امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
طرق تحصيل العلوم والمعارف

طرق تحصيل العلوم والمعارف

إنّ نيل المقامات العلمية وكسب العلوم المعرفيّة لها إفرازاتها ومعطياتها، وواحدة من تلك الإفرازات هي الحصول على مفتاح السعادة والفلاح، بالطبع ‏فإنّ تحصيل تلك العلوم منوط بكسبها من المنبع الرقراق والمعين الصافي‏ والزلال، وهم أهل بيت الوحي والرسالة صلوات اللَّه عليهم وهذه حقيقة ثابتة لا ريب‏ فيها، فهم عبارة عن مركز إشعاع وتنوير، لكي يحدّد للإنسان بوصلة الإتّجاه ‏الصحيح والإبتعاد، وتشخيص اُولئك الثلة التي تستلهم علومها عن طرق‏ اُخرى ومناهج وضعية لاتغني ولاتسمن من جوع، فإنّ أتباع هؤلاء يتمخض‏ عن بروز أزمات روحية واخلاقية وتوجد عوائق من الأهواء والمزالق التي ‏تبثها الشهوات والشبهات طوال حياة الإنسان وتصده عن غايته وهدفه المرادله.

إذن فإنّه من الأفضل إبتداءً اللجوء إلى معرفة العلوم والمعارف والعقائد الصحيحة من سفراء البارئ عزّ وجلّ وخلفائه في أرضه وسمائه - والتي تكون‏ نابعة من الوحي الإلهي - والإستفادة من إرشاداتهم وتعاليمهم الحقّة ووضعها في سويداء القلب؛ لأنّهم هم الهداة إلى العلوم والمعارف الإلهية.

قال الرسول الأعظم ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإمام أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

بِنا اِهْتَدُوا السَّبيلَ اِلى مَعْرِفَةِ اللَّهِ.(31)

وقد أثبتت التجارب العلمية أنّ الإنسان قد استفاده من واحد من مليار من‏ قواه العقلية التي منحها له البارئ جلّ وعلا فقط، وذلك  منذ العصور الماضية وإلى‏ يومنا هذا وحتى انتهاء مرحلة الغيبة المظلمة! وظلت البقية الباقية من دون أي ‏استفادة تذكر.(32)

وهنا يقفز إلى الذهن هذا السؤال: كيف يمكن للإنسان الوصول إلى‏ المراتب العليا من العلوم والمعارف ومعرفة خالق الكون عزّ وجلّ من دون‏ الإعتماد على الإرشادات والتعاليم الصادرة من أئمّة الهدى وأصحاب الوحي ‏صلوات اللَّه عليهم أجمعين وهو لم يستفيد من أكثر من واحد بالمليار من قواه العقلية؟!

إذن فمن الأفضل للإنسان أن يسلّم ويذعن بشكل كامل لما جاء من تعاليم ‏وإرشادات وأحكام على لسان من شاهد الخلق ولأجلهم خلق الكون، وهم ‏أهل البيت‏ عليهم السلام وعدم إغفال الآخرين ومحاولة تغيير معالم الإسلام المحمدي‏ الأصيل بسبب الغرور الذي يعتلي النفس والأساليب الماكرة وبيع الضمائر والذمم من جهة، وعدم الإنخداع بما يأتي به الآخرون من دون تفحص وقراءة لما جرى طوال التاريخ من جهة ثانية.

قال اللَّه عزّ وجلّ في محكم كتابه :

«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوُا اتَّقوُاللَّهَ وَكوُنوُا مَعَ الصَّادِقينَ».(33)

كيف يمكن للإنسان يحمل صفات الإيمان والتقوى ويعمل بهذه الآية الشريفة والدالة على التمسك بالأئمّة الأطهار عليهم السلام الذين هم الصادقون ومن ثمّ‏ أتباع مذاهب اُخرى وأئمّة آخرين جاءوا وتسلطوا على رقاب هذه الأمّة وذلك ‏لأجل تمشية مصالحهم الذاتية وأغراضهم الضيقة؟!

فهل هذا ياترى هو معنى المعية والملازمة للأئمّة الطاهرين الذين أوجبه اللَّه ‏تبارك وتعالى؟ وهل معنى ذلك القبول والإذعان لمقام الولاية واتباع مذهب‏ الوحي والرسالة؟!

