الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
في أي الطرق علينا السعي والعمل؟

في أي الطرق علينا السعي والعمل؟

إنّ هناك فئة من الناس تعمل وتسعى في طريق تحصيل غاياتهم ومصالحهم‏ الدنيوية، ونيل الأمور الوهميّة، وتغفل عن الإهتمام والتوجه إلى الحقائق‏ الكونيّة والأهداف الإلهية، فتترك كسب الفضائل الروحيّة والمعنويّة التي تبقى‏ سرمديّة والتي من شأنها تأمين السعادة في الدنيا والأخرة، وتتجه صوب كسب‏ الأرباح المادية فيكون همهم الأوحد في هذه الدنيا هو كسب الأرباح المالية، وكيف يمكنهم الحصول على أعلى ثروة مالية فيها.

إنّ الكثير من الناس يدرسون جميع الجوانب المتعلقة بالمشاريع والبرامج‏ التي توصلهم إلى الأهداف التي يبغونها وبعد حصول اليقين لديهم من نيل ‏الموفقية والنجاح في هذا الطريق - ولو تكون تلك الموفقية نسبيّة – يقدمون ‏على القيام بها، ولكن الأمر يختلف في المسائل والقضايا العبادية، إذ لايكترثون بمسألة قيّمة العمل نفسه وقبوله من البارئ عزّ وجلّ في حين أنّ قبوله ‏يجعله أكثر ثمرة ومنفعة لهم، ولهذا يقول أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

كُونُوا عَلى قَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ عِنايَةً مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ.(107)

إنّ الملاك والمعيار عند البارئ سبحانه وتعالى في قبول العمل هو قيمته وليس‏ أصله، فإذا رفضه فلا قيمة له مهما كان عظيماً.

ولهذا يجب الإجتهاد في المسير الذي يتحقّق فيه رضا البارئ عزّ وجلّ، وجعل ذلك الطريق والمنهج والمشروع ماثلاً للفكر والوجدان ومقبولاً عندهما، وعليه تتسارع النفس لإنجازه مهما كان عظيماً.


107) بحار الأنوار: 173/71، عن كتاب خصال: 11.

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2799
    اليوم : 225104
    الامس : 226086
    مجموع الکل للزائرین : 147566556
    مجموع الکل للزائرین : 101141614