النّبيّ داود والنبيّ سليمان عليهما السلام
بالطبع وكما هو واضح وجليّ ، فإنّ الحكم في عصر إستقرار الحكومة الإلهيّة سيكون مدعوماً بالإمداد الغيبي، لكيلا يتمكّن شخص بواسطة البيّنة الكاذبة أو القسم الكاذب - الّذي لا حقيقة له - أن يظلم الآخرين ، ويثبت الحقّ لنفسه .
وعلى ضوء ما ذكرناه ، فإنّ الإمام صاحب العصر والزّمان لايحتاج في أحكامه إلى أيّ شاهد أو بيّنة ، ويعمل حسب علمه ، كما عمل من قبله داود عليه السلام .
وقبل أن ننقل بعض الرّوايات الواردة في هذا الخصوص ، نتطرّق إلى بحث نقطة تدور حول النّبيّ داود وسليمان عليهما السلام :
إنّ هناك بعض الأنبياء عليهم السلام قد خصّهم اللَّه سبحانه وتعالى ببعض الصّفات والخصائص الفريدة ، جعلتهم يمتزون عن بقيّة الأنبياء الآخرين عليهم السلام ، ومن هؤلاء النبيّ داود وإبنه النبيّ سليمان عليهما السلام . حيث يصرّح البارئ عزّ وجلّ في محكم كتابه العزيز :
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالَا الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذى فَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنينَ) .(8)
وجاء في سورة «الأنبياء» أيضاً : (وَكُلاًّ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً)(9) .
وقال البارئ عزّ وجلّ أيضاً في سورة «ص» عن النبيّ داود عليه السلام : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَليفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ...)(10) .
ونفهم من هذا كلّه : أنّ اللَّه سبحانه وتعالى منح عناية إضافيّة وفيوضات جليّة للنّبيّ داود وسليمان عليهما السلام ، حتّى أنّهم كانوا باستطاعتهم الإطّلاع على وقائع وحوادث لايعلمها الآخرون .
وعلى هذا الأساس فقد كانت حكومتهم تشهد وتتمتّع بصفات خاصّة ، فلهذا كانا عليهما السلام لايحتاجان في أحكامهم إلى الأدلّة والشّهود قطعاً .
8) سورة النمل ، الآية 15 .
9) سورة الأنبياء ، الآية 79 .
10) سورة ص ، الآية 26 .
بازديد امروز : 160072
بازديد ديروز : 273973
بازديد کل : 120295588
|