امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
العالم ملي‏ء بالنّعم والثّروات

العالم ملي‏ء بالنّعم والثّروات

  بعد أن وصل بنا الحديث عن الفترة المشرقة الّتي تكثر فيها النّعم والزّيادة في الثّروات ، ننقل إليكم رواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لها صدد في موضوعنا هذا :

يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : تنعّم اُمّتي في زمن المهديّ نعمة لم ينعموا مثلها قطّ ، ترسل السّماء عليهم مدراراً ، ولاتدع الأرض شيئاً من النّبات إلاّ أخرجته ، والمال كدوس ، يقوم الرجل يقول : يا مهدي أعطني ، فيقول : خذ .(12)

  من الواضح وحسب مداليل هذه الرّواية ، فإنّ جميع المذاهب والأديان العالميّة سوف تنجو من حالة الضّياع والتّيه في ذلك الزّمن ، ويشكل هذا الواقع إنعطافة هامّة في تاريخهم واستراتيجياتهم ، فيصبح الجميع في عداد أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك بعد هيمنة الدّين الإسلامي وسيطرته وحاكميّته المطلقة فيه .

  ولذا فإنّنا نقطع بأنّ أمّة رسول الرّحمة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الّتي تحتضن العالم آنذاك تبرز فيها ظاهرة لها تداعيّاتها ، وتكون من خصوصيّتين عموميّتين وشاملتين ، وهذا عهد لا سابق له .

  وهذا هو الأمر الّذي يؤدّي إلى فتح أبواب السّماء ونزول البركات الإلهيّة من السّماء والأرض إلى جميع الخلائق ، وهاتان الخصلتان العامّتان هما الإيمان والتّقوى .

  ولاتنحصر هاتان الصّفتان المعنويّتان في ذلك الزّمن في فئة معيّنة أو جماعة خاصّة ، بل يدخل الجميع تحت مظلّتهما ، ونتيجة شموليّتهما سيكون الجميع في منأى من العذاب الإلهي . ومن الطبيعي فإنّ هكذا أمّة تستحقّ سيلاً من العطاء بجميع أشكاله ، وهذا أمر مذهل ومحيّر للعقول بالفعل .

  ومن أجل إثبات الموضوع هذا ، نلجأ إلى الكتاب والسنّة النّبويّة الشّريفة :

يقول الإمام الصادق عليه السلام : ولينزلنّ البركة من السّماء إلى الأرض حتّى أنّ الشجرة لتقصف بما يريد اللَّه فيها من الثمرة ، ولتأ كلنّ ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، وذلك قوله تعالى : «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقُوا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ »(13) . (14)

  ففي هذه الرّواية نقاط مثيرة تجلب النّظر إليكم بيان بعضها :

  1 - تدلّ فاء التّفريعيّة الموجودة في الآية المباركة الّتي استشهد بها الإمام عليه السلام «فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» على أنّ النتيجة الّتي يمكن الخروج منها في حالة الكذب بالحقائق الإلهيّة الناصعة ، وعدم الإذعان والإعتراف بالأوامر الّتي جاء بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ، والعمل على مجانبتها ، والتّلاعب بها لايكون عاقبتها سوى غلق أبواب الرّحمة الإلهيّة ، وبركات السّماوات والأرض وجلب التّعاسة والشّقاء إلى العالمين .

  ومن هنا يجب أن ندرك إنّ أصل هذه الجرائم ومصدر القتل يعود إلى النقص والتخبّط والحاصل نتيجة إعراض الاُمّة عن وصايا الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وعدم صيانتها والعمل والإيمان بها ، وفي النّهاية عدم وجود التّقوى .

  وهناك حقيقة علينا الإذعان لها وهي : إذا كان النّاس قد آمنوا بأنبياء اللَّه سبحانه وتعالى والسّير على طريق التّقوى والإيمان لتمتّعوا في عيشة راضية مصونين عن أنواع البلايا والمكاره .


12) التشريف بالمنن : 149 .

13) سورة الأعراف ، الآية 96 . 

14) بحار الأنوار : 63/53 .

 

 

 

    بازدید : 7845
    بازديد امروز : 81762
    بازديد ديروز : 85752
    بازديد کل : 133178650
    بازديد کل : 92197509