الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(24) زيارة الإمام الحسين‏ عليه السلام في العيدين

(24)

زيارة الإمام الحسين‏ عليه السلام في العيدين

في «المزار الكبير»: زيارة أخرى لأبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه يزار بها أيضا في العيدين. إذا أردت زيارته‏ عليه السلام فصم ثلاثة أيّام، واغتسل في اليوم الثّالث، واجمع أهلك إليك وولدك، وقل:

أَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوُلْدي، وَكُلَّ مَنْ‏ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ، اَلشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغَائِبَ. أَللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ، وَاحْفَظْ عَلَيْنَا.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزِكَ، وَلاَتَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ، وَلاَتُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ.

واخرج من منزلك خاشعاً، وأكثر من التّهليل والتّكبير والتّحميد والتّمجيد، والصّلاة على النّبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم، وامض وعليك السكينة والوقار.

وروي أنّ الله تعالى يخلق من عرق زوّار قبر الحسين، من كلّ عرقة سبعين ‏ألف ملك يسبّحون الله ويستغفرون له، ولزوّار الحسين ‏عليه السلام إلى أن تقوم السّاعة.

فإذا لاحت لك القبّة السّامية، فقل:

«اَلْحَمْدُ لِلهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى اللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ»(1)، «وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ × وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»(2)، وَ«سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَس إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»(3)، وَسَلاَمٌ عَلَى‏ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَالْأَوْصِيَاءِ الصَّادِقِينَ، اَلْقَائِمِيْنَ بِأَمْرِ اللهِ وَحُجَّتِهِ، اَلسَّاعِينَ إِلَى سَبِيلِ اللهِ، اَلْمُجَاهِدِينَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، النَّاصِحِينَ ‏لِجَمِيعِ عِبَادِهِ، اَلْمُسْتَخْلَفِينَ فِي بِلاَدِهِ، الْمُرْشِدِينَ إِلَى هِدَايَتِهِ وَإِرْشَادِهِ.

فإذا أشرفت على قنطرة العلقميّ، فقل:

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ قَصَدَ الْقَاصِدُونَ، وَفي‏ فَضْلِكَ طَمَعَ الرَّاغِبُونَ، وَبِكَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلَ‏ الْمُتَوَكِّلُونَ، وَقَدْ قَصَدْتُكَ وَافِداً، وَفي رَحْمَتِكَ طَامِعاً، وَلِعِزَّتِكَ‏ خَاضِعاً، وَلِوُلاَةِ أَمْرِكَ طَائِعاً، وَلِأَمْرِهِمْ مُتَابِعاً.

أَللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى مَحَبَّةِ أَوْلِيَائِكَ، وَلاَتَقْطَعْ أَثَرِي عَنْ زِيَارَتِهِمْ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِمْ.

فإذا أتيت الفرات فكبّر الله مائة تكبيرة، وهلّله مائة تهليلة، وصلّ على ‏النّبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم مائة مرّة، ثمّ قل:

أَللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَيْهِ الرِّجَالُ، وَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ، وَأَنْتَ ‏سَيِّدِي أَكْرَمُ مَزُورٍ، وَأَفْضَلُ مَقْصُودٍ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً، وَلِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً.

فَأَسْئَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاشْكُرْ سَعْيِي، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ مِنْ أَهْلِي، بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ ‏الْمَنُ عَلَيَّ، إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَةِ ابْنِ نَبِيِّكَ، وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ، وَحَفِظْتَنِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى بَلَّغْتَنِي هَذَا الْمَكَانَ، وَقَدْ رَجَوْتُكَ ‏فَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي، وَقَدْ أَمَّلْتُكَ فَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي، وَاجْعَلْ مَسِيرِي هَذَا كَفَّارَةً لِذُنُوبِي يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

فانزل فاغتسل، وقل في غسلك:

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، وَالصَّادِقِينَ عَنِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ. أَللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَنَوِّرْ بِهِ قَلْبِي، وَيَسِّرْ بِهِ أَمْرِي.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهُوراً، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ وَسُوءِ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ. أَللَّهُمَّ اجْعَلْ لي شَاهِداً يَوْمَ حَاجَتِي وَفَقْرِي‏ وَفَاقَتِي إِلَيْكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

باب الصلاة في مشرعة الصادق‏ عليه السلام(4): فإذا فرغت من غسلك، فالبس ثوبين‏طاهرين، وصلّ ركعتين خارج المشرعة، وهو المكان الّذي قال الله جلّ وعزّ: «وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقىَ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ»(5).

