امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
2 - التمركز الفكري في التوسّل

2 - التمركز الفكري في التوسّل

من المؤكّد فإنّ التوجّه والدقّة الكاملة في القيام في أيّ نوع من أنواع العبادة سوف يضع بصماته الواضحة على عمليّة التركيز الفكري، ويجعل تلك‏ العبادات في قالب أكثر نفعاً وجدوى، والقصة التي نذكرها هي دليل على أهميّة التوجه في عمليّة الأدعية والتوسّلات.

كان هناك أحد العظماء له علاقة بأحد أولياء اللَّه تعالى، وكان يسأله في بعض‏ الأحيان عن أمور قد مضت وأخرى آتيات، حيث ثبت عنده باليقين صدقه‏ وثبات مدّعاه.

فسُئل منه: كيف استطاع ذلك الولي الوصول إلى تلك المرتبة وذلك المقام؟ وكيف كان يفهم الأسرار التي كنت تطلعه عليها؟

فقال: كان هذا الشخص من طلبتي، وكان يقوم أحياناً بأخذ الأذكار مني‏ والقيام بها، ومع أنّه لم يصرف الكثير من وقته للقيام بها، باعتبارها لم تكن‏ طويلة، ولكن كانت هناك خصلة في داخله جعلته يتطور كثيراً، وهو الآن بمقام ‏أستاذي فقد كان يجيبني عن المجهولات التي أساله بصورة صحيحة ومقنعة، حتّى إنّه كان يعطي الإجابة المطلوبة في الكثير من الموارد من دون أن أطلب‏ منه ذلك.

ثمّ يضيف: إنّ الخصوصية والخصلة التي تمتع بها هي التوجّه والإنشداد الكامل للأدعية والأذكار التي كنت أقولها له، فكان يقرأها بإمعان وانقطاع‏ وخلوص ودقّة، وبالطبع فإنّ تلك الحالة هي التي جعلته ينال كلّ تلك المرتبة والمقام المتعالي.

وفي هذا المجال هناك حديث قصير عن مولانا أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام ولكنّه ‏عظيم من ناحية بيانه للأهميّة الدقة والتوجّه فيقول:

الدِّقَّةُ اِسْتِكانَةٌ.(143)

ومن الطبيعي فإنّ الشخص الذي يتذلّل أمام اللَّه جل شأنه وأهل البيت‏ عليه السلام فإنّهما يرفعانه فتجري على يده الاُمور التي هي في الظاهر غير ممكنة وفيها جانب من ‏الإعجاز ليقوم بإجرائها.

نعم؛ فإنّ الدقّة والتوجّه والإقبال هي من الاُمور القادرة على تحقيق ‏المستحيل وتوصّل الإنسان إلى أعلى مستويات الرفعة والعظمة كما رأينا كيف‏ استطاع رجل عادي في القصة التي نقلناها لكم، ومن خلال الدعاء والتوسل‏ والتوجّه الإرتباط بعالم الغيب.

ولهذا يقول مولانا الإمام الصادق‏ عليه السلام:

فَإِذا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجابَةِ.(144)

إنّ عمليّة التوجه والإقبال القلبي في الأدعية والتوسّل تكون مؤثّرة بحدّ أنّ ‏الإمام الصادق‏ عليه السلام يقول: بعد التوجه عليك بالإستيقان بالإجابة!

وعلى ضوء ما ذكرناه فإنّ مسألة التمركز الفكري وتحسس الحواس في‏ الأدعية والمناجاة والتوسّل لها دور مهم وأساسي في قبولها وترتيب الأثر العملي اللازم عليها، وهي تأتي البتة من بعد مرحلة التطهير الباطني والداخلي‏ للإنسان.

ونقول في هذا المقام: أنّه وكما في العبادات إذ إنّ عدم التوجّه والإقبال ‏باعث على تسويفها وفقدانها لمعايير تقويمها وقبولها كذلك في التوسل، فإنّه ‏يفقد كلّ مقوّمات القبول مادام لم يكن هناك التوجه الكافي، وبالتالي عدم‏ وصول الإنسان إلى حاجته ومقصوده.

