ઈમામ સાદિક઼ (અ.સ.) એ ફરમાવ્યુઃ અગર હું એમના જમાનામાં હોઉં તો મારી જીન્દગીનીના તમામ દિવષો એમની સેવા કરીશ.
5) الزيارة الجامعة الخامسة

5) الزيارة الجامعة الخامسة

  رواها السيّد بن طاووس ومؤلّف المزار الكبير رحمهما اللَّه ، قالا : هي مرويّة عن الأئمّة عليهم السلام :

إذا أردت ذلك ، فليكن من قولك عند العقد على العزم والنيّة :

  أَللَّهُمَّ صِلْ عَزْمي بِالتَّحْقيقِ ، وَنِيَّتي بِالتَّوْفيقِ ، وَرَجآئي بِالتَّصْديقِ ، وَتَوَلِّ أَمْري ، وَلاتَكِلْني إِلى نَفْسي ، فَأَحُلَّ عُقْدَةَ الْحَيْرَةِ ، وَأَتَخَلَّفُ عَنْ حُضُورِ الْمَشاهِدِ الْمُقَدَّسَةِ.

  وصلّ ركعتين قبل خروجك وقل بعدهما :

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْتَوْدِعُكَ ديني وَنَفْسي وَجَميعَ حُزانَتي . أَللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَليفَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ.

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الصُّحْبَةِ، وَإِخْفاقِ الْأَوْبَةِ . أَللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنا حُزْنَ ما نَتَغَوَّلُ ، وَيَسِّرْ عَلَيْنا مُسْتَغْزَرَ ما نَرُوحُ وَنَغْدُو لَهُ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ.

  وإذا سلكت على طريقك فليكن همّك لما سلكت له ، ولتقلل من حال تغضّ منك ، ولتحسن الصّحبة لمن صحبك ، وأكثر من الثناء على اللَّه تعالى ذكره ، والصّلاة على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل:

  بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ ، وَفي سَبيلِ اللَّهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ . أَللَّهُمَّ أَغْسِلْ عَنّي دَرَنَ الذُّنُوبِ ، وَوَسَخَ الْعُيُوبِ ، وَطَهِّرْني بِمآءِ التَّوْبَةِ ، وَأَلْبِسْني رِدآءَ الْعِصْمَةِ ، وَأَيِّدْني بِلُطْفِ مَنِّكَ يُوَفِّقُني لِصالِحِ الْأَعْمالِ ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ.

  فإذا دنوت من باب المشهد فقل :

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي وَفَّقَني لِقَصْدِ وَلِيِّهِ ، وَزِيارَةِ حُجَّتِهِ ، وَأَوْرَدَني حَرَمَهُ ، وَلَمْ يَبْخَسْني حَظّي مِنْ زِيارَةِ قَبْرِهِ ، وَالنُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ وَساحَةِ تُرْبَتِهِ ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لَمْ يَسُمْني بِحِرْمانِ ما أَمَّلْتُهُ ، وَلا صَرَفَ عَنّي ما رَجَوْتُهُ ، وَلا قَطَعَ رَجآئي فيما تَوَقَّعْتُهُ ، بَلْ أَلْبَسَني عافِيَتَهُ ، وَأَفادَني نِعْمَتَهُ ، وَ اتاني كَرامَتَهُ.

  فإذا دخلت المشهد ، فقف على الضّريح الطّاهر وقل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنينَ ، وَسادَةِ الْمُتَّقينَ ، وَكُبَرآءِ الصِّدّيقينَ ، وَاُمَرآءِ الصَّالِحينَ، وَقادَةِ الْمُحْسِنينَ ، وَأَعْلامِ الْمُهْتَدينَ ، وَأَنْوارِ الْعارِفينَ ، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيآءِ ، وَصَفْوَةِ الْأَوْصِيآءِ ، وَشُمُوسِ الْأَتْقِيآءِ ، وَبُدُورِ الْخُلَفآءِ ، وَعِبادِ الرَّحْمنِ ، وَشُرَكآءِ الْقُرْانِ ، وَمَنْهَجِ الْإيمانِ ، وَمَعادِنِ الْحَقآيِقِ ، وَشُفَعآءِ الْخَلايِقِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

  أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوابُ اللَّهِ ، وَمَفاتيحُ رَحْمَتِهِ ، وَمَقاليدُ مَغْفِرَتِهِ ، وَسَحآئِبُ رِضْوانِهِ، وَمَصابيحُ جِنانِهِ ، وَحَمَلَةُ فُرْقانِهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ ، وَحَفَظَةُ سِرِّهِ ، وَمَهْبَطُ وَحْيِهِ ، وَأَماناتُ النُّبُوَّةِ ، وَوَدايِعُ الرِّسالَةِ.

