الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
النائب الثاني لمولانا القائم أرواحنا فداه محمد بن عثمان قدس سرّه

   النائب الثاني لمولانا القائم أرواحنا فداه محمد بن عثمان قدس سرّه

       أبواب الحجة القائم صلوات اللَّه عليه وهم : أبوعمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي ، وابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري ، وأبوالقاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، وأبوالحسن علي بن محمّد السّمري ، وهم الّذين كانوا نوّاب القائم أرواحنا فداه في زمن الغيبة الصغرى ، وكانت التواقيع تخرج إلى الشيعة من أيديهم ، ثمّ حصلت الغيبة الكبرى وانقطعت النيابة .

قال آية اللَّه السيّد أحمد المستنبط في کتاب «الزيارة والبشارة : 132/1» : يمكن القول بأفضليّة السفراء الأربعة من جميع الأصحاب بل لايبعد القول على عصمتهم ، وكونهم عليهم السلام ‏فعلاً وسايط بين الشيعة والإمام المنتظر كما كانوا كذلك في زمن حياتهم قريب سبعين سنة في الغيبة الصغرى .

 

    1) زيارة مولانا محمد بن عثمان قدّس سرّه

    قد ذكر الشيخ في «التهذيب» وابن طاووس في «مصباح الزائر» : أنّه يستحبّ زيارة ابواب الإمام الحجة ارواحنا فداه بالزيارة المنسوبة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه ، فتقف على قبر محمّد بن عثمان بن سعيد رضى الله عنهما وتقول:

    اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ ، اَلسَّلامُ عَلى خَديجَةَ الْكُبْرى ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

    اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ صاحِبِ الزَّمانِ.

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا محمّد بن عُثْمانَ بْنَ سَعيدٍ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ الْمَوْلى ، أَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ ، ما خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ ، قُمْتَ خاصّاً ، وَانْصَرَفْتَ سابِقاً ، جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذي أَنْتَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّكَ ما خُنْتَ فِي التَّأْدِيَةِ وَالسِّفارَةِ.

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ بابٍ ما أَوْسَعَكَ ، وَمِنْ سَفيرٍ ما آمَنَكَ ، وَمِنْ ثِقَةٍ ما أَمْكَنَكَ ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتَّى عايَنْتَ الشَّخْصَ ، فَأَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ .

    ثمّ ترجع ، تسلم أيضاً على النبيّ والأئمّة صلّى اللَّه عليه وعليهم إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وتقول:

    جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللَّهِ وَمُوالاةِ أَوْلِيائِهِ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ وَمِنَ الَّذينَ خالَفُوكَ ، يا حُجَّةَ الْمَوْلى ، وَبِكَ اللَّهُمَّ تَوَجُّهي ، وَبِهِمْ إِلَيْكَ تَوَسُّلي.

    ثمّ تدعو وتطلب حاجتك من اللَّه تعالى.(مفتاح الجنّات : 462/1 ، عن مصباح الزائر : 514 )

----------------------------------------------------------------------------------------

 

    2) صلاة لوسعة الرزق المنقولة عن مولانا محمّد بن عثمان قدس سره

    روى مبشّر بن عبدالعزيز قال : كنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام ، فدخل بعض أصحابنا فقال : جعلت فداك إنّي فقير .

    فقال له أبوعبداللَّه عليه السلام :

 استقبل يوم الأربعاء ، فصُمه ، وأنله بالخميس والجمعة ثلاثة أيّام ، فإذا كان في ضُحى يوم الجمعة، فزر رسول ‏اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم من أعلى سطحك أو في فلاة من الأرض، حيث لايراك أحدٌ ، ثمّ صلّ مكانك ركعتين ، ثمّ اجث على رُكبتيك وأفض بهما إلى الأرض، وأنت متوجّه إلى القبلة بيدك اليُمنى فوق اليسرى، وقل:

    أَللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ ، إِنْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلّا مِنْكَ ، وَخابَتِ الْآمالُ إِلّا فيكَ ، يا ثِقَةَ مَنْ لا ثِقَةَ لَهُ ، لا ثِقَةَ لي غَيْرُكَ ، إِجْعَلْ لي مِنْ أَمْري فَرَجاً وَمَخْرَجاً ، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ.

    ثمّ اسجد على الأرض ، وقل : يا مُغيثُ ، إِجْعَلْ لي رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ ، فلن يطلع عليك نهار السّبت إلّا برزق جديد.

