13) الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه في تعقيب صلاة الظهر
قال في «فلاح السائل» : ومن المهمّات عقيب صلاة الظهر ، الإقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهديّ عليه السلام الّذي بشّر به محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم اُمّته في صحيح الروايات ، ووعدهم أنّه يظهر في آخر الأوقات كما رواه محمّد بن رهبان الدبيلي قال : حدّثنا أبوعلي محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور القمي قال :
حدّثنا أبي عن أبيه محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الحسين السكّري ، عن عباد بن محمّد المدايني قال: دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه إلى السماء ويقول:
يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ ، يا جامِعَ (كُلِّ فَوْتٍ) ، يا بارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا باعِثُ ، يا وارِثُ ، يا سَيِّدَ السَّادَةِ ، يا إِلهَ الْآلِهَةِ ، يا جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ ، يا مَلِكَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، يا رَبَّ الْأَرْبابِ ، يا مَلِكَ الْمُلُوكِ ، يا بَطَّاشُ ، يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ ، يا فَعَّالاً لِما يُريدُ ، يا مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَنْفاسِ وَنَقْلِ الْأَقْدامِ ، يا مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلانِيَةٌ ، يا مُبْدِئُ ، يا مُعيدُ .
أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ السَّاعَةَ بِفِكاكِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ الدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ ، وَأَمينِكَ في خَلْقِكَ ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَعْدَهُ .
أَللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ وَصَبِّرْهُمْ ، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ .
قلت : أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك ؟
قال : دعوت لنور آل محمّد عليهم السلام وسائقهم والمنتقم بأمر اللَّه من أعدائهم .
قلت : متى يكون خروجه ، جعلني اللَّه فداك ؟
قال : إذا شاء من له الخلق والأمر . قلت : فله علامة قبل ذلك ؟
قال : نعم علامات شتّى . قلت : مثل ماذا ؟
قال عليه السلام : خروج راية من المشرق ، وراية من المغرب ، وفتنة تظلّ أهل الزوراء وخروج رجل من ولد عمّى زيد باليمن، وانتهاب ستارة البيت(13)، ويفعل اللَّه ما يشاء.(14)
قال في مكيال المكارم : يستفاد من الدعاء المذكور اُمور :
الأوّل : إستحباب الدعاء في حقّ الحجّة عليه السلام ، ومسألة تعجيل فرجه بعد صلاة الظهر .
الثاني : إستحباب رفع اليدين حال الدعاء له عليه السلام .
الثالث : إستحباب الإستشفاع بهم ، والمسألة بحقّهم ، قبل طلب الحاجة .
الرابع : إستحباب تقديم التحميد والثناء على اللَّه عزّوجلّ .
الخامس : إستحباب تقديم الصلاة على محمّد وآله عليهم السلام على طلب الحاجة .
السادس : تطهير النفس من الذنوب بالإستغفار ونحوه ، ليكون نقيّاً مستعدّاً للإجابة ، يدلّ على ذلك طلبه المغفرة ، وفكاك الرقبة من النار .
السابع : أنّ المراد بالوليّ المطلق في ألسنتهم ودعواتهم هو مولانا صاحب الزمانعليه السلام .
الثامن : إستحباب الدعاء في حقّ أصحابه وأنصاره .
التاسع : كون الإمام شاهداً على أعمال العباد ، مبصراً لهم ولأفعالهم في كلّ حال ، يدلّ عليه قوله : «وعينك في عبادك» .
العاشر : أنّ من ألقاب مولانا الحجّة عليه السلام : نور آل محمّد ، وقد ورد في الروايات ما يشهد لذلك ، وقد ذكر المحقّق النوريّ رحمه الله بعضها في كتابه المسمّى بالنجم الثاقب .
الحادي عشر : كونه عليه السلام أفضل من سائر الأئمّة عليهم السلام بعد أميرالمؤمنين والحسنين صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، ويؤيّده بعض الروايات أيضاً .
الثاني عشر : أنّ اللَّه عزّ اسمه قد ادّخره وأخّره للإنتقام من أعدائه وأعداء رسوله والروايات بذلك متواترة.
الثالث عشر : أنّ زمان ظهوره من الاُمور الخفيّة الّتي اقتضت المصلحة الإلهيّة إخفائها ، وقد تواترت الروايات في ذلك أيضاً .
الرابع عشر : أنّ تلك العلامات المذكورة ليست من العلائم المحتمومة لقوله عليه السلام في آخر الكلام: «ويفعل اللَّه ما يشاء».(15)
--------------------------------------------------------------
13) بحار الأنوار : 62/86 ، فلاح السائل : 170 ، المصباح : 48 ، البلد الأمين : 27 .
14) مكيال المكارم : 11/2 .
15) مكيال المكارم : 11/2 .
بازديد امروز : 216190
بازديد ديروز : 273973
بازديد کل : 120351706
|