حضرت امام صادق علیہ السلام نے فرمایا : اگر میں ان(امام زمانہ علیہ السلام) کے زمانے کو درک کر لیتا تو اپنی حیات کے تمام ایّام ان کی خدمت میں بسر کرتا۔
فضيلة ليلة النصف من شعبان

فضيلة ليلة النصف من شعبان

    قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس رحمه الله :

    فصل : فيما نذكره من ولادة مولانا المهديّ عليه السلام في ليلة النصف من شعبان ، وما يفتح اللَّه جلّ جلاله علينا من تعظيمها بالقلب والقلم واللسان .

    إعلم أنّنا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف تفصيل هذه الولادة الشّريفة ، وروينا ما يتعلّق بها في فصول لطيفة ، فذكرنا فصلاً في كشف شراء والدته عليها أفضل التحيّات ، وفصلاً في حديث الولادة والقابلة ومن ساعدها من نساء الجيران ، ومرّ هاهنا من نساء بولدها العظيم الشّأن عليه أفضل الصلوات .

    وفصلاً في حديث عرض مولانا الإمام الحسن العسكريّ لولده المهديّ صلوات اللَّه عليهما بعد الولادة بثلاثة أيّام على من يثق به من خاصّته الصّالحين لحفظ أسرار الإسلام ، وفصلاً فيمن يشير هاهنا صلوات اللَّه عليه بولادة المهديّ عليه السلام ، وفصلاً بذكر العقيقة الجسيمة عن تلك الولادة العظيمة خبزاً ولحماً .

    وفصلاً فيمن أهدى إليه مولانا الحسن العسكريّ عليه السلام رأساً من جملة الغنم المتقرّب بذبحها ، لأجل عقيقة الولادة الّتي شهد المعقول والمنقول بمدحها ، وفصلاً في حديث إقامة الحسن العسكري عليه السلام وكيلاً في حياته يكون في خدمة مولانا المهديّ عليه السلام بعد انتقال والده إلى اللَّه جلّ جلاله ووفاته ، وأوضحنا تحقيق هذه الأحوال بما لم أعرف أنّ أحداً سبقنا إلى كشفها كما رتّبناه من صدق المقال .

    فصل : فيما نذكره أنّ مولانا المهديّ عليه السلام ممّن أطبق أهل الصدق ممّن يعتمد على قوله بأنّ النبيّ جدّه صلى الله عليه وآله وسلم بشّر الاُمّة بولادته ، وعظيم إنتفاع الإسلام برياسته ودولته ، وذكر شرح كمالها ، وما يبلغ إليه حال جلالها إلى ما لم يظفر به نبيّ سابق ولا وصيّ لاحق ولا بلغ إليه ملك سليمان عليه السلام الّذي حكم في ملكه على الإنس والجنّ ، لأنّ سليمان عليه السلام لمّا قال : « هَبْ لي مُلْكاً لايَنْبَغي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »(44) ما قيل له :

    قد أجبنا سؤالك في أنّنا لانعطي أحداً من بعدك أكثر منه في سبب من الأسباب إنّما قال اللَّه جلّ جلاله  : «فَسَخَّرْنا لَهُ الرّيحَ تَجْري بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ × وَالشَّياطينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ × وَآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الْأَصْفادِ»(45).

    والمسلمون مجمعون على أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم سيّد المرسلين وخاتم النّبيّين اُعطي من الفضل العظيم والمكان الجسيم ما لم يعط أحد من الأنبياء في الأزمان ولا سليمان ، ومن البيان على تفصيل منطق اللسان والبيان أنّ المهديّ عليه السلام يأتي في أواخر الزّمان قد تهدّمت أركان أديان الأنبياء ، ودرست معالم مراسم الأوصياء ، وطمست آثار أنوار الأولياء ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً وحكماً كما ملئت جوراً وجهلاً وظلماً ، فبعث اللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ليجدّد سائر مراسم الأنبياء والمرسلين ، ويحيي به معالم الصّادقين من الأوّلين والآخرين ، ولم يبلغ أحد منهم صلوات اللَّه عليهم وعليه إلى أنّه قام أحد منهم بجميع أمرهم بعدد رؤوسه ، ويبلغ به ما يبلغ هو عليه السلام إليه .