    قال أحمد بن مابنداذ - راوي هذا الحديث - : قلت لأبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ رضى الله عنه : إذا لم يكن الداعي في الرّزق بالمدينة كيف يصنع؟

    قال : يزور سيّدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من عند رأس الإمام الّذي يكون في بلده . قلت : فإن لم يكن في بلده قبر إمام؟

    قال : يزور بعض الصّالحين ، ويبرز إلى الصّحراء ، ويأخذ فيها على ميامنه  ويفعل ما اُمر به ، فإنّ ذلك منجح إن شاء اللَّه.(مصباح المتهجّد : 329 ، البلد الأمين : 475 )

--------------------------------------------------------------------------------

    3) دعاء عظيم الشأن عظّمه النائب الثاني محمّد بن عثمان قدس سره

    كان يدعو به أميرالمؤمنين عليه السلام والباقر والصادق صلوات اللَّه عليهما وعرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمّد بن عثمان قدّس اللَّه نفسه ، فقال : ما مثل هذا الدعاء ، وقال : قرائة هذا الدعاء من أفضل العبادة وهو هذا:

    أَللَّهُمَّ أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سُوءِ عَمَلي ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِيَ الَّتي لايَغْفِرُها غَيْرُكَ ، أَصْبَحَ ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزَّتِكَ ، وَأَصْبَحَ فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ ، وَأَصْبَحَ جَهْلي مُسْتَجيراً بِحِلْمِكَ ، وَأَصْبَحَتْ قِلَّةُ حيلَتي مُسْتَجيرَةً بِقُدْرَتِكَ.

    وَأَصْبَحَ خَوْفي مُسْتَجيراً بِأَمانِكَ ، وَأَصْبَحَ دائي مُسْتَجيراً بِدَوائِكَ ، وَأَصْبَحَ سُقْمي مُسْتَجيراً بِشِفائِكَ ، وَأَصْبَحَ حَيْني(الحَيْن - بالفتح - : الهلاك) مُسْتَجيراً بِقَضائِكَ ، وَأَصْبَحَ ضَعْفي مُسْتَجيراً بِقُوَّتِكَ ، وَأَصْبَحَ ذَنْبي مُسْتَجيراً بِمَغْفِرَتِكَ ، وَأَصْبَحَ وَجْهِيَ الْفانِيَ الْبالِيَ مُسْتَجيراً بِوَجْهِكَ الْباقِي الدَّائِمِ الَّذي لايَبْلى وَلايَفْنى.

    يا مَنْ لايُواريهِ لَيْلٌ داجٍ ، وَلا سَمْاءٌ ذاتُ أَبْراجٍ ، وَلا حُجُبٌ ذاتُ ارْتِجاجٍ (أَتْراجٍ) ، وَلا ماءٌ ثَجَّاجٌ في قَعْرِ بَحْرٍ عَجاجٍ ، يا دافِعَ السَّطَواتِ ، يا كاشِفَ الْكُرُباتِ ، يا مُنْزِلَ الْبَرَكاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ.

    أَسْأَلُكَ يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ ، يا مَنْ بِيَدِهِ خَزائِنُ كُلِّ مِفْتاحٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرينَ الطَّيِّبينَ ، وَأَنْ تَفْتَحَ لي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأَنْ تَحْجُبَ عَنّي فِتْنَةَ الْمُوَكَّلِ بي ، وَلاتُسَلِّطْهُ عَلَيَّ فَيُهْلِكُني ، وَلاتَكِلْني إِلى أَحَدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَيَعْجِزَ عَنّي ، وَلاتَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ ، وَارْحَمْني وَتَوَفَّني مُسْلِماً ، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ ، وَاكْفِني بِالْحَلالِ عَنِ الْحَرامِ ، وَبِالطَّيِّبِ عَنِ الْخَبيثِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    أَللَّهُمَّ خَلَقْتَ الْقُلُوبَ عَلى إِرادَتِكَ ، وَفَطَرْتَ الْعُقُولَ عَلى مَعْرِفَتِكَ، فَتَمَلْمَلَتِ الْأَفْئِدَةُ مِنْ مَخافَتِكَ ، وَصَرَخَتِ الْقُلُوبُ بِالْوَلَهِ ، وَتَقاصَرَ وُسْعُ قَدْرِ الْعُقُولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَيْكَ ، وَانْقَطَعَتِ الْأَلْفاظُ عَنْ مِقْدارِ مَحاسِنِكَ ، وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ إِحْصاءِ نِعَمِكَ ، فَإِذا وَلَجَتْ بِطُرُقِ الْبَحْثِ عَنْ نَعْتِكَ بَهَرَتْها حَيْرَةُ الْعَجْزِ عَنْ إِدْراكِ وَصْفِكَ.

