امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
ما يدلّ على أنّ عمل الإستجارة في مسجد السهلة يوجب التشرّف

ما يدلّ على أنّ عمل الإستجارة

في مسجد السهلة يوجب التشرّف

    1 - حكى العلّامة النوري رحمه الله في «جنّة المأوى» قصّة العلاّمة السيّد محمّد آل السيّد حيدر الكاظمي رحمه الله ، وهي القصّة الثامنة والخمسون من القصص الّتي ذكرها فيه عن رجل صالح ديِّن أنّه قال ما معناه :

    إنّي كنت كثيراً ما أسمع أهل المعرفة والديانة أنّ من لازَم عمل الإستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية بنيّة رؤية الإمام المنتظر عليه السلام ، وفّق لرؤيته وأنّ ذلك قد جرّب مراراً .

    وهذا معروف عندنا في النجف ، وكان مسجد السهلة لايخلو اُسبوع واحد ممّن يؤمّه لهذه الغاية الشريفة الّتي لاينالها إلّا ذو حظّ عظيم ولمشاهديه عليه السلام فيه حكايات كثيرة ، ذكر طائفة منها العلّامة النوري رحمه الله في «جنّة المأوى» ، اقتطفت جملة منها في النشرة الثانية من القصص المختارة تحت عنوان «قصّة المدينة الزاهرة وما والاها من المدن العامرة» طبعت في النجف عام 1376 هـ .(28)

    ونقل عن السيّد جعفر بن السيّد باقر القزويني رحمه الله قال : كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة ، فلمّا قاربناه قلت له : هذه الكلمات الّتي أسمعها من الناس أنّ من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فإنّه يرى المهديّ عليه السلام أرى أنّها لا أصل لها فالتفتّ إليّ مغضباً وقال لي : ولِمَ ذلك ؟ لمحض أنّك لم تره ؟! أوَ كلّ شي‏ء لم تره عيناك فلا أصل له ؟!

    وأكثر من الكلام عليّ حتّى ندمت على ما قلت ، ثمّ دخلنا المسجد وكان خالياً من الناس ، فلمّا قام في وسط المسجد ليصلّي ركعتي الإستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجّة عليه السلام ، ومرّ بالسيّد فسلّم عليه وصافحه ، فالتفت إليّ السيّد والدي وقال لي : فمن هذا ؟ فقلت : أهو المهديّ عليه السلام ؟ فقال : فمن ؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه .(29)

    2 - وقال : حدّثني جماعة من الأتقياء الأبرار ، منهم السيّد السّند ، والحبر المعتمد ، العالم العامل ، والفقيه النبيه الكامل المؤيّد المسدّد السيّد محمّد ، ابن العالم الأوجد السيّد أحمد ، ابن العالم الجليل ، والحبر المتوحّد النبيل ، السيّد حيدر الكاظمي أيّده اللَّه تعالى ، وهو من أجلّاء تلامذة المحقّق الاُستاذ الأعظم الأنصاري طاب ثراه ، وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين عليهما السلام ، وملاذ الطلّاب والزوّار والمجاورين ، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل ، معروفون في العراق بالصّلاح والسّداد ، والعلم والفضل والتقوى يعرفون ببيت السيّد حيدر جدّه سلّمه اللَّه تعالى .

    قال فيما كتبه إليّ وحدّثني به شفاهاً أيضاً : قال محمّد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسينيّ : لمّا كنت مجاوراً في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينيّة ، وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبويّة كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة ، يصفون رجلاً يبيع البقل وشبهه أنّه رأى مولانا الإمام المنتظر سلام اللَّه عليه .

    فطلبت معرفة شخصه حتّى عرفته ، فوجدته رجلاً صالحاً متديّناً وكنت اُحبّ الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفيّة رؤيته مولانا الحجّة روحي فداه ، فصرت كثيراً ما اُسلّم عليه وأشتري منه ممّا يتعاطى ببيعه ، حتّى صار بيني وبينه نوع مودّة كلُّ ذلك مقدّمة لتعرّف خبره المرغوب في سماعه عندي حتّى اتّفق لي أنّي توجّهت إلى مسجد السهلة للإستجارة فيه ، والصلاة والدّعاء في مقاماته الشريفة ليلة الأربعاء .

    فلمّا وصلت إلى باب المسجد رأيت الرّجل المذكور على الباب ، فاغتنمت الفرصة وكلّفته المقام معي تلك اللّيلة ، فأقام معي حتّى فرغنا من العمل الموظّف في مسجد سهيل وتوجّهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان ، حيث لم يكن في مسجد السّهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدّام والمساكن.

    فلمّا وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقرّ بنا المقام ، وعملنا بعض الأعمال المؤظّفة فيه ، سألته عن خبره ، والتمست منه أن يحدّثني بالقصّة تفصيلاً ، فقال ما معناه :

    إنّي كنت كثيراً ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أنّ من لازَم عمل الإستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية ، بنيّة رؤية الإمام المنتظر عليه السلام وفّق لرؤيته ، وأنّ ذلك قد جرّبت مراراً فاشتاقت نفسي إلى ذلك ، ونويت ملازمة عمل الإستجارة في كلّ ليلة أربعاء ، ولم يمنعني من ذلك شدّة حرّ ولا برد ، ولا مطر ولا غير ذلك ، حتّى مضى لي ما يقرب من مدّة سنة ، وأنا ملازم لعمل الإستجارة وأبات(30) في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة .

    ثمّ إنّي خرجت عشيّة يوم الثلثاء ماشياً على عادتي وكان الزّمان شتاء ، وكانت تلك العشيّة مظلمة جدّاً لتراكم الغيوم مع قليل مطر ، فتوجّهت إلى المسجد وأنا مطمئنّ بمجيئ الناس على العادة المستمرّة ، حتّى وصلت إلى المسجد ، وقد غربت الشمس واشتدّ الظلام وكثر الرعد والبرق ، فاشتدّ بي الخوف ، وأخذني الرعب من الوحدة ، لأنّي لم اُصادف في المسجد الشريف أحداً أصلاً حتّى أنّ الخادم المقرّر للمجيئ ليلة الأربعاء لم يجئ تلك اللّيلة .

    فاستوحشت لذلك للغاية ، ثمّ قلت في نفسي: ينبغي أن اُصلّي المغرب وأعمل عمل الإستجارة عجالة ، وأمضي إلى مسجد الكوفة ، فصبّرت نفسي ، وقمت إلى صلاة المغرب فصلّيتها ، ثمّ توجّهت لعمل الإستجارة ، وصلاتها ودعائها ، وكنت أحفظه .

    فبينما أنا في صلاة الإستجارة إذ حانت منّي التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزّمان عليه السلام ، وهو في قبلة مكان مصلّاي ، فرأيت فيه ضياء كاملاً وسمعت فيه قراءة مصلّ فطابت نفسي ، وحصل كمال الأمن والإطمينان وظننت أنّ في المقام الشريف بعض الزوّار ، وأنا لم أطّلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد ، فأكملت عمل الإستجارة ، وأنا مطمئنّ القلب .

    ثمّ توجّهت نحو المقام الشريف ودخلته ، فرأيت فيه ضياء عظيماً لكنّي لم أر بعيني سراجاً ولكنّي في غفلة عن التفكّر في ذلك ، ورأيت فيه سيّداً جليلاً مُهاباً بصورة أهل العلم ، وهو قائم يصلّي ، فارتاحت نفسي إليه ، وأنا أظنّ أنّه من الزوّار الغرباء لأنّي تأمّلته في الجملة فعلمت أنّه من سكنة النجف الأشرف .

    فشرعت في زيارة مولانا الحجّة سلام اللَّه عليه عملاً بوظيفة المقام ، وصلّيت صلاة الزيارة ، فلمّا فرغت أردت اُكلّمه في المضيّ إلى مسجد الكوفة ، فهبته وأكبرته وأنا أنظر إلى خارج المقام ، فأرى شدّة الظلام ، وأسمع صوت الرعد والمطر ، فالتفت إليّ بوجهه الكريم برأفة وابتسام وقال لى :

    تحبّ أن تمضي إلى مسجد الكوفة ؟ فقلت : نعم يا سيّدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرّفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة ، ونبات فيه ، لأنّ فيه سكّاناً وخدّاماً وماء .

    فقام ، وقال : قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة ، فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته ، فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلّق بالرّجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الّذي كنت أراه ، حتّى وصلنا إلى باب المسجد وهو روحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته ، ولم أر ظلاماً ولا مطراً .

    فطرقت باب الخارجة عن المسجد ، وكانت مغلّقة ، فأجابني الخادم : من الطارق ؟ فقلت : افتح الباب ، فقال : من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد ؟ فقلت : من مسجد السهلة ، فلمّا فتح الخادم الباب التفتّ إلى ذلك السيّد الجليل فلم أره وإذا بالدّنيا مظلمة للغاية ، وأصابني المطر . فجعلت اُنادي يا سيّدنا يا مولانا تفضّل فقد فتحت الباب ، ورجعت إلى ورائي أتفحّص عنه واُنادي ، فلم أر أحداً أصلاً وأضرّ بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل .

    فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتى وكأنّي كنت نائماً فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبّه لمّا كنت أرى من الآيات الباهرة ، وأتذكّر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته : من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أنّي لم أر سراجاً ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجاً لما وفي بذلك الضياء ، وذكرت أنّ ذلك السيّد الجليل سمّاني باسمي مع أنّي لم أعرفه ولم أره قبل ذلك .

    وتذكّرت أنّي لمّا كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد ، فأرى الظلام الشديد ، وأسمع صوت المطر والرّعد ، وإنّي لما خرجت من المقام مصاحباً له سلام اللَّه عليه ، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي ، والأرض يابسة والهواء عذب ، حتّى وصلنا إلى باب المسجد ، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء ، إلى غير ذلك من الاُمور العجيبة الّتي أفادتني اليقين بأنّه الحجّة صاحب الزّمان عليه السلام الّذي كنت أتمنّى من فضل اللَّه التشرّف برؤيته ، وتحمّلت مشاقّ عمل الإستجارة عند قوّة الحرّ والبرد لمطالعة حضرته سلام اللَّه عليه فشكرت اللَّه تعالى شأنه والحمد للَّه .(31)


28) التحفة الرضويّة : 206 .   

29) التحفة الرضويّة : 206 ، دار السلام : 421/4 .

30) قال الفيروزآبادي : بات يفعل كذا يبيت ويبات بيتاً ومبيتاً وبيتوتة : أي يفعله ليلاً وليس من النوم ، ومن أدركه الليل فقد بات .

31) جنّة المأوى : 309 .

 

 

 

    بازدید : 7621
    بازديد امروز : 20712
    بازديد ديروز : 83753
    بازديد کل : 130980411
    بازديد کل : 90895641