امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
إلى أمير عالم الوجود

    إلى أمير عالم الوجود

    إعلموا يقيناً أنّ من طلب الإمام المنتظر أرواحنا فداه صادقاً وخدم في صراطه صلوات اللَّه عليه ودعا لتعجيل ظهوره وسعى فيه ، ففي النهاية يهدى إلى الطريق وتفتح له الكوّة . فعلى هذا لاترفعوا أيديكم عن الخدمة في الغيبة الّتي هي كحبل وضعه الأعداء على عنق أوّل مظلومٍ في العالم علىّ أميرالمؤمنين عليه السلام وربطوا به يداه والغيبة قيّدت يدا الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه.

    فمع سعيكم لمقدّمات ظهوره أرواحنا فداه ينقطع خيط من حبل غيبته . واطمئنّوا أنّ من ضحّى بحياته في طريق إمامه صلوات اللَّه عليه ولم يكن في شكّ من الأمر ؛ يقع منظوراً لمولاه ويسرّ الإمام أرواحنا فداه خاطره بكلام أو خبر أو نظر ويرضى قلبه . إذ لايمكن أن يطلب الإنسان الحقيقة ويقدم في طريقها ولاينال في العاقبة كلّها أو بعضها .

    قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

من طلب شيئاً ناله أو بعضه.(117)

    اعتقدوا يقيناً و إن كان الآن عصر الغيبة ولم يصل زمان إظهار ولاية الإمام المنتظر وقدرته صلوات اللَّه عليه أنّ مولانا صاحب الأمر هو قطب دائرة الإمكان وأمير عالم الوجود وولايته المطلقة تشمل كلّ العالم .

    نقرأ في زيارته:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ.(118)

     كلّ من في عالم الوجود في عصر الغيبة الظلمانيّة وكذا في عصر ظهوره اللامع يعيش في ظلّ وجوده المقدّس ، وكلّ العالَم مديون لإمامته وولايته وليست فقط الذرّات الماديّة في العالم بل أكابر العالمين الّذين لهم نفخة عيسويّة هم تابعون له ويتبعون أوامره بل أنّ عيسى روح اللَّه وصل إلى مقام كريم ببركته وبركات آبائه الطاهرين وليس هو فقط في عصر الظهور تحت لواء إمامته وولايته بل الآن أيضاً هو تابع له . نقرأ في زيارته أرواحنا فداه:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ.(119)

    فهذا المقام أي مقام الولاية ليس مخصوصاً بعصر ظهوره اللامع ، بل الآن أيضاً في مكانته العظيمة يفتخر الأتباع بانظوائهم تحت لواء إمامته صلوات اللَّه عليه.

    كلّ النجباء والنقباء وسائر أولياء اللَّه ، الّذين تركوا أنفسهم واخلصوا نيّاتهم ، على قدر قيمتهم عند اللَّه ، قد حصل لهم طريق أو كمّة إلى مقام نورانيّته أي نور عالم الوجود في هذا العصر والزمان ، وأنّ صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه يدفع غربته بهؤلاء الأشخاص الّذين ارتقوا إلى المقامات العالية . ورد في رواية :

 وما بثلاثين من وحشة.(120)

    وغرضنا من بيان هذه المطالب هو أنّ الغيبة ليست بمعنى قطع إمداداته الغيبيّة عن الموجودات ، وأنّه أرواحنا فداه في هذا الزمان لايساعد أحداً ولايوجد طريق أو كمّة إلى النور ، بل كما قلنا : إنّ الّذين يسعون للوصول إليه مع الصداقة ؛ وفي ظلّ حظّهم عن بحار معارفه صلوات اللَّه عليه يتوقّعون ظهوره في طول حياتهم ، يضيفون على استحكام قلوبهم المحكمة بخبر عنه أو نظر منه إليهم.

    وهكذا نسمع خطاب هذه الشخصيّات المخلصة: «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِى الْمُقَدَّسِ طُوى»(121).

    فاخلعوا نعلكم حتّى تروا كيف أوقعوا الجراح على أرجلكم لتتوقّفوا عن السير إلى أمير عالم الوجود .

    ومع الأسف أنّ بعض الأفراد مضافاً إلى أنّهم لايخلصون نيّاتهم ، يلقون الحصى في نعل غيرهم ويتعبونهم . هؤلاء مع لسانهم الحادّ يلدغون قلوب أحبّائه صلوات اللَّه عليه - لأنّهم للإلقائات الشيطانيّة - يميلون أن يتوقّف الكلّ عن السير في طريقه أرواحنا فداه . كأنّهم لايدرون أنّ العداوة مع صراطه ومع أحبّائه، عداوة مع شخصه الشريف أرواحنا فداه .

    ألم يقل مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام:

 أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوّك، وأعداؤك عدوّك ، وعدوّ صديقك ، وصديق عدوّك.(122)

    بناءً على هذا ؛ ألا تكون العداوة مع أحبّاء الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه مخالفة مع شخصه صلوات اللَّه عليه؟

    نترك هذا الكلام لأنّه لايناسب مذاق الكلّ ! لأنّ الحصاة والأرض الحصباء في الحال كثيرة وكذا الرمال في الصحاري السخونة والقحط أظهر وجهه الكريه إلى الناس واشتغل فكرهم بالمطر وصلّى بعضهم صلاة الإستسقاء ولكنّه قد مضى عن غيبة الماء المعين مئات السنين وانفصلت أيدى الناس عن ماء الحياة الماديّة والمعنويّة ومع ذلك لايسعون للوصول إليه وهم في فكر المطر مع أنّه ببركته ينزل عليهم.

    ألم نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:

وبكم ينزّل الغيث.

    ولكنّه كنّا هكذا ونكون هكذا ، نسينا الأصل ونتفحّص عن الفرع كما أنّنا نغفل عن مسبّب الأسباب ونذهب إلى تحصيل الأسباب!

-----------------------------------------

117) شرح غرر الحكم : 305/5 .

118) إرجع إلى الباب الحادي عشر من هذا الكتاب : زيارة صاحب الأمر في المضائق والمخاوف .  

119) إرجع إلى الباب الحادي عشر من هذا الكتاب : زيارة صاحب الأمر في المضائق والمخاوف .  

120) البحار : 153/52 .

121) طه : 12 .

122) نهج البلاغة : كلمات القصار : 295 . 

 

 

 

 

 

    بازدید : 9910
    بازديد امروز : 29272
    بازديد ديروز : 98316
    بازديد کل : 180220648
    بازديد کل : 134220963