امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
6) زيارة الناحية المقدّسة

    6) زيارة الناحية المقدّسة

    قال العلّامة المجلسي رحمه الله في «بحار الأنوار» : روى الشيخ المفيد رحمه الله : إذا أردت زيارته بها في هذا اليوم (يوم عاشوراء) ، فقف عليه ، وقل :

    اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَليقَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِدْريسَ الْقائِمِ للَّهِِ بِحُجَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نُوحٍ الْمُجابِ في دَعْوَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحٍ الَّذي تَوَّجَهُ اللَّهُ بِكَرامَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ الَّذي حَباهُ اللَّهُ بِخُلَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِسْماعيلَ الَّذي فَداهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى إِسْحاقَ الَّذي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْقُوبَ الَّذي رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يُوسُفَ الَّذي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى هارُونَ الَّذي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى شُعَيْبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلى اُمَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى داوُدَ الَّذي تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطيئَتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ الَّذي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَيُّوبَ الَّذي شَفاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يُونُسَ الَّذي أَنْجَزَ اللَّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى عُزَيْرٍ الَّذي أَحْياهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيْتَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ في مِحْنَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهادَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ وَصِفْوَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِاُخُوَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ابْنَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبيهِ وَخَليفَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ اللَّهَ في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْإِجابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفا .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّماءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِباءِ ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ أَهْلِ الْكِساءِ ، اَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَباءِ ، اَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ ، اَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الْأَدْعِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلاءَ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الْأَزْكِياءُ .

    اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ السَّاداتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذَّابِلاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَماتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُخْتَلَساتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسادِ الْعارِياتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِباتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السَّائِلاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَعْضاءِ الْمُقَطَّعاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبارِزاتِ .

    اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ الْمُسْتَشْهَدينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُضاجِعينَ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ الْمَظْلُومِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَخيهِ الْمَسْمُومِ ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الْكَبيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغير .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْأَبْدانِ السَّليبَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْقَريبَةِ (الْغَريبَةِ) ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلينَ فِي الْفَلَواتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّازِحينَ عَنِ الْأَوْطانِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونينَ بِلا أَكْفانٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الْأَبْدانِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلا ناصِرٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى ساكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ .

    اَلسَّلامُ عَلى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَليلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جَبْرَئيلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناغاهُ فِي الْمَهْدِ ميكائيلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اُريقُ بِالظُّلْمِ دَمُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِراحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْساتِ الرِّماحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُضامِ الْمُسْتَباحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرى ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ دَفَنَهُ أَهْلُ الْقُرى .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتينِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحامي بِلا مُعينٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضيبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الخَدِّ التَّريبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّليبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضيبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسامِ الْعارِيَةِ فِي الْفَلَواتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئابُ الْعادِياتُ ، وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السِّباعُ الضَّارِياتُ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمَرْفُوفينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ ، اَلْحافّينَ بِتُرْبَتِكَ ، اَلطَّائِفينَ بِعَرْصَتِكَ ، اَلْوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ الْعارِفِ بِحُرْمَتِكَ ، اَلْمُخْلِصِ في وِلايَتِكَ ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، اَلْبَري‏ءِ مِنْ أَعْدائِكَ ، سَلامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصابِكَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلامَ الْمَفْجُوعِ الْحَزينِ الْوالِهِ الْمُسْتَكينِ ، سَلامَ مَنْ لَوْ كانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ ، وَبَذَلَ حُشاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ ، وَجاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَنَصَرَكَ عَلى مَنْ بَغى عَلَيْكَ ، وَفَداكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِداءٌ ، وَأَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقاءٌ .

    فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعاقَني عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حارَبَكَ مُحارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ مُناصِباً ، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمَساءً ، وَلَأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَةً عَلَيْكَ ، وَتَأَسُّفاً عَلى ما دَهاكَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصابِ ، وَغُصَّةِ الْإِكْتِيابِ .

    أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوانِ ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَما عَصَيْتَهُ ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ وَخَشيتَهُ ، وَراقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشادِ ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهادِ .

    وَكُنْتَ للَّهِِ طائِعاً ، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ تابِعاً ، وَلِقَوْلِ أَبيكَ سامِعَاً ، وَ إِلى وَصِيَّةِ أَخيكَ مُسارِعاً ، وَلِعِمادِ الدّينِ رافِعاً ، وَلِلطُّغْيانِ قامِعاً ، وَلِلطُّغاةِ مُقارِعاً ، وَلِلْاُمَّةِ ناصِحاً ، وَفي غَمَراتِ الْمَوْتِ سابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ مُكافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قائِماً ، وَلِلْإِسْلامِ وَالْمُسْلِمينَ راحِماً ، وَلِلْحَقِّ ناصِراً ، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صابِراً ، وَلِلدّينِ كالِئاً ، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرامِياً .

    تَحُوطُ الْهُدى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ ، وَتَنْصُرُ الدّينَ وَتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ الْعابِثَ وَتَزْجُرُهُ ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وَتُساوي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعيفِ .

    كُنْتَ رَبيعَ الْأَيْتامِ ، وَعِصْمَةَ الْأَنامِ ، وَعِزَّ الْإِسْلامِ ، وَمَعْدِنَ الْأَحْكامِ ، وَحَليفَ الْإِنْعامِ ، سالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأَبيكَ ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لِأَخيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظاهِرَ الْكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرائِقِ، كَريمَ الْخَلائِقِ، عَظيمَ السَّوابِقِ، شَريفَ النَّسَبِ، مُنيفَ الْحَسَبِ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ الْمَناقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرائِبِ ، جَزيلَ الْمَواهِبِ.

    حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ ، جَوادٌ عَليمٌ شَديدٌ ، إِمامٌ شَهيدٌ ، أَوَّاهٌ مُنيبٌ ، حَبيبٌ مَهيبٌ . كُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً ، وَلِلْاُمَّةِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً ، حافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْميثاقِ ، ناكِباً عَنْ سُبُلِ الفُسَّاقِ ، ] وَ[ باذِلاً لِلْمَجْهُودِ ، طَويلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.

    زاهِداً فِي الدُّنْيا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها ، ناظِراً إِلَيْها بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشينَ مِنْها ، آمالُكَ عَنْها مَكْفُوفَةٌ ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زينَتِها مَصْرُوفَةٌ ، وَأَلْحاظُكَ عَنْ بَهْجَتِها مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتُكَ فِي الْآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ.

    حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ باعَهُ ، وَأَسْفَرَ الُّظلْمُ قِناعَهُ ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْباعَهُ ، وَأَنْتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمينَ مُبايِنٌ ، جَليسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَواتِ ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسانِكَ ، عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وَ إِمْكانِكَ ، ثُمَّ اقْتَضاكَ الْعِلْمُ لِلْإِنْكارِ ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجاهِدَ الْفُجَّارَ ، فَسِرْتَ في أَوْلادِكَ وَأَهاليكَ ، وَشيعَتِكَ وَمَواليكَ ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَيِّنَةِ ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَأَمَرْتَ بِإِقامَةِ الْحُدُودِ ، وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبائِثِ وَالطُّغْيانِ ، وَواجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ.

    فَجاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعاظِ لَهُمْ ، وَتَأْكيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ، فَنَكَثُوا ذِمامَكَ وَبَيْعَتَكَ ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ ، وَبَدَؤُوكَ بِالْحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبارِ ، مُجالِداً بِذِي الْفِقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتارُ.

    فَلَمَّا رَأَوْكَ ثابِتَ الْجَأْشِ ، غَيْرَ خائِفٍ وَلا خاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمْ ، وَقاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ ، وَأَمَرَ اللَّعينُ جُنُودَهُ ، فَمَنَعُوكَ الْماءَ وَوُرُودَهُ ، وَناجَزُوكَ الْقِتالَ ، وَعاجَلُوكَ النِّزالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفَّ الْإِصْطِلامِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِماماً ، وَلا راقَبُوا فيكَ آثاماً ، في قَتْلِهِمْ أَوْلِياءَكَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحالَكَ ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَواتِ ، وَمُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ.

    فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجَهاتِ ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِراحِ ، وَحالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّواحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ ناصِرٌ ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلادِكَ ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ جَريحاً ، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها ، وَتَعْلُوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها.

    قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبينُكَ ، وَاخْتَلَفَتْ بِالْإِنْقِباضِ وَالْإِنْبِساطِ شِمالُكَ وَيَمينُكَ ، تُديرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شَغَلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهاليكَ ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شارِداً ، إِلى خِيامِكَ قاصِداً ، مُحَمْحِماً باكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ ، ناشِراتِ الشُّعُورِ عَلَى الْخُدُودِ ، لاطِماتِ الْوُجُوهِ سافِراتٍ ، وَبِالْعَويلِ داعِياتٍ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتٍ ، وَ إِلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٍ.

    وَالشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ ، قابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَواسُّكَ ، وَخَفِيَتْ أَنْفاسُكَ ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَناةِ رَأْسُكَ ، وَسُبِىَ أَهْلُكَ كَالْعَبيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَديدِ ، فَوْقَ أَقْتابِ الْمَطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وَجُوهَهُمْ حَرُّ الْهاجِراتِ ، يُساقُونَ فِي الْبَراري وَالْفَلَواتِ ، أَيْديهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأَعْناقِ ، يُطافُ بِهِمْ فِي الْأَسْواقِ.

    فَالْوَيْلُ لِلْعُصاةِ الْفُسَّاقِ ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلامَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكامَ ، وَهَدَمُوا قَواعِدَ الْإيمانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوانِ.

    لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوْتُوراً ، وَعادَ كِتابُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبيرُ وَالتَّهْليلُ ، وَالتَّحْريمُ وَالتَّحْليلُ ، وَالتَنْزيلُ وَالتَّأْويلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْييرُ وَالتَّبْديلُ ، وَالْإِلْحادُ وَالتَّعْطيلُ ، وَالْأَهْواءُ وَالْأَضاليلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأَباطيلُ.

    فَقامَ ناعيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قائِلاً يا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتاكَ ، وَاسْتُبيحَ أَهْلُكَ وَحِماكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَراريكَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ.

    فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكى قَلْبُهُ الْمَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالْأَنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ اُمُّكَ الزَّهْراءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ ، تُعَزّي أَباكَ أَميرَالْمُؤْمِنينَ ، وَاُقيمَتْ لَكَ الْمَاتِمُ فِي أَعْلا عِلِّيّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعينُ ، وَبَكَتِ السَّماءُ وَسُكَّانُها ، وَالْجِنانُ وَخُزَّانُها ، وَالْهِضابُ وَأَقْطارُها ، وَالْبِحارُ وَحيتانُها ، وَالْجِنانُ وَوِلْدانُها ، وَالْبَيْتُ وَالْمَقامُ ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرامُ ، وَالْحِلُّ وَالْأَحْرامُ(16).

    أَللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكانِ الْمُنيفِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْشُرْني في زُمرَتِهِمْ ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِمْ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا أَسْرَعَ الْحاسِبينَ ، وَيا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ ، وَيا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ ، بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، رَسُولِكَ إِلَى الْعالَمينَ أَجْمَعينَ ، وَبِأَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطينِ ، اَلْعالِمِ الْمَكينِ ، عَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ ، وَبِفاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقينَ.

    وَبِأَبي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدينَ ، وَبِأَوْلادِهِ الْمَقْتُولينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومينَ ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الْأَوَّابينَ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقينَ ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَراهينَ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ناصِرِ الدّينِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهْتَدينَ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدينَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وارِثِ الْمُسْتَخْلَفينَ ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، اَلصَّادِقينَ الْأَبَرّينَ ، آلِ طه وَيس ، وَأَنْ تَجْعَلَني فِي الْقِيامَةِ مِنَ الْآمِنينَ الْمُطْمَئِنّينَ الْفائِزينَ الْفَرِحينَ الْمُسْتَبْشِرينَ.