    فَهِيَ تَتَرَدَّدُ فِي التَّقْصيرِ عَنْ مُجاوَزَةِ ما حَدَّدْتَ لَها ، إِذْ لَيْسَ لَها أَنْ تَتَجاوَزَ ما أَمَرْتَها ، فَهِيَ بِالْإِقْتِدارِ عَلى ما مَكَّنْتَها تَحْمَدُكَ بِما أَنْهَيْتَ إِلَيْها ، وَالْأَلْسُنُ مُنْبَسِطَةٌ بِما تُمْلي عَلَيْها ، وَلَكَ عَلى كُلِّ مَنِ اسْتَعْبَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَلّا يَمُلُّوا مِنْ حَمْدِكَ ، وَ إِنْ قَصُرَتِ الْمَحامِدُ عَنْ شُكْرِكَ عَلى ما أَسْدَيْتَ إِلَيْها مِنْ نِعَمِكَ.

    فَحَمِدَكَ بِمَبْلَغِ طاقَةِ جُهْدِهِمُ (حَمْدِهِمُ) الْحامِدُونَ ، وَاعْتَصَمَ بِرَجاءِ عَفْوِكَ الْمُقَصِّرُونَ ، وَأَوْجَسَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ الْخائِفُونَ ، وَقَصَدَ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ الطَّالِبُونَ ، وَانْتَسَبَ إِلى فَضْلِكَ الْمُحْسِنُونَ ، وَكُلٌّ يَتَفَيَّأُ في ظِلالِ تَأْميلِ عَفْوِكَ ، وَيَتَضائَلُ بِالذُّلِّ لِخَوْفِكَ ، وَيَعْتَرِفُ بِالتَّقْصيرِ في شُكْرِكَ.

    فَلَمْ يَمْنَعْكَ صُدُوفُ مَنْ صَدَفَ عَنْ طاعَتِكَ ، وَلا عُكُوفُ مَنْ عَكَفَ عَلى مَعْصِيَتِكَ إِنْ أَسْبَغْتَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ ، وَأَجْزَلْتَ لَهُمُ الْقِسَمَ ، وَصَرَفْتَ عَنْهُمُ النِّقَمَ ، وَخَوَّفْتَهُمْ عَواقِبَ النَّدَمِ ، وَضاعَفْتَ لِمَنْ أَحْسَنَ ، وَأَوْجَبْتَ عَلَى الْمُحْسِنينَ شُكْرَ تَوْفيقِكَ لِلْإِحْسانِ ، وَعَلَى الْمُسي‏ءِ شُكْرَ تَعَطُّفِكَ بِالْإِمْتِنانِ ، وَوَعَدْتَ مُحْسِنَهُمْ بِالزِّيادَةِ فِي الْإِحْسانِ مِنْكَ.

    فَسُبْحانَكَ تُثيبُ عَلى ما بَدْؤُهُ مِنْكَ ، وَانْتِسابُهُ إِلَيْكَ ، وَالْقُوَّةُ عَلَيْهِ بِكَ ، وَالْإِحْسانُ فيهِ مِنْكَ ، وَالتَّوَكُّلُ فِي التَّوْفيقِ لَهُ عَلَيْكَ . فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْحَمْدَ لَكَ ، وَأَنَّ بَدْأَهُ مِنْكَ ، وَمَعادَهُ إِلَيْكَ حَمْداً لايَقْصُرُ عَنْ بُلُوغِ الرِّضا مِنْكَ ، حَمْدَ مَنْ قَصَدَكَ بِحَمْدِهِ ، وَاسْتَحَقَّ الْمَزيدَ لَهُ مِنْكَ في نِعَمِهِ ، وَلَكَ مُؤَيِّداتٌ مِنْ عَوْنِكَ ، وَرَحْمَةٌ تَخُصُّ بِها مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ.

    فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاخْصُصْنا مِنْ رَحْمَتِكَ وَمُؤَيِّداتِ لُطْفِكَ ، بِأَوْجَبِها لِلْإِقالاتِ ، وَأَعْصَمِها مِنَ الْإِضاعاتِ ، وَأَنْجاها مِنَ الْهَلَكاتِ ، وَأَرْشَدِها إِلَى الْهِداياتِ ، وَأَوْقاها مِنَ الْآفاتِ ، وَأَوْفَرِها مِنَ الْحَسَناتِ ، وَأَنْزَلِها بِالْبَرَكاتِ ، وَأَزْيَدِها فِي الْقِسَمِ ، وَأَسْبَغِها لِلنِّعَمِ ، وَأَسْتَرِها لِلْعُيُوبِ ، وَأَغْفَرِها لِلذُّنُوبِ ، إِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ.

    فَصَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ بِأَفْضَلِ الصَّلَواتِ ، وَبارِكْ عَلَيْهِ بَأَفْضَلِ الْبَرَكاتِ ، بِما بَلَّغَ عَنْكَ مِنَ الرِّسالاتِ ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ ، وَدَعا إِلَيْكَ ، وَأَفْصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَيْكَ بِالْحَقِّ الْمُبينِ ، حَتَّى أَتاهُ الْيَقينُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْأَوَّلينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرينَ ، وَعَلى آلِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرينَ ، وَاخْلُفْهُ فيهِمْ بِأَحْسَنِ ما خَلَّفْتَ بِهِ أَحَداً مِنَ الْمُرْسَلينَ بِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    أَللَّهُمَّ لَكَ إِراداتٌ لا تُعارِضُ دُونَ بُلُوغِهَا الْغاياتُ ، قَدِ انْقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجْزِ الْإِسْتِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دُونَ النِّهاياتِ ، فَأَيَّةُ إِرادَةٍ جَعَلْتَها إِرادَةً لِعَفْوِكَ ، وَسَبَباً لِنَيْلِ فَضْلِكَ ، وَاسْتِنْزالاً لِخَيْرِكَ.

    فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، وَ صِلْهَا اللَّهُمَّ بِدَوامٍ ، وَابْدَأْها بِتَمامٍ ، إِنَّكَ واسِعُ الْحِباءِ ، كَريمُ الْعَطاءِ ، مُجيبُ النِّداءِ سَميعُ الدُّعاءِ.(البحار : 402/95 ، عن مهج الدعوات : 153 )

------------------------------------------------------------------

      4) دعاء يوم عيد الفطر المرويّ عن محمّد بن عثمان قدس سره

    دعاء يقرئه مولانا محمّد بن عثمان وكان موجوداً في دفتره ، وفيه أدعية شهر رمضان ، يقرء هذا الدعاء بعد صلاة الصبح في يوم عيد الفطر:

    أَللَّهُمَّ إِنّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامي ، وَعَلِيٍّ مِنْ خَلْفي وَعَنْ يَميني وَأَئِمَّتي عَنْ يَساري ، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذابِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفى لا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ ، فَهُمْ أَئِمَّتي ، فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفي مِنْ عِقابِكَ وَسَخَطِكَ ، وَأَدْخِلْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ.

    أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ مُؤْمِناً مُخْلِصاً عَلى دينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلى دينِ عَلِيٍّ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلى دينِ الْأَوْصِياءِ وَسُنَّتِهِمْ ، آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ ، وَأَرغَبُ إِلَى اللَّهِ تَعالى فيما رَغِبَ فيهِ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالْأَوْصِياءُ.

    وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعاذُوا مِنْهُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ ، وَلا عِزَّةَ وَلا مَنْعَةَ وَلا سُلْطانَ إِلّا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ الْعَزيزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ «فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ»(الطلاق : 3).

    أَللَّهُمَّ إِنّي اُريدُكَ فَأَرِدْني ، وَأَطْلُبُ ما عِنْدَكَ فَيَسِّرْهُ لي ، وَاقْضِ لي حَوائِجي فَإِنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ»(البقرة : 185) ، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ ، بِما أَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَخَصَّصْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ بِتَصْييرِكَ فيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، فَقُلْتَ « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ × تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ × سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»(القدر : 5 - 3).

    أَللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ ، وَلَياليهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وَقَدْ صِرْتُ مِنْهُ يا إِلهي إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي ، وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنْ عَدَدي ، فَأَسْأَلُكَ يا إِلهي بِما سَأَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ.

    وَأَنْ تَتَقَبَّلَ مِنّي كُلَّما تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِتَضْعيفِ عَمَلي ، وَقَبُولِ تَقَرُّبي وَقُرُباتي ، وَاسْتِجابَةِ دُعائي ، وَهَبْ لي مِنْكَ عِتْقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَالْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ فَزَ عٍ ، وَمِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ.

