الكنوز الخمسة للإنسان

    يحمل الإنسان في وجوده الكنوز الثّمينة والقيّمة . فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :

النّاس معادن ، كمعادن الذهب والفضّة .(11)

    فلهذا يجب علينا إستغلال الوقت والفرصة وعدم التفريط بهما والتّضرّع والتّوسّل باللَّه عزّ وجلّ والخمسة من أهل الكساء عليهم السلام وبقيّة الأئمّة الأطهارعليهم السلام، لفتح آفاق المعرفة أمامنا ، والإطّلاع على النّعم العظيمة والكبيرة الموجودة في أعماقنا والعمل في عزائم قاطعة وهمم عالية ونفوس قويّة ، لايأخذها في سبيل البلوغ إلى مآربها عي ولا نصب .

    ومن الواجب أيضاً إغتنام أيّام الدّنيا ومراقبة الحواسّ الظّاهريّة الخمسة - والّتي هي في الحقيقة الكنوز الخمسة - واستخدامها في طريق رضا اللَّه عزّ وجلّ ؛ لنعرف قيمة وجودها في باطننا، والتّمكّن من استخراجها وتسخيرها بالشّكل الصّحيح والمطلوب.

    في الواقع أنّ بواطن الإنسان تختلف من واحد لآخر ، كما هو ظاهر وجلي ؛ حيث إنّ الإختلاف موجود من ناحية الحواسّ الباطنيّة . ولهذا فإنّ مثَلها يكون مثَل أصابع اليد الواحدة ؛ فإنّها ترتبط فيما بينها بأواصر الاُخوّة ولكنّها في الوقت نفسه غير متساويّة .

    على أيّ حال ؛ فإنّ كلّ إنسان يحمل في داخله كنوزاً خفيّة ، وهي حواسّ باطنيّة وقوى خفيّة يجب عليه إكتشافها ومعرفتها واستعمالها على أفضل وجه ممكن.

    ويجب على الإنسان - وبعد أن أنجز عمليّة الإستخراج وفعَّل تلك القوى - أن لاينفرد بها ويجعلها آلة لتلبية مطالبه الشخصيّة فقط ؛ بل عليه استثمارها وتسخيرها في خدمة الدّين الإسلامي الحنيف والإمام بقيّة اللَّه الأعظم عجّل اللَّه تعالى فرجه .

    ولا شكّ أنّ زيارة الإمام الرّضا عليه السلام هي من أعظم الفرص لمطالبته عليه السلام طلب الهيم العطاشى بإظهار القدرات الباطنيّة وترشيدها ، والعمل ضمن حركة هادفة تستمد قواها ووقودها وزخم اندفاعها منها سواء الظّاهريّة أم الباطنيّة في سبيل ترشيد عمليّة الإنتظار ، وخدمة الإمام صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء ، وتلك لعمري لذّة لايعيشُها إلاّ الخلّص الّذين ذابوا وعشقوا الولاية .

---

11) بحار الأنوار : 65/61 و 106 .