(266)
قنوت الإمام العسكري عليه السلام
برواية مولانا حسين بن روح قدس سره
يا مَنْ غَشِيَ نُورُهُ الظُّلُماتِ ، يا مَنْ أَضاءَتْ بِقُدْسِهِ الْفِجاجُ الْمُتَوَعِّراتُ ، يا مَنْ خَشَعَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ وَالسَّماواتِ ، يا مَنْ بَخَعَ(215) لَهُ بِالطَّاعَةِ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ عاتٍ ، يا عالِمَ الضَّمائِرِ الْمُسْتَخْفِياتِ ، وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً.
فَاغْفِرْ لِلَّذينَ تابُوا ، وَاتَّبَعُوا سَبيلَكَ ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحيمِ ، وَعاجِلْهُمْ بِنَصْرِكَ الَّذي وَعَدْتَهُمْ ، إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ اجْتِياحَ(216) أَهْلِ الْكَيْدِ ، وَآوِهِمْ إِلى شَرِّ دارٍ في أَعْظَمِ نَكالٍ وَأَقْبَحِ مَتابٍ.
أَللَّهُمَّ إِنَّكَ حاضِرُ أَسْرارِ خَلْقِكَ ، وَعالِمٌ بِضَمائِرِهِمْ ، وَمُسْتَغْنٍ لَوْلَا النَّدْبُ بِاللَّجَإِ إِلى تَنَجُّزِ ما وَعَدْتَهُ اللاَّجي عَنْ كَشْفِ مَكامِنِهِمْ ، وَقَدْ تَعْلَمُ يا رَبِّ ما اُسِرُّهُ وَاُبْديهِ ، وَأَنْشُرُهُ وَأَطْويهِ ، وَاُظْهِرُهُ وَاُخْفيهِ عَلى مُتَصَرِّفاتِ أَوْقاتي ، وَأَصْنافِ حَرَكاتي مِنْ جَميعِ حاجاتي.
وَقَدْ تَرى يا رَبِّ ما قَدْ تَراطَمَ فيهِ أَهْلُ وِلايَتِكَ ، وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْدائِكَ غَيْرَ ظَنينٍ في كَرَمٍ ، وَلا ضَنينٍ بِنَعَمٍ ، وَلكِنَّ الْجُهْدَ يَبْعَثُ عَلَى الْإِسْتِزادَةِ ، وَما أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إِذا أَخْلَصَ لَكَ اللَّجَأَ يَقْتَضي إِحْسانُكَ شَرْطَ الزِّيادَةِ.
وَهذِهِ النَّواصي وَالْأَعْناقُ خاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ ، وَالْإِعْتِرافِ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ داعِيَةٌ بِقُلُوبِها ، وَمُحَصَّناتٌ إِلَيْكَ في تَعْجيلِ الْإِنالَةِ ، وَما شِئْتَ كانَ وَما تَشاءُ كائِنٌ .
أَنْتَ الْمَدْعُوُّ الْمَرْجُوُّ الْمَأْمُولُ الْمَسْئُولُ لايَنْقُصُكَ نائِلٌ وَإِنِ اتَّسَعَ ، وَلايُلْحِفُكَ(217) سائِلٌ وَإِنْ أَلَحَّ وَضَرَعَ ، مُلْكُكَ لايَلْحَقُهُ التَّنْفيدُ ، وَعِزُّكَ الْباقي عَلَى التَّأْييدِ ، وَما فِي الْأَعْصارِ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِمِقْدارٍ ، وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الرَّؤُوفُ الْجَبَّارُ.
أَللَّهُمَّ أَيِّدْنا بِعَوْنِكَ ، وَاكْنُفْنا بِصَوْنِكَ ، وَأَنِلْنا مَنالَ الْمُعْتَصِمينَ بِحَبْلِكَ ، اَلْمُسْتَظِلّينَ بِظِلِّكَ.(218)
215) بخع : أي خضع ، (لسان) .
216) الإجتياح : الإهلاك والإستيصال .
217) ألحف به : إذا أضرّ به .
218) مهج الدعوات : 84 ، البلد الأمين : 659 ، البحار : 228/85 .
بازديد امروز : 177135
بازديد ديروز : 268412
بازديد کل : 129967307
|