْ ناواهُ ، وَانْصُرْهُ عَلى مَنْ عاداهُ .

أَللَّهُمَّ وَأَظْهِرِ الْحَقَّ ، وَأَصْبِحْ بِهِ في غَسَقِ الظُّلَمِ وَبُهَمِ الْحَيْرَةِ . أَللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُتَفَرِّقَةَ ، وَالْآراءَ الْمُخْتَلِفَةَ ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ ، وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ ، وَأَشْبِعْ بِهِ الْخِماصَ السَّاغِبَةَ ، وَأَرِحْ بِهِ الْأَبْدانَ اللّاغِبَةَ الْمُتْعَبَةَ ، كَما أَلْهَجْتَنا بِذِكْرِهِ ، وَأَخْطَرْتَ بِبالِنا دُعاءَكَ لَهُ ، وَوَفَّقْتَنا لِلدُّعاءِ إِلَيْهِ ، وَحِياشَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ ، وَأَسْكَنْتَ في قُلُوبِنا مَحَبَّتَهُ ، وَالطَّمَعَ فيهِ ، وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ ، لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ.

أَللَّهُمَّ فَأْتِ لَنا مِنْهُ عَلى أَحْسَنِ يَقينٍ ، يا مُحَقِّقَ الظُّنُونِ الْحَسَنَةِ ، وَيا مُصَدِّقَ الْآمالِ الْمُبْطِنَةِ.

أَللَّهُمَّ وَأَكْذِبْ بِهِ الْمُتَأَلّينَ(222) عَلَيْكَ فيهِ ، وَأَخْلِفْ بِهِ ظُنُونَ الْقانِطينَ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَالْآيِسينَ مِنْهُ.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْنا سَبَباً مِنْ أَسْبابِهِ ، وَعَلَماً مِنْ أَعْلامِهِ ، وَمَعْقَلاً مِنْ مَعاقِلِهِ ، وَنَضِّرْ وُجُوهَنا بِتَحْلِيَتِهِ ، وَأَكْرِمْنا بِنُصْرَتِهِ ، وَاجْعَلْ فينا خَيْراً تُظْهِرُنا لَهُ بِهِ ، وَلا تُشْمِتْ بِنا حاسِدِى النِّعَمِ ، وَالْمُتَرَبِّصينَ بِنا حُلُولَ النَّدَمِ ، وَنُزُولَ الْمُثَلِ ، فَقَدْ تَرى يا رَبِّ بَرائَةَ ساحَتِنا ، وَخُلُوَّ ذَرْعِنا مِنَ الْإِضْمارِ لَهُمْ عَلى إِحْنَةٍ ، وَالتَّمَنّي لَهُمْ وُقُوعَ جائِحَةٍ ، وَما تَنازَلَ مِنْ تَحْصينِهِمْ بِالْعافِيَةِ ، وَما أَضْبَؤُا(223) لَنا مِنِ انْتِهازِ الْفُرْصَةِ ، وَطَلَبِ الْوُثُوبِ بِنا عِنْدَ الْغَفْلَةِ .

أَللَّهُمَّ وَقَدْ عَرَّفْتَنا مِنْ أَنْفُسِنا ، وَبَصَّرْتَنا مِنْ عُيُوبِنا خِلالاً نَخْشى أَنْ تَقْعُدَ بِنا عَنِ اشْتِهارِ إِجابَتِكَ ، وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ عَلى غَيْرِ الْمُسْتَحِقّينَ ، وَالْمُبْتَدِئُ بِالْإِحْسانِ غَيْرَ السَّائِلينَ ، فَأْتِ لَنا مِنْ أَمْرِنا عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وَفَضْلِكَ وَامْتِنانِكَ ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ ، وَتَحْكُمُ ما تُريدُ ، إِنَّا إِلَيْكَ راغِبُونَ ، وَمِنْ جَميعِ ذُنُوبِنا تائِبُونَ .

