نقطة مهمّة حول شفاعة مولاتنا المعصومة عليها السلام
نتطرّق في هذا الموضوع إلى توضيح عدد من النّقاط المهمّة حول السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام وشفاعتها لشيعتها ومحبّيها :
تمتلك مولاتنا المعصومة عليها السلام شخصيّة معنويّة عظيمة ، وذلك لجهتين وهما :
1 - الإنتساب العظيم والشريف للأئمّة الأطهار عليهم السلام ومقام القرابة منهم ؛ فهي بنت الإمام ، واُخت الإمام ، وعمّة الإمام ، وحفيدة الإمام عليهم السلام .
فنقرأ في زيارتها :
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ... اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ .
2 - وعلاوة على انتسابها وقربها هذا ، فهي عليها السلام تحظى بقرب معنوي لا مثيل له .
وهنا نقطة في هذا المقام لابدّ التطرّق إليها وهي : أنّ هناك الكثير من أبناء الأئمّة العظام عليهم السلام لهم القرب الظّاهري والقرب النسبي مثلهم مثل السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام ، ولكن لايحظى أحد منهم بمثل ما حظيت به من حيث القرب المعنوي والشخصيّة الرّوحية العظيمة .
والنقطة التّي تجلب الإلتفات هي : أنّ هذا المقام الباطني والقرب المعنوي جعلها تنال مقام الشّفاعة عند اللَّه عزّ وجلّ .
ويمكن أن نستنتج من مجموع ما جاء من عبارات ومفاهيم في زيارتها ، والحقائق الّتي بيّنها مولانا الإمام ثامن الحجج عليه السلام حول شخصيّتها إلى حقيقة مفادها : إنّ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام بالإضافة إلى شخصيّتها المعنويّة المتكوّنة بواسطة إنتسابها إلى أهل الوحي والرّسالة عليهم السلام ، فهي نفسها لها مقام وحقّ الولاية .
لا شكّ فإنّ الإمام الرّضا عليه السلام لم ينطلق من تعريف النّاس بعظمة وشفاعة السيّدة المعصومة عليها السلام من منطلق القربة وانتسابها إلى البيت النّبويّ الشريف ، وإنّما أمر النّاس بطلب الشّفاعة منها مباشرة ، وذلك واضح من خلال العبارة الّتي يقول فيها عليه السلام : يا فاطمة ؛ إشفعي لى في الجنّة.
ومن المثير للإهتمام أنّ هذه العبارة لم تبدأ بكلمة يا بنت رسول اللَّه أو كلمة يا بنت أميرالمؤمنين ؛ كي ترجع مسألة الشّفاعة وحصرها في قرابتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أو من أميرالمؤمنين عليه السلام أو لكونها اُخت الإمام وعمّته ؛ وإنّما شرعت بجملة يا فاطمة ؛ إشفعي ؛ حيث استخدم الإمام عليه السلام لفظاً في غاية الجماليّة والدّقّة ؛ ليفهمنا ويوحي لنا مدى ومقدار مقام الشّفاعة الّتي وصلت إليه ، وإنّ عظمتها هذه ليست بسبب قربها من بيت الوحي والرّسالة .
والمثير أكثر أنّ الإمام عليه السلام يستمرّ في الزيارة ليذكر مقطع آخر يوضح فيه هذه الحقيقة أكثر فأكثر ، فيقول عليه السلام : فإنّ لكِ عنداللَّه شأناً من الشّأن ، فهذه العبارة بحدّ ذاتها مؤشر لايقبل الشّكّ على تمتّعها بالقرب الإلهي ومقام الولاية .
وعلى الرّغم من أنّنا نرى وفي الكثير من مقاطع الزيارة ، إنّ الإمام عليه السلام خصّها بعبارات من قبيل بنت رسول اللَّه ويا بنت أميرالمؤمنين و اُخت الإمام وعمّة الإمام ، ولكن حينما يصل الأمر إلى عمليّة الشّفاعة منها تتغيّر الألفاظ حيث يتمّ الإستفادة من إسمها المبارك وحده ، وطلب الشّفاعة منها والدّخول إلى الجنّة .
والنقطة الاُخرى الّتي يمكن ذكرها هي : وكما أنّ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام قادرة على تخليص ونجاة الاُمّة من أهوال وأخطار يوم القيامة وتأخذ بأيديهم إلى الجنان ، فهي قادرة كذلك على انتشالهم وخلاصهم من كلّ المصائب والمحن في زمان الغيبة المظلم ، وهي عليها السلام واسطة للفيض الإلهي والعناية الربّانيّة لفتح باب جنّة الظهور لمولانا صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء .
ومن البديهي فعندما تكون السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام لها هذا المقام والمنزلة، فإنّه من باب أولى وجود تلك العظمة والمنزلة للمعصومين الأربعة عشر عليهم آلاف التحيّة والسّلام.
فعلى أساس ذلك يجب أن يضع الزائرون نصب أعينهم نقطة أساسيّة إلاّ وهي : يجب عليهم وعند التشرّف وزيارة الأضرحة المقدّسة والطّاهرة للأئمّة المعصومين عليهم السلام تعميم الدّعاء وعدم إقتصاره عليهم فقط ؛ وإنّما الدّعاء لأجل نجاة وخلاص والفرج للعالم والإنسانيّة جمعاء وحاكميّة قدرة الولاية العلويّة في جميع أركانه وتقديمه على حاجاتهم ومطالبهم الشخصيّة حتّى يرى الجميع عن قريب الحكومة العادلة والعالميّة للإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ، وينظرون الجنّة الموعودة في هذه الدّنيا بإذن اللَّه وقدرته .
بازديد امروز : 66443
بازديد ديروز : 96758
بازديد کل : 134159818
|