امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
دعاء الإمام الرّضا عليه السلام عند البيعة له بولاية العهد

دعاء الإمام الرّضا عليه السلام عند البيعة له بولاية العهد

  عن ياسر قال : لما ولّي الرّضا عليه السلام العهد (في يوم السّادس من شهر رمضان المبارك مكرهاً) ، سمعته وقد رفع يديه إلى السّماء وقال :

  أَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنّي مُكْرَهٌ مُضْطَرٌّ ، فَلاتُؤاخِذْني كَما لَمْ تُؤاخِذْ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يُوسُفَ حينَ وَقَعَ إِلى وِلايَةِ مِصْرَ .(214)

  إنّ الشّواهد التّاريخيّة تدلّ بشكل قاطع على أنّ البيعة للإمام الرّضا عليه السلام لم تكن مبنيّة أساساً على محبّة وعلاقة المأمون بالإمام ‏عليه السلام ؛ وإنّما أتت بطبيعة الحال نتيجة الشيطنة والخباثة والمكر الّتي كانت في داخل هذا الخليفة العبّاسي الملعون .

  ولقد كانت عداوته وبغضه لأهل البيت عليهم السلام بحدّ وصلت معها أنّه قام بالإستعانة والتّعاون مع بني أميّه - والّذين كانوا من ألدّ أعدائه وخصومه - لأجل قتل وتشريد أهل البيت عليهم السلام وتصفيتهم بشتّى الوسائل والأساليب .

  وننقل هنا قصّة توضح هذا المطلب بشكل دقيق:

  لمّا ثار عبدالرّحمن العلوي ضدّ المأمون في اليمن في وقت كان فيها المأمون يمنع من دخول الطّالبيّين عنده ، وأمر بإجبارهم على إرتداء الملابس السّوداء(215).

  إتّخذ سياسة جديدة للسيطرة على أرض اليمن والوقوف أمام كلّ الثّورات والنّهضات الّتي تقوم بها أيّ حركة شيعيّة ، والحيلولة دون توسّعها وانتشارها وفي النّهاية توصل إلى قرار يتضمّن الإستعانة بأحد الحكّام القادرين على فرض السيطرة على تلك الأرض ، وذلك باتّباعه سياسة النار والحديد.

  فأشار عليه وزيره الحسن بن سهل إنتخاب أحد أحفاد زياد بن أبيه لهذا الأمر ، وكان هذا الشّخص هو محمّد بن إبراهيم الزّيادي ، فجعله المأمون حاكماً عليها ، ونصب سليمان بن هشام بن عبدالملك الأموي وزيراً له(216) . وبهذا فقد أصبح الوالي والوزير كليهما اُمويّان ، والكلّ يعلم العداوة الّتي في داخلهما إلى السلالة العلويّة الطّاهرة.

  واستطاع الحاكم الجديد - محمّد بن إبراهيم الزّيادي - من فتح مدينة تهامة ، والقيام ببناء مدينة زبيد وإتّخاذها عاصمة له(217) ، واستطاع هذا الرّجل من الغلبة على روح التّمرّد المعروفة لدى القبائل اليمنيّة ، وكان هذا الرّجل - وحسب ما وصفه ابن خلدون - فقد كان يحمل في داخله العداوة والبغض للإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام(218) ، فلذا فقد طارد العلويين وأنصارهم في كلّ مكان.

  وعلى أيّ حال إستطاع هذا الحاكم من زيادة نفوذه والتّمكّن من تقوية أركان حكومة بني زياد في هذه الأرض . ومع أنّ هذه الحكومة عرفت بأتباعها الحكّام العبّاسيّين ، وذلك من خلال خطبهم وإرسال الخراج والهدايا لهم ، ولكنّها في الوقت نفسه ذاع صيتها وعرفت بأنّها حكومة مستقلّة ولها حكمها الذّاتي(219).

  وبقي هذا الرّجل - أي محمّد الزّيادي - طول حياته حاكماً على اليمن ، وورثه أولاده بعدها إنتقل الحكم إلى بعض من أقربائه وغلمانه حتّى سنة 553 ه ق ؛ حيث سقطت دولته وانتهى تاريخها الطويل . وتعتبر هذه الدّولة هي الدّولة الأولى الّتي خاضت تجربة الحكومة المستقلة في اليمن(220) وقوّت واستحكمت نتيجة لضعف الدّولة العبّاسيّة .

  وتمكّن محمّد الزّيادي ونظراً للقدرة والصلاحيّات الّتي منحها له المأمون من تقوية حكومته ، فقد أرسل إليه ألف من قواته حيث كان سبعمائة من هؤلاء من أهل خراسان لمساعدته ونصرته ، وبذلك توسعة رقعة حكومة هذا الرّجل ، فشملت مدن حضرموت ، ديار كنده ، شحر ، برباط ، لحج ، عدن وجميع الأراضي الصحراويّة الّتي كانت واقعة بين هذه المدن.(221). (222)


214) بحار الأنوار : 130/49 .  

215) تاريخ الطبري : 169/7 .  

216) تاريخ اليمن : 185 .

217) لقد كان هناك وادي معروف باسم وادي زبيد ، فبنى محمّد الزيادي مدينة جديدة فيه واطلق عليها اسم نفس ذلك الوادي فسمّاها زبيد ، وتقع هذه المدينة في مدينة تهامة اليمينة ، ويقطنها سكان من الأشاعرة . (تاريخ اليمن : 37 - 36 ، المخلاف السليماني : 107/1)

218) العبر لابن خلدون : 243/2 .  

219) بغية المستفيد (وهو من الكتب الخطيّة) : 45 .  

220) تاريخ اليمن : 202 .  

221) دراسات في العصور العبّاسيّة المتأخّرة : 16 - 12 .

222) النهضات الشيعيّة في الفترة الأولى للخلافة العباسيّة : 399 . 

 

 

 

 

    بازدید : 6936
    بازديد امروز : 105481
    بازديد ديروز : 102037
    بازديد کل : 137725272
    بازديد کل : 94717481