حضرت امام صادق علیہ السلام نے فرمایا : اگر میں ان(امام زمانہ علیہ السلام) کے زمانے کو درک کر لیتا تو اپنی حیات کے تمام ایّام ان کی خدمت میں بسر کرتا۔
135) دعائه أرواحنا فداه في السرداب للشيعة

(135)

دعائه أرواحنا فداه في السرداب للشيعة

    قال المحدّث النوري رحمه الله : رأيت في ملحقات كتاب أنيس العابدين - وهو كتاب كبير في الأدعية والأوراد - ينقل عنه العلّامة المجلسي في المجلّد التاسع عشر من البحار والآميرزا عبداللَّه تلميذه في الصحيفة الثالثة ما لفظه : نقل عن ابن طاووس رحمه الله أنّه سمع سحراً في السرداب عن صاحب الأمر عليه السلام أنّه يقول :

أَللَّهُمَّ إِنَّ شيعَتَنا خُلِقَتْ مِنْ شُعاعِ أَنْوارِنا ، وَبَقِيَّةِ طينَتِنا ، وَقَدْ فَعَلُوا ذُنُوباً كَثيرَةً إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا وَوِلايَتِنا، فَإِنْ كانَتْ ذُنُوبُهُمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فَقَدْ رَضينا ، وَما كانَ مِنْها فيما بَيْنَهُمْ فَأَصْلِحْ بَيْنَهُمْ ، وَقاصِّ بِها عَنْ خُمْسِنا ، وأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ ، وَزَحْزِحْهُمْ عَنِ النَّارِ ، وَلاتَجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدائِنا في سَخَطِكَ .

    قلت : ويوجد في غير واحد من مؤلّفات جملة من المتأخّرين الّذين قاربنا عصرهم والمعاصرين هذه الحكاية بعبارة تخالف العبارة الاُولى وهي هكذا :

أَللَّهُمَّ إِنَّ شيعَتَنا مِنَّا خُلِقُوا مِنْ فاضِلِ طينَتِنا ، وَعُجِنُوا بِماءِ وِلايَتِنا . أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ما فَعَلُوهُ إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا وَوِلائِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ ، وَلاتُؤاخِذْهُمْ بِمَا اقْتَرَفُوهُ مِنَ السَّيِّئاتِ إِكْراماً لَنا ، وَلاتُقاصِّهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ مُقابِلَ أَعْدائِنا ، فَإِنْ خَفَّفْتَ مَوازينَهُمْ ، فَثَقِّلْها بِفاضِلِ حَسَناتِنا .

    ولم نجد أحداً منهم إلى الآن أسند هذه الحكاية إلى أحد رواها عن السيّد ، أو رآها في واحد من كتبه ، ولانقله العلّامة المجلسيّ ومعاصروه ومن تقدّم عليه إلى عهد السيّد ، ولايوجد في شي‏ء من كتبه الموجودة الّتي لم يكن عندهم أزيد منها .

    نعم الموجود في أواخر المهج وقد نقله في البحار أيضاً هكذا : كنت أنا بسرّ من رأى ، فسمعت سحراً دعاء القائم عليه السلام فحفظت منه ] من[ الدّعاء لمن ذكره الأحياء والأموات وأبقهم أو قال : وأحيهم في عزِّنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا ، وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستّمائة .

    وأظنّ - وإن كان بعض الظنّ إثماً - أنّ ما نقلناه أوّلاً مأخوذ من كلام الحافظ الشيخ رجب البرسيّ ، ونقل كلماته بالمعنى ، فإنّه قال : في أواخر مشارق الأنواربعد نقل كلام المهج إلى قوله ملكنا  ما لفظه : ومملكتنا وإن كان شيعتهم منهم وإليهم وعنايتهم مصروفة إليهم ، فكأنّه عليه السلام يقول :

