الإستفادة من الفرص 

إنّنا نصيب كبد الحقيقة إذا قلنا إنّ جميع الشخصيات التي وصلت إلى أهدافها المنشودة وحصلوا طوال أعمارهم على‏ الدرجات العليا من الموفقية والنجاح، هم من كان على درجة  كبيرة من الوعي والإدراك بقيمة الوقت، فاجتنبوا كلّ شي‏ء له ‏ارتباط بمضيعته، واستفادوا من الفرص المتاحة بأحسن وجه.

وعادة ماتسنح الفرص للجميع، ولذا يجب سريعاً توظيفها وإلزام النفس على العمل بها والإستفادة من نتائجها الإيجابية وعدم تركها تمر مر السحاب.

ونقول للآسف الشديد فإنّ المجتمع الذي نعيشه لم يول ولم يعر للوقت أيّ أهمية أو قيمة ويهدر الفرص التي تقدم إليه‏ الواحدة بعد الاُخرى ولايكترث إليها، وقد يتم التوجه إليها ولكن بعد مرحلة فوات الأوان حينئذ لاينفع الندم والضرب‏ على الكفين.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

اَلْفُرَصُ خُلْسٌ.(82)

ومعنى ذلك أنّ الإنسان الذي يستغل الفرص يصل إلى مراتب السعادة.

وبما أنّ الفرص تمر سريعاً وتسلب من الشخص كخطف البصر، إذن لماذا نفقدها ومن ثم نتحسر عليها فيما بعد ؟

إنّ كلّ يوم من أيام عمرنا وكلّ ساعة منه هو فرصة وغنيمة أليس حريّاً بنا أن نستفيد منها حسب قدرتنا وإمكانياتنا وصبّها في حركة هادفة تستمدّ وقودها وزخم اندفاعها من الهدف المراد من هذه الحياة!

---

82) شرح غرر الحكم: 49/1.