کلام في مقام الفراق والوداع
يقول المحدّث القمي رحمه الله : إعلم أنّ حرقة قلب الزّائر وشدّة مراراته في مقام الفراق ووداع هذه الرّوضة المقدّسة تكون بمقدار شوقه وانبساطه وفرحته ونشاطه في أوّل الدّخول . وبالطّبع ؛ تختلف درجات ذلك حسب درجات معرفته ومحبّته للذّوات المقدّسة والأرواح الطيّبة ، وإذا كان الشّخص صادقاً في دعوته فتكون أدنى مرتبة فيها هو أنّ حبّه وعلاقته الشديدة بالوجود المقدّس للإمام عليه السلام أعلى مرتبة وأعظم من الأهل والمال والعيال وكلّ ما تعلّق به قلبه .
فإذا كان حاله حين الوداع وكأنّه يريد مفارقة أعزّ الخلائق عنده وأحبّهم إليه ، فيحترق قلبه ، وتنهمر دموعه ، وترتجف قدماه . فإذا كان كذلك ، فعليه أن يشكر اللَّه عزّ وجلّ على هذه النّعمة العظيمة ، وإلاّ فإنّ دعوته كاذبة ورجائه خائب .(543)
-----------------------------------
543) هديّة الزائرين وبهجة الناظرين : 409 .
بازديد امروز : 17083
بازديد ديروز : 106200
بازديد کل : 135507207
|