  أَنْتُمْ اُمَنآءُ اللَّهِ ، وَأَحِبَّآؤُهُ وَعِبادُهُ وَأَصْفِيآؤُهُ ، وَأَنْصارُ تَوْحيدِهِ ، وَأَرْكانُ تَمْجيدِهِ ، وَدُعاتُهُ إِلى كُتُبِهِ ، وَحَرَسَةُ خَلآئِقِهِ، وَحَفَظَةُ وَدآئِعِهِ.

  لايَسْبِقُكُمْ ثَنآءُ الْمَلآئِكَةِ فِي الْإِخْلاصِ وَالْخُشُوعِ ، وَلايُضآدُّكُمْ ذُو ابْتِهالٍ وَخُضُوعٍ ؛ أَنَّى وَلَكُمُ الْقُلُوبُ الَّتي تَوَلَّى اللَّهُ رِياضَتَها بِالْخَوْفِ وَالرَّجآءِ ، وَجَعَلَها أَوْعِيَةً لِلشُّكْرِ وَالثَّنآءِ ، وَ امَنَها مِنْ عَوارِضِ الْغَفْلَةِ ، وَصَفَّاها مِنْ شَواغِل الْفَتْرَةِ بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّمآءِ بِحُبِّكُمْ ، وَبِالْبَرآءَةِ مِنْ أَعْدآئِكُمْ ، وَتَواتُرِ الْبُكآءِ عَلى مُصابِكُمْ ، وَالْإِسْتِغْفارِ لِشيعَتِكُمْ وَمُحِبّيكُمْ.

  فَأَنَا اُشْهِدُ اللَّهَ خالِقي ، وَاُشْهِدُ مَلآئِكَتَهُ وَأَنْبِيآءَهُ ، وَاُشْهِدُكُمْ يا مَوالِيَّ ، أَنّي مُؤْمِنٌ بِوِلايَتِكُمْ ، مُعْتَقِدٌ لِإِمامَتِكُمْ ، مُقِرٌّ بِخِلافَتِكُمْ ، عارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ ، مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ ، خاضِعٌ لِوِلايَتِكُمْ ، مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ وَبِالْبَرآءَةِ مِنْ أَعْدآئِكُمْ ، عالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ، وَمِنْ كُلِّ رَيْبَةٍ وَنَجاسَةٍ ، وَدَنِيَّةٍ وَرَجاسَةٍ ، وَمَنَحَكُمْ رايَةَ الْحَقِّ الَّتي مَنْ تَقَدَّمَها ضَلَّ ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْها زَلَّ ، وَفَرَضَ طاعَتَكُمْ عَلى كُلِّ أَسْوَدٍ وَأَبْيَضٍ .

  وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَذِمَّتِهِ ، وَبِكُلِّ مَا اشْتَرَطَ عَلَيْكُمْ في كِتابِهِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبيلِهِ ، وَأَنْفَذْتُمْ طاقَتَكُمْ في مَرْضاتِهِ ، وَحَمَلْتُمُ الْخَلآئِقَ عَلى مِنْهاجِ النُّبُوَّةِ وَمَسالِكِ الرِّسالَةِ ، وَسِرْتُمْ فيهِ بِسيرَةِ الْأَنْبِيآءِ ، وَمَذاهِبِ الْأَوْصِيآءِ ، فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ ، وَلَمْ تُصْغِ إِلَيْكُمْ اُذُنٌ، فَصَلَواتُ اللَّهِ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ.