قال اللَّه سبحانه وتعالى:

«مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقوُا ما عاهَدوُا اللَّهَ عَلَيْهِ».(34)

نعم وكما صرّح القرآن الكريم فإنّ هناك فئة قليلة من الناس هم الذين قبلوا الإيمان وظلوا على العهد الذي قطعوه من أوّل الأمر عاملين بقيم التوحيد والعدالة، ولكن هناك فئة اُخرى ظلت الطريق وابتعدت عن مسير الصراط المستقيم عن علم أو من دون علم ومعرفة، فوقعت في فخ الشيطان وأساليبه‏ وحيله، وأصبحوا أداة طيعة بيده، وبالنتيجة التقليل من شأن وعظمة أهل ‏البيت‏ عليهم السلام وعدم الإنصياع للإرشاداتهم وتعاليمهم السامية والمتعالية والأخذ من نورهم الوهاج.

وهنا لابدّ لنا من أن نطرح هذا السؤال أمام تلك الفئة التي تعتبر الأغلبية من ‏المسلمين ونقول لهم: ما هي المبررات العقلية والنقلية التي اتبعتموها في‏ رفضكم الولاية التي صرّح بها القرآن الكريم والأئمّة المعصومون ‏عليهم السلام؟ ولماذا وضعتم حديث الثقلين المشهور والمتواتر وبقية الأحاديث الصحيحة الاُخرى وراء ظهوركم؟

وعليه يجب على كلّ إنسان يحرص على البقاء على الجادة الصحيحة ونيل‏ الفلاح في الدارين أخذ العقائد والمعارف من القرآن الكريم وعدوله والقرآن ‏الناطق، وهم الأئمّة الأطهار صلوات اللَّه عليهم أجمعين والتمسك بالحقائق التي جاءوا بها؛ لأنّ الأخذ بالقياس والرأي لايكشف الحقائق فقط، وإنّما يهدي الإنسان ‏إلى طريق مسدود وأفكار وعقائد جديدة من الدين، ما نزل اللَّه بها من سلطان، وبالتالي لن يجني منها سوى الضلالة والضياع.

قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام في هذا الصدد:

مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الرَّأْىِ وَالْقِياسِ في مَعْرِفَةِ اللَّهِ ضَلَّ وَتَشَعَّبَتْ عَلَيْهِ‏ الْاُمُورُ.(35)

وعلى ضوء هذا الحديث لايمكن قطعاً معرفة اللَّه تعالى عن طريق الرأي‏ والقياس والإحتمال؛ لأنّ تلك المعرفة تشكل بدورها حلقة فارغة من الدوران ‏في نقطة واحدة، الأمر الذي يؤدّي بالإنسان إلى الدخول في معترك ميدان مظلم ‏لايوجد فيه بصيص من النور فيغط في غياهب الجهل والإنحطاط.

قال مولانا أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام:

رُبَّ مَعْرِفَةٍ اَدَّتْ اِلَى التَّضْليلِ.(36)

ولعلّ هناك نوعاً من العلوم والمعارف في بعض المذاهب، ولكن في‏ النهاية هي باعثة على الضلالة والإنحراف، إذن فما هي الفائدة منها؟

ومن هنا فإنّ هناك شريحة من المسلمين أصابهم الغرور وامتلكت ناصيتهم‏ النفس الشهوانية، واتّبعوا سلوكاً مخالفاً، ودخلوا في ميدان السفسطة، يعتقدون أنّهم يتصلون بالذات وبالتالي فليس هناك حاجة إلى الدعاء والعبادة والتضرع إلى الذات المقدسة للبارئ عزّ وجلّ، فهؤلاء قد ضلّوا ضلالاً بعيداً ولم ‏ينالوا من المعرفة قد أنملة.

يقول الإمام الصادق عليه السلام في خصوص هؤلاء:

لايَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَمَلاً اِلّا بِمَعْرِفَةٍ وَلامَعْرِفَةَ اِلّا بِعَمَلٍ، فَمَنْ‏ عَرَفَ دَلَّتْهُ مَعْرِفَتُهُ عَلَى الْعَمَلِ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ فَلا مَعْرِفَةَ لَهْ، اِنّ‏ الْاِيمانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.(37)

وعليه فإنّ ترك العبادة والعمل لن يدلّ على وجود المعرفة قطعاً؛ بل إنّ دليل‏ المعرفة هو العمل والسلوك المطابق للعلوم والعقائد الصحيحة التي تعلمها الإنسان بواسطة الطريق الصحيح.