    أَللَّهُمَّ اكْتُبْني فِي الْمُسْلِمينَ ، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ ، وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرينَ ، وَانْصُرْني عَلَى الْباغينَ ، وَاكْفِني كَيْدَ الْحاسِدينَ ، وَاصْرِفْ عَنّي مَكْرَ الْماكِرينَ ، وَاقْبِضْ عَنّي أَيْدِي الظَّالِمينَ ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيامينِ ، في أَعْلا عِلِّيّينَ ، مَعَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي اُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ ، وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ ، وَبِهذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ، اَلْمُوَسَّدِ في كَنَفِهِ ، اَلْإِمامُ الْمَعْصُومُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ ، أَنْ تَكْشِفَ ما بي مِنَ الْغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ عَنّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ ، وَتُجيرَني مِنَ النَّارِ ذاتِ السَّمُومِ.

    أَللَّهُمَّ جَلِّلْني بِنِعْمَتِكَ ، وَرَضِّني بِقِسْمِكَ ، وَتَغَمَّدْني بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، وَباعِدْني مِنْ مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ . أَللَّهُمَّ اعْصِمْني مِنَ الزَّلَلِ ، وَسَدِّدْني فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَافْسَحْ لي في مُدَّةِ الْأَجَلِ ، وَأَعْفِني مِنَ الْأَوْجاعِ وَالْعِلَلِ ، وَبَلِّغْني بِمَوالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الْأَمَلِ.

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوْبَتي ، وَارْحَمْ عَبْرَتي ، وَأَقِلْني عَثْرَتي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتي ، وَاغْفِرْ لي خَطيئَتي ، وَأَصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي.

    أَللَّهُمَّ لاتَدَعْ لي في هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ، وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ ذَنْباً إِلّا غَفَرْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلّا سَتَرْتَهُ ، وَلا غَمّاً إِلّا كَشَفْتَهُ ، وَلا رِزْقاً إِلّا بَسَطْتَهُ ، وَلا جاهاً إِلّا عَمَّرْتَهُ ، وَلا فَساداً إِلّا أَصْلَحْتَهُ ، وَلا أَمَلاً إِلّا بَلَّغْتَهُ ، وَلا دُعاءً إِلّا أَجَبْتَهُ ، وَلا مَضيقاً إِلّا فَرَّجْتَهُ ، وَلا شَمْلاً إِلّا جَمَعْتَهُ ، وَلا أَمْراً إِلّا أَتْمَمْتَهُ ، وَلا مالاً إِلّا كَثَّرْتَهُ ، وَلا خُلْقاً إِلّا حَسَّنْتَهُ ، وَلا إِنْفاقاً إِلّا أَخْلَفْتَهُ ، وَلا حالاً إِلّا عَمَّرْتَهُ ، وَلا حَسُوداً إِلّا قَمَعْتَهُ ، وَلا عَدُوّاً إِلّا أَرْدَيْتَهُ ، وَلا شَرّاً إِلّا كَفَيْتَهُ ، وَلا مَرَضاً إِلّا شَفَيْتَهُ ، وَلا بَعيداً إِلّا أَدْنَيْتَهُ ، وَلا شَعْثاً إِلّا لَمَمْتَهُ ، وَلا سُؤالاً إِلّا أَعْطَيْتَهُ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعاجِلَةِ ، وَثَوابَ الْآجِلَةِ . أَللَّهُمَّ أَغْنِني بِحَلالِكَ عَنِ الْحَرامِ ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَميعِ الْأَنامِ . أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نافِعاً ، وَقَلْباً خاشِعاً وَيَقيناً شافِياً ، وَعَمَلاً زاكِياً ، وَصَبْراً جَميلاً ، وَأَجْراً جَزيلاً.

    أَللَّهُمَّ ارْزُقْني شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَزِدْ في إِحْسانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ ، وَاجْعَلْ قَوْلي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً ، وَعَمَلي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً ، وَأَثَري فِي الْخَيْراتِ مَتْبُوعاً ، وَعَدُوّي مَقْمُوعاً.