    وقد ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره من رجال المحافظ وغيره من رجال المخالفين ، وذكر ابن المنادي في كتاب الملاحم وهو عندهم ثقة أمين ، وذكره أبو العليّ الهمداني وله المقام المكين ، وذكرت شيعته من آيات ظهوره وانتظام اُموره عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يبلغ إليه أحد من العالمين ، وذلك من جملة آيات خاتم النبيّين وتصديق ما خصّه اللَّه جلّ جلاله إليه أنّه من فضله في قوله جلّ جلاله : «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ»(46) .

    أقول : ينبغي أن يكون تعظيم هذه الليلة لأجل ولادته عند المسلمين والمعترفين بحقوق إقامته على قدر ما ذكره جدّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وبشّر به المسعودين من اُمّته ، كما لو كان المسلمون قد أظلمت عليهم أيّام حياتهم ، وأشرفت عليهم جيوش أهل عداوتهم ، وأحاطت بهم نحوس خطيئاتهم ، فأنشأ اللَّه تعالى مولوداً يعتق رقابهم من رقّها ، ويمكّن كلّ يد مغلولة من حقّها ، ويعطي كلّ نفس ما تستحقّه من سبقها ، ويبسط للخلائق في المشارق والمغارب بساطاً متساوي الأطراف ، مكمّل الألطاف ، مجمل الأوصاف ، ويجلس الجميع عليه إجلاس الوالد الشفيق لأولاده العزيزين عليه أو إجلاس الملك الرّحيم الكريم لمن تحت يديه ، ويريهم من مقدّمات آيات المسرّات ، وبشارات المبرّات في دار السّعادات الباقيات ، ما يشهد حاضرها لغائبها ، وتقود القلوب والأعناق إلى طاعة واهبها .

    أقول : وليقم كلّ إنسان للَّه جلّ جلاله في هذه الليلة بقدر شكر ما منّ اللَّه عزّوجلّ عليه بهذا السلطان ، وأنّه جعله من رعاياه ، والمذكورين في ديوان جنده ، والمسمّين بالأعوان على تمهيد الإسلام والإيمان واستئصال الكفر والطغيان والعدوان ، ومدّ سرادقات السعادات على سائر الجهات من حيث تطلع شموس السماوات وإلى حيث تغترب إلى أقصى الغايات والنّهايات ، ويجعل من خدمته للَّه جلّ جلاله الّذي لا يقوم الأجساد بمعانيها خدمة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم الّذى كان سبب هذه الولادة والسّعادة وشرف رياستها وخدمة لآبائه الطاهرين الّذين كانوا أصلاً لها وأعواناً على إقامة حرمتها وخدمة له صلوات اللَّه عليه ، كما يجب على الرعيّة لمالك أزمّتها ، والقيّم لها باستقامتها ، وإدراك سعادتها ، ولست أجد القوّة البشريّة قادرة على القيام بهذه الحقوق المعظّمة الرضيّة إلّا بقوّة من القدرة الربّانيّة ، فليقم كلّ عبد مسعود من العباد بما يبلغ إليه ما أنعم به عليه اللَّه جلّ جلاله من القوّة والإجتهاد .

    فصل : فيما نذكره من الدعاء والقسم على اللَّه جلّ جلاله بهذا المولود العظيم المكان ليلة النصف من شعبان وهو :


44) ص : 35 .  

45) ص : 36 - 38 .

46) التوبة : 33 . 

 

 

 

 

 

 

 

    ملاحظہ کریں : 7646
    آج کے وزٹر : 55144
    کل کے وزٹر : 94259
    تمام وزٹر کی تعداد : 132561626
    تمام وزٹر کی تعداد : 91888589