(225)
زيارة مولانا القائم أرواحنا فداه
في السرداب المقدّس
في زيارة مولانا صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه وما يلحق بذلك :
إذا أردت زيارته صلوات اللَّه عليه وسلامه ، فليكن ذلك بعد زيارة العسكريّين عليهما السلام ، فإذا فرغت من العمل هناك ، وبلغت من زيارتهما هناك ، فامض إلى السرداب المقدّس ، و قف على بابه وقل :
إِلهي إِنّي قَدْ وَقَفْتُ عَلى بابِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ إِلى بُيُوتِهِ إِلّا بِإِذْنِهِ ، فَقُلْتَ « يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ »(79) .
أَللَّهُمَّ وَ إِنّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ في غَيْبَتِهِ ، كَما أَعْتَقِدُ في حَضْرَتِهِ ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ ، يَرَوْنَ مَكاني ، وَيَسْمَعُونَ كَلامي ، وَيَرُدُّونَ سَلامي عَلَيَّ ، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ.
فَإِنّي أَسْتَأْذِنُكَ يا رَبِّ أَوَّلاً ، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً ، وَأَسْتَأْذِنُ خَليفَتَكَ الْإِمامَ الْمفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ ، فِي الدُّخُولِ في ساعَتي هذِهِ إِلى بَيْتِهِ ، وَأَسْتَأْذِنُ مَلائِكَتَكَ المُوَكَّلينَ بِهذِهِ الْقِطْعَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُطيعَةِ السَّامِعَةِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمَلائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ الْمُبارَكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَ إِذْنِ رَسُولِهِ ، وَ إِذْنِ خُلَفائِهِ ، وَ إِذْنِ هذَا الْإِمامِ ، وَ إِذْنِكُمْ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعينَ.
أَدْخُلُ إِلى هذَا الْبَيْتِ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ ، فَكُونُوا مَلائِكَةَ اللَّهِ أَعْواني ، وَكُونُوا أَنْصاري ، حَتَّى أَدْخُلَ هذَا الْبَيْتِ ، وَأَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُونِ الدَّعَواتِ ، وَأَعْتَرِفَ للَّهِِ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَلِهذَا الْإِمامِ وَآبائِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ .
ثمّ تنزل مقدِّماً رجلك اليمنى وتقول :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ ، وَفي سَبيلِ اللَّهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وكبّر اللَّه وأحمده وسبّحه وهلّله ، فإذا استقررت فيه فقف مستقبل القبلة وقل :
سَلامُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَصَلَواتُهُ عَلى مَوْلايَ صاحِبِ الزَّمانِ ، صاحِبِ الضِّياءِ وَالنُّورِ ، وَالدّينِ الْمَأْثُورِ ، وَاللِّواءِ الْمَشْهُورِ ، وَالْكِتابِ الْمَنْشُورِ ، وَصاحِبِ الدُّهُورِ وَالْعُصُورِ ، وَخَلَفِ الْحَسَنِ ، اَلْإِمامِ الْمُؤْتَمَنِ ، وَالْقائِمِ الْمُعْتَمَدِ ، وَالْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ ، وَالْكَهْفِ وَالْعَضُدِ ، عِمادِ الْإِسْلامِ ، وَرُكْنِ الْأَنامِ ، وَمِفْتاحِ الْكَلامِ ، وَوَلِيِّ الْأَحْكامِ ، وَشَمْسِ الظَّلامِ ، وَبَدْرِ التَِّمامِ(80) ، وَنَضْرَةِ الْأَيَّامِ وَصاحِبِ الصَّمْصامِ(81) ، وَفَلّاقِ الْهامِ(82) ، وَالْبَحْرِ الْقَمْقامِ(83) ، وَالسَّيِّدِ الْهُمامِ(84) ، وَحُجَّةِ الْخِصامِ ، وَبابِ الْمَقامِ لِيَوْمِ الْقِيامِ .
وَالسَّلامُ عَلى مُفَرِّجِ الْكُرُباتِ ، وَخَوَّاضِ الغَمَراتِ ، وَمُنَفِّسِ الْحَسَراتِ ، وَبَقِيَّةِ اللَّهِ في أَرْضِهِ ، وَصاحِبِ فَرْضِهِ ، وَحُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ ، وَمَوْضِعِ صِدْقِهِ ، وَالْمُنْتَهى إِلَيْهِ مَواريثُ الْأَنْبِياءِ ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الْأَوْصِياءِ ، وَحُجَّةِ اللَّهِ ، وَابْنِ رَسُولِهِ ، وَالْقَيِّمِ مَقامَهُ ، وَوَلِيِّ أَمْرِ اللَّهِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
أَللَّهُمَّ كَمَا انْتَجَبْتَهُ لِعِلْمِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِحُكْمِكَ ، وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ ، وَجَلَّلْتَهُ بِكَرامَتِكَ ، وَغَشَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ ، وَرَبَّيْتَهُ(85) بِنِعْمَتِكَ ، وَغَذَّيْتَهُ بِحِكْمَتِكَ ، وَاخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَاجْتَبَيْتَهُ لِبَأْسِكَ ، وَارْتَضَيْتَهُ لِقُدْسِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلَ الْقَضايا بَيْنَ عِبادِكَ.
