الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الإعتياد بعصر الغيبة

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

الإعتياد بعصر الغيبة

وجواب كل هذه الاسئلة هو أننا قد أعقدنا عصر العيبة وظلمتها والظلم فيها ! فصرنا مجذوبين الى الظلم والظلمة معتادين به , لأن للعادة قدرة قوية تجذب الانسانمن غير قصد الى المحاسن أو المساوئ .

أعتياد الانسان بأي شئ كان يجره اليه كفطرته وطبيعته بحيث كأنه لا ارادة له على خلافة وقد جعل الله تعالى هذه القدرة في العادة حتى تجر الانسان الى المحاسن بغير قصد ومشقة ويجتنب عن أعمال السوء , ولهذه الجهة عد الامام امير المؤمنين العادة طبيعة ثانية للأنسان وقال : «العادة طبع ثان» .( شرح غرر الحكم 1-185 )

هذه الجملة مع أختصارها تشتمل على حقائق مهمة , وبناءا" على ما قاله كما ان الانسان يتحرك لمقتضياته الفطرية الطبيعية كذلك يتحرك الى ما أعتاد عليه .

فعلى الانسان ان يستفيد من هذه القدرة العظيمة في الاهداف الصحيحة العالية ويجتنب ان يلوث نفسه بالعادات السيئة .

مع الاسف ان مجتمع العالمي لعدم وجود القيادة الصحيحة وعدم القدرة على سوق المجتمع نحو الفضائل الاخلاقية والخصال العالية الانسانية قد صار معتادا" بعادات غير صحيحة شخصية واجتماعية .

وللعادات الاجتماعية قدرة أكثر من العادات الشخصية بحيث تقدر أن تجر الانسان بسهولة الى ما أعتاد المجتمع عليه .

ومن العادات السيئة الاجتماعية التي قد أبتلى المجتمع بها وصار أسيرا" في قيودها هي الاعتياد بما يجري على الناس والصبر عليه بحيث لا يتفكر في المستقبل ولا يتأمل في المنجى الجائي ! مع ان رسول الله صلى الله عليه واله وكذا أهل بيته ببياناتهم حول مسألة الانتظار وتشويق الناس اليها قد أعلنوا أنه لا يصح التحرق والصبر عليها وببياناتهم ساقوا الناس الى المستقبل المشرق .

ومع الاسف ان الذين كانت وظيفتهم ان يبينوا هذه المسألة للناس قد قصروا في وظيفتهم ولم يسعوا في الوصول الى المستقبل المشرق فدام عصر الغيبة هكذا !

والى الان نجد ان اكثرية أفراد المجتمع معتادون على الغفلة عن ظهور ولي الله الاعظم ارواحنا فداه وورثوها – بدليل قانون الوراثة – عن اعقابهم وفي النتيجة فمجتمعنا متوقف عن الحركة الى الدرجات العالية , مع ان الانسان اذا ترك عادته الغير الصحيحة وتحلى بالخصال الانسانية يرتقى الى الدرجات العالية .

قال مولانا امير المؤمنين : «بغلبة العادات الوصول الى أشرف المقامات». (شرح غرر الحكم 3-229)

فلابد لمجتمعنا ان يعيش في حالة الانتظار والدعاء لظهور منجى العالم مولانا صاحب الامر عجل الله فرجه ويترك عادته القديمة وهي الغفلة عن وجود ظلمة عصر الغيبة !

ويدعو – من أعماق وجوده – الله تعالى ان يعجل في ظهور الحكومة العادلة المهدوية .

-----------------------------------------

كاتب الموضوع : مسكين مستكين المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)

افتراضي

قديم بتاريخ : 22-Oct-2010 الساعة : 09:58 AM

www.mezan.net

زيارة : 3135
اليوم : 19916
الامس : 83994
مجموع الکل للزائرین : 130811713
مجموع الکل للزائرین : 90747256