    أَعُوذُ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ ، وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ وَحُرْمَةِ الصَّالِحينَ ، أَنْ يَنْصَرِمَ هذَا الْيَوْمِ ، وَلَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ تُريدُ أَنْ تُؤاخِذَني بِها ، أَوْ ذَنْبٌ تُريدُ أَنْ تُقايِسَني بِهِ ، وَتُشْقِيَني وَتَفْضَحَني بِهِ ، أَوْ خَطيئَةٌ تُريدُ أَنْ تُقايِسَني بِها وَتَقْتَصَّها مِنّي لَمْ تَغْفِرْها لي ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ الْفَعَّالِ لِما يُريدُ ، اَلَّذي يَقُولُ لِلشَّيْ‏ءِ كُنْ فَيَكُونُ ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ .

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِلا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، إِنْ كُنْتَ رَضيتَ عَنّي في هذَا الشَّهْرِ أَنْ تَزيدَني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري رِضاً ، فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنّي في هذَا الشَّهْرِ ، فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّي السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ ، وَاجْعَلْني في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي هذَا الْمَجْلِسِ مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ ، وَطُلَقائِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ، وَسُعَداءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ ، أَنْ تَجْعَلَ شَهْري هذا خَيْرَ شَهْرِ رَمَضانَ عَبَدْتُكَ فيهِ ، وَصُمْتُهُ لَكَ ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ مُنْذُ أَسْكَنْتَني فيهِ ، أَعْظَمَهُ أَجْراً ، وَأَتَمَّهُ نِعْمَةً ، وَأَعَمَّهُ عافِيَةً ، وَأَوْسَعَهُ رِزْقاً ، وَأَفْضَلَهُ عِتْقاً مِنَ النَّارِ ، وَأَوْجَبَهُ رَحْمَةً ، وَأَعْظَمَهُ مَغْفِرَةً ، وَأَكْمَلَهُ رِضْواناً ، وَأَقْرَبَهُ إِلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى.

    أَللَّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضانَ صُمْتُهُ لَكَ ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ حَتَّى تَرْضى وَبَعْدَ الرِّضا ، وَحَتَّى تُخْرِجَني مِنَ الدُّنْيا سالِماً وَأَنْتَ عَنّي راضٍ وَأَنَا لَكَ مَرْضِيٌّ.

    أَللَّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ الَّذي لايُرَدُّ وَلايُبَدَّلُ أَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ تُثيبُ وَتُسَمّي وَتَقْضي لَهُ ، وَتَزيدُ وَتُحِبُّ لَهُ وَتَرْضى ، وَأَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في هذَا الْعامِ ، وَفي كُلِّ عامٍ ، اَلْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ ، اَلمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، اَلْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، اَلْمُتَقَبَّلِ مِنْهُمْ مَناسِكُهُمْ ، اَلْمُعافينَ عَلى أَسْفارِهِمْ ، اَلْمُقْبِلينَ عَلى نُسُكِهِمْ ، اَلْمَحْفُوظينَ في أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ وَذَراريهِمْ ، وَكُلِّ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِمْ.

    أَللَّهُمَّ اقْلِبْني مِنْ مَجْلِسي هذا ، في شَهْري هذا ، في يَوْمي هذا ، في ساعَتي هذِهِ ، مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لي ، مَغْفُوراً ذَنْبي ، مُعافاً مِنَ النَّارِ ، وَمُعْتَقاً مِنْها عِتْقاً لا رِقَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَلا رَهْبَةَ يا رَبَّ الْأَرْبابِ.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فيما شِئْتَ ، وأَرَدْتَ وَقَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وَحَتَمْتَ وَأَنْفَذْتَ أَنْ تُطيلَ عُمْري ، وَأَنْ تُنْسِئَ في أَجَلي ، وَأَنْ تُقَوِّيَ ضَعْفي ، وَأَنْ تُغْنِيَ فَقْري ، وَأَنْ تَجْبُرَ فاقَتي ، وَأَنْ تَرْحَمَ مَسْكَنَتي ، وَأَنْ تُعِزَّ ذُلّي ، وَأَنْ تَرْفَعَ ضَعَتي ، وَأَنْ تُغْنِيَ عائِلَتي ، وَأَنْ تُؤْنِسَ وَحْشَتي ، وَأَنْ تُكْثِرَ قِلَّتي ، وأَنْ تُدِرَّ رِزْقي في عافِيَةٍ وَيُسْرٍ وَخَفْضٍ.

    وَأَنْ تَكْفِيَني ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي ، وَلاتَكِلَني إِلى نَفْسي فَأَعْجِزَ عَنْها ، وَلا إِلَى النَّاسِ فَيَرْفِضُوني ، وَأَنْ تُعافِيَني في ديني وَبَدَني وَجَسَدي وَرُوحي وَوُلْدي وَأَهْلي وَأَهْلِ مَوَدَّتي وَ إِخْواني وَجيراني مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ ، اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَالْإيمانِ ما أَبْقَيْتَني ، فَإِنَّكَ وَلِيّي وَمَوْلايَ ، وَثِقَتي وَرَجائي ، وَمَعْدِنُ مَسْأَلَتي ، وَمَوْضِعُ شَكْوايَ ، وَمُنْتَهى رَغْبَتي.