أَللَّهُمَّ إِنَّ شيعَتَنا مِنَّا ، وَمُضافينَ إِلَيْنا ، وَإِنَّهُمْ قَدْ أَساؤُوا وَقَدْ قَصَّروا وَأَخْطَأُوا ، رَأَوْنا صاحِباً لَهُمْ رِضاً مِنْهُمْ ، وَقَدْ تَقَبَّلْنا عَنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ، وَتَحَمَّلْنا خَطاياهُمْ ، لِأَنَّ مُعَوَّلَهُمْ عَلَيْنا ، وَرُجُوعَهُمْ إِلَيْنا ، فَصِرْنا لِاخْتِصاصِهِمْ بِنا وَاتِّكالِهِمْ عَلَيْنا ، كَأَنَّا أَصْحابُ الذُّنُوبِ ، إِذِ الْعَبْدُ مُضافٌ إِلى سَيِّدِهِ ، وَمُعَوَّلُ الْمَماليكَ إِلى مَواليهِمْ .

أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ما فَعَلُوهُ ، إِتِّكالاً عَلى حُبِّنا ، وَطَمَعاً في وِلايَتِنا ، وَتَعْويلاً عَلى شَفاعَتِنا ، وَلاتُفْضِحْهُمْ بِالسَّيِّئاتِ عِنْدَ أَعْدائِنا ، وَوَلِّنا أَمْرَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ، كَما وَلَّيْتَنا أَمْرَهُمْ فِي الدُّنْيا ، وَإِنْ أَحْبَطْتَ أَعْمالَهُمْ فَثَقِّلْ مَوازينَهُمْ بِوِلايَتِنا ، وَارْفَعْ دَرَجاتِهِمْ بِمَحَبَّتِنا ، انتهى .

    وهذه الكلمات كما ترى من تلفيقاته ، شرحاً لكلمات الإمام عليه السلام تقارب العبارة الشائعة ، وعصره قريب من عصر السيّد ، وحرصه على ضبط مثل هذه الكلمات أشدّ من غيره ، فهو أحقّ بنقلها من غيره لو صحّت الرواية وصدقت النسبة ، وإن لم يكن بعيداً من مقام السيّد بعد كلام مهجه ، بل له في كتاب كشف المحجّة كلمات تنبئ عن أمر عظيم ومقام كريم :

    واعلم يا ولدي محمّد - ألهمك اللَّه ما يريده منك ، ويرضى به عنك - أنّ غيبة مولانا المهديّ صلوات اللَّه عليه الّتي تحيّرت المخالف وبعض المؤالف هي من جملة الحجج على ثبوت إمامته ، وإمامة آبائه الطاهرين صلوات اللَّه على جدّه محمّد وعليهم أجمعين ، لأنّك إذا وقفت على كتب الشيعة وغيرهم ، مثل كتاب الغيبة لابن بابويه ، وكتاب الغيبة للنعمانيّ ، ومثل كتاب الشفاء والجلاء ، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته ، والكتب الّتي أشرت إليها في الطوائف ، وجدتها أو أكثرها تضمنّت قبل ولادته أنّه يغيب عليه السلام غيبة طويلة ، حتّى يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بها ، فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعناً في إمامة آبائه وفيه ، فصارت الغيبة حجّة لهم عليهم السلام وحجّة له على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحّة غيبته ، مع أنّه عليه السلام حاضر مع اللَّه على اليقين ، وإنّما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عن حضرة المتابعة له ولربّ العالمين .

    ومنها قوله فيه : وإن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك عرّفتك من حديث المهديّ صلوات اللَّه عليه ما لايشتبه عليك ، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات ومن الروايات ، فإنّه صلى الله عليه وآله وسلم حيٌّ موجود على التحقيق ، ومعذور عن كشف أمره إلى أن يأذن له تدبير اللَّه الرحيم الشفيق ، كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء ، فاعلم ذلك يقيناً واجعله عقيدة وديناً ، فإنّ أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السماء .