  ثمّ تنكبّ على القبر وتقول :

بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي يا حُجَّةَ اللَّهِ ، لَقَدْ اُرْضِعْتَ بِثَدْيِ الْإيمانِ، وَفُطِمْتَ بِنُورِ الْإِسْلامِ، وَغُذّيتَ بِبَرْدِ الْيَقينِ ، وَاُلْبِسْتَ حُلَلَ الْعِصْمَةِ ، وَاصْطُفيتَ وَوُرِّثْتَ عِلْمَ الْكِتابِ ، وَلُقِّنْتَ فَصْلَ الْخِطابِ ، وَاُوضَحَ بِمَكانِكَ مَعارِفَ التَّنْزيلِ ، وَغَوامِضَ التَّأْويلِ ، وَسُلِّمَتْ إِلَيْكَ رايَةُ الْحَقِّ ، وَكُلِّفْتَ هِدايَةَ الْخَلْقِ، وَنُبِذَ إِلَيْكَ عَهْدُ الْإِمامَةِ، وَاُلْزِمْتَ حِفْظَ الشَّريعَةِ.

  وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِشَرآئِطِ الْوَصِيَّةِ، وَقَضَيْتَ ما لَزِمَكَ مِنْ حَدِّ الطَّاعَةِ ، وَنَهَضْتَ بِأَعْبآءِ الْإِمامَةِ، وَاحْتَذَيْتَ مِثالَ النُّبُوَّةِ ، فِي الصَّبْرِ وَالْإِجْتِهادِ وَالنَّصيحَةِ لِلْعِبادِ ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَالْعَفْوِ عَنِ النَّاسِ ، وَعَزَمْتَ عَلَى الْعَدْلِ فِي الْبَرِيَّةِ ، وَالنَّصَفَةَ فِي الْقَضِيَّةِ ، وَوَكَّدْتَ الْحُجَجَ عَلَى الْاُمَّةِ بِالدَّلآئِلِ الصَّادِقَةِ وَالشَّواهِدِ النَّاطِقَةِ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ الْبالِغَةِ ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.

  فَمُنِعْتَ مِنْ تَقْويمِ الزَّيْغِ ، وَسَدِّ الثَّلْمِ ، وَإِصْلاحِ الْفاسِدِ ، وَكَسْرِ الْمُعانِدِ ، وَإِحْيآءِ السُّنَنِ، وَإِماتَةِ الْبِدَعِ، حَتَّى فارَقْتَ الدُّنْيا وَأَنْتَ شَهيدٌ ، وَلَقيتَ رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ حَميدٌ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ تَتَرادَفُ وَتَزيدُ.

  ثمّ صر إلى عند الرّجلين وقل:

يا سادَتي يا الَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنّي بِكُمْ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلا ، بِالْخِلافِ عَلَى الَّذينَ غَدَرُوا بِكُمْ ، وَنَكَثُوا بَيْعَتَكُمْ ، وَجَحَدُوا وِلايَتَكُمْ ، وَأَنْكَرُوا مَنْزِلَتَكُمْ ، وخَلَعُوا رِبْقَةَ طاعَتِكُمْ، وَهَجَرُوا أَسْبابَ مَوَدَّتِكُمْ، وَتَقَرَّبُوا إِلى فَراعِنَتِهِمْ بِالْبَرآءَةِ مِنْكُمْ ، وَالْإِعْراضِ عَنْكُمْ ، وَمَنَعُوكُمْ مِنْ إِقامَةِ الْحُدُودِ ، وَاسْتِئْصالِ الْجُحُودِ، وَشَعْبِ الصَّدْعِ ، وَلَمِّ الشَّعَثِ ، وَسَدِّ الْخَلَلِ ، وَتَثْقيفِ الْأَوَدِ، وَإِمْضآءِ الْأَحْكامِ، وَتَهْذيبِ الْإِسْلامِ ، وَقَمْعِ الْاثامِ، وَأَرْهَجُوا عَلَيْكُمْ نَقْعَ الْحُرُوبِ وَالْفِتَنِ ، وَأَنْحَوْا عَلَيْكُمْ سُيُوفَ الْأَحْقادِ ، وَهَتَكُوا مِنْكُمُ السُّتُورَ ، وَابْتاعُوا بِخُمْسِكُمُ الْخُمُورَ ، وَصَرَفُوا صَدَقاتِ الْمَساكينَ إِلَى الْمُضْحِكينَ وَالسَّاخِرينَ.