أَللَّهُمَّ وَالدَّاعي إِلَيْكَ ، وَالْقائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ ، اَلْفَقيرُ إِلى رَحْمَتِكَ ، اَلْمُحْتاجُ إِلى مَعُونَتِكَ عَلى طاعَتِكَ ، إِذِ ابْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ ، وَأَلْبَسْتَهُ أَثْوابَ كَرامَتِكَ ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ ، وَثَبَّتَّ وَطْأَتَهُ فِي الْقُلُوبِ مِنْ مَحَبَّتِكَ ، وَوَفَّقْتَهُ لِلْقِيامِ بِما أَغْمَضَ فيهِ أَهْلُ زَمانِهِ مِنْ أَمْرِكَ ، وَجَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ ، وَناصِراً لِمَنْ لايَجِدُ ناصِراً غَيْرَكَ ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ ، وَمُشَيِّداً لِما رُدَّ مِنْ أَعْلامِ دينِكَ ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَلامُكَ وَصَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ .

فَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ في حِصانَةٍ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدينَ ، وَأَشْرِقْ بِهِ الْقُلُوبَ الْمُخْتَلِفَةَ مِنْ بُغاةِ الدّينِ ، وَبَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ بِهِ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ .

أَللَّهُمَّ وَأَذْلِلْ بِهِ مَنْ لَمْ تُسْهِمْ لَهُ فِي الرُّجُوعِ إِلى مَحَبَّتِكَ ، وَمَنْ نَصَبَ لَهُ الْعَداوَةَ ، وَارْمِ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ مَنْ أَرادَ التَأْليبَ عَلى دينِكَ بِإِذْلالِهِ ، وَتَشْتيتِ أَمْرِهِ ، وَاغْضَبْ لِمَنْ لا تِرَةَ(224) لَهُ وَلا طائِلَةَ ، وَعادَى الْأَقْرَبينَ وَالْأَبْعَدينَ فيكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيْهِ ، لا مَنّاً مِنْهُ عَلَيْكَ .

أَللَّهُمَّ فَكَما نَصَبَ نَفْسَهُ غَرَضاً فيكَ لِلْأَبْعَدينَ ، وَجادَ بِبَذْلِ مُهْجَتِهِ لَكَ في الذَّبِّ عَنْ حَريمِ الْمُؤْمِنينَ ، وَرَدَّ شَرَّ بُغاةِ الْمُرْتَدّينَ الْمُريبينَ حَتَّى أَخْفى ما كانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ الْمَعاصي ، وَأَبْدا ما كانَ نَبَذَهُ الْعُلَماءُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ مِمَّا أَخَذْتَ ميثاقَهُمْ على أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ وَلايَكْتُمُوهُ ، وَدَعا إِلى إِفْرادِكَ بِالطَّاعَةِ ، وَأَلّا يَجْعَلَ لَكَ شَريكاً مِنْ خَلْقِكَ يَعْلُو أَمْرُهُ عَلى أَمْرِكَ ، مَعَ ما يَتَجَرَّعُهُ فيكَ مِنْ مَراراتِ الْغَيْظِ الْجارِحَةِ بِحَواسِّ(225) الْقُلُوبِ ، وَما يَعْتَوِرُهُ مِنَ الْغُمُومِ ، وَيَفْزَعُ عَلَيْهِ مِنْ أَحْداثِ الْخُطُوبِ ، وَيَشْرَقُ بِهِ مِنَ الْغُصَصِ الَّتي لاتَبْتَلِعُهَا الْحُلُوقُ وَلاتَحْنُو عَلَيْهَا الضُّلُوعُ عِنْدَ نَظَرِهِ إِلى أَمْرٍ مِنْ أَمْرِكَ ، وَلاتَنالُهُ يَدُهُ بِتَغْييرِهِ وَرَدِّهِ إِلى مَحَبَّتِكَ .