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَخْيارِ ، في آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ ، وَاكْفِني شَرَّ الْأَشْرارِ ، وَطَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأَوْزارِ ، وَأَجِرْني مِنَ النَّارِ ، وَأَحِلَّني دارَ الْقَرارِ ، وَاغْفِرْ لي وَلِجَميعِ إِخْواني فيكَ وَأَخَواتِيَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

 

    ثمّ توجّه إلى القبلة ، وصلّ ركعتين ، واقرأ في الاُولى «سورة الأنبياء» ، وفي الثانية «الحشر» ، واقنت وقل:

    لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ ، لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ ، لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَالْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ، خِلافاً لِأَعْدائِهِ، وَتَكْذيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ ، وَ إِقْراراً لِرُبُوبِيَّتِهِ ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ ، اَلْأَوَّلُ بِغَيْرِ أَوَّلٍ ، وَالْآخِرُ إِلى غَيْرِ آخِرٍ ، اَلظَّاهِرُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ بِقُدْرَتِهِ ، اَلْباطِنُ دُونَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ ، لاتَقِفُ الْعُقُولُ عَلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ ، وَلاتُدْرِكُ الْأَوْهامُ حَقيقَةَ ماهِيَّتِهِ ، وَلاتَتَصَوَّرُ الْأَنْفُسُ مَعانِيَ كَيْفِيَّتِهِ ، مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمائِرِ ، عارِفاً بِالسَّرائِرِ ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي اُشْهِدُكَ عَلى تَصْديقي رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَايماني بِهِ ، وَعِلْمي بِمَنْزِلَتِهِ ، وَإِنّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ ، وَبَشَّرَتِ الْأَنْبِياءُ بِهِ ، وَدَعَتْ إِلَى الْإِقْرارِ بِما جاءَ بِهِ ، وَحَثَّتْ عَلى تَصْديقِهِ بِقَوْلِهِ تَعالى « اَ لَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهيهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ» (17) .

    فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ ، وَسَيِّدِ الْأَنْبِياءِ الْمُصْطَفَيْنَ ، وَعَلى أَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكا بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَعَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، وَعَلى سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، صَلاةً خالِدَةَ الدَّوامِ ، عَدَدَ قَطْرِ الرِّهامِ ، وَزِنَةَ الْجِبالِ وَالْآكامِ ما أَوْرَقَ السَّلامُ ، وَاخْتَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلامُ ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ ، اَلْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ ، اَلذَّائِدينَ عَنِ الدّينِ ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ وَسُلالَةِ السِّبْطِ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْإِمامِ ، فَرَجاً قَريباً ، وَصَبْراً جَميلاً ، وَنَصْراً عَزيزاً ، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ ، وَثَباتاً فِي الْهُدى ، وَالتَّوْفيقَ لِما تُحِبُّ وَتَرْضى ، وَرِزْقاً واسِعاً حَلالاً ، طَيِّباً مَريئاً ، دارّاً سائِغاً ، فاضِلاً مُفَضِّلاً ، صَبّاً صَبّاً ، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ وَلا مِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ ، وَعافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعافِيَةِ وَالنَّعْماءِ ، وَإِذا جاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنا عَلى أَحْسَنِ ما يَكُونُ لَكَ طاعَةً ، عَلى ما أَمَرْتَنا مُحافِظينَ ، حَتَّى تُؤَدِّيَنا إِلى جَنَّاتِ النَّعيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَوْحِشْني مِنَ الدُّنْيا ، وَآنِسْني بِالْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ لايُوْحِشُ مِنَ الدُّنْيا إِلّا خَوْفُكَ ، وَلا يُؤْنِسُ بِالْآخِرَةِ إِلّا رَجاؤُكَ . أَللَّهُمَّ لَكَ الْحُجَّةُ لا عَلَيْكَ ، وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكى لا مِنْكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَعِنّي عَلى نَفْسِيَ الظَّالِمَةِ الْعاصِيَةِ ، وَشَهْوَتِيَ الْغالِبَةِ ، وَاخْتِمْ لي بِالْعافِيَةِ.

    أَللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفاري إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قِلَّةُ حَياءٍ ، وَتَرْكِيَ الْإِسْتِغْفارَ مَعَ عِلْمي بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ . أَللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ ، وَ إِنَّ عِلْمي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ يَمْنَعُني أَنْ أَخْشاكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَصَدِّقْ رَجائي لَكَ ، وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ ، وَكُنْ لي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ.

