نظرة خاطفة عن سموّ وعظمة
ومنزلة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام
لا شكّ فإنّ الشّخص الّذي يحظى بزيارة مولاتنا فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام عارفاً بحقّها ومكانتها عند اللَّه عزّ وجلّ وجبت له الجنّة .
ويمكن أن نستخلص من خلال حديث الإمام الرّضا عليه السلام - الّذي ورد بحقّ اُخته العلويّة الطّاهرة عليها السلام والّذي قال فيه : من زارها عارفاً بحقّها وجبت له الجنّة - المكانة والمنزلة الّتي تتمتّع بها مولاتنا المعصومة عليها السلام ، وأهميّة وتعالي ذلك ، فيترتّب على هذا الموضوع دخول الزّائر الّذي يرتقي إلى مستوى الوعي ، وإدراك المضامين الرّفيعة الّتي تنطوي عليها الزيارة إلى الحصن المنيع لمقام الولاية ، ولهذا تراه يصبح مصوناً من نار جهنّم وبالتّالي الفوز بجنّة الفردوس .
ولعلّ إنشداد هكذا إنسان وتوجّهه الكامل إلى منزلة وعظمة هذه المرأة الصّالحة عليها السلام واعتقاده الكامل لها من أبعاد عقائديّة معنويّة يستوجب رضا البارئ عزّ وجلّ وقبول زيارته .
وهناك قسم آخر من الزّائرين لقبر كريمة أهل البيت عليهم السلام لم تحصل لديهم تلك المعرفة بالمقام المتعالي لها عليها السلام ، ولكن الشوق والمحبّة المكنونة في وجودهم بالنّسبة إلى أهل البيت عليهم السلام دفعتهم إلى زيارة هذا المكان المقدّس ، ويطلبون بكلّ حياء وتواضع الشّفاعة من السيّدة المعصومة عليها السلام ، والدّخول إلى الجنّة .
فنرى أنّ هذه المجموعة تطلب الشّفاعة منها عليها السلام أيضاً كما هو حال المجموعة الاُولى كي تكون سبباً في الحضوة في الجنان.
ولايخفى على أحد فإنّ الالاف المؤلّفة من النّاس يتشرّفون يوميّاً إلى زيارتها عليها السلام وهم قادمون من مختلف أنحاء المعمورة ، ويلجأ إلى حرمها سنويّاً الملايين منهم ، ولكن يا ترى كم هو عدد الأشخاص الّذين عرفوا مكامن عظمتها وحقّها ؟ وكم هم الّذين لهم الإطّلاع والمعرفة بمقامها المعنوي وقدرة ولايتها ؟
ولانجافي الحقيقة إذا قلنا : إنّ تلك المرأة العظيمة مظلومة حتّى في أوساطنا الشيعيّة ، فهي لم تعرف بشكل المطلوب وبقى قدرها مجهولاً .
ينقل فخر الواعظين المرحوم السيّد محمّد باقر الخلخالي في كتاب جنّات ثمانية(568) ، وأيضاً المورّخ المعروف سبهر في كتاب ناسخ التواريخ(569) رواية عن الإمام الرّضا عليه السلام في فضيلة زيارة فاطمة المعصومة عليها السلام ، فيقول عليه السلام :
من زار المعصومة بقم (في قم) كمن زارني .
وهذه الرّواية صريحة وقاطعة في عظمة ومقام تلك المرأة الجليلة عليها السلام .
ومن الواضح فإنّ تسليط الضوء من قبل الإمام الرّضا عليه السلام على مكانتها في يوم القيامة - والّذي تمّ الإشارة له في زيارة الإمام الهمام عليه السلام لها - تطّلعنا إلى حدّ ما على سموّ مقامها وجلالة قدرها عليها السلام .
يقول الإمام الصّادق عليه السلام :
... وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم .(570)
وحسب ما جاء في هذه الرواية ، فإنّ هناك مجاميع كبيرة من الناس في يوم الهلع والفزع الأكبر يرشدون إلى أبواب الجنّة الثّمانية بشفاعتها عليها السلام ، ونحن من هنا نزورها ونقدّمها شفيعة مشفّعة لنا بين يدي البارئ عزّ وجلّ ونقول :
يا فاطمة ؛ إشفعي لي في الجنّة .
568) جنّات ثمانية : 858 .
569) ناسخ التواريخ : 33/7 .
570) سفينة البحار : مادّه فطم .
بازديد امروز : 66382
بازديد ديروز : 96758
بازديد کل : 134159757
|