(228)
زيارة رابعة في السرداب المقدّس
قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس : قد تقدّم ذكره الاستئذان في أوّل زيارته عليه السلام ، فأغنى ذلك عن الإعادة في كلّ زيارة ، فإذا دخلت بعد الإذن فقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ ، وَخَليفَةَ رَسُولِهِ وَآبائِهِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ الْمَهْديّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ أَسْرارِ رَبِّ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَنْوارِ الزَّاهِرَةِ(97).
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَشْباحِ الْباهِرَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الصُّوَرِ النَّيِّرَةِ الطَّاهِرَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ كَنْزِ الْعُلُومِ الْإِلهِيَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ مَكْنُونِ الْأَسْرارِ الرَّبَّانِيَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَضَعَتْ لَهُ الْأَنْوارُ الْمَجْدِيَّةُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ الَّذي لايُؤْتى إِلّا مِنْهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبيلَ اللَّهِ الَّذي مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حِجابَ اللَّهِ الْأَزَلِيِّ الْقَديمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذي لايُطْفَأُ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الَّتي لاتُخْفى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسانَ اللَّهِ الْمُعَبِّرُ عَنْهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَجْهَ اللَّهِ الْمُتَقَلِّبُ بَيْنَ أَظْهُرِ عِبادِهِ ، سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما تَعَرَّفْتَ بِهِ إِلَيْهِ ، وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتي أَنْتَ أَهْلُها وَفَوْقُها.
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ ، وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْغالِبُونَ ، وَأَوْلِياءَكَ هُمُ الْفائِزُونَ ، وَأَعْداءَكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ، وَأَنَّكَ حائِزُ كُلِّ عِلْمٍ ، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ ، وَسابِقٌ لايُلْحَقُ ، رَضيتُ بِكَ يا مَوْلايَ إِماماً وَهادِياً ، لا أَبْتَغي بَدَلاً ، وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً ، وَأَنَّكَ الْحَقُّ الثَّابِتُ ، اَلَّذي لا أَغْتابُ وَلا أَرْتابُ لِأَمَدِ الْغَيْبَةِ ، وَلا أَتَحَيَّرُ لِطُولِ الْمُدَّةِ .
وَعْدُ اللَّهِ بِكَ حَقٌّ ، وَنُصْرَتُهُ لِدينِهِ بِكَ صِدْقٌ ، طُوبى لِمَنْ سَعِدَ بِوِلايَتِكَ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ شَقِيَ بِجُحُودِكَ ، وَأَنْتَ الشَّافِعُ المُطاعُ الَّذي لايُدافَعُ(98) ، ذَخَرَكَ اللَّهُ سُبْحانَهُ لِنُصْرَةِ الدّينِ ، وَ إِعْزازِ الْمُؤْمِنينَ ، وَالْإِنْتِقامِ مِنَ الْجاحِدينَ.
اَلْأَعْمالُ مَوْقُوفَةٌ عَلى وِلايَتِكَ ، وَالْأَقْوالُ مُعْتَبَرَةٌ بِإِمامَتِكَ ، مَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ ، وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ ، تُضاعَفُ لَهُ الْحَسَناتُ ، وَتُمْحى عَنْهُ السَّيِّئاتُ ، وَمَنْ زَلَّ عَنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ ، أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلى مِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ ، وَلَمْ يَقْبَلْ لَهُ عَمَلاً ، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً.
أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّ مَقالي ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ ، وَسِرُّهُ كَعَلانِيَتِهِ ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلَيَّ بِذلِكَ ، وَهُوَ عَهْدي إِلَيْكَ ، وَميثاقِي الْمَعْهُودُ لَدَيْكَ ، إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدّينِ ، وَعِزُّ الْمُوَحِّدينَ ، وَيَعْسُوبُ الْمُتَّقينَ ، وَبِذلِكَ أَمَرَني فيكَ رَبُّ الْعالَمينَ.
فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ ، وَتَمادَتِ الْأَعْصارُ ، لَمْ أَزْدَدْ بِكَ إِلّا يَقيناً ، وَلَكَ إِلّا حُبّاً ، وَعَلَيْكَ إِلّاَ اعْتِماداً(99) ، وَلِظُهُورِكَ إِلّا مُرابَطَةً(100) ، بِنَفْسي وَمالي وَجَميعَ ما أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ رَبّي.
فَإِنْ أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ ، وَأَعْلامَكَ الْقاهِرَةَ ، فَعَبْدٌ مِنْ عَبيدِكَ ، مُعْتَرِفٌ بِأَمْرِكَ وَنَهْيِكَ ، أَرْجُو بِطاعَتِكَ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَبِوِلايَتِكَ السَّعادَةَ في ما لَدَيْكَ . وَإِنْ أَدْرَكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ ، فَأَتَوَسَّلُ بِكَ إِلَى اللَّهِ سُبْحانَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ يَجْعَلَ لي كَرَّةً في ظُهُورِكَ ، وَرَجْعَةً في أَيَّامِكَ ، لِأَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادي ، وَأَشْفِيَ مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادي.
يا مَوْلايَ وَقَفْتُ في زِيارَتي إِيَّاكَ مَوْقِفَ الْخاطِئينَ الْمُسْتَغْفِرينَ النَّادِمينَ ، أَقُولُ عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسي ، وَعَلى شَفاعَتِكَ يا مَوْلايَ مُتَّكَلي وَمُعَوَّلي ، وَأَنْتَ رُكْني وَثِقَتي ، وَوَسيلَتي إِلى رَبّي ، وَحَسْبي بِكَ وَلِيّاً وَمَوْلى وَشَفيعاً .
وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وَما كُنْتُ لِأَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانِيَ اللَّهُ ، حَمْداً يَقْتَضي ثَباتَ النِّعْمَةِ ، وَشُكْراً يُوجِبُ الْمَزيدَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلى آبائِكَ مَوالِيَّ الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، وَعَلَيَّ مِنْكُمُ السَّلامُ.
ثمّ صلّ صلاة الزيارة وقد تقدّم بيانها في الزيارة الأولى ، فإذا فرغت منها فقل :
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْهادينَ الْمَهْديّينَ ، اَلْعُلَماءِ الصَّادِقينَ ، اَلْأَوْصِياءِ الْمَرْضيّينَ ، دَعائِمِ دينِكَ ، وَأَرْكانِ تَوْحيدِكَ ، وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَخُلَفائِكَ في أَرْضِكَ ، فَهُمُ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ ، وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ ، وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ ، وَزَيَّنْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ ، وَأَلْبَسْتَهُمْ مِنْ نُورِكَ ، وَرَفَعْتَهُمْ في مَلَكُوتِكَ ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ .
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً ، طَيِّبَةً دائِمَةً لايُحيطُ بِها إِلّا أَنْتَ، وَلايَسَعُها إِلّا عِلْمُكَ، وَلايُحْصيها أَحَدٌ غَيْرُكَ . أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الْمُحْيِ السَّبيلِ ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ ، اَلدَّاعي إِلَيْكَ ، اَلدَّليلِ عَلَيْكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ في أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ .
أَللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ ، وَامْدُدْ في عُمْرِهِ ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ . أَللَّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الْجَبَّارينَ . أَللَّهُمَّ أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَجَميعِ أَهْلِ الدُّنْيا ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ أَمَلِهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ . ثمّ ادع بما أحببت .(101)
97) الظّاهرة ، خ .
98) لاتُدافَعُ ، لايُنازَعُ ، خ .
99) متّكلاً ومعتمَداً ، توكُّلاً واعتماداً ، خ .
100) توقّعاً وانتظاراً ، متوقِّعاً ومنتظِراً ، خ .
101) مصباح الزائر : 437 ، وفي المزار للشهيد : 226 و روضة الأذكار (المخطوط) : 86 و كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط) : 302 و 181 باختلاف كثير.
بازديد امروز : 16541
بازديد ديروز : 106200
بازديد کل : 135506664
|