تقرأ في الأولى «فاتحة الكتاب» و«قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ»، وفي الثّانية «فاتحة الكتاب» و«قُلْ هُوَ اللَهُ أَحَدٌ». فإذا سلّمت، فسبّح ثمّ قل:

اَلْحَمْدُ لِلهِ الْوَاحِدِ، اَلْمُتَوَحِّدِ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، «الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ‏ رَبِّنَا بِالْحَقِّ»(6).

أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً أَبَداً، لاَيَنْقَطِعُ وَلاَيَفْنَى، حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ‏ وَلاَ يَنْفَدُ آخِرُهُ، حَمْداً يَزِيدُ وَلاَيَبِيدُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدِنِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَعَلَى آلِهِ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

فإذا توجّهت إلى الحائر على ساكنه السّلام فقل:

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَلِبَابِكَ ‏قَرَعْتُ، وَبِفِنَائِكَ نَزَلْتُ، وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ، وَلِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ، وَبِوَلِيِّكَ تَوَسَّلْتُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ زِيَارَتِي مَبْرُورَةً، وَدُعَائِي مَقْبُولاً.

ثمّ امش وقصّر خطاك، وعليك السّكينة والوقار والخشوع، والتّكبير والتّهليل‏ والتّحميد والتّمجيد، والثّناء على الله جلّ وعزّ، والصّلاة على النّبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم، والبراءة ممّن أسّس الجور والظّلم عليهم، ودفعهم عن مقاماتهم وأزالهم عن مراتبهم، ومن‏ نصب لهم حرباً، وجحدهم حقّاً.

باب الإستيذان: فإذا أردت الإستيذان، فقم عند باب القبّة، وارم بطرفك نحو القبر، وقل:

يَا مَوْلاَيَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، اَلذَّلِيلُ ‏بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْمُصَغَّرُ في عُلُوِّ قَدْرِكَ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ، جاءَكَ‏ مُسْتَجِيراً بِكَ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ، مُتَوَسِّلًا إِلَى اللهِ ‏تَعَالَى بِكَ، ءَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ، ءَأَدْخُلُ يَا وَلِيَّ اللهِ، ءَأَدْخُلُ يَا مَلاَئِكَةَ اللهِ، اَلْمُحْدِقِينَ بِهَذَا الْحَرَمِ، اَلْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ.

فإن خشع قلبك ودمعت عيناك، فهو علامة القبول والإذن، وأدخل رجلك ‏اليمنى، وأخّر اليسرى، وقل:

بِسْمِ اللهِ وَبِاللَّهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ. أَللَّهُمّ ‏أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ.

ثمّ قل: اَللَهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لِلهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَالْحَمْدُ لِلهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، اَلْمَاجِدِ الْأَحَدِ، اَلْمُتَفَضِّلِ الْمَنَّانِ، اَلْمُتَطَوِّلِ ‏الْحَنَّانِ، اَلَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ، وَسَهَّلَ لي زِيَارَةَ مَوْلاَيَ بِإِحْسَانِهِ، وَلَمْ‏ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيَارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلاَ عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ.

ثمّ ادخل، فإذا توسّطت وصبرت، فقم حذاء القبر بخشوع وبكاء وتضرّع، وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ‏ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَلِيِّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيّ ‏الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وَابْنَ ثَارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى اسْتُبِيحَ حَرَمُكَ ‏وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً.

ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبك، دامعة عينك، ثمّ قل: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَاعَبْدِاللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلاَمُ‏ عَلَيْكَ يَا بَطَلَ الْمُسْلِمِينَ.