  وَذلِكَ بِما طَرَّقَتْ لَهُمُ الْفَسَقَةُ الْغُواةُ ، وَالْحَسَدَةُ الْبُغاةُ ، أَهْلُ النَّكْثِ وَالْغَدْرِ وَالْخِلافِ وَالْمَكْرِ ، وَالْقُلُوبِ الْمُنْتِنَةِ مِنْ قَذَرِ الشِّرْكِ ، وَالْأَجْسادِ الْمُشْحَنَةِ مِنْ دَرَنِ الْكُفْرِ ، اَلَّذينَ أَضَبُّوا عَلَى النِّفاقِ ، وَأَكَبُّوا عَلَى عَلآئِقِ الشِّقاقِ .

  فَلَمَّا مَضَى الْمُصْطَفى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ الِهِ ، اِخْتَطَفُوا الْغِرَّةَ ، وَانْتَهَزُوا الْفُرْصَةَ ، وَانْتَهَكُوا الْحُرْمَةَ ، وَغادَرُوهُ عَلى فِراشِ الْوَفاةِ ، وَأَسْرَعُوا لِنَقْضِ الْبَيْعَةِ ، وَمُخالَفَةِ الْمَواثيقِ الْمُؤَكَّدَةِ ، وَخِيانَةِ الْأَمانَةِ الْمَعْرُوضَةِ عَلَى الْجِبالِ الرَّاسِيَةِ، وَأَبَتْ أَنْ تَحْمِلَها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ الظَّلُومُ الْجَهُولُ ، ذُو الشِّقاقِ وَالْعِزَّةِ بِالْاثامِ الْمُولِمَةِ ، وَالْأَنَفَةِ عَنِ الْإِنْقِيادِ لِحَميدِ الْعاقِبَةِ.

  فَحَشَرَ سِفْلَةَ الْأَعْرابِ ، وَبَقايَا الْأَحْزابِ ، إِلى دارِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسالَةِ ، وَمَهْبِطِ الْوَحْيِ وَالْمَلآئِكَةِ ، وَمُسْتَقَرِّ سُلْطانِ الْوِلايَةِ، وَمَعْدِنِ الْوَصِيَّةِ وَالْخِلافَةِ وَالْإِمامَةِ، حَتَّى نَقَضُوا عَهْدَ الْمُصْطَفى، في أَخيهِ عَلَمِ الْهُدى، وَالْمُبَيِّنِ طَريقِ النَّجاةِ مِنْ طُرُقِ الرَّدى.

  وَجَرَحُوا كَبِدَ خَيْرِ الْوَرى ، في ظُلْمِ ابْنَتِهِ ، وَاضْطِهادِ حَبيبَتِهِ ، وَاهْتِضامِ عَزيزَتِهِ ، بَضْعَةِ لَحْمِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ ، وَخَذَلُوا بَعْلَها ، وَصَغَّرُوا قَدْرَهُ ، وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُ ، وَقَطَعُوا رَحِمَهُ ، وَأَنْكَرُوا اُخُوَّتَهُ ، وَهَجَرُوا مَوَدَّتَهُ ، وَنَقَضُوا طاعَتَهُ ، وَجَحَدُوا وِلايَتَهُ ، وَأَطْمَعُوا الْعَبيدَ في خِلافَتِهِ ، وَقادُوهُ إِلى بَيْعَتِهِمْ، مُصْلِتَةً سُيُوفَها، مُقْذِعَةً أَسِنَّتَها ، وَهُوَ ساخِطُ الْقَلْبِ، هآئِجُ الْغَضَبِ ، شَديدُ الصَّبْرِ ، كاظِمُ الْغَيْظِ ، يَدْعُونَهُ إِلى بَيْعَتِهِمُ الَّتي عَمَّ شُومُهَا الْإِسْلامَ ، وَزَرَعَتْ في قُلُوبِ أَهْلِهَا الْاثامَ.

