مايقرء عند الوقوف على الجدث
ثمّ امش حتّى تقف عليه، فإذا وقفت فاستقبله بوجهك على الحدّ المرسوم لك عند المعاينة، وقل:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ.
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ، وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقّ جِهَادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى فِي جَنْبِهِ، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ.
لَعَنَ اللَهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَأُمَّةً قَاتَلَتْكَ، [وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ]، وَأُمَّةً أَعَانَتْ عَلَيْكَ، وَأُمَّةً خَذَلَتْكَ، وَأُمَّةً دَعَتْكَ فَلَمْ تُجِبْكَ، وَأُمَّةً بَلَغَهَا ذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، وَأَلْحَقَهُمُ اللَهُ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ.
أَللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ، وَاسْتَحَلُّوا حَرَمَكَ، وَأَلْحَدُوا فِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَحَرَّفُوا كِتَابَكَ، وَسَفَكُوا دِمَاءَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ فِي أَرْضِكَ، وَاسْتَذَلُّوا عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ.
أَللَّهُمَّ فَضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ، وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ الْمُصْطَفَيْنَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ، وَأَلْحِقْنِي بِهِمْ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تضع يدك اليسرى على القبر، وأشر بيدك اليمنى، وقل:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَدْرَكْتُ نُصْرَتَكَ بِيَدِي، فَهَا أَنَا ذَا وَافِدٌ إِلَيْكَ بِنَصْري، قَدْ أَجَابَكَ سَمْعي وَبَصَري، وَبَدَني وَرَأْيي وَهَوَايَ عَلَى التَّسْلِيمِ لَكَ، وَلِلْخَلَفِ الْبَاقي مِنْ بَعْدِكَ، وَالْأَدِلاَّءِ عَلَى اللهِ مِنْ وُلْدِكَ، فَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.
ثمّ ارفع يديك إلى السّماء، وقل: أَللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا الْقَبْرَ قَبْرُ حَبِيبِكَ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، الْفَائِزِ بِكَرَامَتِكَ، أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً لَكَ عَلَى خَلْقِكَ، فَأَعْذَرَ فِي الدَّعْوَةِ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ، لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَالَةِ، وَالْعَمَى وَالشَّكِّ وَالْاِرْتِيَابِ، إِلَى بَابِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ.
وَأَنْتَ يَا سَيِّدي، بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى، تَرَى وَلاَتُرَى، وَقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا، وَبَاعَ آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ رَسُولَكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزَارِ، اَلْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ. أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً.
ثمّ حُطّ يدك اليسرى، وأشر باليمنى منهما إلى القبر، وقل:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْأَنْبِيَاءِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الْأَوْصِيَاءِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، اَلَّذِينَ حَبَاهُمُ اللهُ بِالْحُجَجِ الْبَالِغَةِ، وَالنُّورِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَاللهِ، وَمَا أَجَلّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ، وَمَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَأَنْبِيَاءِ اللهِ(1)، وَمَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَ شِيعَتِكَ خَاصَّةً.
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الظُّلُمَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَأَمِينُهُ(2)، وَخَازِنُ عِلْمِهِ، وَوَصِيُّ نَبِيِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى في جَنْبِهِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ وَحُرِمْتَ، وَغُصِبْتَ وَظُلِمْتَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جُحِدْتَ وَاهْتُضِمْتَ، وَصَبَرْتَ في ذَاتِ اللهِ، وَأَنَّكَ قَدْ كُذِّبْتَ، وَدُفِعْتَ عَنْ حَقِّكَ، وَأُسيءَ إِلَيْكَ فَاحْتَمَلْتَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الرَّاشِدُ الْهَادِي هَدَيْتَ، وَقُمْتَ بِالْحَقِّ وَعَمِلْتَ بِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ، وَقَوْلَكَ الصِّدْقُ، وَدَعْوَتَكَ الْحَقُّ، وَأَنَّكَ دَعَوْتَ إِلَى الْحَقِّ، وَإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَلَمْ تُجَبْ، وَأَمَرْتَ بِطَاعَةِ اللهِ فَلَمْ تُطَعْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَعَمُودُهُ، وَرُكْنُ الْأَرْضِ وَعِمَادُهَا.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَبَابُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَأُشْهِدُ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ، وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي، وَشَرائِعِ دِينِي، وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي، وَمُنْقَلَبِي إِلَى رَبِّي.