يَا مَوْلاَيَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلاَبِ الشَّامِخَةِ، وَالْأَرْحَامِ ‏الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ‏ثِيَابِهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعْقِلِ ‏الْمُؤْمِنِينَ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ، اَلزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَأَعْلاَمُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا.

ثمّ تنكبّ على القبر وتقول: «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»(7)، يَا مَوْلاَيَ أَنَا مُوَالٍ لِوَلِيِّكُمْ، وَمُعَادٍ لِعَدُوِّكُمْ، وَأَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرَائِعِ دِيني وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ ‏مُتَّبِعٌ، يَا مَوْلاَيَ، أَتَيْتُكَ خَائِفاً فَآمِنِّي، وَأَتَيْتُكَ مُسْتَجِيراً فَأَجِرْنِي، وَأَتَيْتُكَ فَقِيراً فَأَغْنِنِي.

سَيِّدي وَمَوْلاَيَ، أَنْتَ مَوْلاَيَ [وَ] حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلاَنِيَتِكُمْ، وَبِظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ التَّالِي لِكِتَابِ اللهِ، وَأَمِينُ اللهِ، اَلدَّاعِي إِلَى اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ ‏فَرَضِيَتْ بِهِ.

ثمّ صلّ عند الرّأس أربع ركعات، فإذا سلّمت فقل: أَللَّهُمَّ إِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّهُ لاَتَجُوزُ الصَّلاَةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلاَّ لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. أَللَّهُمَّ صَلّ‏عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلاَمِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلاَمَ.

أَللَّهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى سَيِّدِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ ‏عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي، وَأْجُرْنِي‏ عَلَيْهِمَا أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجَائِي فِيكَ وَفِي أَوْلِيَائِكَ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ.

ثمّ تنكبّ على القبر، وتقبّله وتقول: اَلسَّلاَمُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ ‏الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ، قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ، وَأَسِيرِ الْكُرُبَاتِ. أَللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ‏ وَلِيُّكَ وَابْنُ نَبِيِّكَ، الثَّائِرُ بِحَقِّكَ، أَكْرَمْتَهُ بِكَرَامَتِكَ، وَخَتَمْتَ لَهُ ‏بِالشَّهَادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقَائِداً مِنَ الْقَادَةِ، وَأَكْرَمْتَهُ بِطِيبِ ‏الْوِلاَدَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّتَكَ عَلَى خَلْقِكَ مِنَ‏ الْأَوْصِيَاءِ.

فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ، وَمَنَحَ النَّصِيحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَحَيْرَةِ الضَّلاَلَةِ، وَقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا، وَبَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى، وَتَرَدَّى في هَوَاهُ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَأَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أُولِي الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزَارِ، وَالْمُسْتَوْجِبِينَ لِلنَّارِ.

فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ صَابِراً مُحْتَسِباً، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ، لاَتَأْخُذُهُ فِي اللهِ ‏لَوْمَةُ لاَئِمٍ، حَتَّى سُفِكَ في طَاعَتِكَ دَمُهُ، وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ. أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ ‏لَعْناً وَبِيلاً، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً.

ثمّ اعطف على عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام، وهو عند رجل الحسين ‏عليه السلام، وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ‏ عَلَيْكَ يَابْنَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ‏ الشَّهِيدُ، بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، عِشْتَ سَعِيداً، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهِيداً.

زيارة الشهداء رضوان الله عليهم: ثمّ انحرف إلى قبور الشّهداء، وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي، فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً.

 

(1) النمل: 59.

(2) الصافّات: 181 و182.

(3) الصافّات: 130 و131.

(4) الشّرعة - بالكسر - والمشرعة مورد الشّاربة من النّهر، والآن النّهر العلقميّ مطموس وشرعة الصّادق‏ عليه السلام غير معلوم، لكن ‏ينسب إليه‏ عليه السلام موضع في تلك الجهة، فلعلّه هي.

(5) الرعد: 4.

(6) الأعراف: 43.

(7) البقرة: 156.

 

 

    زيارة : 2816
    اليوم : 65980
    الامس : 293667
    مجموع الکل للزائرین : 146243346
    مجموع الکل للزائرین : 100479593