الجزع والصرخة في دعاء الإمام الصادق‏ عليه السلام

   لزوّار مولانا أبي عبدالله الحسين ‏عليه السلام

 

... أَللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ‏ وَالشُّخُوصِ  إِلَيْنَا خِلاَفاً عَلَيْهِمْ، فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتِي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ‏ وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَ عَلَى قَبْرِ أَبِي عَبْدِالله عليه السلام، وَارْحَمْ تِلْكَ ‏الْأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ‏ وَاحْتَرَقَتْ لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا. أَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ ‏تِلْكَ الْأَنْفُسَ وَتِلْكَ الْأَبْدَانَ حَتَّى تُرَوِّيَهُمْ مِنَ الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَش.

 

فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدّعاء وهو ساجد.(1)

فمن كان من الزائرين بهذه الصفة الّتي ذكرت في الدعاء كان وديعة من الإمام ‏الصادق ‏عليه السلام عندالله، حتّى يرويها الله تعالى من حوض الكوثر ونستفيد من الدعاء ان الدمعة والجزع واحتراق القلب والصرخة من أسباب نزول الرحمة من الله تعالى‏ إلى الزائرين.

 

---

 

(1) البحار: 8/101 ح30 وص52 ذح1، مستدرك الوسائل: 231/10 نذكر بتمامه في ص 251.