فَاشْدُدِ اللَّهُمَّ أَزْرَهُ بِنَصْرِكَ ، وَأَطِلْ باعَهُ فيما قَصُرَ عَنْهُ مِنْ إِطْرادِ الرَّاتِعينَ في حِماكَ ، وَزِدْهُ في قُوَّتِهِ بَسْطَةً مِنْ تَأْييدِكَ ، وَلاتُوْحِشْنا مِنْ اُنْسِهِ ، وَلاتَخْتَرِمْهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الْفاشي في أَهْلِ مِلَّتِهِ ، وَالْعَدْلِ الظَّاهِرِ في اُمَّتِهِ .

أَللَّهُمَّ وَشَرِّفْ بِمَا اسْتَقْبَلَ بِهِ مِنَ الْقِيامِ بِأَمْرِكَ لَدى مَوْقِفِ الْحِسابِ مَقامَهُ ، وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ ، وأَجْزِلْ لَهُ عَلى ما وَأَيْتَهُ قائِماً بِهِ مِنْ أَمْرِكَ ثَوابَهُ ، وَابْنِ قُرْبَ دُنُوِّهِ مِنْكَ في حَياتِهِ ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا مِنْ بَعْدِهِ ، وَاسْتِخْذاءَنا لِمَنْ كُنَّا نَقْمَعُهُ بِهِ إِذا فَقَدْتَنا وَجْهَهُ ، وَبَسَطْتَ أَيْدِيَ مَنْ كُنَّا نَبْسُطُ أَيْدِيَنا عَلَيْهِ لِنَرُدَّهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَافْتِراقَنا بَعْدَ الْاُلْفَةِ وَالْإِجْتِماعِ تَحْتَ ظِلِّ كَنَفِهِ ، وَتَلَهُّفَنا عِنْدَ الْفَوْتِ عَلى ما أَقْعَدْتَنا عَنْهُ مِنْ نُصْرَتِهِ ، وَطَلَبِنا مِنَ الْقِيامِ بِحَقِّ ما لا سَبيلَ لَنا إِلى رَجْعَتِهِ .

وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ في أَمْنٍ مِمَّا يُشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهُ ، وَرُدَّ عَنْهُ مِنْ سِهامِ الْمَكآئِدِ ما يُوَجِّهُهُ أَهْلُ الشَّنَئانِ إِلَيْهِ وَ إِلى شُرَكآئِهِ في أَمْرِهِ ، وَمُعاوِنيهِ عَلى طاعَةِ رَبِّهِ ، اَلَّذينَ جَعَلْتَهُمْ سِلاحَهُ وَحِصْنَهُ وَمَفْزَعَهُ وَاُنْسَهُ ، اَلَّذينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلادِ(226) ، وَجَفَوُا الْوَطَنَ ، وَعَطَّلُوا الْوَثيرَ(227) مِنَ الْمِهادِ ، وَرَفَضُوا تِجاراتِهِمْ ، وَأَضَرُّوا بِمَعايِشِهِمْ ، وَفُقِدُوا في أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ ، وَخالَلُوا الْبَعيدَ مِمَّنْ عاضَدَهُمْ عَلى أَمْرِهِمْ ، وَقَلَوُا الْقَريبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ ، فَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ في دَهْرِهِمْ ، وَقَطَعُوا الْأَسْبابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنْيا .

فَاجْعَلْهُمُ اللَّهُمَّ في أَمْنِ حِرْزِكَ وَظِلِّ كَنَفِكَ ، وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَداوَةِ مِنْ عِبادِكَ ، وَأَجْزِلْ لَهُمْ عَلى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ ، وَأَمِدَّهُمْ بِتَأْييدِكَ وَنَصْرِكَ ، وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ باطِلَ مَنْ أَرادَ إِطْفاءَ نُورِكَ .