وهذا مايمكن ملاحظته بوضوح في تلك الثلة التي وصلت إلى المقامات‏ المتعالية، ونوّروا قلوبهم بنور إيمان محمّد وآله ‏عليهم السلام، فهؤلاء كلّما وصلوا إلى‏ مراتب ودرجات أعلى يرون أنفسهم جرماً صغيراً أمام عظمة البارئ عزّ وجلّ ‏وأهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين ويتناهى إليهم أنّهم مقصّرون في أعمالهم‏ وأفعالهم وحركاتهم وعليهم العمل لأجل بذل المزيد لإرضاء اللَّه عزّ وجلّ وآل ‏اللَّه‏ عليهم السلام.

قال الإمام زين العابدين‏ عليه السلام:

جَعَلَ مَعْرِفَتَهُمْ بِالتَقْصيرِ شُكْراً.(38)

حيث إنّ هؤلاء كلّما عرجوا في مقام العرفان تبلورت لديهم رؤية واضحة حول مدى عظمة قدرة البارئ عزّ وجلّ ومدى قصورهم وانشدادهم نحو الكمال ‏المنشود، وبهذه الدلالات نفهم عظمة ودراية هؤلاء، وأمّا القسم المقابل لهم‏ وهم أصحاب الادعاء بالوصل بالذات، فإنّ من الأفضل لهم معرفة أنفسهم‏ وعدم الإنجرار وراء حالات الغرور والتعجب والسعي لرفع مستواهم العلمي ‏ليتطابق مع المنهج الصحيح من دون لبس أو تورية أو التواء.

قال الإمام الباقر عليه السلام:

سُدَّ سَبيلَ الْعُجْبِ بِمَعْرِفَةِ النَّفْسِ.(39)

إنّ المثير للعجب والإستغراب هو جهل الإنسان لروحه ونفسه، والأنكأ  منه ‏عدم إطّلاعه ومعرفته على جسمه ووظائف أعضائه من قبيل الدماغ والعقل‏ والدم، فكيف لمثل هذا الشخص الولوج إلى العلوم والمعارف الإلهية ونيلها ومعرفة الذات المقدّسة للَّه تبارك وتعالى، يقول مولانا الإمام أميرالمؤمنين ‏عليه السلام عن ‏هؤلاء:

عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْهَلُ نَفْسَهُ، كَيْفَ يَعْرِفُ رَبَّهُ؟(40)

وإنّ هؤلاء القوم الذين تصدوا لهداية المجتمع وقيادته لم يفرقوا بين الألف‏ والعصا فاختلط عليهم الحابل بالنابل، حيث وضعوا الغرور والتكبر والعُجب‏ مع معرفة النفس وبنائها في سلة واحدة، فكيف يتسنى لهم تبوّؤ تلك المكانة التي وصلوا إليها!

عن أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام قال:

عَجِبْتُ لِمَنْ يَتَصَّدي لِإِصْلاحِ النّاسِ وَنَفْسُهُ أَشَدُّ شَيْ‏ءٍ فِساداً.(41)

وأمّا القرآن الكريم فيصرّح حول حقيقة هؤلاء بالقول:

«أَتَأْمُروُنَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ».(42)

إذن من الأفضل لهؤلاء معالجة أخطائهم بالخطوات الصحيحة، وأوّلها عدم ‏التحكم بمصائر الآخرين وكأنّهم أحرص الناس عليهم والكفّ عن ذلك‏ والعمل على بناء أنفسهم البناء الصحيح والواقعي، يقول البارئ عزّ وجلّ في‏ محكم كتابه العزيز:

«عَلَيْكُمْ اَنفُسُكُمْ لايَضُّرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اِذَا اهْتَدَيْتُمْ».(43)

وقال مولانا أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام:

اَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعِةِ وَالْمَعْرِفَة بِمَنْ لاتَعْذِرُونَ بِجَهالَتِهِ.(44)


31) بحار الأنوار: 350/26، وج 337/36، عن كفاية الأثر: 21.

32) لمزيد من الإيضاحات في خصوص هذا الموضوع يرجى الرجوع إلى فصل «الإنتظار» في بحث «كمال العقول في زمان‏ الظهور» من هذا الكتاب.

33) التوبة: 119.

34) الأحزاب: 23.

35) شرح غرر الحكم: 463/5.

36) شرح غرر الحكم: 75/4.

37) بحار الأنوار: 207/1.

38) بحار الأنوار: 142/78، عن تحف العقول: 278.

39) بحار الأنوار: 164/78، عن تحف العقول: 284.

40) شرح غرر الحكم: 341/4.

41) شرح غرر الحكم: 340/4.

42) البقرة: 44.

43) المائدة: 105.

44) بحار الأنوار: 100/2.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2827
    بازديد امروز : 2444
    بازديد ديروز : 180834
    بازديد کل : 141651423
    بازديد کل : 97695152