امام صادق فیق پوسی کسل بیونید پقری ناکهوےنمنرونه تهوک نارےنری ژهیوگنگ مه کهوی فیق پوے چوکی بیک پاٍ
التشرّف إلى مسجد الكوفة في أربعين ليلة من ليالي الجمعة

التشرّف إلى مسجد الكوفة

في أربعين ليلة من ليالي الجمعة

 قال في دار السلام : حدّثني العالم النبيل الفاضل الجليل الصالح الثقة العدل ، والّذي قلّ له النظير والبديل ، الحاج المولى محسن الإصفهاني ، المجاور لمشهد أبي عبداللَّه عليه السلام ، وفّقه اللَّه تعالى لمراضيه وغيره ما معناه :

    إنّ رجلاً صالحاً تقيّاً كان في المشهد الغروي إسمه آغا عبّاس من أهل القزوين وكان له مجلس حسن يجمع فيه الفضلاء والعلماء ، يحيون فيه أمر آل محمّد : ويذكر فيه مصائبهم وفضائلهم ، وفي أيّام السرور ما يناسبها من مثالب أعدائهم واتّفق إنّ في بعض أيّام الربيع الأوّل اجتمعوا لذلك ، فقرء السيّد العالم المؤبّد الربّاني التقيّ الصفيّ السيّد محمّد بن السيّد معصوم القطيفي رحمهما اللَّه قصيدته الّتي أنشدها فيه ، أوّلها «حل ربيع الأوّل» ، وكان يصفق بيديه حين القرائة ، ويأمر الحضار بذلك فأنكر ذلك بعض السامعين ، فرأى هو أو صاحب المجلس في المنام :

    إنّ سيّدنا ومولينا سيّد الساجدين وزين العابدين عليّ بن الحسين سلام اللَّه عليهما قاعد في هذا المجلس ، وببالي أنّه قال : إنّ الصدّيقة الطاهرة عليها السلام أيضاً كانت فيه فأمر عليه السلام بإحضار السيّد المذكور ، فلمّا مثل بين يديه أمره بإنشاد تلك القصيدة .

    فلمّا شرع في القرائة على النحو الّذي يليق بحضرة جنابه ، قال عليه السلام : إنشدها على النحو الّذي كنت تنشدها ، فأخذ في صفق يده ، وكان عليه السلام يصفق أيضاً معه ، فلمّا رأى ذلك هيأ الرجل المذكور مجلساً عالياً ، وجمع فيه ما يليق بإحترام مقدّس حضرته تشكراً لتلك الرؤيا .

    قلت : هذا السيّد كان جليل القدر عظيم الشأن ، وكان شيخنا الاُستاد العلّامة الشيخ عبدالحسين الطهراني أعلى اللَّه مقامه كثيراً ما يذكره بخير ، ويثنى عليه ثناء بليغاً قال : كان تقياً صالحاً وشاعراً مجيداً وأديباً وقارياً غريقاً في بحار محبّة أهل البيت عليهم السلام وأكثر ذكره وفكره فيهم ، حتّى أنّه كثيراً ما نلقاه في الصحن الشريف فنسئله عن مسئلة أدبيّة فيجيبنا ويستشهد في خلال كلامه ببيت أنشده هو أو غيره في المراثي ، فينقلب حاله فيشرع في ذكر مصيبتهم على أحسن ما ينبغي ، ويتحوّل المجلس إلى مجلس آخر فيه رضي اللَّه تعالى .

    ومن فضائله الخاصّة الّتي فاز من أدركها ما حدّثني به المولى الصالح المتقدّم أدام اللَّه بقاه عنه قدس سره قال : قصدت مسجد الكوفة في بعض الليالى الجُمع ، وكان في زمان مخوف لايتردّد إلى المسجد أحد إلّا مع عدّة وتهية ، لكثرة من كان في أطراف النجف من القطاع واللصوص ، وكان معي واحد من الطلّاب .

    فلمّا دخلنا المسجد لم نجد فيه إلّا رجلاً واحداً من المشتغلين ، فأخذنا في آداب المسجد ، فلمّا حان أن تغرب الشمس عمدنا إلى الباب فأغلقناه وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب(9) والمدر ما اطمئنّا بعدم امكان انفتاحه من الخارج عادة ، ثمّ دخلنا المسجد واشتغلنا بالصلوة والدعاء .

    فلمّا فرغنا قعدت أنا ورفيقى على دكّة القضاء مستقبل القبلة ، وذاك الرجل الصالح كان مشغولاً بقرائة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجى ، وكانت ليلة قمراء صافية ، وكنت متوجّهاً إلى نحو السماء ، فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد انتشر في الهواء ، وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج(10) المسك الأذفر وأروح للقلب من النسيم إذا تسحر ، ورأيت في خلال أشعّة القمر شعاعاً كشعلة النّار قد تغلب عليها ، وقد خمد صوت الرجل الداعي فالتفت .

    فإذا بشخص جليل قد دخل المسجد من طرف ذاك الباب المنغلق في زيّ لباس الحجاز ، وعلى كتفه الشريف سجّادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن وكان يمشي في سكينة ووقار وهيبة وجلال قاصداً باب المسلم ، ولم يبق لنا من الحواسّ إلّا البصر الخاسر .

    فلمّا حاذى منّا من طرف القبلة سلّم علينا ، قال رحمه الله : أما رفيقي فلم يكن له حالة شعور أصلاً ، ولم يتمكّن من الردّ ، وأمّا أنا فاجتهدت كثيراً إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقّة ، فلمّا دخل باب المسلم وغاب تراجعت القلوب إلى الصدور ، فقلنا : من كان هذا ومن أين دخل ؟ فمشينا نحو ذاك الرجل ، فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكى بكاء الواله الحزين ، فسئلناه عن حقيقة الحال ؟

    فقال : واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلباً للتشرّف بلقاء خليفة العصر وناموس الدهر عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وهذه الليلة تمام الأربعين ولم أتزوّد من لقائه ظاهراً غير أنّي حيث رأيتم كنت مشغولاً بالدعاء ، فإذا به عليه السلام واقف على رأسي .

    فالتفت إليه عليه السلام فقال عليه السلام : «چه مى‏ كنى ؟» أو «چه مى‏ خوانى ؟» أي ما تفعل ؟ أو ما تقرء ؟ ولم أتمكّن من الجواب ، فمضى عنّي كما شاهدتماه ، فذهبنا إلى الباب فوجدناه على النحو الّذي أغلقناه ، فرجعنا شاكرين متحسّرين ، والحمد للَّه ربّ العالمين .(11)


9) الطوب : الأجر .  

10) النوافج جمع النافجة : الجلدة التّي يجتمع فيها المسك .

11) دار السلام : 140/2 .

 

 

    دورو ڪريو : 8168
    دیرینگنی هلته چس کن : 0
    گوندے هلته چس کن : 294807
    هلته چس گنگ مه : 147705935
    هلته چس گنگ مه : 101211317