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَدَّيْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِهِ صَادِقاً، وَقُلْتَ أَمِيناً، وَنَصَحْتَ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ، لَمْ تُؤْثِرْ ضَلاَلاً عَلَى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ، فَجَزَاكَ اللَهُ عَنْ رَعِيَّتِكَ(3) خَيْراً، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ صَلاَةً لاَيُحْصِيهَا غَيْرُهُ، وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَللَّهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَلائِكَتُكَ وَأَنْبِيَاؤُكَ وَرُسُلُكَ، وَأَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ أَجْمَعُونَ، صَلاَةً كَثِيرَةً مُتَتَابِعَةً مُتَرَادِفَةً، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً، في مَحْضَرِنَا هَذَا، وَإِذَا غِبْنَا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، صَلاَةً لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ نَفَادَ.
أَللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ فِي سَاعَتِي هَذِهِ، وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ، تَحِيَّةً مِنِّي كَثِيرَةً وَسَلاَماً، آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ، «وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ»(4).
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَتَيْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي زَائِراً وَافِداً إِلَيْكَ، مُتَوَجِّهاً بِكَ إِلَى رَبِّكَ وَرَبِّي، لِيُنْجِحَ لِي بِكَ حَوَائِجِي، وَيُعْطِيَنِي بِكَ سُؤْلِي، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَهُ، وَكُنْ لِي شَفِيعاً، فَقَدْ جِئْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي مُتَنَصِّلاً إِلَى رَبِّي مِنْ سَيِّئِ عَمَلِي، رَاجِياً فِي مَوْقِفي هَذَا الْخَلاَصَ مِنْ عُقُوبَةِ رَبِّي، طَامِعاً أَنْ يَسْتَنْقِذَنِي رَبِّي بِكَ مِنَ الرَّدى.
أَتَيْتُكَ يَا مَوْلاَيَ وَافِداً إِلَيْكَ، إِذْ رَغِبَ عَنْ زِيَارَتِكَ أَهْلُ الدُّنْيَا، وَإِلَيْكَ كَانَتْ رِحْلَتِي، وَلَكَ عَبْرَتِي وَصَرْخَتِي، وَعَلَيْكَ أَسَفي، وَلَكَ نَحِيبي وَزَفْرَتي، وَعَلَيْكَ تَحِيَّتي وَسَلاَمي، أَلْقَيْتُ رَحْلَتي(5) بِفِنَائِكَ، مُسْتَجِيراً بِكَ وَبِقَبْرِكَ، مِمَّا أَخَافُ مِنْ عَظِيمِ جُرْمي، وَأَتَيْتُكَ زَائِراً أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ.
وَقَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، بِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَبِكُمْ يَكْشِفُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُبَاعِدُنَا عَنْ نَائِبَاتِ الزَّمَانِ الْكَلِبِ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الرَّحْمَةَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ الْأَرْضَ أَنْ تَسِيخَ بِأَهْلِهَا، وَبِكُمْ يُثْبِتُ اللهُ جِبَالَهَا عَلَى مَرَاتِبِهَا(6)، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَى رَبِّي بِكَ يَا سَيِّدي فِي قَضَاءِ حَوَائِجي وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبي، فَلاَ أَخِيبَنَّ مِنْ بَيْنِ زُوَّارِكَ، فَقَدْ خَشِيتُ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تَشْفَعْ لي، وَلاَيَنْصَرِفَنّ زُوَّارُكَ يَا مَوْلاَيَ إلاّ بِالْعَطَاءِ وَالْحِبَاءِ، وَالْخَيْرِ وَالْجَزَاءِ، وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّضَا، وَأَنْصَرِفُ مَجْبُوهاً بِذُنُوبي، مَرْدُوداً عَلَيَّ عَمَلي، قَدْ خُيِّبْتُ لِمَا سَلَفَ مِنِّي.
فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالي، فَالْوَيْلُ لي مَا أَشْقَاني، وَأَخْيَبَ سَعْيي، وَفِي حُسْنِ ظَنِّي بِرَبِّي وَبِنَبِيِّي، وَبِكَ يَا مَوْلاَيَ، وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ سَادَاتِي، أَنْ لاَ أَخيبَ، فَاشْفَعْ لي إِلَى رَبِّي لِيُعْطِيَنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَى أَحَداً مِنْ زُوَّارِكَ، وَالْوَافِدِينَ إِلَيْكَ، وَيَحْبُوَنِي وَيُكْرِمَنِي وَيُتْحِفَنِي بِأَفْضَلِ مَا مَنَّ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ زُوَّارِكَ، وَالْوَافِدِينَ إِلَيْكَ.
ثمّ ارفع يديك إلى السّماء، وقل: أَللَّهُمَّ قَدْ تَرَى مَكَاني، وَتَسْمَعُ كَلاَمي، وَتَرَى مَقَامي وَتَضَرُّعي، وَمَلاَذي بِقَبْرِ وَلِيِّكِ، وَحُجَّتِكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَيِّدِي حَوَائِجي، وَلاَيَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِابْنِ رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ وَأَمِينِكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِهِ إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ، فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَعْطِنِي بِزِيَارَتِي أَمَلي، وَهَبْ لِي مُنَايَ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِشَهْوَتِي وَرَغْبَتِي، وَاقْضِ لي حَوَائِجِي، وَلاَتَرُدَّني خَائِباً، وَلاَتَقْطَعْ رَجَائِي، وَلاَتُخَيِّبْ دُعَائي، وَعَرِّفْنِي الْإِجَابَةَ فِي جَمِيعِ مَا دَعْوَتُكَ، مِنْ أَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا [وَالْآخِرَةِ].
وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ الْبَلاَيَا وَالْأَمْرَاضَ، وَالْفِتَنَ وَالْأَعْرَاضَ، مِنَ الَّذِينَ تُحْيِيهِمْ في عَافِيَةٍ، وَتُمِيتُهُمْ في عَافِيَةٍ، وَتُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ في عَافِيَةٍ، وَتُجِيرُهُمْ مِنَ النَّارِ في عَافِيَةٍ، وَوَفِّقْ لي بِمَنٍّ مِنْكَ صَلاَحَ مَا أُؤَمِّلُ في نَفْسي وَأَهْلي وَوَلَدِي وَإِخْوَاني وَمَالي، وَجَمِيعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ انكبّ على القبر، وقل: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَأَمِينَهُ(7)، وَخَلِيفَتَهُ في عِبَادِهِ، وَخَازِنَ عِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعَ سِرِّهِ، بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ شَهِيداً وَشَاهِداً وَمَشْهُوداً، صَلَوَاتُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ عَلَيْكَ.
أَنَا يَا مَوْلاَيَ وَلِيُّكَ، اللاَّئِذُ بِكَ في طَاعَتِكَ، أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ عِنْدَكَ، وَكَمَالَ الْمَنْزِلَةِ فِي الْآخِرَةِ بِكَ، أَتَيْتُكَ بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَمَالي وَوَلَدِي زَائِراً، وَبِحَقِّكَ عَارِفاً، مُتَّبِعاً لِلْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، مُوجِباً لِطَاعَتِكَ، مُسْتَيْقِناً فَضْلَكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ، عَالِماً بِهِ، مُتَمَسِّكاً بِوِلاَيَتِكَ، وَوِلاَيَةِ آبَائِكَ وَذُرِّيَّتِكَ الطَّاهِرِينَ، أَلاَ لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَخَالَفَتْكُمْ، وَشَهِدَتْكُمْ فَلَمْ تُجَاهِدْ مَعَكُمْ، وَغَصَبَتْكُمْ حَقَّكُمْ.
أَتَيْتُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ مَكْرُوباً، وَأَتَيْتُكَ مَغْمُوماً، وَأَتَيْتُكَ مُفْتَقِراً إِلَى شَفَاعَتِكَ، وَلِكُلِّ زَائِرٍ حَقٌّ عَلَى مَنْ أَتَاهُ، وَأَنَا زَائِرُكَ وَمَوْلاَكَ وَضَيْفُكَ، اَلنَّازِلُ بِكَ، وَالْحَالُّ بِفِنَائِكَ، وَلي حَوائِجٌ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
بِكَ أَتَوَجَّهُ إِلَى اللهِ في نُجْحِهَا وَقَضَائِهَا، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي في قَضَاءِ حَوَائِجِي كُلِّهَا، وَقَضَاءِ حَاجَتِي الْعُظْمَى، اَلَّتي إِنْ أَعْطَانِيهَا لَمْ يَضُرُّنِي مَا مَنَعَني، وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَاني فِكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَالْمِنَّةِ عَلَيَّ بِجَمِيعِ سُؤْلِي وَرَغْبَتِي، وَشَهَوَاتِي وَإِرَادَتِي وَمُنَايَ، وَصَرْفِ جَمِيعِ الْمَكْرُوهِ وَالْمَحْذُورِ عَنِّي، وَعَنْ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوَاني وَمَالي وَجَمِيعِ مَا أَنْعَمَ عَلَيَّ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ثمّ ارفع رأسك وقل: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ ابْنِ نَبِيِّهِ، وَرَزَقَنِي مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ، وَالْإِقْرَارَ بِحَقِّهِ، وَالشَّهَادَةَ بِطَاعَتِهِ، «رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ»(8)، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ.
لَعَنَ اللهُ قَاتِلِيكَ، وَلَعَنَ اللَهُ خَاذِلِيكَ، وَلَعَنَ اللهِ سَالِبِيكَ، وَلَعَنَ مَنْ رَمَاكَ، وَلَعَنَ مَنْ طَعَنَكَ، وَلَعَنَ الْمُعِينِينَ عَلَيْكَ، وَلَعَنَ السَّائِرِينَ إِلَيْكَ، وَلَعَنَ مَنْ مَنَعَكَ شُرْبَ مَاءِ الْفُرَاتِ، وَلَعَنَ مَنْ دَعَاكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ، وَلَعَنَ اللَهُ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ، وَلَعَنَ اللَهُ ابْنَهُ الَّذِي وَتَرَكَ. وَلَعَنَ اللَهُ أَعْوَانَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ وَأَنْصَارَهُمْ وَمُحِبِّيهِمْ، وَمَنْ أَسَّسَ لَهُمْ، وَحَشَا اللهُ قُبُورَهُمْ نَاراً، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ثمّ انحرف عن القبر، وحوّل وجهك إلى القبلة، وارفع يديك إلى السّماء، وقل:
أَللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ، وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ، رَجَاءَ رِفْدِهِ وَجَائِزَتِهِ، وَنَوَافِلِهِ وَفَوَاضِلِهِ وَعَطَايَاهُ، فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ كَانَتْ تَهْيِئَتِي [وَتَعْبِئَتِي]، وَإِعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي وَسَفَري، وَإِلَى قَبْرِ وَلِيِّكَ وَفَدْتُ، وَبِزِيَارَتِهِ إِلَيْكَ تَقَرَّبْتُ، رَجَاءَ رِفْدِكَ وَجَوَائِزِكَ، وَنَوَافِلِكَ وَعَطَايَاكَ وَفَوَاضِلِكَ.
