الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
دواء النفس

 دواء النفس

إنّ النفس هي موجود عجيب باعتبارها قادرة على إيصال الإنسان إلى أسمى مراتب الإنسانية، وكذلك لها القدرة على‏ إنزاله إلى أرذل المراتب وأسفل الدرجات.

وعليه ينبغي للفرد مراقبة نفسه دوماً وعدم ترك الحابل على الغارب، وفسح المجال لها في الانزلاق وراء الشهوات‏ والملذات.

فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

لاتَدَعِ النَّفْسَ وَهَواها.(129)

إذ إنّ النفس لها قوى عظيمة، ولكنها جامحة ومشاغبة وعاصية! ولهذا علينا مدواتها لكي نستفيد منها على أفضل وجه‏ممكن.

ويوضح الإمام الصادق عليه السلام في نهاية هذه الرواية طريقة دوائها فيقول:

وَكَفُّ النَّفْسِ عَمَّا تَهْوى دَواها.(130)

إذن يمكن من خلال مداوة النفس وعالجها تبديل قواها إلى قوى سليمة ورحمانية والإستفادة في النتيجة من الطاقات‏ الروحية المكنونة في داخل الإنسان.

وعلى هذا فإنّ مخالفة النفس توصل القدرات والقوى العظيمة الموجودة في النفس - بالقوّة - إلى مراحل الفعل،وتوجد الأرضية والمناخ الملائين لتوظيفها لصالحه.

ولايمكن لمجتمع أو جماعة من الاهتداء إلى البدائل السويّة والنهج الرسالي الوضاء، والتنور من الأنوار المشعة للمعصومين‏ عليهم السلام مالم يغيروا حالاتهم النفسية وإيجاد التغير الشامل في النفوس.

فعند القيام بهذا الفعل سوف تتغير عندهم الحالات المعنوية كذلك، وهذه حقيقة قرآنية لايمكن الشك فيها، فقد قال‏البارئ عز وجل في محكم كتابه العزيز:

«اِنَّ اللَّهَ لايُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِاَنْفُسِهِمْ».(131)

وعلى ضوء هذه الحقائق فإنّ مصير المجتمعات والسعادة والشقاوة التي تصيب الأمم كلها اُمور مرهونة ومبنية على‏ المتطلبات والرغبات النفسية لهم، ومدى إيجاد التغير نحو الأحسن في أنفسهم.


129) اصول الكافي: 336/2.

130) اصول الكافي: 336/2.

131) الرعد: 11. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2668
    اليوم : 36335
    الامس : 164268
    مجموع الکل للزائرین : 144675468
    مجموع الکل للزائرین : 99693944