  وَعَقَّتْ سَلْمانَها، وَطَرَدَتْ مِقْدادَها، وَنَفَتْ جُنْدَبَها، وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِها ، وَحَرَّفَتِ الْقُرْانَ ، وَبَدَّلَتِ الْأَحْكامَ ، وَغَيَّرَتِ الْمَقامَ ، وَأَباحَتِ الْخُمْسَ لِلطُّلَقآءِ ، وَسَلَّطَتْ أَوْلادَ اللُّعَنآءِ عَلَى الْفُرُوجِ ، وَخَلَطَتِ الْحَلالَ بِالْحَرامِ ، وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإيمانِ وَالْإِسْلامِ، وَهَدَمَتِ الْكَعْبَةَ، وَأَغارَتْ عَلى دارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَأَبْرَزَتْ بَناتِ الْمُهاجِرينَ وَالْأَنْصارِ لِلنَّكالِ وَالسَّوْءَةِ ، وَأَلْبَسَتْهُنَّ ثَوْبَ الْعارِ وَالْفَضيحَةِ.

  وَرَخَّصَتْ لِأَهْلِ الشُّبْهَةِ ، في قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ الصَّفْوَةِ ، وَإِبادَةِ نَسْلِهِ ، وَاسْتيصالِ شَأْفَتِهِ ، وَسَبْيِ حَرَمِهِ ، وَقَتْلِ أَنْصارِهِ ، وَكَسْرِ مِنْبَرِهِ ، وَقَلْبِ مَفْخَرِهِ ، وَإِخْفآءِ دينِهِ ، وَقَطْعِ ذِكْرِهِ.

  يا مَوالِيَّ فَلَوْ عايَنَكُمُ الْمُصْطَفى وَسِهامَ الْاُمَّةِ مُغْرِقَةٌ في أَكْبادِكُمْ ، وَرِماحَهُمْ مُشْرِعَةٌ في نُحُورِكُمْ ، وَسُيُوفَها مُولَعَةٌ في دِمآئِكُمْ ، يَشْفي أَبْنآءُ الْعَواهِرِ غَليلَ الْفِسْقِ مِنْ وَرَعِكُمْ ، وَغَيْظَ الْكُفْرِ مِنْ إيمانِكُمْ ، وَأَنْتُمْ بَيْنَ صَريعٍ فِي الْمِحْرابِ ، قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هامَتَهُ ، وَشَهيدٍ فَوْقَ الْجِنازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفانُهُ بِالسِّهامِ ، وَقَتيلٍ بِالْعَرآءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ الْقَناةِ رَأْسُهُ ، وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَديدِ أَعْضائُهُ ، وَمَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ بِجَرْعِ السَّمِّ أَمْعائُهُ ، وَشَمْلِكُمْ عَباديدَ تُفْنيهِمُ الْعَبيدُ وَأَبْنآءُ الْعَبيدِ .

  فَهَلِ الْمِحَنُ يا سادَتي إِلَّا الَّتي لَزِمَتْكُمْ ، وَالْمَصآئِبُ إِلَّا الَّتي عَمَّتْكُمْ ، وَالْفَجايِعُ إِلَّا الَّتي خَصَّتْكُمْ ، وَالْقَوارِعُ إِلَّا الَّتي طَرَقَتْكُمْ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

  ثمّ قبّله ، وقل :

بِأَبي وَاُمّي يا الَ الْمُصْطَفى ، إِنَّا لانَمْلِكُ إِلّا أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشاهِدِكُمْ ، وَنُعَزّي فيها أَرْواحَكُمْ ، عَلى هذِهِ الْمَصآئِبِ الْعَظيمَةِ الْحالَّةِ بِفِنآئِكُمْ ، وَالرَّزايَا الْجَليلَةِ النَّازِلَةِ بِساحَتِكُمُ الَّتي أَثْبَتَتْ في قُلُوبِ شيعَتِكُمُ الْقُرُوحَ ، وَأَوْرَثَتْ أَكْبادَهُمُ الْجُرُوحَ ، وَزَرَعَتْ في صُدُورِهِمُ الْغُصَصَ.

