الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
المحبّة الكاذبة

المحبّة الكاذبة

إنّ هناك فئة من الناس تظهر المحبة والمودّة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وكأنّهم يودّونهم بشكل صادق، وأنّها قد ملأت كلّ وجودهم، ولكن عند متابعة حركاتهم وسكناتهم ومعاملتهم وأقوالهم ومقارنتها مع ‏التعاليم والدساتير الواردة عن هذا البيت الطاهر تجد أنّ تلك المحبّة والمودّة لم تكن خالصة وإنّما يشوبها الكثير من الرواسب.

وفي هذا الخصوص يرى الكثير من الناس أنّهم عشاق للإمام صاحب‏ العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء، ويمكن لهم التضحية بالغالي والنفيس من‏ أجله، ولكن تراهم عملاً يعرضون مثلاً عن دفع سهمه إلى أهله بعد أن أنعم اللَّه ‏عليهم بنعمة المال! فهل يمكن لذلك الشخص الذي يمتنع عن دفع سهم ‏الإمام ‏عليه السلام في طريق إحياء أهدافه المقدّسة من التضحية بنفسه في زمن الظهور؟

ألم يقل الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا فداه في توقيعه المبارك :

لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ عَلى مَنِ اسْتَحَلَّ مِنْ أَمْوالِنا دِرْهَماً.(186)

يقول الإمام الباقر عليه السلام لجابر حول من ادّعى محبّة ومودّة أهل البيت‏ عليهم السلام:

يا جابِرُ؛ أَيَكْتَفي مَنْ يَنْتَحِلُ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقوُلَ بِحُبِّنا أَهلِ البَيْتِ؟ فَوَ اللَّهِ ما شيعَتُنا إِلّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطاعَهُ.(187)

ويمكن الإستفادة من هذا الحديث الشريف أنّ الشخص الذي لم يتمتّع ‏بالتقوى والطاعة الإلهيّة عليه أن لايكتفي بإظهار محبّة ومودّة أهل البيت‏ عليهم السلام.


186) بحار الأنوار: 183/53، نقلاً عن كتاب كمال الدين: 201/2، الصحيفة المباركة المهديّة: 421.

187) بحار الأنوار: 97/70.

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2822
    اليوم : 81825
    الامس : 166776
    مجموع الکل للزائرین : 140443051
    مجموع الکل للزائرین : 96993232