الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
مجالسة أصحاب المعرفة

مجالسة أصحاب المعرفة

لا شكّ ولا ريب فإنّ الإطّلاع والإلمام بالعلوم والمعارف ومعرفة العقائد الصحيحة التي مصدرها أهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين ومجالسة الأشخاص‏ الذين قضوا ردحاً طويلاً من حياتهم في طلب العلوم الدينية له آثار مهمة في‏ حياة الإنسان، ومن هذا المنطلق نجد الأئمّة الأطهار عليهم السلام يوصون في أحاديثهم‏ الشريفة دوماً على مجالسة هؤلاء ومزاحمتهم حدّ الإمكان.

قال الإمام السجاد عليه السلام :

جالِسُوا اَهْلَ الدّينِ وَالْمَعْرِفَةِ.(53)

ويترتّب نتيجة مجالسة أصحاب المعرفة حصول المعرفة الواقعيّة بالنسبة إلى الحقائق الدينيّة وامتلاك النظرة العميقة والصائبة للأمور، وتكون أحاديثهم ‏التي تخرج من القلب تدخل إلى القلب من دون استئذان وتوثر على وجود الإنسان، فتكون حياته مترعة بالصالحات لايصاحبها كلل ولا ملل، ولايقصربها طول الطريق ووعورته وقلّة أهله.

لذلك فإنّ واحدة من الطرق المهمّة والمؤثّرة في معرفة العلوم هي مجالسة ومصاحبة العلماء الأعلام وأهل المعرفة، ويمكن من خلال هذه الطريقة تجلّي‏ الروح وصفاء السريرة والإلمام بالعقائد والعلوم التي جاء بها أهل البيت ‏عليهم السلام ‏وبالتالي جذب الأمّة صوبهم؛ باعتبار أنّ الهدف المنشود الذي يبتغيه كلّ شيعي‏ واقعي وكلّ واحد من أتباع أهل بيت العصمة والطهارة صلوات اللَّه عليهم وكلّ من ‏يتبعهم بصدق وإخلاص هو تبيان معالم علومهم وخزانة معارفهم - وليس‏ التبليغ لنفسه - فإنّ ذلك يستقطب النفوس ويستنهض الهمم، وتقود الناس إلى‏ معين الفطرة الإلهية الطاهرة ونور سراج الإيمان.

إذن يجب على كل فرد منّا مصاحبة أهل الدين والمعرفة لكي يطلع بشكل‏ جليّ على العلوم الإلهية التي يحملها الأئمّة الأطهار عليهم السلام حيث إنّ مثل أهل ‏الدين مثل المرآة الصافية التي تعكس أوضح الأنوار الشمسية المشرقة للنبيّ ‏الأكرم ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأوصيائه الطاهرين إلى كلّ من متعطش إلى كسب المعنويات.


53) بحار الأنوار: 196/74.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2676
    اليوم : 48071
    الامس : 166776
    مجموع الکل للزائرین : 140375572
    مجموع الکل للزائرین : 96925723