ما هي الآثار والنتائج الإيجابية التي تترتب على المحن والمصائب والفتن العظيمة التي تجري على الإنسان؟

 

---------------------

الجواب :

مما لاشك فيه فإن الفتن والمحن الكبيرة تلعب دوراً مهماً وخطيراً في صنع وصيقلة الرجال العظام وتطهير اولياء الله من الشوائب والأدران ومع إن الكثير من الناس ينحرفون عن الجادة القويمة ويتركون قيمهم ومبادئهم في تلك الفتن المخربة ولكن الإنسان الإصيل لايتآثر بتلك الفتن وتتلاشى هويته وعقيدته وإنما تجعل منه إنساناً سوياً يمتلك كل مقومات الصلابة والمقاومة عن مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال :

ستكون فتنة يُحصّل الناس كما يُحصل الذهب في المعدن. (1) .

ومن الطبيعي فقد تمضي الاف السنوات حتى يتحول المعدن الذي لاقيمة له والذي أختلط بالذهب المغشوش الى الذهب الخالص ولكن نرى الفتنة أحياناً بما لها من أهمية كبيرة وتآثيرات عظيمة تطهر وتصقل الفرد الأصيل في مدة قصيرة والحال ايضاً ينطبق على الكثير من الناس فإنهم في تلك الفترة القصيرة لايتحملون تبعات ونتائج تلك الفتن فلذا يقعون في شبكاها وتآثيراتها المباشرة والنتيجة هي الهلاك والضلالة والتية .

وفي الحقيقة فإن مثل هذه الفتن تكمل النواقص ونقاط الضعف التي يعاني منها الإنسان الأصيل وتبدل الخصال والصفات المنحطة الى صفات جليلة ومثمرة لان هذا الشخص لايستسلم الى تلك الفتن ولايركن لها وإنما يحترق بها وهذا الإحتراق لايصنعه ويصقله فقط ولكن يزيد من سرعة تلك العملية والمحصلة تكون خروجه منها وهو في أحسن الحالات .

فإذا كانت المدة الزمنية تأخذ فترة الاف السنين لكي يتحول ويتغير الذهب المغشوش في المعدن الى ذهب خالص (2) قكذلك فإن الأشخاص الذين يحتاجون الى سنوات متمادية وطويلة لاجل تهذيب أنفسهم فقد تكون نار الفتن والمحن الشديدة أحياناً كفيلة في صقلهم وتبديلهم الى أناس أصحاب بئس شديد وعزيمة لاتلين وهمم عالية وذلك في وقت قصير وقياسي .