  فَنَحْنُ نُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّا قَدْ شارَكْنا أَوْلِيآءَكُمْ وَأَنْصارَكُمُ الْمُتَقَدِّمينَ ، في إِراقَةِ دِمآءِ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ ، وَقَتَلَةِ أَبي عَبْدِاللَّهِ سَيِّدِ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ كَرْبَلآءَ ، بِالنِّيَّاتِ وَالْقُلُوبِ ، وَالتَّأَسُّفِ عَلى فَوْتِ تِلْكَ الْمَواقِفِ الَّتي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ ، وَعَلَيْكُمُ مِنَّا السَّلامُ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

  ثمّ اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل :

أَللَّهُمَّ يا ذَا الْقُدْرَةِ الَّتي صَدَرَ عَنْهَا الْعالَمُ مُكَوَّناً مَبْرُوءاً عَلَيْها ، مَفْطُوراً تَحْتَ ظِلِّ الْعَظَمَةِ ، فَنَطَقَتْ شَواهِدُ صُنْعِكَ فيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، مُكَوِّنُهُ وَبارِئُهُ وَفاطِرُهُ ، اِبْتَدَعْتَهُ لا مِنْ شَيْ‏ءٍ وَلا عَلى شَيْ‏ءٍ ، وَلا في شَيْ‏ءٍ ، وَلا لِوَحْشَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْكَ إِذْ لا غَيْرُكَ ، وَلا حاجَةٌ بَدَتْ لَكَ في تَكْوينِهِ، وَلا لِاسْتِعانَةٍ مِنْكَ عَلى ما تَخْلُقُ بَعْدَهُ ، بَلْ أَنْشَأْتَهُ لِيَكُونَ دَليلًا عَلَيْكَ ، بِأَنَّكَ بآئِنٌ مِنَ الصُّنْعِ ، فَلايُطيقُ الْمُنْصِفُ لِعَقْلِهِ إِنْكارَكَ ، وَالْمَوْسُومُ بِصِحَّةِ الْمَعْرِفَةِ جُحُودَكَ.

  أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ الْإِخْلاصِ في تَوْحيدِكَ ، وَحُرْمَةِ التَّعَلُّقِ بِكِتابِكَ ، وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى ادَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ ، وَبِكْرِ حُجَّتِكَ ، وَلِسانِ قُدْرَتِكَ ، وَالْخَليفَةِ في بَسيطَتِكَ ، وَعَلى مُحَمَّدِنِ الْخالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ ، وَالْفاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، وَالْغآئِصِ الْمَأْمُونِ عَلى مَكْنُونِ سَريرَتِكَ ، بِما أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ بِمَعُونَتِكَ ، وَعَلى مَنْ بَيْنَهُما مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُكَرَّمينَ وَالْأَوْصِيآءِ وَالصِّدّيقينَ ، وَأَنْ تَهَبَني لِإِمامي هذا.

  وضع خدّك على القبر وقل :

أَللَّهُمَّ بِمَحَلِّ هذَا السَّيِّدِ مِنْ طاعَتِكَ ، وَبِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ ، لاتُمِتْني فُجْأَةً ، وَلاتَحْرِمْني تَوْبَةً ، وَارْزُقْنِي الْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ ديناً وَدُنْياً ، وَاشْغَلْني بِالْاخِرَةِ عَنْ طَلَبِ الْاوُلى ، وَوَفِّقْني لِما تُحِبُّ وَتَرْضى ، وَجَنِّبْنِي اتِّباعَ الْهَوى ، وَالْاِغْتِرارَ بِالْأَباطيلِ وَالْمُنى.

  أَللَّهُمَّ اجْعَلِ السِّدادَ في قَوْلي ، وَالصَّوابَ في فِعْلي ، وَالصِّدْقَ وَالْوَفآءَ في ضَماني وَوَعْدي ، وَالْحِفْظَ وَالْإيناسَ مَقْرُونينَ بِعَهْدي وَوَعْدي ، وَالْبِرَّ وَالْإِحْسانَ مِنْ شَأْني وَخُلْقي . وَاجْعَلِ السَّلامَةَ لي شامِلَةً ، وَالْعافِيَةَ بي مُحيطَةً مُلْتَفَّةً ، وَلَطيفَ صُنْعِكَ وَعَوْنِكَ مَصْرُوفاً إِلَيَّ ، وَحُسْنَ تَوْفيقِكَ وَيُسْرِكَ مَوْفُوراً عَلَيَّ ، وَأَحْيِني يا رَبِّ سَعيداً ، وَتَوَفَّني شَهيداً ، وَطَهِّرْنِي الْمَوْتَ وَما بَعْدَهُ.