    فَلا تُخَيِّبْني في رَجائي يا سَيِّدي وَمَوْلايَ ، وَلاتُبْطِلْ طَمَعي وَرَجائي ، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَقَدَّمْتُهُمْ إِلَيْكَ أَمامي ، وَأَمامَ حاجَتي وَطَلِبَتي ، وَتَضَرُّعي وَمَسْأَلَتي ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ ، فَإِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ ، فَاخْتِمْ لي بِهِمُ السَّعادَةَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ.

    زيادة فيه : مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهِمْ ، فَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ وَالْأَمْنِ وَالسَّلامَةِ وَالْإيمانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّضْوانِ وَالسَّعادَةِ وَالْحِفْظِ ، يا اَللَّهُ أَنْتَ لِكُلِّ حاجَةٍ لَنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَعافِنا وَلاتُسَلِّطْ عَلَيْنا أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاكْفِنا كُلَّ أَمْرٍ مِنْ اُمُورِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

    صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَرَحَّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَسَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَسَلَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.(إقبال الأعمال : 580)

 

----------------------------------------------------------------------------

 

   5) دعاء السمات المرويّ عن النائب الثاني محمّد بن عثمان قدس سره

    قال محمّد بن عليّ بن الحسن بن يحيى : حضرنا مجلس محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري الأسدي المنتجي رحمه الله ثمّ قال بعد كلام ذكره : حدّثني أبو عمرو محمّد بن سعيد العمري قال : حدّثني محمّد بن أسلم قال : حدّثني محمّد بن سنان قال : حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي ، وروى الدعاء من مولانا جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام وقال في هذه الرواية : ويستحبّ أن يدعى به آخر نهار يوم الجمعة .

    وقال أبو جعفر الطوسي رضوان اللَّه عليه فيما ذكره : دعاء السمات مرويّ عن العَمري ، ويستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.

    وهذا لفظ الدعاء بالرواية الأولى ، فكأنّها أتمّ إنشاء اللَّه تعالى:

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ ، اَلْأَعَزِّ الأَجَلِّ الْأَكْرَمِ ، اَلَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ ، وَ إِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ بِالرَّحْمَةِ انْفَرَجَتْ ، وَ إِذَا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَ(7) ، وَ إِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ ، وَ إِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ.

    وَبِجَلالِ نُورِ وَجْهِكَ الْكَريمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ ، وَأَعَزِّ الْوُجُوهِ ، اَلَّذي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي بِها تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِكَ وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا.

    وَبِمَشيَّتِكَ الَّتي دانَ لَهَا الْعالَمُونَ ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتي خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً ، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً ، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً ، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً ، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً ، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً ، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً ، وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً لِلشَّياطينِ.

    وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِيَ ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْديرَها ، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْويرَها ، وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً ، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فَأَحْسَنْتَ تَدْبيرَها ، وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ ، وَعَدَدِ السِّنينَ وَالْحِسابِ ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النَّاسِ مَرْأًى واحِداً.

    وَأَسْألُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الْمُقَدَّسينَ ، فَوْقَ إِحْساسِ الْكَرُّوبِييّنَ ، فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ ، فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ في عَمُودِ النَّارِ ، وَفي طُورِ سَيْناءَ ، وَفي جَبَلِ حُوريثَ فِي الْوادِ الْمُقَدَّسِ ، فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ ، وَفي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ.

    وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ ، وَفِي الْمُنْبَجِساتِ الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ في بَحْرِ سُوفٍ ، وَعَقَدْتَ ماءَ الْبَحْرِ في قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ ، وَجَاوَزْتَ بِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا ، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي الْيَمِّ.

    وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ ، اَلْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ ، وَبِمَجْدِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في طُورِ سَيْناءَ ، وَلِإِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، وَلِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بِئْرِ شِيَعٍ ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بَيْتِ إيلٍ ، وَأَوْفَيْتَ لِإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ ، وَلِإِسْحاقَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِحَلْفِكَ ، وَلِيَعْقُوبَ بَشَهادَتِكَ ، وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ ، وَلِلدَّاعينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ.

    وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمَّانِ وَبِآياتِكَ الَّتي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ ، بِآياتٍ عَزيزَةٍ ، وَبِسُلطانِ الْقُوَّةِ ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتي أَقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمينَ.

    وَبِنُورِكَ الَّذي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالْأَنْهارُ ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَناكِبِها ، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها ، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّياحُ في جَرَيانِها ، وَخَمَدَتْ لَهَا النّيرانُ في أَوْطانِها ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتي سَبَقَتْ لِأَبينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.

    وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ، وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ.

    وَبِطَلْعَتِكَ في ساعيرَ ، وَظُهُورِكَ في جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسينَ ، وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصَّافّينَ ، وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحينَ ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتي بارَكْتَ فيها عَلى إِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَبارَكْتَ لِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ في اُمَّةِ عيسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائيلِكَ في اُمَّةِ مُوسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَاُمَّتِهِ.

    أَللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ ، وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، فَعَّالٌ لِما تُريدُ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ.(8)

    × × ×

    وتقول بعده:

أَللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتي لايَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلايَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ ، ] صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَ[افْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلاتَفْعَلْ بي ما أَنَا أَهْلُهُ ، ] وَانْتَقِمْ لي مِنْ ظالِمي ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَهَلاكَ أَعْدائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ[ ، وَاغْفِرْ لي مِنْ ذُنُوبي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ ، وَاكْفِني مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ ] وَجارِ سَوْءٍ وَقَرينِ سَوْءٍ [وَسُلْطانِ سَوْءٍ ، إِنَّكَ عَلى ] كُلِّ شَيْ‏ءٍ[ قَديرٌ ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ.(9)

    ثمّ قل :

أَللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِناءِ وَالثَّرْوَةِ ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرامَةِ ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَعَلى مُسافِرِى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.(10)

    في «جمال الصالحين» ذكر هذا الدعاء :

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الدُّعاءِ ، وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْماءِ ، وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسيرِ وَالتَّدْبيرِ الَّذي لايُحيطُ بِهِ إِلّا أَنْتَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ في عافِيَةٍ ، وَتُهْلِكَ أَعْدائَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأَنْ تَرْزُقَنا بِهِمْ خَيْرَ ما نَرْجُو ، وَخَيْرَ ما لانَرْجُو ، وَتَصْرِفَ بِهِمْ عَنَّا شَرَّ ما نَحْذَرُ ، وَشَرَّ ما لانَحْذَرُ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ.(11)

 

    قال السيّد الأجلّ ابن الطاووس رحمه الله : ورأيت في بعض تفسير كلمات في هذه الدّعوات : أنّ «جبل حوريث» - وقيل : «حوريثا» - هو الجبل الّذي خاطب اللَّه جلّ جلاله موسى عليه السلام في أوّل خطابه ، وتابوت يوسف عليه السلام حمل إلى ناحية جبل حوريثا من ناحية طور سيناء ، و «بحر سوف» بلسان العبريّة «يومسوف» أي بحر بعيد ، و «ساعير» جبل يدعى جبل السّراء كان عيسى عليه السلام يناجى اللَّه جلّ جلاله عليه ، و«جبل فاران» هو الجبل الّذي كان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يناجي اللَّه جلّ جلاله عليه ، وهو قريب من مكّة.(12)

    قال محمّد بن عليّ الراشدي : ما دعوت به في ملمّة ولا مهمّ إلّا رأيت سرعة الإجابة ، ومن اتّخذ هذا الدعاء في كلّ وجه يتوجّه فيه ، أو في كلّ حاجة يقصدها ويجعله أمام خروجه إلى عدوّ يخافه ، أو سلطان يخشاه ، قضيت حاجته ولم يخش أحداً ، ومن لم يقدر على تلاوته ، فليكتبه في رقعة ولتكن معه.

    قال العلّامة الشيخ محمّد باقر البيرجندي رحمه الله في «فاكهة الذاكرين» ما معناه : وفي إجابة الدعاء لا نظير له.

    وذكر المرحوم السيّد محمّد خامنه التبريزي في مجموعة له ما معناه : قرائة دعاء السمات في آخر ساعة من يوم الجمعة ، مجرّبة لقضاء الحوائج ، وخاصّة لدفع العدوّ ، ومن اليقينيّات لا سيّما لو قرئه أربعين يوم جمعة.(13)

-------------------------------------------

7) هكذا وردت هذه الفقرة من الدعاء في كتب الأدعية : «وإذا دعيت به على العسر لليسر تيسّرت» بالتأنيث ، ولكنّه غلط.

