التوسل من أجل حلّ المشاكل العلمية

إنّ العلماء الأعلام كانوا يتوسلون بأهل البيت عليهم السلام في الكشف عن‏ المجهولات وإيجاد الحلول حتّى في المسائل والقضايا العلميّة المستعصية كي‏ تحلّ تلك المسائل، ويصلون إلى مبتغاهم نتيجة كسب الفيوضات المعنويّة من ‏بيت الوحي والرسالة.

ونذكر هنا قصّة عن المرحوم السيد علي صاحب الشرح الكبير، والذي ‏تتلمّذ على يده الكثير من العلماء العرب والعجم.

لقد كان هذا العالم الجليل متبحّراً في المسائل الفقهيّة والاُصولية، ولكنّه ‏غير مضطلع بعلم الهيئة، ولهذا السبب فقد تلكأ عند كتابته كتاب «الشرح ‏الكبير» في البحث الذي تناول فيه موضوع «القبلة» ولم يستطع إكماله، فطلب ‏من أحد طلبته والذي كان متبحّراً في علم الهيئة مساعدته وتدريسه لكي يكمل‏ ذلك البحث، ولكن الطالب قال له بكلّ وقاحة ومن دون مراعاة حرمة واحترام‏ الأستاذ: عليك أن تضع كتابك تحت إبطك وتأتي إلى البيت، كما أنا أتى إليك‏ وأتعلّم منك حتّى أدرّسك علم الهيئة.

فلمّا سمع الأستاذ كلام تلميذه والذي لم يتوقعه أبداً فكان ذلك السبب في‏ التوسل بالإمام الحسين‏ عليه السلام لحلّ تلك المشكلة العلمية، ولهذا ذهب في نفس‏ الليلة إلى الضريح الطاهر وأخذ يعبد اللَّه عزّ وجلّ إلى الصباح وطلب من سيّدالشهداء عليه السلام حلّ مشكلته العلمية، وبالفعل فقد حلّت في ذلك الصباح عقدة مشكلته واستطاع إكمال بحث القبلة في كتابه الموسوم «الشرح الكبير».(150)

---

150) تذكرة العلماء للمرحوم التنكابني: 104.