  أَللَّهُمَّ وَاجْعَلِ الصِّحَّةَ وَالنُّورَ في سَمْعي وَبَصَري ، وَالْجِدَةَ وَالْخَيْرَ في طُرُقي ، وَالْهُدى وَالْبَصيرَةَ في ديني وَمَذْهَبي ، وَالْميزانَ أَبَداً نَصْبَ عَيْني ، وَالذِّكْرَ وَالْمَوْعِظَةَ شِعاري وَدِثاري ، وَالْفِكْرَةَ وَالْعِبْرَةَ اُنْسي وَعِمادي ، وَمَكِّنِ الْيَقينَ في قَلْبي ، وَاجْعَلْهُ أَوْثَقَ الْأَشْيآءِ في نَفْسي ، وَأَغْلِبْهُ عَلى رَأْيي وَعَزْمي.

  وَاجْعَلِ الْإِرْشادَ في عَمَلي ، وَالتَّسْليمَ لِأَمْرِكَ مِهادي وَسَنَدي ، وَالرِّضا بِقَضآئِكَ وَقَدَرِكَ أَقْصى عَزْمي وَنِهايَتي ، وَأَبْعَدَ هَمّي وَغايَتي ، حَتَّى لا أَتَّقِيَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِديني ، وَلا أَطْلُبَ بِهِ غَيْرَ اخِرَتي ، وَلا أَسْتَدْعِيَ مِنْهُ إِطْرآئي وَمَدْحي .

  وَاجْعَلْ خَيْرَ الْعَواقِبِ عاقِبَتي ، وَخَيْرَ الْمَصايِرِ مَصيري ، وَأَنْعَمَ الْعَيْشِ عَيْشي ، وَأَفْضَلَ الْهُدى هُدايَ، وَأَوْفَرَ الْحُظُوظِ حَظّي، وَأَجْزَلَ الْأَقْسامِ قِسْمي وَنَصيبي، وَكُنْ لي يا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلِيّاً ، وَإِلى كُلِّ خَيْرٍ دَليلًا وَقآئِداً ، وَمِنْ كُلِّ باغٍ وَحَسُودٍ ظَهيراً وَمانِعاً.

  أَللَّهُمَّ بِكَ اعْتِدادي وَعِصْمَتي ، وَثِقَتي وَتَوْفيقي ، وَحَوْلي وَقُوَّتي ، وَلَكَ مَحْيايَ وَمَماتي ، وَفي قَبْضَتِكَ سُكُوني وَحَرَكَتي ، وَبِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى اسْتِمْساكي وَوُصْلَتي ، وَعَلَيْكَ فِي الْاُمُورِ كُلِّهَا اعْتِمادي وَتَوَكُّلي ، وَمِنْ عَذابِ جَهَنَّمَ وَمَسِّ سَقَرَ نَجاتي وَخَلاصي ، وَفي دارِ أَمْنِكَ وَكَرامَتِكَ مَثْوايَ وَمُنْقَلَبي ، وَعَلى أَيْدي ساداتي وَمَوالِيَّ الِ الْمُصْطَفى فَوْزي وَفَرَجي .

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ ، وَاغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَما وَلَدا وَأَهْلِ بَيْتي وَجيراني ، وَلِكُلِّ مَنْ قَلَّدَني يَداً مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظيمٍ . وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.(538)


538) مصباح الزائر : 460 ، المزار الكبير : 291 ، بحار الأنوار : 162/102 .

 

 

 

 

 

    મુલાકાત લો : 8634
    આજના મુલાકાતીઃ : 122603
    ગઈકાલના મુલાકાતીઃ : 226086
    સૌ મુલાકાતીની સંખ્યા : 147361674
    સૌ મુલાકાતીની સંખ્યા : 101039113