وعليه فإنّ التوسّل المجدي والنافع والذي يؤتي بالنتائج والثمرات على‏ أحسن وجه، هو ذلك التوسل الذي فيه التوجّه والإقبال والتفاعل الحقيقي؛ لأنّ ‏التوجّه والإقبال سوف يجعل القلب يغلي بالحبّ والشوق للمعبود، فتشدد العلقة فيكسر الحواجز ويرفع الموانع الموجودة بين العبد والبارئ عزّ وجلّ ‏وأهل الوحي والرسالة عليهم السلام وبالتالي تنفتح الأبواب الموصودة، وفي ذلك‏ الوقت لن يبق دعاء من دون إجابة.

وعلى ضوء الحديث هذا فإن أراد الإنسان الإستجابة السريعة والآنية لدعائه ‏وقبول تضرّعاته وجني النتائج المتعالية من ذلك، فعليه بالإضافة إلى تطهير روحه وجسده من كلّ الأدران والشوائب الدنيوية أن يتوجّه بشكل كامل‏ صوب خالقه وبارئه بكلّ وجوده، والحفاظ على تمركزه، وبالتالي عدم تشتّت‏ أفكاره وحواسّه في هذا الإتّجاه أو ذلك، وجعل أهل بيت الوحي والنبوة صلوات‏ اللَّه عليهم هم الوسيلة في طلب الحاجات من اللَّه تعالى.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :

نَحْنُ الْوَسيلَةُ إِلَى اللَّهِ.(145)

نعم؛ إنّ عقيدة كلّ إنسان واعٍ وطاهر القلب هي أنّ أهل البيت‏ عليهم السلام هم الرابطو الحبل المتين بينه وبين البارئ عزّ وجلّ، فقد جاء في إحدى الزيارات التي يُزاربها الإمام سيّد الشهداء عليه السلام:

بِكُمْ يا آلَ مُحَمَّدٍ أَتَوَّسَلُ، اَلْاخِرُ مِنْكُمْ وَالْأَوَّلُ.(146)

ولابدّ أن يداوم على هذا التوسل بهذه العترة الطاهرة في كل الأحيان وفي‏ كلّ الظروف، وفي جميع الحاجات، وحلّ المشاكل وأن يمتدّ إلى كلّ الساحات‏ والأبعاد ليشمل جميع مفاصل الحياة، حّتى وإن كانت أبسط الحاجات وأقلّها قيمة.

لقد جاء في الزيارة الجامعة الواردة عن الإمام الهادي‏ عليه السلام والتي تحتوي على‏ بحار من نور المعارف والهداية مقاطع في هذا الإتّجاه، فنقرأ في واحد منها:

وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ.(147)

ومع ما قلناه فقد يتّضح أنّ قضاء الحوائج واستجابة الدعاء والتضرّعات ‏تحتاج إلى شرطين أساسين، وهما طهارة القلب ونقاوته، والتمركز الفكري، وهما من الطرق المهمّة والأساسيّة في ذلك، وعليه يجب أن نعلم ما للتوسّل ‏من درجة ومرتبة عظيمة، وما هي الشروط والظروف التي يجب توفرها للفرد المتوسّل والحالات الروحيّة والمعنوية له؟

وفي النتيجة إذا كان هناك فئة مغرضة من قبيل الفرقة الوهابية الضالة المنحرفة لاتعتقد بالتوسل، ولن تعطيه المكانة الطبيعية التي ذكرها القرآن‏ الكريم والروايات الواردة عن العترة الطاهرة، فإنّ ذلك ناشئ من عقيدتهم‏ الباطلة وإشكالية في البعد الفكري والروحي لهؤلاء الجهلة، وإلّا فإنّ الشخص‏ العالم بقيمة التوسل ومعناه الحقيقي وما هي أسسه وقواعده ومصدره، كيف يمكنه ‏إنكاره وتكفير من يعتقد به؟ وكيف يمكن إنكار أفضل الحالات الروحيّة للإنسان، وعدم الاكتراث بالكنوز الروحية العظيمة للنفس الإنسانية؟

وكيف يمكن للإنسان العاقل أن يتغافل عن أكثر الحالات الروحيّة جاذبية ورفضها بدليل عدم التمتّع والوصول إليها؟ فإن حدث ذلك فهو نابع من جهالته ‏والظلمة التي في داخله.


143) بحار الأنوار: 193/72.

144) بحار الأنوار: 323/93، نقلاً عن كتاب مكارم الاخلاق: 314.

145) بحار الأنوار: 23/25.

146) بحار الأنوار: 227/101.

147) مفاتيح الجنان، الزيارة الجامعة الكبيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2870
    بازديد امروز : 43064
    بازديد ديروز : 165904
    بازديد کل : 143362222
    بازديد کل : 98912641