الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
التجربة وزمام المبادرة

   التجربة وزمام المبادرة

يكتب مولانا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وأول من طبق العدالة وجسدها بحذافيرها من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في‏ المجتمع الإسلامي، والذي له تجارب شتى وهو عالم بالاُمور، إلى وإليه مالك الأشتر رسالة - وهي دستور عمل ومشروع‏ إحيائي لتطبيق العدالة في العالم - يقول فيها:

ثُمَّ انْظُرْ في اُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمْ اِخْتِباراً، وَلاتُوَلِّهِمْ مُحاباةً وَاَثَرَةً، فَاِنَّهُما جِماعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَالْخِيانَةِ، وَتَوَّخَ مِنْهُمْ اَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَالْحَياءِ مِنْ اَهْلِ الْبُيُوتاتِ الصَّالِحَةِ.(114)

وفي هذا الدستور الذي يفصح عن وجود وتيرة خير قادرة على تكسح أمواج الفساد في طريقها إلى الرقي الإنساني، واشارات خالدة كفيلة في تحقيق العدالة، فإنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قد وضع شروطاً لمن يُراد لهم تولي المسؤوليات‏ والمناصب، من أهمها التجربة، والتي تم الحصول عليها من خلال الاستفادة من التجارب السابقة، حتى يتمكن من‏ الإمساك بزمام الحكم وتدبير شؤون الأمّة وتوجيها نحو الأهداف المرسومة، والوصول إلى مرحلة امتلاك القدرة على‏ التأثير والفاعلية والعطاء، هذا بالإضافة إلى الشروط الاُخرى والتي منها الحياء، وأن يكون من الأسر المعروفة بالصلاح ‏والتقوى.

ويأتي هذا الدستور لاختيار الأصلح واختيار الأشخاص من ذوي التجارب والحياء لأجل الحيلولة دون الوقوع في ‏المطبات والمنزلقات والإرهاصات والعواقب التي لاتحمد عقباها، وتكون النتيجة ابتعاد الناس عن طريق الحق‏ والانجراف وراء الشبهات والتيارات والوقوع في غياهب الحيرة والضلالة.


114) نهج البلاغة: الرسالة رقم 53.

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2546
    اليوم : 23041
    الامس : 160547
    مجموع الکل للزائرین : 144969794
    مجموع الکل للزائرین : 99841202