امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
معرفة العارفين

معرفة العارفين

من الطبيعي أنّ الشخص الذي يستفيد من العرفإنّ والمعارف الإلهية هو ذلك الذي يدرك ويفهم المسائل العرفانية جيّداً، وتوجد لديه نوع من الحيوية والتحوّل والتغيّر ويضي‏ء باطنه بنور الإيمان واليقين الحقيقي، ويكون مصداقاً جليّاً لحديث الإمام الصادق ‏عليه السلام حين قال:

اِذا تَجَلّى ضِياءُ الْمَعْرِفَةِ في الْفُؤادِ هاجَ ريحُ الْمَحَبَّةِ، وَاِذا هاجَ ريحُ الْمَحَبَّةِ اِسْتَأْنَسَ ظِلالَ الْمَحْبوبِ وَآثَرَ الْمَحْبُوبَ ‏عَلى ما سَواهُ.(46)

وعلى أساس ذلك، فإنّ الإكتفاء بالأفكار والرؤى العرفانيّة ومل‏ء الذهن‏ بالمسائل الروحية لن يجدي نفعاً، ويشكل بدوره حلقة مفرغة من الدوران في‏ نقطة واحدة؛ باعتبار الرؤية التي ابتنت عليها ثقافة أهل البيت‏ عليهم السلام توكّد على ‏وجوب وضع العلوم والمعارف التي أساسها القرآن الكريم والسنّة في القلب، وليس مكانها الذهن والفكر والرؤى.

ومن البديهي أنّ العلوم التي يحتضنها القلب - وليس الذهن واللسان – لها وقع في النفس، وتحدث تحوّلاً مهمّاً وأساسيّاً في روحية وسلوك الفرد، وتكون العامل الأبرز في الإتّجاه الصحيح وخلق مناخ فكري إيجابي فعّال.

ومن الظواهر والعلامات الدالة على المعرفة الصحيحة هو تهذيب النفس‏ وفسخ العلقة مع الأهواء النفسية والشهوات الدنيوية، حيث إنّ الإنسان الذي‏ يكتسب المعارف والعلوم الصحيحة ويتعرّف على حكمة وعلوم أهل البيت ‏صلوات اللَّه عليهم أجمعين تراه يبتعد كلّ البعد عن هذه الدنيا الزائلة والميول النفسية وترسيخ إرادته صوب عالم المعنى.

عن أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام أنّه قال :

مَنْ صَحَّتْ مَعْرِفَتُهُ اِنْصَرَفَتْ عَنِ الْعالَمِ الْفاني نَفْسُهُ وَهِمَّتُهُ.(47)

ومن هنا فإنّ الأشخاص الذين تكون همّتهم وسعيهم في الحياة تنصب في ‏جمع الأموال، والتي عادة ما تكون عليهم وبالاً، كيف يمكن لهم أن يتمتّعوا وينالوا العلوم والمعارف الصحيحة؟!

وأمّا الشخص الذي تستقطب روحه وقلبه أمواج أنوار العلوم، كيف يمكنه‏ أن يغرق في عالم الشهوات والإغراءات النفسية، وهل من المعقول أن يجعل‏ إرادته وهمّته في خدمة أهوائه النفسية؟!

إذن فإنّ هناك فئة تفقد إرادتها وقدرتها وسيطرتها على النفس، فتثور عندهم الشهوات الماديّة وتستفحل، فيصبحون عرضة للإنغماس في‏ الشهوات، ألم يقل الإمام السجاد عليه السلام:

... اِنَّما اَهْلُ الدُّنْيا يَعْشِقُونَ الْاَمْوالَ.(48)

فكيف يتنسى للإنسان أن يتنوّر قلبه بنور أهل البيت عليهم السلام وعلومهم الحقة والتي ترفعه إلى دور المتحكم في عملية السيطرة على الشهوات أن يهيم قلبه ‏بحبّ المال والشهوات والرئاسة؟


46) بحار الأنوار: 23/70، عن مصباح الشريعه: 2.

47) شرح غرر الحكم: 453/5.

48) بحار الأنوار: 244/92، وج 230/71.

 

 

 

 

 

    بازدید : 2699
    بازديد امروز : 79321
    بازديد ديروز : 180834
    بازديد کل : 141805017
    بازديد کل : 97772030