(270)

نقش خاتم مولانا أبي جعفر السمّان قدس سره

عن أبي محمّد هارون عن أبي علي محمّد بن همام ( قال : أبوعلي ) ، وعلى خاتم أبي جعفر (محمّد بن عثمان) السمّان قدس سره لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ ، فسألته عنه فقال : حدّثني أبو محمّد - يعني صاحب العسكر عليه السلام - عن آبائه عليهم السلام أنّهم قالوا :

كان لمولاتنا فاطمة عليها السلام خاتم فضّة عقيق ، فلمّا حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن عليه السلام ، فلمّا حضرته الوفاة دفعته إلى الحسين‏ عليه السلام.

 قال الحسين عليه السلام : فاشتهيت أن أنقش عليه شيئاً ، فرأيت في النوم الميسح عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليه السلام فقلت له : يا روح اللَّه ، ما أنقش على خاتمي هذا ؟

 قال : انقش عليه لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبينُ ؛ فإنّه أوّل التوراة وآخر الإنجيل .(234)

    روى جمع كثير من المحدّثين لمّا قرب وفاة محمّد بن عثمان قدس سره ، طلب أكابر الشيعة وقال لهم : إن أدركنى الموت فأمر النيابة والسفارة مع أبي القاسم حسين بن روح ، وإنّي مأمور أن أجعله نايباً ، فارجعوا إليه بعدي في اُموركم . فرجعوا إليه جميع الشيعة .(235)

    الشيخ الطوسي في الغيبة : عن ابن نوح ، عن هبة اللَّه بن محمّد ، عن عليّ بن أبي جيّد القمي ، عن عليّ بن أحمد الدلاّل ، قال : دخلت على أبي جعفر محمّد بن عثمان - يعني وكيل مولانا المهديّ (صلوات اللَّه عليه) يوماً لأسلم عليه ، فوجدت بين يديه(236) ساجة ، ونقاش ينقش عليها ويكتب عليها آيات من القرآن ، وأسماء الأئمّة (عليهم السلام) على جوانبها(237) ، فقلت له : يا سيّدي ، ما هذه الساجة ؟

    فقال لي : هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها ، أو قال : أسند إليها ، وقد فرغت منه ، وأنا في كلّ يوم أنزل إليه(238) وأقرأ أجزاء(239) من القرآن فيه وأصعد - وأظنّه قال : وأخذ بيدي وأرانيه - فإذا كان من يوم كذا وكذا(240) ، من سنة كذا ، صرت إلى اللَّه تعالى ، ودفنت فيه ، وهذه الساجة معي .

    قال : فلمّا خرجت من عنده أثبت ما ذكره ، ولم أزل مترقّباً ذلك ، فما تأخّر الأمر حتّى اعتلّ أبوجعفر ، فمات في اليوم الّذي ذكر ، من الشّهر الّذي قاله ، من السنة الّتي ذكرها ، ودفن .(241)

---

234) الغيبة للشيخ الطوسي رحمه الله : 180 .

235) هدية الزائرين : 53 .  

236) فوجدته وبين يديه ، خ .

237) حواشيها ، خ .

238) أنزل فيه ، خ .

239) جزءاً ، خ .

240) من شهر كذا وكذا ، خ .

241) مستدرك الوسائل : 332/2 .