أَللَّهُمَّ وَقَدْ رَجَوْتُ كَرِيمَ عَفْوِكَ، وَوَاسِعَ مَغْفِرَتِكَ، فَلاَ تَرُدَّني خائِباً، فَإِلَيْكَ قَصَدْتُ، وَمَا عِنْدَكَ أَرَدْتُ، وَقَبْرَ إِمَامِيَ الَّذي أَوْجَبْتَ عَلَيّ طَاعَتَهُ زُرْتُ، فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَعْطِني بِهِ جَمِيعَ سُؤْلي، وَاقْضِ لِي بِهِ جَمِيعَ حَوَآئِجي، وَلاَتَقْطَعْ رَجَائي، وَلاَتُخَيِّبْ دُعَائي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَلاَتَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ.
مَوْلاَيَ فَقَدْ أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي، وَقَطَعَتْ حُجَّتِي، وَابْتُلِيتُ بِخَطِيئَتِي، وَارْتُهِنْتُ بِعَمَلِي، وَأَوْبَقْتُ نَفْسِي، وَوَقَفْتُهَا مَوْقِفَ الْأَذِلاَّءِ الْمُذْنِبِينَ، اَلْمُجْتَرِئِينَ عَلَيْكَ، اَلتَّارِكِينَ أَمْرَكَ، اَلْمُغْتَرِّينَ بِكَ، اَلْمُسْتَخِفِّينَ بِوَعْدِكَ.
وَقَدْ أَوْبَقَني مَا كَانَ مِنْ قَبِيحِ جُرْمي وَسُوءِ نَظَري لِنَفْسي، فَارْحَمْ تَضَرُّعي وَنَدَامَتي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَارْحَمْ عَبْرَتِي، وَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي، وَبِإِحْسَانِكَ عَلَى إِسَاءَتِي، وَبِعَفْوِكَ عَلَى جُرْمي، وَإِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ عَمَلِي، فَارْحَمْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِذَنْبِي، مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتِي، وَهَذِهِ يَدِي وَنَاصِيَتِي أَسْتَكِينُ بِالْفَقْرِ مِنِّي يَا سَيِّدِي، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي، وَنَفِّسْ كَرْبِي، وَارْحَمْ خُشُوعِي وَخُضُوعِي، وَأَسَفِي عَلَى مَا كَانَ مِنِّي، وَوُقُوفِي عِنْدَ قَبْرِ وَلِيِّكَ، وَذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ.
فَأَنْتَ رَجَائِي وَمُعْتَمَدِي، وَظَهْرِي وَعُدَّتِي، فَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً، وَتَقَبَّلْ عَمَلِي، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَلاَتُخَيِّبْنِي، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي مِنْ بَيْنِ خَلْقِكَ يَا سَيّدِي.
أَللَّهُمَّ وَقَدْ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، «اُدْعُونِىِ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»(9)، يَا رَبِّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَأَنْتَ الَّذِي لاَتُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبِّ، فَقَدْ سَأَلَكَ السَّائِلُونَ، وَسَأَلْتُكَ، وَطَلَبَ الطَّالِبُونَ وَطَلَبْتُ مِنْكَ، وَرَغِبَ الرَّاغِبُونَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ لاَ تُخَيِّبَني، وَلاَتَقْطَعَ رَجَائِي، فَعَرِّفْنِي الْإِجَابَةَ يَا سَيِّدِي، وَاقْضِ لِي حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ انحرف إلى عند الرّأس، فصلّ ركعتين، تقرأ في الأولى منهما «فاتحة الكتاب» وسورة «يس»، وفي الثّانية «فاتحة الكتاب» وسورة «الرّحمن»، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزّهراء عليها السلام، ومجّد الله كثيراً، واستغفر لذنبك، وصلّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ ارفع يديك، وقل:
أَللَّهُمَّ إِنَّا أَتَيْنَاهُ مُؤْمِنِينَ بِهِ، مُسَلِّمِينَ لَهُ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ، عَارِفِينَ بِحَقِّهِ، مُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ، مُسْتَبْصِرِينَ بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَهُ، عَارِفِينَ بِالْهُدَى الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ، أَنِّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَبِمَنْ قَتَلَهُمْ كَافِرٌ.
أَللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا أَقُولُ بِلِسَانِي حَقِيقَةً فِي قَلْبِي، وَشَرِيعَةً فِي عَمَلي. أَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَهُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَدَمٌ ثَابِتٌ، وَأَثْبِتْنِي فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ.
أَللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً، سُبْحَانَكَ يَا حَلِيمُ عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ، يَا عَظِيمُ تَرَى عَظِيمَ الْجُرْمِ مِنْ عِبَادِكَ فَلاَ تَعْجَلُ عَلَيْهِمْ، فَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً يَا كَرِيمُ.
أَنْتَ شَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ، وَعَالِمٌ بِمَا أُوتِيَ إِلَى أَهْلِ صَلَوَاتِكَ وَأَحِبَّائِكَ، مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي لاَتَحْمِلُهُ سَمَاءٌ وَلاَ أَرْضٌ، وَلَوْ شِئْتَ لاَنْتَقَمْتَ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّكَ ذُو أَنَاةٍ، وَقَدْ أَمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَءُوا عَلَيْكَ، وَعَلَى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ، فَأَسْكَنْتَهُمْ أَرْضَكَ، وَغَذَوْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ، وَوَقْتٍ هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ فِيهِ، لِلَّذي قَدَّرْتَ، وَالْأَجَلَ الَّذِي أَجَّلْتَ، فِي عَذَابٍ وَوَثَاقٍ، وَحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَالضَّرِيعِ وَالْإِحْرَاقِ، وَالْأَغْلاَلِ وَالْأَوْثَاقِ، وَغِسْلَينٍ وَزَقُّومٍ وَصَدِيدٍ، مَعَ طُولِ الْمَقَامِ في أَيَّامٍ لَظَى، وَفي سَقَرٍ الَّتي لاَتُبْقِي وَلاَتَذَرُ في الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ثمّ استغفر لذنبك، وادع بما أحببت، فإذا فرغت من الدّعاء فاسجد، وقل في سجودك:
أَللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ، وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبِّي، وَالْإِسْلاَمُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُوسى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْخَلَفُ الْبَاقي، عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ أَئِمَّتِي، بِهِمْ أَتَوَلَّى، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَبَرَّأُ. أَللَّهُمَّ إِنِّي أُنْشِدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ ثلاثاً.
أَللَّهُمَّ إِنِّي أُنْشِدُكَ بِإيوَائِكَ عَلَى نَفْسِكَ لِأَوْلِيَائِكَ، لَتُظْفِرَنَّهُمْ بِعَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ.أَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْئَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ ثلاثاً.
ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض، وقل: يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ، وَتَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَيَا بَارِئَ خَلْقِي رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كَانَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ثلاثاً.
ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض، وقل: يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ، وَيَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَفَرِّجْ عَنِّي.
ثمّ قل: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ ثلاثاً.
ثمّ عد إلى السّجود، وقل: شُكْراً شُكْراً مائة مرّة، واسأل حاجتك.
(1) عِنْدَ الْمَلاَِ الْأَعْلَى، خ.
(2) أَمِينُ اللهِ وَحُجَّتُهُ، خ.
(3) رعيّته، خ.
(4) آل عمران: 53.
(5) رَحْلي، خ.
(6) مَرَاسِيهَا، خ.
(7) اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةَ اللهِ وَأَمِينَهُ، خ.
(8) آل عمران: 53.
(9) غافر: 60.
اليوم : 50236
الامس : 221942
مجموع الکل للزائرین : 123180235
|