أَللَّهُمَّ وَامْلَأْ بِهِمْ كُلَّ اُفُقٍ مِنَ الْآفاقِ ، وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَمَرْحَمَةً وَفَضْلاً ، وَاشْكُرْهُمْ عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وَما مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقائِمينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ ، وَادَّخَرْتَ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ ما يَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ .(228) وفي البلد الأمين : وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَطْهارِ .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَجِدُ هذِهِ النُّدْبَةَ امْتَحَتْ دَلالَتُها ، وَدَرَسَتْ أَعْلامُها ، وَعَفَتْ إِلّا ذِكْرُها ، وَتِلاوَةُ الْحُجَّةِ بِها .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَجِدُ بَيْني وَبَيْنَكَ مُشْتَبِهاتٍ تَقْطَعُني دُونَكَ ، وَمُبْطِئاتٍ تَقْعُدُ بي عَنْ إِجابَتِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنّي عَبْدُكَ وَلايُرْحَلُ إِلَيْكَ إِلّا بِزادٍ وَأَنَّكَ لاتَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلّا أَنْ يَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ زادَ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها ، وَيَصيرُ بِها إِلى ما يُؤَدّي إِلَيْكَ .

أَللَّهُمَّ وَقَدْ ناداكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبي فَاسْتَبْقِني نِعْمَتَكَ بِفَهْمِ حُجَّتِكَ لِساني وَما تَيَسَّرَ لي مِنْ إِرادَتِكَ . أَللَّهُمَّ فَلا اُخْتَزَلَنَّ عَنْكَ وَأَنَا آمُّكَ ، وَلا اُحْتَلَجَنَّ عَنْكَ وَأَنَا أَتَحَرَّاكَ .

أَللَّهُمَّ وَأَيِّدْنا بِما نَسْتَخْرِجُ بِهِ فاقَةَ الدُّنْيا مِنْ قُلُوبِنا ، وَتَنْعَشُنا مِنْ مَصارِعِ هَوانِها ، وَتَهْدِمُ بِهِ عَنَّا ما شُيِّدَ مِنْ بُنْيانِها ، وَتَسْقينا بِكَأْسِ السَّلْوَةِ عَنْها حَتَّى تُخَلِّصَنا لِعِبادَتِكَ ، وَتُورِثَنا ميراثَ أَوْلِيآئِكَ الَّذينَ ضَرَبْتَ لَهُمُ الْمَنازِلَ إِلى قَصْدِكَ ، وَآنَسْتَ وَحْشَتَهُمْ حَتَّى وَصَلُوا إِلَيْكَ .

أَللَّهُمَّ وَإِنْ كانَ هَوًى مِنْ هَوَى الدُّنْيا أَوْ فِتْنَةٌ مِنْ فِتَنِها عَلِقَ بِقُلُوبِنا حَتَّى قَطَعَنا عَنْكَ أَوْ حَجَبَنا عَنْ رِضْوانِكَ ، وَقَعَدَ بِنا عَنْ إِجابَتِكَ ، فَاقْطَعِ اللَّهُمَّ كُلَّ حَبْلٍ مِنْ حِبالِها جَذَبَنا عَنْ طاعَتِكَ ، وَأَعْرَضَ بِقُلُوبِنا عَنْ أَداءِ فَرائِضِكَ ، وَاسْقِنا عَنْ ذلِكَ سَلْوَةً وَصَبْراً يُورِدُنا عَلى عَفْوِكَ ، وَيُقْدِمُنا عَلى مَرْضاتِكَ ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ .

أَللَّهُمَّ وَاجْعَلْنا قائِمينَ عَلى أَنْفُسِنا بِأَحْكامِكَ حَتَّى تُسْقِطَ عَنَّا مَؤُونَ الْمَعاصي ، وَاقْمَعِ الْأَهْواءَ أَنْ تَكُونَ مُساوِرَةً ، وَهَبْ لَنا وَطْءَ آثارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَاللُّحُوقَ بِهِمْ حَتَّى يَرْفَعَ الدّينُ أَعْلامَهُ ابْتِغاءَ الْيَوْمِ الَّذي عِنْدَكَ .