    ومنها قوله : واعلم يا ولدي محمّد - زيّن اللَّه جلّ جلاله سرائرك وظواهرك بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه - أنّني كنت لمّا بلغتني ولادتك بمشهد الحسين عليه السلام في زيارة عاشورا ، قمت بين يدي اللَّه جلّ جلاله مقام الذّلّ والإنكسار والشكر لما رأفني به من ولادتك من المسارّ والمبارّ ، وجعلتك بأمر اللَّه جلّ جلاله عبد مولانا المهديّ عليه السلام ومتعلّقاً عليه ، وقد احتجنا كَم مرّة عند حوادث حدث لك إليه ، ورأيناه في عدّة مقامات في مناجات ، وقد تولّى قضاء حوائجك بأنعام عظيم فى حقّنا وحقّك لايبلغ وصفي إليه .

    فكن في موالاته والوفاء له ، وتعلّق الخاطر به على قدر مراد اللَّه جلّ جلاله ومراد رسوله ومراد آبائه عليهم السلام ومراده عليه السلام منك ، وقدّم حوائجه على حوائجك عند صلاة الحاجات ، والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمّن يعزّ عليك ، والدّعاء له قبل الدّعاء لك ، وقدّمه عليه السلام في كلّ خير يكون وفاء له ، ومقتضيّاً لإقباله عليك وإحسانه إليك واعرض حاجاتك عليه كلّ يوم الإثنين ويوم الخميس ، من كلّ اُسبوع بما يجب له من أدب الخضوع .

    ومنها قوله - بعد تعليم ولده كيفيّة عرض الحاجة إليه عليه السلام - : واذكر له أنّ أباك قد ذكر لك أنّه أوصى به إليك ، وجعلك بإذن اللَّه جلّ جلاله عبده ، وأنّني علّقتك عليه فإنّه يأتيك جوابه صلوات اللَّه وسلامه عليه .

    وممّا أقول لك يا ولدي محمّد - ملأ اللَّه جلّ جلاله عقلك وقلبك من التصديق لأهل الصّدق ، والتوفيق في معرفة الحقّ - : أنّ طريق تعريف اللَّه جلّ جلاله لك بجواب مولانا المهديّ صلوات اللَّه وسلامه عليه على قدرته جلّ جلاله ورحمته .

    فمن ذلك ما رواه محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب الوسائل عمّن سمّاه قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أنّ الرجل يحبّ أن يفضي إلى إمامه ما يحبّ أن يفضي به إلى ربّه ، قال : فكتب إن كانت لك حاجة فحرّك شفتيك ، فإنّ الجواب يأتيك .

    ومن ذلك ما رواه هبة اللَّه بن سعيد الراوندي في كتاب الخرائج ، عن محمّد بن الفرج قال : قال لي عليّ بن محمّد عليهما السلام : إذا أردت أن تسأل مسئلة فاكتبها ، و ضع الكتاب تحت مصلّاك ، و دعه ساعة ، ثمّ أخرجه وانظر فيه ، قال : ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقّعاً فيه ، وقد اقتصرت لك على هذه التنبيه ، والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد اللَّه جلّ جلاله عنايته به ، وتمام إحسانه إليه .

    ومنها قوله في آخر الكتاب : ثمّ ما أوردناه باللَّه جلّ جلاله من هذه الرسالة ، ثمّ عرضناه على قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه عليه السلام في النبوّة والرسالة ، و ورد الجواب في المنام بما يقتضي حصول القبول والإنعام ، والوصيّة بأمرك ، والوعد ببرّك وارتفاع قدرك ، انتهى .

    وعليك بالتأمّل في هذه الكلمات الّتي تفتح لك أبواباً من الخير والسعادات ويظهر منها عدم استبعاد كلّ ما ينسب إليه من هذا الباب ، واللَّه الموفّق لكلّ خير وثواب .(1)


1) جنّة المأوى : 302 . 

 

 

 

 

    ملاحظہ کریں : 6229
    آج کے وزٹر : 19027
    کل کے وزٹر : 286971
    تمام وزٹر کی تعداد : 148330375
    تمام وزٹر کی تعداد : 101561698