    قال الخطيب البارع الحاج الميرزا حسن نجل أمين الواعظين الأردبيلي : زرت المشاهد المقدّسة في العراق وكانت نهاية قصدي من الزيارة التشرّف بلقاء وليّ العصر عجّل اللَّه تعالى له الفرج ، فكنت متشرّفاً بكاظمين وكانت عادتي من سابق الأيّام إلى الحال غسل يوم الجمعة والتشرّف بحرم المطهّر وأداء فريضتي الظهر والعصر وكنت متشرّفاً في الحرم المطهّر حتّى يدخل وقت العشائين لأداء مستحبّات يوم الجمعة ، وكان خروجي من الحرم الشريف بعد أداء العشائين .

    فذهبت في يوم من أيّام الجمعة إلى الحرم المطهّر ، وجلست على طرف الرأس من الإمام الجواد عليه السلام ، واشتغلت بالقرائة حتّى دخل وقت دعاء السمات ، وازدحمت الجماعة لدرك فيوضات الوقت ، وضاق المكان عليّ من الإزدحام ، فشرعت في دعاء السمات مستعجلاً ، فرأيت رجلاً جسيماً جميلاً معمّماً بعمامة بيضاء ، له لحية سوداء مع الإعتدال في القامة واللباس واللحية وعلى خدّه الأيمن خال ، فجلس عندي واستمع دعائي وكان يعلّمني بعض أغلاطي في عبارات الدعاء .

    منها ما قرئت : «و إذا دعيت بها على العسر لليسر تيسّرت» ، فقال : لِمَ تقرء الفعل مؤنّثاً ولا يكون في فاعله تأنيث؟ قلت : لرعاية مجانسة العبارة مع ماقبلها ومابعدها .

    فقال : هذا غلط ولم يكن مقصودي من الكلام الإيراد عليك ولكن شئت أن تعلم ، لأنّك من أهل العلم . فقلت له : شكراً ، فإذا قام فألهمت أن أراه حتّى أعرف أنّه من هو مع هذه الأوصاف ؟ وأنّه كيف جلس عندي مع ضيق المكان عليّ ؟ فتركت الدعاء وقمت لأتفحّص عنه لكي أعرفه ، فتفحّصت عنه مع كمال الجدّ ولكنّه لم أجده .

    فما أتممت الدعاء إلّا مع الأسف والدموع جارية عن عيناي ، ثمّ إنّني إذا خطرت هذه القضيّة على بالي كنت متأسّفاً ، حتّى رجعت إلى وطني ونسيت ما جرى عليّ حتّى مضت عليّ ثلاث سنين .

    فرأيت في عالم الرؤيا أنا في حرم الكاظمين عليهما السلام ، و إمام الجواد عليه السلام يكون جالساً وهو أسمر اللون ، فسئلت عنه عن المسائل المشكلة الّتي نسيت بعضها ، ومن المسائل الّتي حفظتها : قلت له : أنّي كنت دائماً داعياً للَّه تعالى وكنت متوسّلاً بك وبأجدادك الأئمّة الطاهرين للفوض برؤية وليّه المنتظر سلام اللَّه عليه‏ولم يستجب دعائي ؟!

    فقال : ليس الأمر كذلك ، بل قد رأيت الإمام مرّتين ، مرّة في سامرّاء ومرّة اُخرى في حرم الكاظمين عليهما السلام حين كنت جالساً على طرف الرأس وكنت تقرء دعاء السمات ، فجلس عندك الرجل مع الأوصاف الّتي تعلم ، وردّ عليك الفقرة الّتي تقرء : «و إذا دعيت به لليسر تيسّرت» ، وقال لك : لِمَ تقرء الفعل مؤنّثاً وليس في فاعله تأنيث ؟ كان هو إمام زمانك ، فانتبهت من النوم . (العبقريّ الحسان ، المسك الأذفر : 120/1) .

8) البلد الأمين : 134 ، جمال الاُسبوع : 321 ، المصباح : 559 ، مصباح المتهجّد : 416 ، الصحيفة الصادقيّة : 930 .  

9) المجموع الرائق : 258/1 .

10) البحار : 101/90 .  

11) مكيال المكارم : 33/2 .  

12) جمال الاُسبوع : 325 .

13) التحفة الرضويّة : 119 . 

-------------------------------------------------------------------------------------------

 

المصدر : الصحيفة المهدية / الباب الثاني عشر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زيارة : 1009
اليوم : 10281
الامس : 23197
مجموع الکل للزائرین : 128884241
مجموع الکل للزائرین : 89532100