أَللَّهُمَّ فَمُنَّ عَلَيْنا بِوَطْءِ آثارِ سَلَفِنا ، وَاجْعَلْنا خَيْرَ فَرَطٍ لِمَنِ ائْتَمَّ بِنا ، فَإِنَّكَ عَلى ذلِكَ قَديرٌ وَذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِنا وَآلِهِ الْأَبْرارِ وَسَلَّمَ .(229)


219)   . قال في مكيال المكارم : دعاء القنوت المرويّ عن مولانا الزكيّ الرضىّ ، الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما الصلوة والسلام الّذي ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله في المصباح ومختصر المصباح في باب أدعية قنوت صلاة الوتر ، وذكره السيّد بن طاووس رحمه الله في مهج الدعوات في باب قنوتات الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، لكنّ الظاهر من بعض الروايات عدم اختصاصه بوقت من الأوقات ، و إن كان الأفضل أن يدعى به في أفضل الأوقات والحالات .

    ويظهر من رواية السيّد وغيره ، أنّ لهذا الدعاء تأثيراً تامّاً في دفع الظالم ، والإنتصار منه للمظلوم ، بل يمكن أن يستفاد من ذلك أنّ من جملة فوائد الدعاء في فرج صاحب الزمان عليه السلام وطلب ظهوره ونصرته دفع الظالم ، والخلاص من بأسه وسطوته .

    قال السيّد عند ذكر الدعاء المشار إليه : ودعا عليه السلام ، يعني الإمام الزكيّ الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما السلام في قنوته ، وأمر أهل قم بذلك ، لمّا شكوا من موسى بن بغي ، إنتهى كلامه رفع مقامه .

    وحكى صاحب كتاب منح البركات ، وهو شرح لمهج الدعوات ، عن كتاب إعلام الورى في تسمية القرى تأليف أبي سعيد إسماعيل بن عليّ السمعانيّ الحنفيّ ، أنّ موسى بن بغي بن كليب بن شمر بن مروان بن عمرو بن غطه كان من أصحاب المتوكّل العباسيّ‏لع واُمرائه ، وكان عاملاً له على بلدة قم ، وهو الخبيث الّذي كان يحرّض المتوكّل على تخريب قبر مولانا المظلوم أبي عبداللَّه الحسين عليه الصلوة والسلام وحرثه ، وكان ظالماً سفّاكاً هتّاكاً ، وكان عاملاً على قم ، حاكماً على أهله أكثر من عشر سنين ، وكان أهل قم خائفين منه ، لأنّه كان شديد العناد للأئمّة الأمجاد ، وكان يلقي الفساد بينهم ، ويهدّدهم بالقتل ، وعزم عليهم ، فشكوا ذلك إلى مولانا الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام ، فأمرهم بأن يصلّوا صلاة المظلوم ، ويدعوا عليه بهذا الدعاء ، فلمّا فعلوا ذلك أخذه اللَّه في الحال أخذ عزيز مقتدر ولم يمهله طرفة عين .

    أقول : هذا كلام صاحب كتاب منح البركات ، قد نقلته بالمعنى ، لأنّه كان باللّغة الفارسيّة ، ولم يذكر صفة صلاة المظلوم ، ونحن نذكرما وجدناه في كتاب مكارم الأخلاق عند ذكر جملة من الصلوات . ( مكيال المكارم : 85/2 )

220) أكدى الرجل : إذا بخل أو قلّ خيره أو يأس ، والسجال : الفخر .

221) المعازف : الآلات الموسيقيّة الّتي يعزف بها .

222) المتألّين : أي الحاكمين عليك .  

223) الجائحة : الإهلاك والإستيصال ، والإضباء : الكتم .

224) ترة : أي عداوة .

225) بِمَواسي ، خ .  

226) سلوا عن الأهل والأولاد : أي نسيهم وذهل وفرغ عن ذكرهم .

227) الوثير : الوطي‏ء وكلّ شي‏ء جلست عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئاً فهو وثير .

228) مهج الدعوات : 85 ، البلد الأمين : 660 ، البحار : 229/85 ، وفي مصباح المتهجّد : 156 بتفاوت يسير .

229) البلد الأمين : 663 .

 

 

 

    بازدید : 7527
    بازديد امروز : 13626
    بازديد ديروز : 85752
    بازديد کل : 133042393
    بازديد کل : 92129374