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ ، وَأَنْطِقْ لِساني بِالْحِكْمَةِ ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلى ما ضَيَّعَهُ في أَمْسِهِ ، وَلايَغْبَنُ حَظَّهُ في يَوْمِهِ ، وَلايَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ.

    أَللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِىَّ مَنِ اسْتَغْنى بِكَ وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ ، وَالْفَقيرَ مَنِ اسْتَغْنى بِخَلْقِكَ عَنْكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَغْنِني عَنْ خَلْقِكَ بِكَ ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لايَبْسُطُ كَفّاً إِلّا إِلَيْكَ . أَللَّهُمَّ إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمامَهُ التَّوْبَةُ ، وَوَراءَهُ الرَّحْمَةُ ، وَ إِنْ كُنْتُ ضَعيفَ الْعَمَلِ فَإِنّي في رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الْأَمَلِ ، فَهَبْ لي ضَعْفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أَمَلي.

    أَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ما في عِبادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسى قَلْباً مِنّي ، وَأَعْظَمُ مِنّي ذَنْباً ، فَإِنّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لا مَوْلى أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً ، وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً ، فَيامَنْ هُوَ أَوْحَدُ في رَحْمَتِهِ ، إِغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ في خَطيئَتِهِ.

    أَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنا فَعَصَيْنا ، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنا ، وَذَكَّرْتَ فَتَناسَيْنا ، وَبَصَّرْتَ فَتَعامَيْنا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنا ، وَما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إِحْسانِكَ إِلَيْنا ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنا ، وَأَخْبَرُ بِما نَأْتي وَما أَتَيْنا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تُؤاخِذْنا بِما أَخْطَأْنا وَنَسينا ، وَهَبْ لَنا حُقُوقَكَ لَدَيْنا ، وَأَتِمَّ إِحْسانَكَ إِلَيْنا ، وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنا.

    أَللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الْإِمامِ ، وَنَسْئَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ لَهُ ، وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، إِدْرارَ الرِّزْقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا ، وَصَلاحُ أَحْوالِ عِيالِنا ، فَأَنْتَ الْكَريمُ الَّذي تُعْطي مِنْ سَعَةٍ ، وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ ، وَنَحْنُ نَسْئَلُكَ مِنَ الرِّزْقِ ما يَكُونُ صَلاحاً لِلدُّنْيا ، وَبَلاغاً لِلْآخِرَةِ.

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لَنا وَلِوالِدَيْنا ، وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ ، اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

 

    ثمّ تركع وتسجد وتجلس وتتشهّد وتسلّم ، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقل : «سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ» أربعين مرّة ، واسئل اللَّه العصمة والنّجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول ، لما تتقرّب به إليه ، وتبتغي به وجهه ، وقف عند الرأس ، ثمّ صل ركعتين على ما تقدّم .

    ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل : زادَ اللَّهُ في شَرَفِكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت . (18)

    قال العلّامة المجلسي رحمه الله : قال مؤلّف «المزار الكبير» : زيارة اُخرى في يوم عاشورا ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب قال: تقف عليه وتقول: اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَليقَتِهِ ، وساق الزّيارة إلى آخرها مثل ما مرّ ، فظهر أنّ هذه الزيارة منقولة مرويّة، ويحتمل أن لاتكون مختصّة بيوم عاشورا، كما فعله السيّد المرتضى ‏رحمه الله.(19)

    قال آية اللَّه السيّد أحمد المستنبط رحمه الله : لاتدلّ رواية زيارة الناحية المقدّسة على أنّ قرائتها تختصّ بيوم عاشوراء .(20)

------------------------------------------

16) الأَحْرام جمع الحرم : يقال لأَطراف الكعبة .

17) الأعراف : 157 .

18) البحار : 317/101 .

19) البحار : 328/101 .  

20) الزيارة والبشارة : 488/2 . 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 7788
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 90468
    بازديد کل : 133196062
    بازديد کل : 92206215