وَوَعَدْتَهُ أَنْ تَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ ، وَتُفَرِّجَ بِهِ عَنِ الْاُمَمِ ، وَتُنيرَ بِعَدْلِهِ الظُّلَمَ ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الظُّلْمِ ، وَتَقْمَعَ بِهِ حَرَّ الْكُفْرِ وَآثارَهُ ، وَتُطَهِّرَ بِهِ بِلادَكَ ، وَتَشْفِيَ بِهِ صُدُورَ عِبادِكَ ، وَتَجْمَعَ بِهِ الْمَمالِكَ كُلَّها ، قَريبَها وَبَعيدَها ، عَزيزَها وَذَليلَها ، شَرْقَها وَغَرْبَها ، سَهْلَها وَجَبَلَها ، صَباها وَدُبُورَها ، شِمالَها وَجُنُوبَها ، بَرَّها وَبَحْرَها ، حُزُونَها(86) وَوُعُورَها ، يَمْلَاُها قِسْطاً وَعَدْلاً ، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً ، وَتُمَكِّنَ لَهُ فيها ، وَتُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنينَ ، حَتَّى لايُشْرَكَ بِكَ شَيْئاً ، وَحَتَّى لايَبْقى حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ ، وَلا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ ، وَحَتَّى لايَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ .
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً تُظْهِرُ بِها حُجَّتَهُ ، وَتُوضِحُ بِها بَهْجَتَهُ ، وَتَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ ، وَتُؤَيِّدُ بِها سُلْطانَهُ ، وَتُعَظِّمُ بِها بُرْهانَهُ ، وَتُشَرِّفُ بِها مَكانَهُ ، وَتُعْلي بِها بُنْيانَهُ ، وَتُعِزُّ بِها نَصْرَهُ ، وَتَرْفَعُ بِها قَدْرَهُ ، وَتُسَمّي بِها ذِكْرَهُ ، وَتُظْهِرُ بِها كَلِمَتَهُ ، وَتُكَثِّرُ بِها نُصْرَتَهُ ، وَتُعِزُّ بِها دَعْوَتَهُ ، وَتُزيدُهُ بِها إِكْراماً ، وَتَجْعَلُهُ لِلْمُتَّقينَ إِماماً ، وَتُبَلِّغُهُ في هذَا الْمَكانِ مِثْلَ هذَا الْأَوانِ ، وَفي كُلِّ مَكانٍ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً ، لايَبْلى جَديدُهُ ، [وَلايَفنى عَديدُهُ(87)].
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ وَبِلادِهِ ، وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلَفَ السَّلَفِ ، اَلسَّلام عَلَيْكَ يا صاحِبَ الشَّرَفِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْمَعْبُودِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا كَلِمَةَ الْمَحْمُودِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَمْسَ الشُّمُوسِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَهْدِيَّ الْأَرْضِ وَعَيْنَ الْفَرْضِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ وَالْعالِيَ الشَّأْنِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ الْأَوْصِياءِ وَابْنَ الْأَنْبِياءِ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلَّ الْأَعْداءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْفَريدُ(88) ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ وَالْحَقُّ الْمُشْتَهَرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْوَلِيُّ الْمُجْتَبى وَالْحَقُّ الْمُشْتَهى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُرْتَجى لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُبيدُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَالطُّغْيانِ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْهادِمُ لِبُنْيانِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ ، وَالْحاصِدُ فُرُوعَ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طامِسَ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ ، وَقاطِعَ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْفِتَنِ وَالْإِفْتِراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الدَّوْلَةِ الشَّريفَةِ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جامِعَ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحيي مَعالِمِ الدّينِ وَأَهْلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاصِمَ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَجْهَ اللَّهِ الَّذي لايَهْلَكُ وَلايَبْلى إِلى يَوْمِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْفَتْحِ وَناشِرَ رايَةِ الْهُدى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُؤَلِّفَ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طالِبَ ثارِ الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ ، وَالثَّائِرَ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُنْتَظَرُ الْمُجابُ إِذا دَعى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الخَلائِفِ ، اَلبَرُّ التَّقِيُّ ، اَلْباقي لِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى ، وَابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْقادَةِ الْمُتَّقينَ.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْأَصْفِياءِ الْمُهَذَّبينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْديّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خِيَرَةِ الخِيَرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سادَةِ الْبَشَرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ(89) الْأَكْرَمينَ ، وَالْأَطائِبِ الْمُطَهَّرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَرَرَةِ الْمُنْتَجَبينَ ، وَالْخَضارِمَةِ الْأَنْجَبينَ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُجَجِ الْمُنيرَةِ ، وَالسُّرُجِ الْمُضيئَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشُّهُبِ الثاقِبَةَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ قَواعِدِ الْعِلْمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مَعادِنِ الْحِلْمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْكَواكِبِ الزَّاهِرَةِ ، وَالنُّجُومِ الْباهِرَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشُّمُوسِ الطَّالِعَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْأَقْمارِ السَّاطِعَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ ، وَالْأَعْلامِ اللّائِحَةِ .
الَسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الشَّواهِدِ الْمَشْهُودَةِ ، وَالْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ ، وَالنَّبَإِ الْعَظيمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْآياتِ الْبَيِّناتِ ، وَالدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ ، وَالنِّعَمِ السَّابِغاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ ، وَيس وَالذَّارِياتِ ، وَالطُّورِ وَالْعادِياتِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ، وَاقْتَرَبَ مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى .
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى ، أَوْ أَنْتَ بِوادي طُوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلاتُرى ، وَلا يُسْمَعُ لَكَ حَسيسٌ وَلا نَجْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يُرَى الْخَلْقُ وَلاتُرى ، عَزيزٌ عَلَىَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ الْأَعْداءُ .
بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ ما غابَ عَنَّا ، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنَّا وَنَحْنُ نَقُولُ ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ.
ثمّ ترفع يديك وتقول :
أَللَّهُمَّ أَنْتَ كاشِفُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى ، وَإِلَيْكَ نَشْكُو غَيْبَةَ إِمامِنا ، وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّنا . أَللَّهُمَّ فَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً ، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً .
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَرِنا سَيِّدَنا وَصاحِبَنا وَإِمامَنا وَمَوْلانا صاحِبَ الزَّمانِ ، وَمَلْجَأَ أَهْلِ عَصْرِنا ، وَمَنْجا أَهْلِ دَهْرِنا ، ظاهِرَ الْمَقالَةِ ، واضِحَ الدَّلالَةِ ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ ، مُنْقِذاً مِنَ الْجَهالَةِ ، وَأَظْهِرْ مَعالِمَهُ ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُ ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ ، وَأَبْسِطْ جاهَهُ ، وَأَحْيِ أَمْرَهُ ، وَأَظْهِرْ نُورَهُ ، وَقَرِّبْ بُعْدَهُ ، وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ ، وَأَوْفِ عَهْدَهُ .
وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ ، وَدَوامِ مُلْكِهِ ، وَعُلُوِّ ارْتِقائِهِ وَارْتِفاعِهِ ، وَأَنِرْ مَشاهِدَهُ ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ ، وَأَمِدْ سُلْطانَهُ ، وَأَعْلِ مَكانَهُ ، وَقَوِّ أَرْكانَهُ ، وَأَرِنا وَجْهَهُ ، وَأَوْضِحْ بَهْجَتَهُ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ ، وَأَظْهِرْ كَلِمَتَهُ ، وَأَعِزَّ دَعْوَتَهُ ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ ، وَبَلِّغْهُ يا رَبِّ مَأْمُولَهُ ، وَشَرِّفْ مَقامَهُ ، وَعَظِّمْ إِكْرامَهُ .
وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ ، وَأَذِلَّ بِهِ الْمُنافِقينَ ، وَأَهْلِكْ بِهِ الْجَبَّارينَ ، وَاكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ ، وَأَيِّدْهُ بِجُنُودٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ ، وَسَلِّطْهُ عَلى أَعْداءِ دينِكَ أَجْمَعينَ .
وَأَقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ وَقيدٍ ، وَأَنْفِذْ حُكْمَهُ في كُلِّ مَكانٍ ، وَأَقِمْ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ ، وَأَقْمِعْ بِهِ عَبَدَةَ الْأَوْثانِ ، وَشَرِّفْ بِهِ أَهْلَ الْقُرْآنِ وَالْإيمانِ ، وَأَظْهِرْهُ عَلى كُلِّ الْأَدْيانِ ، وَأَكْبِتْ مَنْ عاداهُ ، وَأَذِلَّ مَنْ ناواهُ ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ ، وَأَنْكَرَ صِدْقَهُ ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ ، وَسَعى في إِطْفاءِ نُورِهِ .
أَللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ ، وَاكْشِفْ بِهِ كُلَّ غُمَّةٍ ، وَقَدِّمْ أَمامَهَ الرُّعْبَ ، وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ ، وَأَقِمْ بِهِ نُصْرَةَ الْحَرْبِ ، وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ الْمُؤَمَّلَ ، وَالْوَصِيَّ الْمُفَضَّلَ ، وَالْإِمامَ الْمُنْتَظَرَ ، وَالْعَدْلَ الْمُخْتَبَرَ ، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً ، كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً ، وَأَعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ وَاسْتَخْلَفْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ ، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ ، وَيَهْدِيَ بِحَقِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ .
وَاحْرُسْهُ اللَّهُمَّ بِعَيْنِكَ الَّتي لاتَنامُ ، وَاكْنُفْهُ بِرُكْنِكَ الَّذي لايُرامُ ، وَأَعِزَّهُ بِعِزِّكَ الَّذي لايُضامُ(90) ، وَاجْعَلْني يا إِلهي مِنْ عَدَدِهِ وَمَدَدِهِ ، وَأَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَرْكانِهِ وَأَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ ، وَأَذِقْني طَعْمَ فَرْحَتِهِ ، وَأَلْبِسْني ثَوْبَ بَهْجَتِهِ ، وَأَحْضِرْني مَعَهُ لِبَيْعَتِهِ ، وَتَأْكيدِ عَقْدِهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ عِنْدَ بَيْتِكَ الْحَرامِ.
وَوَفِّقْني يا رَبِّ لِلْقِيامِ بِطاعَتِهِ ، وَالْمَثْوى في خِدْمَتِهِ ، وَالْمَكْثِ في دَوْلَتِهِ ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي اللَّهُمَّ قَبْلَ ذلِكَ ، فَاجْعَلْني يا رَبِّ في مَنْ يَكِرُّ في رَجْعَتِهِ ، وَيَمْلِكُ في دَوْلَتِهِ ، وَيَتَمَكَّنُ في أَيَّامِهِ ، وَيَسْتَظِلُّ تَحْتَ أَعْلامِهِ ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِهِ ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ ، بِفَضْلِكَ وَ إِحْسانِكَ ، وَكَرَمِكَ وَامْتِنانِكَ ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ ، وَالْمَنِّ الْقَديمِ ، وَالْإِحْسانِ الْكَريمِ.
ثمّ صلّ في مكانك اثنتي عشر ركعة ، واقرأ فيها ما شئت ، واهدها له عليه السلام ، فإذا سلّمت في كلّ ركعتين ، فسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل :
أَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ ، وَ إِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ . أَللَّهُمَّ إِنَّ هذِهِ الرَّكَعاتِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ ، اَلْإِمامِ بْنِ الْأَئِمَّةِ ، اَلْخَلَفِ الصَّالِحِ ، اَلْحُجَّةِ صاحِبِ الزَّمانِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبَلِّغْهُ إِيَّاها ، وَأَعْطِني أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفي رَسُولِكَ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ أَجْمَعينَ وَفيهِ .(91)
قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس رحمه الله : فإذا فرغت من الصلاة فادع بدعاء المشهور الّذي يدعى به في غيبة القائم.(92)
79) الأحزاب : 53 .
80) بدر التَِّمام : يقال : قمر تمام ، بكسر التاء وفتحها والكسر أفصح ، إذا لم يكن فيه نقص .
81) الصمصمام : السّيف القاطع الّذي لاينثني .
82) الهام : جمع الهامة : وهي الرأس .
83) القمقام - بالفتح وقد يضمّ - : السيّد والبحر والعدد الكثير .
84) الهُمام - كغراب - : الملك العظيم الهمّة ، والسيّد الشجاء السخيّ .
85) وزيّنته ، خ .
86) الحُزن - بضمّ الحاء - : الجبال الغلاظ ، الحَزن - بفتح الحاء - : ما غلظ من الأرض في ارتفاع .
87) من البحار .
88) في نسخة زيادة : الوحيد والقائم الرشيد ، السّلام عليك أيّها الإمام .
89) الغطريف : السيّد .
90) أي لايناله فيه أي ضيم وظلم .
91) مصباح الزائر : 418 - 425 ، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط) : 288 - 293 .
92) نقلناه في الباب الخامس من هذا الكتاب .
بازديد امروز : 93082
بازديد ديروز : 297409
بازديد کل : 121406729
|