3 - التغيّرات العظيمة في العالم
لا شكّ ولا ريب في أنّ يوم الظهور سيشهد أحداثاً وتطوّرات عظيمة في الأرض، فتكون الأرض غير هذه الأرض، وتخضع لشروط وظروف جديدة،ولاتشمل هذه التغيرات الأرض فقط، وإنّما تشمل حتّى الزمان الذي عوامل التغير والتحول.
«يتّفق اليوم جميع العلماء على أنّ المادة تتشكل من الارتعاشات، وهي تتمكن بواسطة الأسلاك أو الأمواج الصوتية مثل الصورة والصوت الانتقال إلى أقصى نقاط العالم، ونستنتج من خلال هذا الأمر أنّ أجزاء الإنسان التي هي من المادة أيضاً قادرة على أن تتبدل إلى اهتزازات والإرتعاشات، وعن طريق الالكترونات يمكن إرساله إلى أيّ مكان في هذا العالم الفسيح، واعتقد أنّه في المستقبل القريب، ومع وجود الرحلات الفضائية التي تنقل الإنسان إلى الفضاء سوف تبتكر طريقة جديدة لتجزئة وتبديل جسم الإنسان إلى اهتزازات وإرساله إلى الفضاء، وهناك تجمع الأجزاء بعضها مع البعض الآخر لتعيد تكوينه من جديد.
ونترك للقاريء اللبيب أن يحكم بأنّ الإنسان روح ولايمكن أن يكون جسمه سوى ذرات المادة المتمركزة لا غير، وعن طريقها يتم تقليل الاهتزازات فيمكن تشكيله وبلورته حسب الاشكال المطلوبة.(211)
وسيأتي يومٌ يرى الإنسان بأُمّ عينيه وهو يحوّل جسده إلى تيار الكتروني ويبعثه إلى نقطة بعيدة جدّاً، ومن ثمّ يجمع الذرات المكونة للبدن هناك.»(212)
وعلى أساس التكامل العام للقوى العقلية والتي صرّحت بها الروايات الصحيحة ستكون غلبة الروح على المادة للجميع، وحينها يتحكم الناس في أجسامهم كيفما يشاؤون، ويمكن الإستفادة من هذه الحالة على أحسن وجه.
على أيّ حال في ذلك الزمن ستكون حياة الناس واحتياجاتهم إلى الوسائل المادية مختلفة بشكل آخر عن الذي نراه ونلمسه في زماننا الحاضر.
فعند سطوع نور ظهور ولاية أهل البيت عليهم السلام سيصل علم ومعرفة الانسانإلى أعلى مراتبه، فينهل من درجاته ما يريد بدون حرج وعسر، وكذلك يقوم أولياء اللَّه عزّ وجل بإفشاء كلّ الأسرار التي بقيت خافية عن أعين الناس لعدم استعدادهم لقبولها في ذلك الزمن، ويزيحون الستار عن أسرار العالم أيضاً ويفتحون للناس طريق التربية والكمال النهائي والمنشود.
ويمكن القول: إنّ الرضوخ لتلك الحقائق أمراً ليس بالسهل علينا مع وجود هذا التطور الهائل والمستمر في القضايا العلمية، مع أنّنا نعلم أنّه إذا تحرّر دماغ الإنسان من قيود ووسوسة الشيطان سيصل إلى الكمال في كلّ إبعاده، حينذاك لايبقى سرّ في العالم إلاّ وعرفه، وتتضح وتنفك الألغاز أمامه لكلّ القضايا العلمية المعقدة.
أمير المؤمنين عليه السلام - وبعد غصب الخلافة منه قد حُرم الملايين من البشر من الوصول إلى أعلى درجات ومراحل العلم والكمال ونور الولاية بسبب ذلك - يقول في كلام نابع من أعماق وجوده المبارك:
يا كُمَيْل؛ ما مِنْ عِلْمٍ اِلّا وَاَنا اَفْتَحُهُ، وَما مِنْ سِرٍّ إلّا وَالْقائِمُ يَخْتِمُهُ.(213)
نعم؛ في ذلك الوقت ستسطع الأنوار البهية من اليد المباركة والكريمة لبقيّة اللَّه أرواحنا لمقدمه الفداء على عقول وأدمغة الناس المحرومين والمستضعفين والمظلومين في العالم، فتعطيها الكمال والإستفادة من القدرات الكثيرة والعجيبة، ويتمكّن الناس بكلّ ما أوتوا من طاقات ذهنية وعقلية - وليس الواحد بالمليارد - من تسخيرها والقبول بأسرار واهبي الحياة - أهل الوحي والرسالة - بذلك ينالون أعلى مراحل ودرجات العلم والكمال.
في ذلك اليوم العظيم ستنكشف جميع الأسرار الخفيّة كما أسلفنا، ولايبقى للظلام في ذلك العصر أثر يذكر، أليس انتظار وصول هكذا يوم يظفى على قلبك الصفاء والنقاوة!
211) تبقى الروح حيّاً: 158.
212) تبقى الروح حيّاً: 188.
213) بحار الأنوار: 269/77.
اليوم : 209187
الامس : 273973
مجموع الکل للزائرین : 120344702
|