عالم ملؤه الفرح والسرور
وكما قرأنا في الرّواية فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يصرّح عن ذلك العصر الّذي تحيي فيه القلوب والنّفوس ، ويسود العالم الفرح والسّرور ، فيقول :
يرضى عنه ساكن السّماء وساكن الأرض ، ولاتدع السّماء من قَطْرها شيئاً إلاّ صبّته ، ولا الأرض من نباتها شيئاً إلاّ أخرجته حتّى تتمنّى الأحياء الأموات .(20)
وبناءاً على ذلك فإنّ الأرض وسكّانها لاينعمون وحدهم بذلك السّرور والفرح ؛ بل يتعدّاه إلى أن يصل إلى السّماء فيرضى عنه أهلها ، وهذا نفسه دليل قاطع على شموليّة حكومة الإمام صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه لما تحمل هذه الكلمة من معنى ، بشكل تجلب معها رضى جميع أهل السّماوات والأرضين.
ومن المثير للعجب ، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وفي رواية آخر ، لايرى أنّ السّرور والفرح حالة مختصّة للإنسان في ذلك العصر فحسب ، وإنّما تشمل هذه الحالة حتّى الحيوانات . يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :
هو رجل من ولد الحسين عليه السلام كأنّه من رجال شنسوة ، عليه عباءتان قطوانيّتان إسمه إسمي ، فعند ذلك تفرح الطيور في أوكارها ، والحيتان في بحارها ، وتمدّ الأنهار ، وتفيض العيون ، وتنبت الأرض ضعف أكلها ، ثمّ يسير مقدّمته جبرئيل ، وساقته إسرافيل فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.(21)
نعم ؛ فإنّ الجيش العظيم لجبرائيل وإسرافيل - وهم الّذين يحملون العرش الإلهي - سينضويان تحت رآية ذلك الجيش ، الّذي ستكون مهمّته نجاة المستضعفين في الأرض ، وبسط السّرور والفرح للجميع ، فيشمل معها كلّ الموجوات الأخرى ، ومن مهمّاته كذلك إسترجاع كلّ الحقوق المغصوبة ، ودفع القروض الّتي هي في ذمّة المقروضين مهما كانت قيمتها .
يخاطب المفضّل الإمام الصّادق عليه السلام قائلاً :
يا مولاي ؛ من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون ؟
قال الصادق عليه السلام : اوّل ما يبتدئ المهدي عليه السلام أن ينادي في جميع العالم : ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكره حتّى يردّ الثومة والخردلة فضلاً عن القناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والأملاك فيوفّيه إيّاه .(22)
20) التشريف بالمنن : 146 .
21) بحار الأنوار : 304/52 .
22) بحار الأنوار : 34/53 .
بازديد امروز : 58573
بازديد ديروز : 58506
بازديد کل : 134055191
|